
شبكة النبأ: تعد المنشآت النووية
الاسرائيلة المقامة على الأراضي المحتلة في فلسطين من أكثر أنواع
البرامج النووية السرية في العالم ولا تزال، على الرغم من الدعوات
المتواصلة من المجتمع الدولي لإسرائيل في الكشف عن صناعاتها النووية
والسماح لوكالة الطاقة النووية بالاطلاع على نشاطاتها.
وتثار الكثير من المزاعم حول حقيقة ما تمتلكه إسرائيل من ترسانة
نووية تعتبرها الأخيرة سلاح ردع أخير أمام التهديدات الإقليمية
المفترضة.
مؤخرا تسربت الى الإعلام تقارير تفيد بعزم تل أبيب بيع أسلحة نووية
الى النظام العنصري السابق الذي كان يهمن على دولة جنوب أفريقيا،
وتحديدا إبان فترة السبعينات من القرن المنصرم، الأمر الذي نفته
إسرائيل رغم الاعترافات والموات\ثيق الدامغة بحسب المتابعين.
الحلف الخفي
حيث يعرض كتاب تفاصيل مفاوضات جرت بين اسرائيل وجنوب افريقيا حول
صفقة اسلحة نووية ابان نظام الفصل العنصري عام 1975.
وعرض الجامعي الاميركي ساشا بولاكوف-سورانسكي في كتاب بعنوان "الحلف
الخفي. علاقة اسرائيل السرية مع جنوب افريقيا الفصل العنصري" تفاصيل
مفاوضات جرت بين اسرائيل وجنوب افريقيا حول تزويد نظام الفصل العنصري
بصواريخ من طراز اريحا ورؤوسا نووية، على خلفية العلاقات العسكرية
الوثيقة بين الدولة العبرية وحكومة بريتوريا في تلك الفترة.
ويورد الكتاب وثائق رسمية جنوب افريقية عن لقاءات بيريز في وقت كان
وزيرا للدفاع مع نظيره بيك بوتا.
وبحسب الجامعي، فان المسؤولين التقيا عام 1975 في زوريخ حيث ابدى
بوتا "اهتماما كبيرا بشراء صواريخ اريحا اذا ما تم تسليمها +بالشحنة
المناسبة+ وقال الوزير بيريز ان +الشحنة المناسبة+ متوافرة بثلاثة
احجام مختلفة".
وكتب ساشا بولاكوف-سورانسكي ان المعجم المستخدم في الوثائق "يظهر
بوضوح ان بوتا كان يتحدث عن رؤوس نووية".
وفي حال ثبوت صحة هذه التقارير، فستكون هذه اول وثيقة تثبت امتلاك
اسرائيل اسلحة نووية، وهو ما لا تعترف به الدولة العبرية رغم تاكيد
خبراء اجانب انها تملك ما بين مئة الى 300 راس نووي. بحسب فرانس برس.
ويعتقد على نطاق واسع ان اسرائيل هي القوة النووية الوحيدة في الشرق
الاوسط، الا انها تمارس سياسة "الالتباس المتعمد" القاضية بالتاكيد على
انها لن تكون "السباقة الى ادخال الاسلحة النووية الى الشرق الاوسط"،
رافضة نفي او تاكيد امتلاك مثل هذه الاسلحة.
ولم تكن جنوب افريقيا عند انعقاد اللقاء في زوريخ حصلت بعد على
السلاح النووي، وهو ما لم تحققه قبل عدة سنوات. وتم لاحقا تفكيك
البرنامج النووي الجنوب افريقي تحت اشراف الامم المتحدة. وتابع الكتاب
ان الصفقة لم تتم في نهاية الامر لان بوتا اعتبرها سابقة لاوانها
وباهظة الكلفة.
ورغم ذلك يشير الجامعي الاميركي الى ان العلاقات العسكرية بين
البلدين تعززت وبقيت وثيقة حتى خلال الثمانينات في وقت كانت بريتوريا
خاضعة لعقوبات دولية شديدة، مشيرا بهذا الصدد الى صفقات ضخمة لبيع جنوب
افريقيا اسلحة تقليدية اسرائيلية وشراء اسرائيل كميات من اليورانيوم
الجنوب افريقي واعتماد برنامج بالغ السرية تضمن ارسال اختصاصيين
اسرائيليين الى قاعدة جنوب افريقية لاجراء تجارب على صواريخ.
وتابع الكتاب انه "بمعزل عن الصواريخ النووية، كان الاسرائيليون
يبدون رغبة شديدة في بيع كل شيء واي شيء الى بريتوريا". وروى
بولاكوف-سورانسكي ان "الحكومة الاسرائيلية بذلت كل ما في وسعها" لمنعه
من الحصول على وثائق في اطار ابحاثه. وصدر الكتاب في الولايات المتحدة
عن دار راندوم هاوس.
