رحبوا معي بالسادة النواب

هادي جلومرعي

ما الذي تسطيعون تقديمه لهذا الشعب المسحوق ؟ ايها النواب الجدد؟ لاشئ. لانكم جئتم من حرمان مئات من عقود الذل وعشرات من سنوات السحق وهربتم من احياء وقرى ومدن قتلها العطش والحرمان والبطالة وسوء الطالع وإنقطاع الكهرباء. وجئتم اليوم إلى بحبوحة البرلمان.

انا لا اشعر بشئ من الراحة لوجودكم وأشعر انه ومن عدمه فهو ذاته.

والمشكلة ليست فيكم بالضرورة. فأنتم من ضحايا المشكلة. وهي ليست باشخاص محددين. إنما هي الخربطة التي اصابت العراق. وليس النظام السابق ببعيد عن دائرة الاتهام فهو من هيأ لهذه الفوضى ولهذا الضياع الراتب وقيض اسباب التردي.

والذين جاؤا من بعده افتقدوا الى الذهنية المتقدة والعقلية الواعية وانخرطوا في سلك الباحثين عن المزايا والولاءات ولم ينتبهوا الى خطورة سلوكهم ومايمكن للتشرذم العقائدي والسياسي ان يفعله في البلاد المحطمة والتي تعودت الأذى. بينما هم مؤتمنون على الحاضر والمستقبل وبيدهم مقاليد أمور البلاد والعباد.

كان من اخطائهم الجسيمة انهم استسلموا لغرائزهم وحاجاتهم التي حرمهم منها صدام حسين.

أنا القي باللائمة عليه لأنه حرم الفئات الاجتماعية من الثروات ودفع الشعب الى دائرة الفقر حتى صار الجميع جوعى خائفين منتظرين الفرصة للانقضاض على الوطن وصار همهم لا البناء بل الهدم لانهم لم يعودوا يشعرون بالوطن ولايحسون به سوى ساحة للكسب حتى تحول الى اكثر بلدان الدنيا فسادا بعد 2003. وقبل ذلك كان الفساد في دائرة النظام واتباعه.

لكن التحول الاخير أسهم بجعل الشعب كله في دائرة الفساد وصار يمكن لاي احد ان يتحدى بالقول :ان اي مواطن تمنحه منصبا سيتحول الى لص خطير والدليل ان مصائب الفساد ذهبت في جميع الاتجاهات.

لا أعول بالكثير على حضوركم وأنصحكم ان ترتبوا لعلاقات مميزة مع وسائل الإعلام لتكونوا حاضرين على الشاشات خاصة وإن العديد من الخاسرين مازالوا مصرين على الإدلاء بالتصريحات التي تشبه طنين الذباب.

ما الذي تستطيعون فعله وانتم رهائن كتل سياسية متصارعة على المحاصصة والإذعان لرأي الرئيس والزعيم السياسي؟

لاشئ. بل قد يتلقى أحدكم التوبيخ لانه صرح لوكالة أو لتلفاز بخلاف مزاج الرئيس.

الشعب العراقي من جهته نادم أشد الندم انه ذهب إلى مراكز الاقتراع وصوت في إنتخابات لم تأت بجديد. وله كل الحق فهو محروم مظلوم مهضوم الحقوق.

هل تستطيعون الضغط على مسؤولي الخدمات الذين يصرحون بتحويل العاصمة الى دبي ثانية ويتنقلون من برلين الى ديار بكر للاستفادة من تجربة تلك المدن لتطوير بغداد. وهل لم تكفهم كل هذه السنوات والمليارات ليطوروا العاصمة؟ وهل ترغمون وزيرا على الاستقالة بسبب فشله وقتله لاحلام الناس العاديين في مجال الصحة والتعليم والكهرباء والعمل ؟

هناك العديد من القضايا لن تستطيعوا فعل شئ لمعالجتها. ولكن دعونا نراهن على الوقت والصدفة فلعل حظ هذا الوطن ينقلب من منحوس الى سعيد ويعينكم على التغيير والتاثير.

hadeejalu@yahoo. com

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 15/حزيران/2010 - 30/جمادى الآخرة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م