
شبكة النبأ: بوقائع ميدانية اثبت أعتا
جهاز استخباراتي في العالم انه يمر بأزمة تكاد تكون غير مسبوقة في
الإدارة أو التعاطي مع بعض التهديدات الأمنية المحتملة، خصوصا بعد
التراجع المستمر والملحوظ في العمليات الوقائية والاستباقية على حد
سواء.
ويرجع الكثير من المحللين ذلك الى تخبط وإرباك إداري تعود أسبابه
الى تفاقم الصراع بين قيادات الأجهزة المذكورة على الصلاحيات الممنوحة.
فلم يعد من الأسرار ان الصراع الداخلي بين وكالات الاستخبارات
الأميركية ليس امرا جديدا، إلا إن التطور الناشئ فيه برأي المطلعين هو
انحياز البيت الأبيض الى وكالة الاستخبارات المركزية، ما شكل ضربة
لمدير الاستخبارات الوطنية بلير الذي كان استخدم مسألة سلطة التعيين
لاختبار مدى قوة مكتبه الذي أنشئ العام 2004 لتنسيق التعاون وتعزيزه
بين الأجهزة المتعددة في مجال الاستخبارات.
واعتبر محللون تجدد النزاع دليلا على ان الإصلاح الشامل الذي تم قبل
خمس سنوات لم ينه التنافس القائم منذ فترة طويلة.
رصد الإخفاقات
فقد أصدر مجلس الشيوخ الأمريكي تقريرا قال فيه ان أجهزة المخابرات
ومكافحة الإرهاب الأمريكية أخفقت في منع حدوث محاولة لتفجير طائرة ركاب
أمريكية يوم عيد الميلاد وأرجع ذلك الى أخطاء بشرية وفنية.
ونشرت لجنة المخابرات في مجلس الشيوخ ملخصا لتقرير سري وقع في 55
صفحة تحدث بالتفصيل عن جوانب الفشل في عمل مكتب التحقيقات الاتحادي
ووزارة الخارجية التي سمحت للنيجيري عمر الفاروق عبد المطلب بالقيام
بمحاولة لتفجير طائرة ركاب أمريكية استقلها من امستردام في رحلة
لديترويت.
وتحدث التقرير عن أخطاء بشرية ومشاكل فنية وعوائق متكررة وسوء تقدير
وأوليات متضاربة كأسباب مكنت عبد المطلب من الافلات من عمليات تفتيش
والصعود الى الطائرة وقد خبأ شحنة ناسفة في ملابسه الداخلية.
وتمكن ركاب الطائرة وطاقمها من التغلب على عبد المطلب ووجهت له
محكمة امريكية اتهامات بالتامر. وبعد المحاولة الفاشلة شددت السلطات
الامريكية اجراءات الامن مجددا وأدخلت اصلاحات على عمليات المخابرات.
بحسب رويترز.
وقال السناتور كيت بوند أكبر عضو جمهوري في اللجنة "لا يمكننا
الاعتماد على مجرد الحظ او على ان الارهابيين غير اكفاء وان نطلب من
المواطنين العمل على الحفاظ على سلامة اسرنا. من المحتم اجراء تغييرات
لمنع تكرار هذا النوع من الاخفاقات المخابراتية في المستقبل." وأصدرت
اللجنة مجموعة من التوصيات.
وقالت السناتور ديان فينستاين رئيسة اللجنة "من المهم تطبيق هذه
الاصلاحات سريعا لمنع هجمات مستقبلية للقاعدة والجماعات التابعة لها
والجماعات الارهابية الاخرى."
استقالة المدير
من جهته أعلن مدير الاستخبارات الاميركية دنيس بلير استقالته من
منصبه، في اول استقالة في صفوف كبار مسؤولي ادارة الرئيس الاميركي
باراك اوباما وذلك بعد سلسلة اخطاء سجلت لدى هذه الاجهزة وتوترات
داخلية.
وقال بلير الذي ينسق عمل 16 وكالة حكومية تضم حوالى 200 الف شخص
وتبلغ موازنتها 75 مليار دولار في بيان "لقد ابلغت الرئيس بكل اسف انني
سأستقيل من منصبي كمدير للاستخبارات".
واضاف "لم يكن لدي شرف او سعادة اعظم من ادارة عمل الرجال والنساء
الوطنيين والموهوبين جدا في اجهزة الاستخبارات".