بيريز ينفي
من جهته نفى الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز بشكل جازم التقارير التي
تحدثت عن عرض تقدمت به إسرائيل لجنوب أفريقيا عام 1975 حين كان وزيرا
للدفاع حول تبادل أسلحة نووية.
وكانت صحيفة الجارديان البريطانية قد نشرت تقريرا جاء فيه بأن بيريز
عرض شخصيا على نظام الفصل العنصري بيعه اسلحة نووية عام 1975 .
ونسبت الجارديان معلوماتها الى محاضر سلسلة من اللقاءات السرية بين
بيريز ونظيره وزير الدفاع في جنوب افريقيا آنذاك بيك بوتا تتضمن تفاصيل
حول ما جاء في الاقتراح الذي عرض خلاله تقديم رؤوس نووية من ثلاثة
احجام مختلفة .
وتقول وكالة الاسوشيتد برس نقلا عن محللين بأنه قولهم انه في حال
ثبوت صحة هذا المحضر، فستكون هذه الوثيقة الاولى التي تثبت امتلاك
اسرائيل اسلحة نووية، وهو امر لا تعترف به اسرائيل على الرغم من كل
المعلومات الصادرة عن خبراء اجانب والتي تفيد بامتلاك تل ابيب 300 رأس
نووي.
وبعد صدور التقرير اصدر مكتب بيريز بيانا قال فيه: ليس هناك أي اساس
للادعاءات التي نشرتها الجارديان والقائلة بان اسرائيل تفاوضت سنة 1975
على تبادل اسلحة نووية مع جنوب افريقيا، فاسرائيل لم تتفاوض ابدا على
تبادل اسلحة نووية مع جنوب افريقيا، ولا وجود لاي وثيقة اسرائيلية او
توقيع اسرائيلي يثبت اجراء مفاوضات من هذا القبيل .
كما اعتبر البيان بأن الصحيفة البريطانية استندت في تقريرها على
تأويل انتقائي لوثائق جنوب افريقية وليس على اساس حقائق ملموسة .
وتقول الجارديان ان الوثائق الجنوب افريقية التي يعود تاريخها الى
31 مارس/ آذار 1975 والمصنفة بانها سرية للغاية ان بيريز قدم عرضه
استجابه لطلب بوتا امداد بلاده برؤوس نووية حربية ، لكن الصحيفة تشير
الى ان اي تبادل بين الطرفين لم يجر في هذه الفترة، لان جنوب فريقيا قد
امتلكت قدرات نووية بعد عدة سنوات من هذه الاحداث.
كما يقول المحضر الذي نشرته الصحيفة بأن مسؤولين اسرائيليين عرضوا
رسميا بيع جنوب افريقيا عددا من صواريخ اريحا القادرة على حمل رؤوس
نووية اسرائيلية ، وان بيريز وبوتا وقعا فعلا في هذه الفترة على
اتفاقية عسكرية اسرائيلية – جنوب افريقية تتضمن فقرة تنص على ان وجود
هذه الاتفاقية نفسه يجب ان يبقى سريا.
وتقول الجارديان ان الباحث والاكاديمي الامريكي ساشا
بولاكو-سورانسكي هو الذي كشف عن المحاضر اثناء اتمامه ابحاثه حول كتاب
يتطرق الى العلاقات الوثيقة بين البلدين الحليفين.
بالاضافة الى ذلك، تقول الصحيفة ان اسرائيل حاولت منع جنوب افريقيا
من رفع السرية عن الوثائق عندما طلب ذلك بولاكو-سورانسكي الذي سينشر
كتابه التحالف السري: حلف اسرائيل السري مع جنوب افريقيا العنصرية في
الولايات المتحدة في وقت لاحق.
وكان قد تردد في وفي سبتمبر/ ايلول من عام 1979 ان اسرائيل وجنوب
افريقيا اجرتا تجربة نووية سرية من منصة بحرية في جنوب المحيط الهندي،
وقد تم الكشف عن ذلك بعد رفع السرية عن وثيقة اخرى نشرت في واشنطن عام
2006 بطلب من مركز الدراسات الامنية في جامعة جورج تاون.
وجاء حينها في الوثيقة التي تم اعدادها للبيت الابيض ان اسرائيل
وجنوب افريقيا التي كان يحكمها نظام الفصل العنصري كانتا تتعاونان في
المسائل العسكرية بما فيها الابحاث النووية.
ولكن جنوب افريقيا قامت في وقت لاحق بتفكيك برنامجها النووي باشراف
الامم المتحدة. اما اسرائيل، فيعتقد على نطاق واسع انها الدولة الوحيدة
التي تملك اسلحة نووية في الشرق الاوسط الا انها تمارس سياسة الغموض
المتعمد بشان قدراتها النووية منذ منتصف الستينات.
