كأس العالم.. تظاهرة كونية بأبعاد اقتصادية واجتماعية وأمنية

محاذير من الاتجار بالبشر والشغف يصل إلى السجن

 

شبكة النبأ: حذّرَ جاكوب زوما رئيس جنوب أفريقيا كافة الآباء والأمهات وطلب منهم الانتباه الشديد لأولادهم خلال نهائيات كأس العالم لكرة القدم في ظل احتمال تعرضهم للخطف وتهريبهم إلى الخارج من قبل عصابات الاتجار بالبشر.

وتقوم شركات الأمن الخاصة في جنوب أفريقيا على حماية ملايين الأشخاص يوميا، وبينهم رجال الشرطة أنفسهم. وبالمثل يقبل الآلاف من مشجعي كرة القدم الأجانب الآن على هذه الشركات طلبا للحماية خلال بطولة كأس العالم لكرة القدم التي تستضيفها البلاد خلال شهري حزيران/يونيو وتموز/يوليو المقبلين.

وفي هذه الغضون وصلت حمى كأس العالم لكرة القدم إلى نزلاء السجن في جنوب أفريقيا بعدما تم التبرع لواحد من أكثر سجون الحراسة المشددة بعدد من شاشات التلفزيون الضخمة لمتابعة مباريات البطولة.

في حين قدّرَ عدد من البورصات العالمية أسعار المنتخبات الـ 32 المشاركة في نهائيات كأس العالم 2010 في جنوب إفريقيا مؤكدة أن خمسة مليارات يورو (6.14 مليار دولار) ستجري على العشب الأخضر على مدار شهر واحد.

تحذيرات من الاتجار بالبشر..

وفي خطاب بمناسبة توقيع قانون حماية الطفل الجديد قال جاكوب زوما رئيس جنوب أفريقيا ان استضافة بطولة بمثل حجم كأس العالم يمكن أن يشكل فرصة للمجرمين وتحديدا خلال العطلة الطويلة التي ستحصل عليها المدارس.

وستغلق المدارس في جنوب افريقيا ابوابها على مدار الشهر الذي ستقام خلاله البطولة التي ستنطلق في 11 يونيو حزيران المقبل.

واضاف زوما "لن يتمكن كافة اولياء الامور والمشرفين على تربية الاطفال من توفيق عطلتهم مع عطلة المدارس الطويلة. نحث اولياء الامور على الاهتمام بشكل اكبر بابنائهم وضمان حصولهم على الحماية والرعاية طوال الوقت."

وتابع "سيصبح الاطفال الذين سيسيرون بمفردهم في المراكز التجارية واستادات كرة القدم اهدافا لاشخاص يحملون نوايا شريرة."بحسب رويترز.

وتقول الامم المتحدة ان الاتجار بالبشر يدر مليارات من الدولارات سنويا حيث يسقط 79 في المئة من الذين يتعرضون لهذه المشكلة ضحية للاستغلال الجنسي. ويقدر ان ما بين ستة وثمانية الاف شخص يتم بيعهم سنويا نصفهم من الاطفال.

شركات الأمن تربح من خوف الجماهير..

وتقوم شركات الأمن الخاصة في جنوب أفريقيا على حماية ملايين الأشخاص يوميا، وبينهم رجال الشرطة أنفسهم. وبالمثل يقبل الآلاف من مشجعي كرة القدم الأجانب الآن على هذه الشركات طلبا للحماية خلال بطولة كأس العالم لكرة القدم التي تستضيفها البلاد خلال شهري حزيران/يونيو وتموز/يوليو المقبلين.

ومنذ فوز جنوب أفريقيا بحق تنظيم أول بطولة لكأس العالم في القارة السمراء قبل ستة أعوام، وهي تحاول أن تثبت للعالم أنها تستطيع تنظيم بطولة "آمنة".

سبق لجنوب أفريقيا أن استضافت 41 بطولة دولية بنجاح منذ عام 1994، وبينها بطولتا كأس عالم للكريكيت والرجبي. ويرى المنظمون أن هذا الأمر يبرهن على قدرة البلاد على بسط سيادتها الأمنية خلال مثل هذه البطولات العالمية. بحسب فرانس برس.

