المسلمون في أمريكا: موجات الاندماج تصطدم بجدار النظرة السلبية

إعداد: صباح جاسم

 

شبكة النبأ: فيما تعهدَ المدعي العام الأمريكي، بأن تقوم السلطات القضائية بملاحقة جرائم الكراهية الموجهة ضد العرب والمسلمين ودَفع مكتب التحقيقات الفيدرالي إلى التركيز على ملاحقة تلك الأفعال غير القانونية والتصدي لها. أثارَ مشروع بناء مسجد ومركز ثقافي إسلامي على مقربة من الموقع الذي ارتُكبت فيه اعتداءات 11 أيلول/سبتمبر 2001 في نيويورك مشاعر الغضب والأمل معاً في مدينة أخشى ما تخشاه وقوع أعمال إرهابية جديدة تحمل بصمات المتشددين الإسلاميين.

وفي غضون ذلك دعت منظمات إسلامية أمريكية إلى تحرك فوري في البلاد، لوقف تصاعد موجة "الإرهاب" بين المسلمين في الولايات المتحدة، على خلفية توقيف خمسة يحملون الجنسية الأمريكية في باكستان بتهمة التخطيط لعمليات توصف بأنها جهادية، وقيام ضابط مسلم بقتل عدد من رفاقه الجنود في قاعدة فورت هوود العسكرية.

في حين تجمّعَ آلاف المسلمين بالقرب من مبنى الكونغرس الأمريكي، بالعاصمة واشنطن كي يؤدوا صلاة الجمعة هناك، في لفتةٍ اعتبرَ منظمو الحدث أنها تهدف إلى "إلهام" الأمريكيين المسلمين وغيرهم، وتوضيح انتمائهم  إلى الولايات المتحدة..

تعهُد بمكافحة جرائم الكراهية

وتعهد المدعي العام الأمريكي، أريك هولدر، بأن تقوم السلطات القضائية في الولايات المتحدة بملاحقة جرائم الكراهية الموجهة ضد العرب والمسلمين والسيخ، ودفع مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI إلى التركيز على ملاحقة تلك الأفعال غير القانونية والتصدي لها.

وقال هولدر، في كلمة ألقاها أمام الاجتماع السنوي للهيئة العربية الأمريكية المناهضة للكراهية، والذي تزامن مع ذكرى الخطاب غير المسبوق الذي وجهه الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى العالم الإسلامي من القاهرة، إن الشرطة تولي حالياً أهمية قصوى للتحقيق في انفجار استهدف أحد المساجد في ولاية فلوريدا.

وذكر هولدر الذي تحدث مساء الجمعة أن الانفجار الذي لم يسفر عن سقوط خسائر بشرية بين 60 شخصاً كانوا يؤدون الصلاة داخل المسجد بات حالياً: "على رأس قائمة الاهتمامات."

ولم ينف هولدر وجود تباعد بين الجاليات الإسلامية والحكومة الأمريكية، قائلاً إنه يسمع دائماً احتجاجات من عرب ومسلمين يستخدمون في خطاباتهم مصطلحات تميّز بينهم وبين النظام الأمريكي الرسمي، داعياً إلى ضرورة الانتقال إلى مرحلة ينتهي معها استخدام تعابير "نحن وهم."

وتجنب هولدر بشكل كامل استخدام كلمة "الإرهاب" في كلمته، بل تطرق إلى دور المسلمين في مواجهة المخاطر التي تتعرض لها الولايات المتحدة عبر الإشارة إلى أن أحد المسلمين هو من نبه الشركة في مدينة نيويورك إلى الدخان المنبعث من سيارة اتضح لاحقاً أنها مفخخة من قبل الباكستاني فيصل شاهزاد، الذي يعتقد أنه على صلة بحركة طالبان. بحسب سي ان ان.

يذكر أن الرئيس الأمريكي كان قد تحدث في الرابع من يونيو/حزيران 2009 في خطاب تاريخي من العاصمة المصرية القاهرة، وتضمن خطابه سبعة محاور رئيسية هي العنف والتطرف، والسلام بين إسرائيل والفلسطينيين والعرب، والمسؤولية المشتركة حيال السلاح النووي، والديمقراطية، وحرية الأديان، وحقوق المرأة، والتطور والفرص الاقتصادية.

"أوقِفوا أسلمة أمريكا" تدعو للاحتجاج..

