سجون أمريكا تتصدر الإحصائيات الدولية

وعود اوباما بإغلاق جوانتانامو تتعثر

 

شبكة النبأ: تصدرت الولايات المتحدة الاميركية الرقم الاكبر في عدد السجناء في العالم والذي يبلغ اكثر من مليوني شخص ويشكل قرابة 1% من سكان الولايات المتحدة.

وفي المقابل اتخذت الولايات إجراءات لخفض عدد المساجين الذين يكلفون الدولة كثيرا في فترة الركود الاقتصادي وحققت نتائج حيث ان عددهم تراجع بـ5739 سجينا مقارنة بسنة 2008.

وأعلن الرئيس الأمريكي اوباما عن نيته إغلاق سجن جوانتانامو في كوبا خلال فترة حكمه. وقد بدأ فعلا بتوزيع عدد من النزلاء الى بقية سجون امريكا واوربا واطلاق عدد منهم ممن لم تتم ادانتهم قانونيا. ولكن غوانتنامو والذي يشكل اليمنيون نصف نزلائه لم يغلق لحد الان. لأن اغلاقه يواجه تحديات ومعوقات كثيرة قد تهدد إستراتيجية الأمن القومي الأمريكي..

اجراءات لخفض عدد المساجين

وأفادت دراسة نشرها مركز بيو مؤخرا إن نحو 2,3 مليون اميركي كانوا في السجون في كانون الثاني/يناير 2010، أي نحو أميركي من مئة في سن يتيح سجنهم وأشارت إلى انخفاض طفيف في عدد المساجين في السجون التي تديرها الولايات.

وفي الولايات المتحدة ومن اصل نحو 230 مليون اميركي في سن يتيح الدخول الى السجن، هناك مليون و403 الف و91 شخصا معتقلون في سجون الولايات واكثر من 200 الف في السجون الفدرالية والبقية في السجون المحلية. ولا تزال الولايات المتحدة تتصدر الإحصائيات الدولية فيما يخص نسبة الاعتقال.

وتفيد الدراسة المستقلة ان عدد المساجين في السجون الفدرالية ازداد ب6838 معتقل خلال 2009 مقارنة بسنة 2008. بحسب فرانس برس.

وفي المقابل اتخذت الولايات إجراءات لخفض عدد المساجين الذين يكلفون الدولة كثيرا في فترة الركود الاقتصادي وحققت نتائج حيث ان عددهم تراجع ب5739 سجينا مقارنة بسنة 2008. وأكد مركز بيو ان هذا الانخفاض بنسبة 0,4% هو "الاول منذ أربعين سنة".

وعزا تراجع عدد المساجين في الولايات إلى عدة عوامل بينها واقع إن "الولايات بدأت تدرك انه توجد سبل مثبتة بالأبحاث لخفض عدد المساجين مع ضمان الأمن العام".

انتحار سعوديين ويمني

وعلى صعيد ذي صلة قالت جماعة قانونية خيرية تتخذ من بريطانيا مقرا لها إن إدارة الرئيس الأمريكي باراك اوباما لم تتأكد بشكل جيد من أدلة أشارت إلى إن انتحار اثنين من السعوديين ويمني أثناء احتجازهم في السجن الحربي الأمريكي في جوانتانامو عام 2006 كانت عمليات قتل."بحسب رويترز.

وقال الجيش الأمريكي إن المحتجزين الثلاثة شنقوا أنفسهم باستخدام الملابس وأغطية الأسرة في زنازينهم ليل التاسع من يونيو حزيران عام 2006. وكان الثلاثة أول سجناء يموتون في القاعدة البحرية الأمريكية بخليج جوانتانامو بكوبا منذ أن بدأت واشنطن إرسال محتجزي القاعدة وطالبان إلى هناك عام 2002.

وطالبت جماعات مدافعة عن حقوق الإنسان في ذلك الوقت بتحقيق مستقل في وفاة صالح أحمد السلمي (37 عاما) وهو يمني ووفاة مانع شامان العتيبي (30 عاما) وياسر طلال الزهراني (20 عاما) وهما سعوديان. وشككت اسر الثلاثة في إمكانية انتحارهم لأنهم مسلمون متدينون.