يقول بيكي سيلي، المفوض العام للشرطة الوطنية في جنوب أفريقيان في ثقة: "سنكون مستعدين لمواجهة أي طوارئ، في الجو، أو البحر، أو في البر".

بيد أن الشك لايزال يراود الفرق الأجنبية والشخصيات المهمة والأطقم الإعلامية التي ستتجه إلى جنوب أفريقيا، حيث يخشون الانضمام إلى قوائم الضحايا التي تضم ، في المتوسط، 50 قتيلا يوميا،أو إلى أربعين شخصا تتعرض سياراتهم للخطف يوميا هناك، مما دفعهم إلى البحث عن شركات الأمن الخاصة طلبا للحماية.

وصرح بوب نيكولز، مؤسس شركة "نيكولز ستاين وشركاه"،أحد أبرز شركات حماية الشخصيات المهمة في جنوب أفريقيا، لوكالة الأنباء الألمانية بالقول: "وصلنا إلى درجة صرنا معها نرد المزيد من الزبائن".

وأوضح نيكولز أن شركته ، التي توفر الحماية الأمنية للدوري الهندي الممتاز للكريكيت وسبق أن عملت في حفلات توزيع جوائز الأوسكار ودورة الألعاب الأولمبية "بكين 2008" ، أختيرت لحماية آلاف الزائرين إلى جنوب أفريقيا بداية من الاثرياء ورجال الأعمال الكبار،وصولا إلى مجموعات تضم ما يصل إلى 50 من حاملي تذاكر الشركات، وأسرهم.

وفي الوقت الذي طلب فيه بعض الزبائن ارتداء قمصان واقية من الرصاص أو الطعن، وهو ماوصف في جنوب أفريقيا بأنه خوف هستيري ، أوصى ستاين بعدم التمادي في الذعر إلى هذه الدرجة، وكذلك الأمر بالنسبة للسيارات المصفحة ، حيث أكد أن هذه إجراءات تطبق في حالات استثنائية ولا يمكن اعتبارها قاعدة.

ويبرر جاي نيكولز، الرئيس التنفيذي لشركة "باسكو" للامن، والتي تسهم أيضا في توفير الامن خلال المونديال: "إذا كانت الخطورة كبيرة لدرجة أنك تحتاج ارتداء قميص واق من الرصاص، علينا أن نسأل أنفسنا حينها لماذا نذهب إلى هذا المكان الخطير من الأساس؟".

وقال نيكولز، البريطاني الأصل،: "لدينا ما يزيد على مئة مجموعة" فقائمة زبائن شركته تضم الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، وعددا من الفرق الإعلامية الأجنبية والشخصيات المهمة ، حيثتتراوحمطالبهم بينالحراسة الأمنية وتوفير سائقين بارعين في فنون المراوغة، وبين الحرس الخاص والفرق سريعة الاستجابة التي يمكن استدعاؤها بمجرد الضغط على "زر جهاز الخوف".

منتخب كولومبيا يتعرض للسرقة..

وتعرضَ المنتخب الكولومبي لكرة القدم المتواجد حاليا في جنوب إفريقيا إلى عملية سرقة جديدة، وذلك أثناء تواجده هناك للعب بعض المباريات الودية بالرغم من عدم مشاركته في بطولة كأس العالم والتي تنطلق بتاريخ 11 يونيو.

وقد كشفت السلطات في حنوب إفريقيا عن حادثة السرقة التي تعرض لها المنتخب، والتي تثير مخاوف عدة بشأن درجة الأمان الذي تتمتع به جتوب إفريقيا، لاسيما وأنها ستحتضن أهم مسابقة كروية في العالم، إذ بدأت الفرق المشاركة فيها بالوصول إلى مكان الحدث. بحسب فرانس برس.

ولا تعتبر هذه الحادثة الأولى من نوعها، فقد سبق وأن تعرض المنتخب المصري لكرة القدم للسرقة أيضا هناك، وذلك أثناء مشاركته في بطولة كأس العالم للقارات العام الماضي.

ولا ينسي أحد واقعة سرقة متعلقات المنتخب المصري في جنوب أفريقيا أيضا وقت مشاركته في بطولة كأس العالم للقارات العام الماضي.