ودعا مدوّنون محافظون لتنظيم احتجاج على مشروع بناء مسجد بالقرب من "الموقع صفر"، في مدينة نيويورك، الذي كان يضم مركز التجارة العالمي، الذي استهدفته هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001، على الولايات المتحدة.

وقالت جماعة "أوقفوا أسلمة أمريكا"، في موقعها الإلكتروني: "بناء مسجد بالقرب من الموقع صفر، ليست قضية تتعلق بالحريات الدينية، بل هو لرفض محاولة إهانة ضحايا 11/9 وتأسيس جسر للإسلام السياسي والتفوق الإسلامي في نيويورك."

وأضاف المجموعة التي تديرها المدونة ذات التوجه المحافظ، باميلا غيللر: "الموقع صفر هو نصب حرب تذكاري، فاحترموه."

وتشهد مدينة نيويورك الأمريكية جدلاً واسعاً منذ  تقديم مشروع لبناء مسجد يقع على بعد أمتار من ما يعرف بـ"الموقع صفر".

والمسجد هو جزء من مشروع متكامل يحمل اسم "مساكن قرطبة" ويتألف من 15 طابقاً، ويضم أيضاً معارض فنية ومسابح ومراكز رياضية، ولكن الإعلان عنه أطلق العنان لمشاعر متباين بين سكان المنطقة عائلات قتلى الهجوم ممن كانوا في برجي مركز التجارة.

وقدم المشروع من قبل "مبادرة قرطبة" و"الجمعية الأمريكية لتقدم المسلمين" وهما جهتان مستقلتان تعملان لتحسين التفاهم وزيادة الحوار بين الأديان المختلفة، وجرى عرض جانب منه على لجنة استشارية ببلدية منهاتن.

وقال رو شيفي، أحد أعضاء اللجنة ممن حضروا الاجتماع لـCNN: "الأرض ملك أصحاب المشروع والبناء لن يؤثر على طبيعة 'المنطقة صفر' وقد عرضوا المشروع أمامنا بشكل طوعي لإطلاعنا على خططهم وأخذ رأينا بالموضوع."

وكشف شيفي أن المشروع حظي بموافقة جماعية من قبل أعضاء اللجنة، خاصة وأن المنطقة بحاجة لمراكز اجتماعية.

أما ديزي خان، إحدى العاملات على المشروع، فقد وصفت المبنى بأنه مركز يديره المسلمون لكن خدماته ستشمل كل السكان بصرف النظر عن دينهم. وأضافت خان: "هذا المركز سيكون مكاناً يُكرّم فيه الدين الإسلامي والتعددية الموجودة في الولايات المتحدة بوقت واحد.. كما سيكون منصة تعبر من خلالها الغالبية الساحقة من المسلمين عن أفكارهم المعادين للمبادئ المتطرفة.

غضب وأمل في نيويورك..

وأثار مشروع بناء مسجد ومركز ثقافي إسلامي على مقربة من الموقع الذي ارتكبت فيه اعتداءات 11 أيلول/سبتمبر 2001 في نيويورك مشاعر الغضب والأمل معا في مدينة أخشى ما تخشاه وقوع أعمال إرهابية جديدة.

لكن أعمال البناء لم تبدأ بعد في المكان الذي سينفذ فيه المشروع ويبعد حوالى 200 متر من موقع برجي مركز التجارة العالمي حيث قتل ثلاثة الاف شخص في 11 ايلول/سبتمبر 2001. ففي هذا المكان لا يوجد سوى متجر ملابس مهجور.

لكن الإمام فيصل عبد الرؤوف الذي يشرف على المنظمة الاسلامية التي تقف وراء هذا المشروع، يبذل جهودا لكي يتحول الى واقع في قلب منهاتن.

ويقول ان المشروع سيعيد الحياة الى شارع مهجور من شوارع نيويورك ويغير نظرة الاميركيين الى المسلمين. واشار الامام الى ان المشروع ينص على بناء مسجد مع قاعة رياضة ومسرح وربما روضة اطفال.

وصرح رؤوف لوكالة فرانس برس "ليس هناك اي مشروع مماثل في الولايات المتحدة. سيكون مركزا للجميع ولن يكون حكرا على المسلمين".

وبات الرأي العام الأميركي كما أجهزة الأمن توجه أصابع الاتهام أكثر فأكثر إلى المسلمين الأميركيين بإمكان ضلوعهم في أعمال إرهابية.

