امة اقرأ، لا تقرأ... بالأرقام

الفجوة الثقافية بين العرب والغرب

إعداد: محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: يبدو أن العرب عامة والمسلمين تحديدا يعانون من مشكلة ذاتية مع القراءة، سيما إن اغلبهم عازفا عن العلم والثقافة والأدب، على الرغم من توافر الظروف البيئية والاجتماعية الملائمة والمحفزة على القراءة والاطلاع.

حيث أظهرت التقارير والدراسات الميدانية الى احتلال امة اقرأ في تصنيف الأمم الراعية للكتاب درجات متدنية جدا لا تستحق المقارنة مع اغلب دول العالم، سيما فيما يتعلق بعدد الكتب المطبوعة والأعمال المنشورة، في إشارة واضحة الى تدني عدد القراء بشكل معيب في مجتمعاتنا العربية.

هذه الأرقام في هذا الملف تسلط الضوء على الفجوة الثقافية الكبيرة وتكشف عن اسباب التخلف في عالمنا العربي وعن سر التطور العلمي والتكنولوجي في الغرب.

- إجمالي الكتب التي نشرت في العالم العربي في عام 2007 بلغت 27809 كتب، تمثل 15% من العلوم والمعارف المختلفة ، و65% في الأدب والأديان والإنسانيات إلى.

- هناك كتاب يصدر لكل 12 ألف مواطن عربي، بينما هناك كتاب لكل 500 إنكليزي، ولكل 900 ألماني، أي أن معدل القراءة في العالم العربي لا يتجاوز 4 في الــمائة من معدل القراءة في إنكلترا. إن كل 300 ألف عربي يقرءون كتاباً واحداً، ونصيب كل مليون عربي هو 30 كتاباً.

-في دولة المغرب يصل عدد دور النشر الى 32 داراً، 18 منها بالدار البيضاء و8 بالرباط واثنتان في مراكش ووجدة وواحدة في طنجة والقنيطرة. ويصدر عن هذه الدور حاليا 1000عنوان سنويا في مقابل 3000 عنوان في لبنان البلد الأصغر مساحة وأقل كثافة سكانية من المغرب، وتطبع من كل كتاب 3000 نسخة ولا تباع منه إلا 2000 نسخة في ظرف ثماني سنوات. وهناك 632 نقطة لبيع الكتب بالمغرب بما فيها من أكشاك ومكتبات. وتوجد 150 مكتبة بالمدن الكبرى.

- اليابان تترجم حوالي 30 مليون صفحة سنوياً. في حين أن ما يُترجم سنوياً في العالم العربي، هو حوالي خُمس ما يترجم في اليونان. والحصيلة الكلية لما ترجم إلى العربية منذ عصر المأمون إلى العصر الحالي 10.000 كتاب؛ وهي تساوي ما تترجمه أسبانيا في سنة واحدة. وفي النصف الأول من ثمانينات القرن العشرين، كان متوسط الكتب المترجمة لكل مليون، على مدى خمس سنوات هو 4.4 كتاب (أقل من كتاب لكل مليون عربي في السنة) بينما في هنغاريا كان الرقم 519، وفي أسبانيا 920.

- العالم العربي يصدر حوالي 1650 كتاب سنوياً، أما في دول الغرب لاسيما أمريكا فانها تصدر ما يقارب 85 ألف كتاب سنوياً، وهذا يؤكد ان القراءة مرتبطة بوعي الشعوب الى درجة كبيرة.

- أن أكثر من نصف السكان الأمريكيين البالغين (113 مليوناً) مارسوا القراءة خلال الشهور ال12 لعام  2008، وازداد العدد الإجمالي لقراء الأدب بشكل كبير فصار هناك نحو 16.6 مليون قارئ أدبي جديد بين البالغين في حين كان قد انخفض في المسح السابق 4.1 ملايين على الرغم من الزيادة المهمة في عدد سكان الولايات المتحدة، كما أن نسبة البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 - 24 سنة الذين يقرؤون الأدب زادت بنحو 3.4 ملايين قارئ إضافي.

- تكشف أحدث الإحصاءات في هذا الشأن أن الأوربي يقرأ بمعدل 35 كتابا في السنة والإسرائيلي 40 كتابا في السنة، أما العربي فإن 80 شخصا يقرأون كتابا في السنة.

- كتاب واحد يصدر لكل 350 ألف مواطن عربي، في حين أن النسبة في أوروبا هي كتاب واحد لكل 15 ألف أوروبي.

- كل 20 مواطن عربي يقرأ كتابا واحدا بينما يقرأ كل مواطن بريطاني 7 كتب وكل يهودي إسرائيلي 7 كتب وكل مواطن أمريكي 11 كتابا.

- إن عدد الكتب التي تُرجمت إلى العربية منذ ثلاثة قرون (1970-2000) وصل إلى 6881 كتابا، وهذا ما يعادل ما نقل إلى اللغة الليتوانية التي يبلغ عدد الناطقين بها قرابة أربعة ملايين إنسان فقط.

- عدد النسخ من الكتب المطبوعة في الدول العربية يتراوح بين 1000-5000 نسخة مقابل 85 ألف نسخة في الدول الغربية.

- 400 كتاب هو حجم الكتب المخصصة سنويا للطفل العربي، مقابل 13260 كتاب للطفل الأمريكي، و5838 كتاب للطفل البريطاني، و2118 كتاب للطفل الفرنسي، و1485 كتاب للطفل الروسي.

- مداولات سوق الكتاب العربي بيعا وشراء لا تتجاوز 4 مليون دولارا أمريكيا سنويا، في حين يصل هذا الرقم في دول الاتحاد الأوروبي إلى 12 مليار دولار.

- إحصائيات عام 1996 أشارت إلى أن كل ما تطبعه الدول العربية والبالغ عدد سكانها 260 مليون نسمة لا يصل إلى نصف ما تنشره دولة إسرائيل التي لا يتجاوز عدد سكانها 6 ملايين نسمة.

- معدل نشر الكتب في المنطقة العربية هو 1% فقط، أي ما يعادل ثلاثين كتابا لكل مليون مواطن عربي، بينما يختلف هذا المعدل كليا في أوروبا وأمريكا حيث تصل معدلات نشر الكتب في الأولى إلى 584 وفي الثانية إلى 212 لكل مليون ساكن.

في ختام هذا التقرير الموجز نترك للقارئ العربي الحكم على واقع مجتمعاتنا المضني، التي لا تزال تتغنى بأمجاد سالفة غير دافعة، لم تغني خلفها أو تحثهم على الارتقاء الى مصاف المجتمعات الغربية في اهتماماتها الثقافية والعلمية على اقل تقدير، أملا أن يتمعن الجميع في ما يمثله خطر هذا الواقع المتخلف.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 3/حزيران/2010 - 18/جمادى الآخرة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م