وتابع "لقد عملتم يوميا بدون كلل لتامين الدعم الاستخباراتي لحربين
ولمنع هجوم على وطننا".
واصدر الرئيس الاميركي باراك اوباما بيانا اشاد فيه "باداء بلير
اللافت" مؤكدا ان مدير الاستخبارات انجز مهمته على راس الاستخبارات
الاميركية "بكل نزاهة وفاعلية" مشيدا "بوطنيته".
لكن شائعات كثيرة سرت في الاشهر الماضية اشارت الى ان الاميرال
المتقاعد بلير قد يكون فقد ثقة البيت الابيض.
وقال مسؤول في الادارة الاميركية رافضا الكشف عن اسمه انه تم اختيار
"عدة مرشحين اقوياء" لكي يتولى احدهم هذا المنصب خلفا له.
وتاتي استقالة بلير في اثر فترة اضطراب شديد شهدتها اجهزة
الاستخبارات الاميركية لا سيما بعد عملية القتل في فورت هود في تكساس
في تشرين الثاني/نوفمبر والاعتداءين اللذين تم احباطهما على متن طائرة
في يوم عيد الميلاد وفي ساحة تايمز سكوير في نيويورك في 1 ايار/مايو.
وقد تم تسيلط الضوء على خلل خطير في عمل اجهزة الاستخبارات
الاميركية في تقرير حول محاولة الاعتداء في يوم عيد الميلاد.
والى جانب الاخفاقات الاخيرة لاجهزة الاستخبارات الاميركية فان
استقالة بلير يمكن ان تثير نقاشا حول اسس خلق هذا المنصب الذي تم في
العام 2004 بعد فشل الأجهزة في قضية اسلحة الدمار الشامل التي لم يعثر
عليها في العراق.
وخلق هذا المنصب لكي تكون هناك ادارة موحدة وقوية لبيروقراطية واسعة
جدا ولضمان التنسيق بين الاجهزة التي كانت تتنافس في ما بينها في بعض
الاحيان، لكن في المقابل فان مدير هذه الاستخبارات لم يحظ ابدا بسلطة
مباشرة على الاعضاء ولا على موازنة مختلف الاجهزة ولا على مهمات التجسس
التي تقوم بها وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية.
وفيما كان بلير يسعى للحصول على سيطرة اكبر على وكالة التجسس
الشهيرة لانغلي (فيرجينيا، شرق) لا سيما حول الضربات التي تقوم بها
الطائرات الاميركية بدون طيار في باكستان، حسم البيت الابيض الامر في
نهاية كانون الاول/ديسمبر لصالح وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية
وابقى سلطتها المباشرة على المهمات السرية التي تجري في الخارج بحسب
الصحافة الاميركية.
واستهجن عدة اعضاء جمهوريين في الكونغرس استقالة بلير منتقدين ادارة
اوباما في مجال معالجتها شؤون الامن القومي.
وقال السناتور الجمهوري كيت بوند لشبكة "سي ان ان" ان "مدير
الاستخبارات الاميركية لم يحظ ابدا بالسلطة او الدعم اللازمين لدفع
الأمور قدما" مشيرا الى ان "حروبا داخلية" كانت وراء قرار بلير
الاستقالة.
صراع القادة
وابرز اسباب استقالة بلير حسب المتابعين يعود الى الصراع داخل
الأجهزة الاستخباراتية الاميركية، ويتركز وفق جريدة " واشنطن بوست" حول
من يستحوذ على سلطة تعيين رؤوساء المحطات الاستخباراتية في الخارج هل
مدير الاستخبارات الوطنية دينيس بلير ام مدير " السي آي ايه" ليون
بانيتا. وقال مراقبون ان مناخ العلاقة المتوتر بين الاثنين دفع بلير
الى الاستقالة من منصبه.
وكان بلير وفق المصادر اصدر مذكرة سرية في مايو الماضي تفيد بأن
مكتبه سيكلف بتعيين مسؤولي محطات التجسس في كل بلد ،غير انه بعد يوم
واحد ارسل بانيتا مذكرة تبلغ موظفي "السي اي ايه " بتجاهل رسالة بلير.
واعتبر محللون تجدد النزاع دليلا على ان الاصلاح الشامل الذي تم قبل
خمس سنوات لم ينه التنافس القائم منذ فترة طويلة داخل الاجهزة
الاستخباراتية الاميركية او يحدد بوضوح مسؤوليات ومراتبية القيادات.