وذكرت تقارير إخبارية أن ما يعادل 2100 يورو "اختفت" من غرف لاعبي منتخب كولومبيا. وألقت السلطات القبض على اثنين من موظفي الفندق الواقع في شمال مدينة جوهانسبرج، للاشتباه في صلتهما بعملية السرقة.

أحذية الملاعب.. من الملك هنري إلى رونالدو

من جانب آخر، قطعت الأحذية الرياضية الخاصة بكرة القدم "البوط" مسافة طويلة منذ أول حذاء رياضي انتعله الملك هنري الثامن وحتى نجوم الكرة الحاليين أمثال كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي.

حالياً، وبعد مرور نحو 500 عام على صناعة أول حذاء رياضي، ثمة ثلاث شركات أكثر شهرة من غيرها في مجال تصنيع الملابس والتجهيزات الرياضية المختلفة، اثنتان منها ألمانيتان، هما "أديداس" و"بوما" وثالثة أمريكية هي "نايك"، غير أن هذا لا يعني عدم وجود شركات أخرى في عالم الرياضة.

ويمكن القول إن أقدم حذاء رياضي معروف كان للملك هنري الثامن الذي دفع 4 شلنات، أو ما يعادل 1.35 دولاراً، مقابل زوج الأحذية الرياضية المصنوع من الجلد المصمم خصيصاً له، وعثر عليه في خزانته عندما توفي في العام 1547. بحسب سي ان ان.

وبالمقارنة، فإن حذاء رياضياً صنعته شركة نايك، وأطلقت عليه اسم "ميركوريال فابور سوبرفلاي 2" يعد أغلى الأحذية الرياضية ثمناً في سوق المفرق حالياً، ويصل سعره إلى 400 دولار.

وفي حين أن حذاء الملك هنري صنع من الجلد الخشن والقاسي ليتناسب مع اللعبة العنيفة التي لم تكن تحكمها أي قوانين كما كان عليه الحال في القرن السادس عشر، فإنه يبدو بعيداً كل البعد عن الأحذية الرياضية الحديثة التي تتسم بخفة الوزن ونعومتها وانسيابيتها.

وتعتبر شركة نايك أن الأحذية الرياضية المعاصرة، التي تصنعها تجعل من لاعب الكرة السريع أكثر سرعة وأنها تعمل على تغيير اللعبة نفسها.

جاء التحول في صناعة الأحذية الرياضية الخاصة بكرة القدم في عقد الثمانينيات من القرن التاسع عشر، عندما بدأ وضع البراغي في أسفل الحذاء ليساعد اللاعبين على التعامل مع الأرضيات الطينية للملاعب.

وفي العام 1948، أدى انفصال الأخوة داسلر في مصنع الأحذية "داسلر بروذر شو فاكتوري" إلى ظهور شركتي "أديداس" و"بوما"، وظلت الشركتان تهيمنان على عالم صناعة الأحذية الرياضية حتى عقد الثمانينيات من القرن العشرين، عندما ظهرت شركة "نايك".

وزعمت شركتا أديداس وبوما أنهما تقفان وراء تطوير الحذاء الرياضي ذي البراغي غير الفولاذية. إذ تقول شركة أديداس، وبالمناسبة اسمها مشتق من الاسم الأول لمؤسس الشركة، أدولف، واسم العائلة، داسلر، إنها ساعدت ألمانيا في إحراز بطولة كأس العالم عام 1954 عندما سقطت الأمطار قبل المباراة النهائية أمام المجر، غير أن شركة بوما تصر على أنها أدخلت الحذاء الرياضي ذي البراغي القابلة للتغيير قبل ذلك بسنوات.

وبعد عقدين تقريباً، وجهت شركة بوما ضربة قوية بتوقيعها عقداً مع أعظم لاعب في العالم آنذاك، بيليه، مقابل 125 ألف دولار. 

وفي مباراة الافتتاح لبطولة كأس العالم عام 1970، طالب الأسطورة بيليه من الحكم تأخير انطلاقة المباراة حتى يتمكن من ربط حذائه الرياضي، وهي إيمائة ذات قيمة كبيرة لشركة بوما خصوصاً وأن كافة كاميرات التلفزة كانت تسلط عدساتها على حذاء بيليه.