وحملت محاولة أميركي مسلم من اصل باكستاني تفجير سيارة مفخخة في تايمز سكوير في الاول من ايار/مايو، أعضاء في الكونغرس على اقتراح قانون جديد لإسقاط الجنسية الأميركية عن كل من شخص يشتبه بأنه على علاقة بمنظمات إرهابية.

وتشييد مسجد ومركز وثقافي مسلم في قلب منهاتن قد يساهم بحسب الإمام في حصول تقارب بين العالم الاسلامي والغرب. لكن بسبب المكان الذي سيشيد فيه المشروع على مقربة من الموقع السابق لمركز التجارة العالمي، ينظر اليه على انه استفزاز.

ويقول موقع "نو موسك ات غراوند زيرو" (لا مسجد في الموقع السابق لمركز التجارة العالمي) ان "الفضيحة مستمرة". ويتهم الموقع المعارض للمشروع رؤوف بالسعي الى فرض بناء هذا المسجد فرضا.

كتب مدرسية تعتبر المسلمين عدائيين..

واستنكر مجلس العلاقات الأميركية - الإسلامية وهو مجموعة مسلمة في الولايات المتحدة تدافع عن الحقوق المدنية، تضمّن كتب مدرسية أميركية حول الإسلام مخصصة للأولاد، معلومات مضللة وتحريضية في شأن الإسلام، اذ تصوّر مؤمنيه بأنهم عدائيون ومثيرون للشبهات.

وشرع فرع ولاية بنسلفانيا في المجلس، بحملة توعية عامة ضد كتب «عالم الإسلام» التي تصدرها دار نشر «ميسون كريست». وقال مدير الحقوق المدنية في الفرع معين خواجه ان «موضوع الكتب عموماً، يتمحور حول ان العنف متأصل لدى المسلمين، وأن الإسلام دين من درجة ثانية وأن على المرء الحذر من المسلمين في أي مجتمع»، مضيفاً: هذه الكتب لا تنجز مهمة مدرسة، والتي تتمثل في التعليم.

وأشار خواجه الى ان كتاب «المسلمون في اميركا» يفيد بأن بعض المسلمين بدأوا بالهجرة الى الولايات المتحدة، بهدف تحويل المجتمع الأميركي، وأحياناً من خلال الإرهاب. ولفت الى وضع صورة لفتاتين مسلمتين مبتسمتين ترتديان الحجاب، في صفحة عنوانها «تهديدات أمنية».

وتعاونت دار النشر ميسون كريست في إصدار السلسلة التي تضم 10 كتب ومخصصة للأولاد من عمر 10 سنوات وما فوق، مع معهد بحوث السياسة الخارجية الذي يتخذ فيلادلفيا مقراً له. وأعرب رئيس المعهد هارفي سيشيرمان عن حيرته إزاء رد الفعل على السلسلة، معتبراً ان مثلين أوردهما خواجه، أُخرجا من سياقهما. وقال ان مكان وضع الصورة غير مقصود، مشيراً الى ان كلام الصورة لا يلمّح في أي شكل الى ان الفتاتين تشكلان تهديداً أمنياً. وأقر بأن الاقتباس حول هجرة المسلمين الى الولايات المتحدة دقيق، مستدركاً: «أجل، بعضهم جاء الى الولايات المتحدة لارتكاب أعمال إرهابية، ولا أعلم كيف يمكن شخص ان يجادل حول هذه العبارة».

منظمات إسلامية تطالب بمواجهة تمدد الإرهاب

ودعت منظمات إسلامية أمريكية إلى تحرك فوري في البلاد، لوقف تصاعد موجة "الإرهاب" بين المسلمين في الولايات المتحدة، على خلفية توقيف خمسة يحملون الجنسية الأمريكية في باكستان بتهمة التخطيط لعمليات توصف بأنها "جهادية"، وقيام ضابط مسلم بقتل عدد من رفاقه الجنود في قاعدة "فورت هوود" العسكرية.

وقال تقرير نشره "مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية" إنه على الشرطة تعزيز جهودها من أجل التصدي للنشاطات "الإرهابية"، كما تواجه الجرائم العادية، كما دعا قادة التجمعات الإسلامية إلى مواجهة امتداد التعاليم ووجهات النظر المتشددة، بين أفراد الجاليات المختلفة.

وأضاف التقرير أن "تعزيز التنسيق بين الجاليات والشرطة الأمريكية، سيساعد على رصد بؤر التطرف، ومعالجتها قبل تفاقمها"، إلا أنه لم يخف صعوبة حصول ذلك باعتبار أن "الظروف السياسية الراهنة، تقلص قدرة الشرطة على مراقبة المساجد ودور العبادة والتجمعات، بشكل سري كما يجب أن تفعل."

