مشايخ الوهابية يسّقط احدهم الاخر

الكلباني والقرني والعبيكان والدريعي

سامي جواد كاظم

ليس بغريب او بخاف علينا عندما يتنابز مشايخ الوهابية في اختيار الالفاظ السوقية التي لا يمكن لادنى طالب علم ان يتفوه بها، فمسالة التهجم على مخاليفهم بهذه الالفاظ امر يمكن تحمله طالما هنالك الاتعس من هذه الالفاظ الا وهي فتاوى التكفير واستباحة الدماء.

الرافضة نالهم من هذه الكلمات البذيئة والفتاوى التكفيرية كم هائل بل اعتدنا عليها واصبحت دليل على صدق نهجنا ومتانة عقيدتنا، ولكن كيف بكم عندما يختلف المشايخ فيما بينهم بخصوص فتوى او راي وانهم طالما يتبجحون بحديث فسروه خطأ الا وهو اختلاف علماء امتي رحمة فهاهي خلافاتهم بدأت تعلن في الصحف والمجلات والفضائيات.

كما وان هنالك ظاهرة غالبا ما يتصف بها مشايخ الوهابية الا وهي عندما يريد ان يظهر للعلن اي شيخ وهابي فلابد من تصريح او حديث ( يكسر الدنيا ) وهذا الحديث لا مراعاة لاصوله بل لا محذورات على تبعياته.

في الايام القليلة الماضية بعد ان طل علينا العبيكان بفتواه القبيحة الا وهي جواز رضاعة الكبير مع التبريرات الواهية والتي هي اقبح من الفتوى نفسها ظهر امام الحرم المكي المطرود عادل الكلباني ليدلو بدلوه من الكلمات التهجمية سواء كانت افتائية او تعقيبية على اقرانه المشايخ.

افتى الكلباني بجواز سماع الاغاني شرط أن يكون بنية الترويح، وأنه "لا مانع من الأغاني إذا كانت بدون نساء ولم يكن كلامها فاحشاً".

وقال الكلباني في حديث لـ"الوطن": إن التحريم المطلق سواء في التمثيل أو الأغاني غير صحيح، كما أجاز العرضة النجدية ( أي عندما يرقصها ملكهم في مهرجان الجنادرية مثلا ) والخبيتي والسامري والمزمار الحجازي.

وأردف الكلباني قائلاً "أنا أجيز الغناء والشيخ يوسف القرضاوي والشيخ عبدالله الجديع أيضاً يجيزانه، فلو جاء التعاون من شخص يجيز الغناء فلا بأس، أما أن يأتي من شخص يحرم الغناء فهنا المشكلة".

وبعد هذه القتبلة الافتائية عرج على انتقاد اقرانه من المشايخ وابتدأ بالقرني فقال "عائض عرف عنه أنه يحرم الغناء، ويأتي بعد ذلك ليتعاون مع مغنٍ ويقول إنه بسبب جمال صوت المغني تعاونت معه"!.وقال عنه ان يعيش غفلة الصالحين ولا اعلم ماذا يقصد بها.

وهنا جاء حديث الكلباني الذي هو حديث الغفلة وعدم الدراية وقلة الادراك عندما قال : لو أن الشيخ يوسف القرضاوي أخطأ وصافح امرأة أجنبية لشنوا عليه حملة، بينما لو فعل ذلك على سبيل المثال الشيخ سلمان العودة، أو الشيخ محمد النجيمي، أو الشيخ عائض القرني، لقالوا: مصلحة عامة، والدنيا تغيرت!.

ياهذا من قال لك ان القرضاوي لم يصافح اجنبية فقد صافح الشيخة موزة بحضور بعلها الامير واما مسالة التباين في التبريرات فهذا امر معتاد لديكم بل وحتى انت يا كلباني عندما تفتي وتُنتقد تبدأ بالتبريرات على غرار اقرانك.

واستهزأ الكلباني بالنجيمي عندما برر النجيمي حرمة الاختلاط في حين اختلط هو بالنساء وبرر ذلك بانه اختلاط عارض واقر بانهم يقعون في الاخطاء ممن تشرئب الاعناق لسمع افتائاتهم ومنهم عبد الرحمن البراك.

بعد ان اكمل ما لديه الكلباني جاء شيخ وهابي اخر ليدلو بدلوه لينتقد الكلباني ومن انتقدهم معه مستخدما كلمات يستحقها مشايخ الوهابية وامر معتاد لديهم في النطق بها حيث اتهم الشيخ محمد بن حسن الدريعي عضو هيئة التدريس بجامعة ابن سعود الإسلامية، كل من الشيخ عبدالمحسن العبيكان، المستشار بالديوان الملكي، والشيخ عادل الكلباني، امام الحرم المكي السابق، بأنهما يدلسان على الناس في دينهم، ناصحا لهما بالبيع في سوق الخضار، وترك الفتاوى لاهلها بعد ان ورد من احد المشاهدين سؤال طالبا رايه حول فتوى العبيكان والذي اجاز فيها الرضاع للكبار، وفتوى الكلباني بجواز الغناء الذي يقصد منه الترويح.

وقال "إن فتاويهما لو كانت قيلت في عهد الشيخ محمد ابن إبراهيم أو الشيخ عبد العزيز بن باز لأمرا بإدخالهما السجن وقطعت ألسنتهما".

هذا التنابز هو امر معتاد بين مشايخ الوهابية ولاغرابة في ذلك اما صفات العالم الصحيح هو الابتعاد عن هكذا الفاظ وهكذا فتاوى تضحك الناس عليهم.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 30/أيار/2010 - 14/جمادى الآخرة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م