الا ان الحقيقة هي انه وعلى مدى عقود كان مسؤولو محطات " السي آي
ايه" في السفارات الاميركية في العالم مكلفين بادارة العمليات السرية
وعقد اجتماعات منتظمة مع رؤساء اجهزة الاستخبارات الاجنبية.
ويرى المحلل ديفيد اغناتيوس " ان المشكلة الحقيقية هنا تكمن في
عملية اعادة التنظيم الاستخباراتي التي خلقت منصب مدير الاستخبارات
الوطنية " مشيرا الى " ان الهدف كان تجنب نمط الاخفقات الاستخبارية
التي انتجت هجمات 11 سبتمبر 2001" واصفا ذلك بأنه " كان فكرة سيئة منذ
بدايتها كونها ادت الى انشاء مستويات بيروقراطية جديدة غير ضرورية"
محذرا " ليس بوسع وطننا تحمل تبعات هذه الحرب الدائرة على السيطرة و
النفوذ بعد الان".
تراجع دور متعاقدين
في سياق متصل قال وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس انه يراجع دور
متعاقدين في جمع معلومات الاستخبارات بعد مزاعم بأن بعضهم تعقبوا
متشددين وقتلوهم في افغانستان وباكستان.
واعلن البنتاجون انه يجري تحقيقا بشأن "مزاعم خطيرة" عن موظف في
وزارة الدفاع الامريكية من المحتمل انه قام سرا بتحويل أموال الى عملية
تجسس غير مأذون بها وتهدف الى ايذاء متشددين.
ولم يعقب جيتس على تلك المزاعم لكنه تساءل بوجه عام عن السماح
لمتعاقدين بجمع الاستخبارات في ميدان القتال وقال "بصراحة تامة فإنني
من حيث المبدأ تساورني مخاوف في هذا الشأن."
واستدرك بقوله "لكني ليس لدي معلومات كافية لأعرف هل حدث ذلك وان
كان قد حدث هل كانت في هذا الأمر قيمة مضافة."
وتركزت المزاعم التي كشفت تفاصيلها أول مرة صحيفة نيويورك تايمز على
مايكل فورلونج الذي قالت الصحيفة انه استأجر متعاقدين من شركات حراسة
خاصة تستخدم موظفين سابقين في وكالة المخابرات المركزية الامريكية (سي.اي.ايه)
والقوات الخاصة.
وقالت تايمز ان المتعاقدين جمعوا معلومات عن مخابئ المتشددين
المشتبه بهم ومكان مخيمات المتمردين.
وقال مسئولون لم يكشف عن أسمائهم للصحيفة ان هذه البيانات ارسلت الى
وحدات عسكرية ومسئولي استخبارات لاحتمال القيام بأعمال قاتلة في
أفغانستان وباكستان.
وقال جيتس "فيما يتعلق بدور المتعاقدين فان هذا امر اريد ان اعرف
عنه المزيد ولكننا نجري مراجعات وتحقيقات لنعرف القصة وللوقوف على
الحقائق." واضاف قوله "واذا اقتضى الامر اجراء بعض التغييرات فسوف نفعل."
بحسب رويترز.
وكان فورلونج قال في مقابلة مع صحيفة امريكية هي سان انطونيو اكسبرس
نيوز ان برنامجه المتوقف الان جرى بتفويض كامل من الجيش الامريكي.
وأقر الجيش الامريكي بان فورلونج موظف مدني في مركز حرب العمليات
والمعلومات المشتركة ومقره تكساس في القيادة الاستراتيجية الامريكية.
وقال المركز في موقعه على شبكة الانترنت انه يستخدم المعلومات "اداة
في تغيير المواقف او المفاهيم."
نساء أفغانستان
فيما يقترح محلل لدى وكالة الاستخبارات الاميركية (سي آي ايه) تشجيع
النساء الافغانيات على الحديث عن خوفهن من عودة الطالبان للحصول على
المزيد من الدعم الاوروبي ولا سيما الفرنسي لمهمة حلف شمال الاطلسي في
افغانستان.
ويشرح المحلل في وثيقة حصل عليها موقع "ويكيليكس.اورغ" ان "الافغانيات
قادرات تماما على اعطاء وجه انساني" لمهمة "ايساف" لدى الراي العام
الاوروبي وخصوصا الفرنسي.