 وقال حارث تارين، ممثل المجلس في ولاية كولومبيا، إن على المسؤولين المسلمين: "استعادة زمام المبادرة من الذين يحاول تضليل الشبان."بحسب فرانس برس.

وأضاف تارين أن على القيادات الإسلامية التفكير بأساليب "خارجة عن المألوف" لمعالجة الوضع الراهن، من خلال البحث عن طرق للاتصال بالمراهقين المسلمين عبر شبكة الانترنت ومواقع التعارف الاجتماعية.

من جهته، قال معد التقرير، أليخاندرو بوتيل، إن على المسلمين في الولايات المتحدة التعلم من تجربة الجالية الإسلامية في بريطانيا، والتي اكتشفت أن جذور مشاركة بعض أفرادها في هجمات السابع من يوليو/تموز 2005 بلندن تعود إلى مشاكل اجتماعية أخرى، منها الزواج المبكر والعنصرية والإدمان على المخدرات.

وفي سياق متصل، عبرت عائلات خمسة أمريكيين كانت السلطات الباكستانية قد أوقفتهم بتهمة التخطيط للانضمام إلى تنظيمات مسلحة وتنفيذ عمليات توصف بأنها "جهادية" ضد أهداف أمريكية عن "صدمتها" بما جرى، مشددة على ضرورة القيام بتحقيق واسع النطاق لكشف تفاصيل القضية.

وذكرت عائلات المعتقلين الخمسة، وبينهم مصري وأثيوبي وأريتري، في مؤتمر صحفي عقدته بمشاركة ممثلين عن المسجد الذي كانوا يرتادونه في فيرجينيا أن نشاطاتهم داخل المركز الديني الإسلامي كانت "إيجابية وعادية."

105 جرائم ضد مسلمين و1100 ضد يهود..

ومن جهة أخرى قال مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي FBI إن الولايات المتحدة شهدت السنة الماضية أكثر من تسعة آلاف جريمة "كراهية" مدفوعة بالتحيز لدين أو عرق أو جنس ضد آخر، على أن أكثر من نصف تلك الجرائم كانت بخلفيات عنصرية.

وبحسب الأرقام، فإن الجرائم التي طالت مسلمين لم تتجاوز 105 حالات عام 2008، في حين سجلت الجرائم النابعة من كراهية ضد اليهود 1103 حالات.

وقال المكتب إنه من الصعب إجراء مقارنة مع السنوات الماضية لمعرفة اتجاه معدلات جرائم الكراهية، وذلك بسبب طبيعة البيانات المتعلقة بها، والتي تقدمها الولايات بشكل طوعي يتفاوت بين عام وآخر.

ويقسم تقرير FBI الجرائم إلى نوعين، يطال الأول الأفراد، بينما يطال الثاني الممتلكات، وتشير الإحصائيات إلى أن النوع الأول يقع بشكل عام قرب الأماكن السكنية أو في الطرقات العامة، بينما تتركز صور النوع الثاني بتدمير الممتلكات أو تشويهها أو إحداث أضرار فيها، إلى جانب السرقة.

وتمكن FBI من اكتشاف 6300 مجرم ضالع بهذه القضايا، يشكل البيض 61 في المائة منهم، بينما يشكل السود 20 في المائة، ويتوزع الباقي على جنسيات متعددة.

وكانت تقارير أمنية أمريكية أعدها مركز "ساوثرن بوفرتي لو" قد أشارت مؤخراً إلى تزايد في أعداد المجموعات المسلحة والمليشيات اليمينية المسلحة في أمريكا، ونبهت إلى أن تنامي قدراتها قد يهدد بدخول الولايات المتحدة في دوامة من العنف الداخلي "في المستقبل القريب" على حد تعبيرها.

وذكر المركز "أن الأجهزة الأمنية الأمريكية رصدت وجود 50 مليشيا جديدة في البلاد عام 2009، تمارس تدريبات مسلحة، ونقل عن خبير أمني قوله إن مسألة اندلاع عنف وتهديدات بات "مسألة وقت."

ولفت تقرير المركز إلى أن العناصر المسلحة المنضوية في هذه التنظيمات تضم "عناصر قومية" موزعة على حركات لمجموعات شبه مسلحة أو تيارات تعارض دفع الضرائب للحكومة المركزية أو اتجاهات تنادي بـ"السيادة الوطنية."