وذكرت مؤخرا جماعة (ريبريف) القانونية الخيرية التي تمثل 33 محتجزا في جوانتانامو ان المقال الذي نشر في 18 يناير كانون الثاني في مجلة هاربر استنادا الى أقوال حراس سابقين في جوانتانامو يحوي أدلة على تعرض حقوق الثلاثة للانتهاك من قبل حراسهم قبل وفاتهم مباشرة.

وقالت ريبريف "وزارة العدل في إدارة الرئيس أوباما رفضت ان تحقق بشكل كامل في الحادث" مشيرة إلى ما وصفته بأدلة في المقال الاستقصائي تشير إلى إن الإدارة أوقفت تحقيقا في عملية "قتل محتملة للثلاثة."

وأضافت "طبقا لادلة من السارجنت جو هيكمان في ذلك الوقت الذي كشف عن الأمر وكان يعمل في السابق في جوانتانامو تعرض على الأرجح السجناء الثلاثة الذين ماتوا الى عملية استجواب شهدت انتهاكات بشكل خاص في طرف قصي من القاعدة طوال الساعات التي سبقت موتهم."

واستطردت "الوفاة اعتبرت انتحارا من قبل ادارة بوش" في اشارة الى الرئيس الامريكي السابق جورج بوش.

وقالت شارون كريتوف الباحثة في منظمة العفو الدولية لرويترز "هذا الدليل الجديد يلقي شكوكا خطيرة فيما حدث فعلا. الوقت حان لإجراء تحقيق مستقل حقا والذي طالبنا به دوما."

وتنفي السلطات الأمريكية بشدة هذه المزاعم.

وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) " أجرينا تحقيقا مستفيضا وخضع للمراجعة عدة مرات. لقد انتحروا."

وقالت لاورا سويني المتحدثة باسم وزارة العدل الأمريكية في بيان "الوزارة تتعامل مع هذا الأمر بجدية كبيرة. عدد من محامي الوزارة وموظفيها قاموا بالنظر عن كثب وبشكل مستفيض في هذه المزاعم ولم يتوصلوا إلى دليل على ارتكاب أخطاء."

معضلة إغلاق جوانتانامو

من جهته صرح مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأمريكية بأن الرئيس الأمريكي باراك أوباما يجب أن يتمكن من إغلاق معتقل جوانتانامو الأمريكي خلال فترته الأولى في الرئاسة على الرغم من انقضاء مهلة أولى لإغلاقه دون تحقيق الهدف.

وأكد دانيال فريد المبعوث الأمريكي الخاص المسؤول عن إغلاق جوانتانامو مؤخرا إن واشنطن تجري محادثات مع عدة حكومات بشأن استضافة المزيد من المعتقلين ألان في السجن الحربي بكوبا.

وردا على سؤال حول مدى واقعية الحديث عن إغلاق جوانتانامو في السنوات الثلاث المتبقية من فترة أوباما الرئاسية قال فريد للصحفيين في بروكسل "نعم.. أنا واثق من أنه سيغلق خلال الفترة الأولى للرئيس أوباما."

وأضاف بعد اجتماعات مع مسؤولين في الاتحاد الاوروبي لحشد الدعم في الاتحاد لنقل السجناء "هذا واحد من أسباب وجودنا هنا. أردنا ابلاغ زملائنا الاوروبيين بالتقدم الذي حققناه." بحسب رويترز.

وذكر أنه لم يتم تحديد مهلة جديدة لاغلاق المعتقل لكنه قال ان الادارة الامريكية تريد "فعل كل ما بوسعها وبأسرع وقت ممكن لاغلاقه."

ووعد أوباما باغلاق السجن الذي قوبل بادانة دولية خلال عامه الاول في الرئاسة لكن هذه المهلة انقضت هذا الشهر ولا يزال 192 معتقلا موجودين في جوانتانامو. وغادر أقل من 50 معتقلا كوبا منذ تولي أوباما الرئاسة.

ووافقت عشر دول في الاتحاد الاوروبي بالفعل على استقبال معتقلين من بينها سلوفاكيا التي استقبلت ثلاثة معتقلين هذا الاسبوع.

ومن التحديات الكبيرة أمام اغلاق المعتقل وجود 91 يمنيا فيه. وعلى الرغم من موافقة السلطات على عودة البعض الى بلدهم فان أوباما لا يمكنه الافراج عنهم لوجود خلايا نشطة لتنظيم القاعدة في اليمن حيث يخشى مسؤولون أمريكيون من انضمام المفرج عنهم الى التنظيم المتشدد.