وقال انه يمكن للافغانيات ان يتحدثن عن "تطلعاتهن وخوفهن من انتصار
الطالبان". ورفضت السي آي ايه تاكيد صحة الوثيقة، لكن موقع ويكيليكس
اشتهر بنشر وثائق حكومية اميركية او لشركات خاصة. بحسب فرانس برس.
ويشرح المحلل الاستخباراتي فكرته استنادا الى تدني شعبية حملة ايساف
لدى الأوروبيين، فيقول في الوثيقة التي تحمل تاريخ 11 اذار/مارس ان "لهجة
النقاش تفترض ان ارتفاع عدد القتلى والجرحى بين القوات الفرنسية او
الالمانية او بين السكان الافغان من شانه ان يحول المعارضة السلبية
للنزاع حتى الان الى دعوة لسحب القوات فورا".
والقوة الالمانية والفرنسية في المرتبة الثالثة والرابعة تباعا من
حيث العدد ضمن قوات التحالف في افغانستان.
ويقول محلل السي آي ايه ان من فوائد النهج الذي يقترحه انه "يغرس
شعورا بالذنب لدى الفرنسيين لانهم تخلوا" عن الافغان.
ويضيف ان "فكرة تمكن الطالبان من تقويض التقدم الذي تم تحقيقه
بصعوبة في مجال مثل تعليم الفتيات من شانه ان يولد الاستياء لدى
الفرنسيين ويستقطبهم ليعطي الناخبين سببا وجيها لدعم قضية عادلة
وضرورية على الرغم من الضحايا" العسكريين.
تسميم قرية فرنسية
في سياق متصل اتهم صحفي أمريكي جهاز الاستخبارات الأمريكية "سي أي
أي " بالقيام في العام 1951 بتجارب سرية أدت إلى حالات جنون في وسط
سكان قرية في الجنوب الفرنسي، لكنها افتراضات لم تقنع الجميع.
قتل خمسة أشخاص وأصيب أكثر من 300 بالمرض ونقل نحو 30 آخرين إلى
مستشفى الأمراض العقلية. الكل أصيب بداء "الخبز الملعون".
حصل ذلك في صيف العام 1951 في قرية"بونت سانت اسبري" الصغيرة في
جنوب فرنسا. اليوم و بعد مرور قرابة 60 سنة على هذه الأحداث يؤكد
الصحفي الأمريكي هانك ألبرلي أن الاستخبارات الأمريكية "سي آي آي" تقف
وراء هذه المرض الغريب. لكن المؤرخ الأمريكي ستيفن كابلان يرى بأن
فرضية الصحفي تفتقر إلى "أدلة قاطعة".
نشر الصحفي هانك ألبرلي في العام 2009 كتابا بعنوان "خطأ فادح:
اغتيال فرانك أوسلون وأسرار الاستخبارات حول تجارب الحرب الباردة" أكد
فيه أن جهاز "سي آي آي" أجرى في" بونت سانت اسبري" تجارب كيميائية دون
إبلاغ السكان.
من جهتها أكدت أسبوعية "لي أنروكوبتيبل" في 3 مارس/آذار أن كتاب
ألبرلي يتهم الـ "سي آي آي" والجيش الأمريكي بالقيام بـ"تجربة سرية على
مخلفات بعض المخدرات".
هل كان سكان "بونت سانت اسبري" مجرد " فئران تجارب" لهذه العمليات ؟
ففي 17 أغسطس/آب 1951، أصيب حوالي 300 من سكان القرية بما يشبه التسمم
الغذائي.
لكن بعد العلامات الأولى للمرض بدأت تسجل حالات جنون وهلوسة
ومحاولات انتحار، سماها أحد أطباء تلك الفترة "ليلة سفر الرؤيا".
ولإثبات فرضيته، اطلع هانك ألبرلي على حديث بين "سي آي آي" ومصنع
الأدوية السويسري" ساندوز" الذي اكتشف مخدر "أ س دي" في العام .1938
ويبدو أن مختبر "ساندوز" تناول فيه "سر بورت سانت اسبري" و"
الديتيلاميد " وهو الاسم العلمي لأحد مكونات "أ ل س دي".
ويستند ألبرلي إلى اعترافات باحثين سابقين عملوا لحساب جهاز
الاستخبارات في الولايات المتحدة، وهي اعترافات تثير الريبة إذ تشير
إلى أن القرية الفرنسية المذكورة رشت " برذاذ" مكون من "أ ل س دي".