آلاف المسلمين يقيمون الصلاة في كابتول هيل

وتجمع آلاف المسلمين بالقرب من مبنى الكونغرس الأمريكي، بالعاصمة واشنطن مؤخرا كي يؤدوا صلاة الجمعة هناك، في لفتة اعتبر منظمو الحدث أنها تهدف إلى "إلهام" الأمريكيين المسلمين وغيرهم، وتوضيح انتمائهم  إلى الولايات المتحدة، دون أن يمر الأمر من غير إثارة حفيظة بعض الجهات الدينية بالبلاد.

وفي خطبة الجمعة قال عبد الملك، أحد منظمي الحدث، الذي أطلق عليه اسم "الإسلام على كابيتول هيل،" "إن أمريكا ليست مكانا كاملا وخاليا من العيوب، ولكن دعوني أقول لكم شيئا أخذني وقت طويل قبل اكتشافه وهو أن أمريكا واحدة من أفضل الأمكنة التي يمكن أن يعيش فيها الناس في العالم بأسره."

ورغم عدم إجراء إحصاءات دقيقة، إلا أن منظمي الصلاة كانوا يأملون بأن يصل عدد الحاضرين إلى 50 ألف شخص ظهر الجمعة، والتي جرت تحت مبنى الكونغرس الأمريكي.

وكان عبد الملك قد ذكر في وقت سابق إن هذه المناسبة "ليست مظاهرة، إنها يوم للصلاة والعبادة، فنحن نأمل أن نتمكن من العمل على تحسين أحوال الناس حول العالم،" مضيفا "يمكننا جميعا أن نعمل من أجل المصلحة العامة."

ورأى عبد الملك أن للمسلمين بالولايات المتحدة "مسؤولية فريدة من نوعها،" مشيرا إلى أنه ورفاقه يأملون أن تلهم هذه الصلاة والتجمع، الذي تلاهما حفل استقبال، المسلمين وجميع الأمريكيين، ومؤكدا أن أمريكا لا تزال " منارة للأمل."

وأوضح عبد الملك أنه ورفاقه أخذوا يحضرون ويتناقشون لإطلاق هذا الحدث منذ بضعة أشهر، وأطلقوا موقعا إلكترونيا على الانترنت لدعوة الناس، والذي وصله بحسب المنظمين ما يزيد عن 3 ملايين رسالة غبر الشبكة العنكبوتية.

بالين: الإسلام يشهد حربا داخلية

وقالت المرشحة الجمهورية لمنصب نائب الرئيس الأمريكي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية الماضية، سارة بالين حاكمة ولاية ألاسكا، إن الولايات المتحدة ليست فى حرب مع الإسلام لكن "الحرب" موجودة داخل الإسلام نفسه.

جاءت تصريحات بالين فى كلمتها التى استغرقت 90 دقيقة وألقتها فى مؤتمر مغلق ضم نخبة من رجال الأعمال. وقالت إن "هذه الحرب ـ وهذا هو تعريفها، أنها حرب ـ ليست كما قال البعض، صراع حضارات."

وتابعت فى تصريحاتها التي نقلتها مجلة "فورين بوليسى" الأمريكية فى تقرير لها ، إن "هذه حرب داخل الإسلام، حيث تحاول أقلية صغيرة من القتلة العنيفين فرض رؤاها على الغالبية الكبرى من المسلمين الذين يريدون الشيء ذاته الذي نريده جميعا، وهو فرصة التقدم الاقتصادي والتعليم والفرصة لبناء حياة أفضل لأنفسهم وأهليهم".

وأضافت المرشحة الخاسرة فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية الماضية أن "حقيقة الأمر أن القاعدة وتابعيها قتلوا أعدادا كبيرة من الرجال والنساء والأطفال المسلمين الأبرياء".

وكانت بالين أول امرأة وأصغر شخص يتولى أعلى منصب تنفيذي في ولاية آلاسكا عندما تولت وهي في الـ44 من العمر منصب حاكم آلاسكا شمال غرب الولايات المتحدة.

واختار مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة الأمريكية، السناتور جون ماكين بالين صاحبة السجل المحافظ لتخوض الانتخابات الرئاسية على بطاقته الانتخابية نائبة للرئيس، لكن حملتهما منيت بالفشل في مواجهة المرشح الديمقراطي آنذاك السناتور باراك أوباما ونائبه على بطاقته الانتخابية السناتور جوزيف بايدن.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 8/حزيران/2010 - 23/جمادى الآخرة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م