كذلك كان الأسطوري الأرجنتيني دييغو ماردونا ينتعل أحذية بوما خلال مباريات الأرجنتين. غير أن أديداس رسخت مكانتها على رأس الشركات المصنعة للأحذية الرياضية بفضل لاعبين أقل شهرة من بيليه ومارادونا.

فقد خرج اللاعب الجنوبي إفريقي كريغ جونستون والذي تقاعد مبكراً للعناية بشقيقته المريضة بفكرة إضافة رقعة مطاطية على الحذاء من الخارج، الأمر الذي ساهم بالتحكم بالكرة ومنحها حركة منحنية أثناء ركلها بقوة.

في العام 1998، ظهرت نايك بقوة بعد أن برز النجم البرازيلي، رونالدو الذي كان خير ممثل لهذه الشركة، وتلاه البرتغالي كريستيانو رونالدو، الذي يعد أغلى لاعب على سطح الارض. على أن أديداس تظل ملكة الميدان، حيث بلغت حصتها وحدها في سوقي أمريكا الشمالية وألمانيا أكثر من 50 في المائة.

على أن نايك تظل الأولى في الولايات المتحدة، رغم أن قمصان اللاعبين والكرات هي الأكثر مجالا لتحقيق العائد المادي المجزي للشركات الرياضية.

الشغف بكأس العالم يصل إلى السجن..

ووصلت حمى كأس العالم لكرة القدم إلى نزلاء سجن في جنوب افريقيا بعدما تم التبرع لواحد من أكثر سجون الحراسة المشددة بعدد من شاشات التلفزيون الضخمة لمتابعة مباريات البطولة.

وقال ماجنوس متشونجوزي المسؤول في شركة اريكسون جنوب افريقيا وهي وحدة من مؤسسة اريكسون السويدية "اذا ارتكبت جريمة للمرة الاولى... فان ذلك لا يعني انك ستكون شخصا سيئا طوال عمرك."

وتبرعت الشركة بأجهزة تلفزيون وأجهزة عرض ومعدات مسرح منزلي لسلطات سجن ليوكوب كي يتمكن النزلاء من مشاهدة مباريات البطولة التي تستضيفها جنوب افريقيا لمدة شهر وتنطلق يوم 11 يونيو حزيران الجاري.

6.14 مليار دولار تجري في ملاعب جنوب إفريقيا

ومن جانب مالي، قدّرَ عدد من البورصات العالمية أسعار المنتخبات الـ 32 المشاركة في نهائيات كأس العالم 2010 في جنوب إفريقيا مؤكدة أن خمسة مليارات يورو (6.14 مليار دولار) ستجري على العشب الأخضر على مدار شهر واحد.

وتقام مباراة افتتاح المونديال في 11 يونيو/حزيران القادم بين منتخب جنوب إفريقيا الدولة المضيفة ومنتخب المكسيك.

وذكرت صحيفة "الوطن"، أن التقارير الاقتصادية العالمية كانت قد أشارت إلى أن أسعار المنتخبات المشاركة تتجاوز الخمسة مليارات يورو وفقاً لأسعار النجوم في بورصة الانتقالات.

وجاء المنتخب الإسباني في الصدارة حيث قدرت قيمة لاعبيه بـ565 مليون يورو (نحو 694 مليون دولار)، تلاه المنتخب البرازيلي ثانياً، ثم الإنجليزي ثالثاً، فيما جاء المنتخب الجزائري ممثل العرب الوحيد في المونديال في المركز الـ26، وتذيل القائمة منتخبا نيوزلندا وكوريا الشمالية.

وذكرت الصحيفة السعودية اليومية، أنه على مستوى المجموعات تعد المجموعة السابعة الأغلى كأغلى المجموعات بقيمة مليار و50 مليون يورو، فيما حلت المجموعة الثالثة التي يلعب فيها المنتخب الجزائري في المركز قبل الأخير بقيمة 595 مليون يورو.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 6/حزيران/2010 - 21/جمادى الآخرة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م