وتخشى بعض الحكومات الأوروبية من الموافقة على استقبال معتقلين بسبب المخاوف الامنية لكن فريد قال انه سعيد بوتيرة إعادة توطين معتقلين في أوروبا وأضاف "لا أشعر بخيبة امل بل تشجعت."

وقال مسؤول بوزارة العدل الأمريكية سافر مع فريد إن أقل من 50 معتقلا لازالوا محتجزين لأجل غير مسمى لاعتبارات أمنية.

وتنص اتفاقية مع الاتحاد الأوروبي على أن تنقل الولايات المتحدة معلومات عن المعتقلين الذين أجيز إطلاق سراحهم ويجري نقلهم على أساس دراسة كل حالة على حدة.

وقال وزير العدل الأمريكي اريك هولدر الشهر الماضي إن شراء الحكومة الأمريكية سجنا في ولاية ايلينوي لاحتجاز بعض معتقلي جوانتانامو سيساعد على إغلاق المعتقل ربما بحلول الصيف.

من جهته قال حاكم ولاية كاليفورنيا الأمريكية، أرنولد شوارزينيجر، إنه يمكن تخفيض نفقات الولاية المتعلقة بإدارة السجون بجعل المهاجرين غير الشرعيين المحكومين بالسجن يقضون محكومياتهم في سجون في المكسيك.

ترويع المعتقَلين..

من جانب آخر شهد محقق أمام محكمة أمريكية لجرائم الحرب في جوانتانامو بأن محققين أمريكيين حاولوا ترويع فتى كندي سجين بقصة عن شاب مسلم ضعيف البنية تعرض للاغتصاب من جانب عصابة من الرجال السود في أحد السجون الأمريكية.

وكان عمر خضر اعتقل في أفغانستان عام 2002 حين كان عمره 15 عاما وهو الان عمره 23 عاما وقضى ثلث عمره سجينا في معتقل جوانتانامو الحربي الأمريكي بكوبا.

وجاءت هذه الشهادة مؤخرا خلال جلسة لتحديد ما اذا كانت الاعترافات التي أدلى بها خضر انتزعت منه قسرا نتيجة معاملة وحشية او غير إنسانية او مهينة. وإذا كان الوضع كذلك فلا يمكن استخدام هذه الاعترافات كدليل في محاكمته بتهمة قتل جندي أمريكي بقنبلة يدوية في أفغانستان.

ويريد الدفاع تفنيد الأدلة التي يقدمها الادعاء خلال محاكمة خضر التي تجري في يوليو تموز بخمس تهم منها قتل جندي أمريكي بقنبلة يدوية خلال معركة في أفغانستان والتآمر مع القاعدة واستهداف قوات أمريكية بقنابل مزروعة في الطرق وهي تهم قد تبقيه في السجن مدى الحياة.

ويقول الدفاع إن الاعترافات التي أدلى بها خضر انتزعت منه خلال عمليات استجواب قاسية وغير إنسانية جرت في أفغانستان ثم السجن الحربي الأمريكي في جوانتانامو عقب اعتقال موكلهم في أفغانستان وهو في الخامسة عشرة من عمره.

ومن خلال دائرة تلفزيونية مغلقة قال جندي سابق لم يتم تعريفه سوى بأنه "المستجوب رقم 1" للمحكمة من أريزونا مؤخرا إن خضر عرف نفسه باسم زائف وكذب على المحققين الذين استجوبوه في قاعدة بإجرام الجوية الأمريكية في أفغانستان بعد وقت قصير من اعتقاله في مجمع يشتبه بأنه تابع للقاعدة في أفغانستان في 27 يوليو تموز 2002.

وولد خضر في تورونتو وأصيب بطلقتي رصاص في الظهر والكتف خلال المعركة التي قادت إلى اعتقاله وفقد عينه اليسرى نتيجة إصابته بشظية.

وقال المحقق الذي استجوب خضر في أول جلسة في باجرام وهو جندي حوكم عسكريا فيما بعد لاعتدائه على سجين أفغاني مات في باجرام واعتُبر موته حادث قتل، انه أبلغ خضر انه قد ينتهي به الأمر في السجن إذا استمر في الكذب.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 2/حزيران/2010 - 17/جمادى الآخرة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م