وأقر الباحثون بأن هذه التجربة كانت "فاشلة تماما" وأن مرحلة ثانية
تلتها تمثلت في تسميم "المواد الغذائية المحلية".
الخبز الملعون
المؤرخ ستيفن كابلان الذي نشر في العام 2008 كتابا بعنوان "الخبز
الملعون"، قال 24 "لدي اعتراضات كثيرة على هذه الاتهامات الضعيفة لـ "سي
آي آي".
أولا أعراض "أ ل س دي" تظهر بعد ساعات قليلة وليس بعد 36 ساعة كما
حصل في القرية" ثانيا" لا يسبب "أ ل س دي" مشاكل هضمية و حالات ضعف تام
كالتي وصفها السكان".
وأكد ستيفن كابلان أن الحديث عن تنظيم هذه العملية المفترضة "غريب"
ومعقد وقال إن "وضع هذا المخدر الخطير والسام في الخبز أمر يصعب تصديقه"
وأضاف أن "الرش بالرذاذ كان مستحيلا تقنيا في تلك الفترة. بحسب فرانس
برس.
واختيار "بورت سانت اسبري" وهي قرية دمر القصف الأمريكي للجيش
الألماني نصفها خلال الحرب العالمية الثانية لا معنى له".
إن ضلوع السي آي آي في هذه العملية ليست الفرضية الوحيدة التي تم
التطرق إليها منذ 1951. فالفرضية الأكثر رواجا تشير إلى الخبز الذي
يصنعه مخبز "بورت سانت اسبري". واحتمال أن تكون بكتيريا قد ضربت الشعير
المستخدم لصنعه متسببة في تسمم يؤثر نفسيا على المريض.
لكن مع غياب أدلة علمية قاطعة، من الصعب تأكيد هذه الفرضية لأن هذا
التسمم لم يحدث في فرنسا منذ القرن الثامن عشر.
وهكذا فإن اللغز يظل غامضا ويختم المؤرخ ستيفن كابلان ، لا توجد "عناصر
جديدة" لتحديد أسباب الداء الذي ضرب" بونت سانت اسبري".
حجب عمليات تعذيب
الى ذلك اتهمت مسؤولة سابقة في الاستخبارات البريطانية الولايات
المتحدة بالتستر على سوء معاملة بحق مشتبه فيهم في قضايا ارهاب، وذلك
ردا على اتهام الاجهزة البريطانية بالتورط في ممارسة التعذيب.
واوضحت اليزا مانينغهام-بولر الرئيسة السابقة لجهاز الامن الداخلي
البريطاني انها لم تفهم على الفور ان خالد الشيخ محمد، العقل المدبر
لهجمات 11 ايلول/سبتمبر 2001، اعترف للمحققين الاميركيين فورا تحت
التعذيب.
واضافت انها اكتشفت بعد احالتها الى التقاعد في 2007، ان المتهم
تعرض لاحدى تقنيات التعذيب المتمثلة بالايهام بالغرق. واعتبرت ان
الاميركيين "اجتهدوا لاخفاء ما جرى".
وقالت امام مجلس اللوردات "سألت معاوني لماذا يتكلم؟، لان تجربتنا
مع السجناء الايرلنديين علمتنا انهم لا يقولون شيئا (...) فأجابوني ان
الاميركيين يؤكدون انه (محمد) كان فخورا جدا بما فعل عندما استجوبوه".
واضافت "وبعدما تقاعدت قرأت انه تعرض للتعذيب بالايهام بالغرق 160
مرة". واوضحت ان بريطانيا احتجت لدى الاميركيين على تعذيب المعتقلين.
بحسب فرانس برس.
وتزامنت هذه التصريحات مع الاتهامات الموجهة الى اجهزة الاستخبارات
البريطانية بالتورط في تعذيب اكثر من 20 من المشتبه فيهم.
وظهرت هذه الاتهامات بعدما نشرت محكمة بريطانية معلومات عن تعرض
بنيام محمد احد المعتقلين السابقين في غوانتانامو، للتعذيب.
وادعى هذا المعتقل السابق المولود في اثيوبيا والمقيم في بريطانيا
انه تعرض للتعذيب على يد الاميركيين اثناء استجوابه عبر طرح اسئلة لا
يمكن ان يكون مصدرها سوى الاستخبارات البريطانية.
ونفت الحكومة البريطانية والرئيس الحالي لجهاز الامن الداخلي
البريطاني جوناتان ايفانز بشدة هذه الاتهامات. |