ي صحيفة الفاينانشيال تايمز كتب توبياس باك من القدس تقريرا بعنوان
"سياسة الغموض النووي الاسرائيلية تخضع لامتحان".
ويعرض باك مجددا لتفاصيل التقرير ولكنه يركز بشكل خاص على الحديث
المشفر بين وزير الدفاع الاسرائيلي حينها ونظيره الجنوب افريقي بيك
بوتا اذ يطلب بوتا من بيريز عددا محدودا من وحدة "شاليه"، (وهو ما يقول
الخبراء انه التسمية السرية لصواريخ اريحا التي يمكن ان تحمل رؤوسا
نووية) "شرط ان تكون الحمولة صحيحة"، فيجيبه بيريز ان "الحمولة الصحيحة
متوفرة بثلاثة احجام"، وتنقل الفاينانشيال تايمز عن الجارديان قولها ان
"الحمولة الصحيحة" ليست الا التسمية المشفرة للرؤوس النووية.
وتقول الفاينانشيال تايمز ان مسؤولا رسميا اسرائيليا نفى بشدة تفسير
"الحمولة الصحيحة" كاشارة الى النووي قائلا انها تعني "ثلاثة احجام
يتوفر فيها صاروخ اريحا".
وفي صحيفة الاندبندنت، كتب دونالد ماكنتير مقالا قال فيه ان "ما تم
الكشف عنه لن يجعل اسرائيل تتخلى عن سياسة الغموض النووي".
ويقول ماكنتير في مقاله ان سياسة الغموض المتبعة في اسرائيل لا تزال
تتمتع بشعبية كبيرة لدى صناع القرار الاستراتيجي والعسكري والسياسي
فيها ومن الخطأ الاعتقاد بأن تل ابيب قد تتخلى عنها في وقت قريب.
ويعلق الكاتب على طريقة تعاطي وسائل الاعلام مع نفي الرئيس
الاسرائيلي للمعلومات الصادرة حديثا مشيرا الى ان هناك اتجاه عام لتقبل
هذا النفي واعتباره صحيحا.
وتتطرق الصحيفة الى تاريخ العلاقات الامريكية الاسرائيلية في المجال
النووي و"التقبل الضمني الامريكي بأن تصبح اسرائيل نووية كي لا تتكرر
محرقة اليهود، ان عند الرئيس الامريكي جون كينيدي او لدى ريتشارد
نيكسون، لكن الجميع لم يكن ليرضى بذلك اذ حذر حينها وزير الدفاع في عهد
نيكسون ملفين ليرد الرئيس من ان السماح لاسرائيل بامتلاك برنامج نووي
عسكري يحرج الولايات المتحدة لانه لا يتماشى مع المبدأ الامريكي في
ضرورة التصريح عن تفاصيل البرامج النووية للحد من انتشارها، ومن جهة
اخرى يؤذي الولايات المتحدة اذ يظهرها وكأنها تكيل بمكيالين في سياستها
الخارجية".
ويختم ماكنتير بالقول انه "في كل الاحوال، يمكن اعتبار هذه الفترة
التي كانت فيها اسرائيل حليفة لنظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا
حقبة سوداء في تاريخ اسرائيل ويجب ان تعترف بذلك".
وابدت صحيفة الجاريان التي كانت من كشف عن هذه القضية اهتماما بالغا
بالموضوع اذ خصصت له افتتاحيتها اوعنوانها "حان الوقت لتكون اسرائيل
شفافة".
إسرائيل لن تغير سياستها
الى ذلك قال مسؤول حكومي يوم الجمعة انه لا خطط لدى إسرائيل لمراجعة
سياساتها النووية مهونا من شأن مساع للقوى العالمية خلال مؤتمر للامم
المتحدة بشأن منع الانتشار النووي للترويج لجعل الشرق الاوسط منطقة
خالية من الاسلحة الذرية.
وعلى أمل كسب التأييد العربي لفرض عقوبات على إيران دعت الولايات
المتحدة والاعضاء الاخرون الدائمون بمجلس الامن الدولي يوم الاربعاء
الى البحث عن سبل لتنفيذ مبادرة صدرت في 1995 تضمن جعل المنطقة خالية
من الاسلحة النووية. ويفترض على نطاق واسع أن اسرائيل هي الدولة
الوحيدة في الشرق الاوسط التي تمتلك أسلحة نووية.
وجاء الاعلان بعد حملة من مصر لتركيز الانتباه خلال مؤتمر معاهدة
منع الانتشار النووي المنعقد حاليا على إسرائيل غير الموقعة على
المعاهدة والتي جعلت التوصل الى سلام مع كل جيرانها شرطا مسبقا
للانضمام الى المعاهدة. بحسب رويترز.
وقال مسؤول إسرائيلي كبير "لا جديد في ذلك .. ولا يوجد مبرر لتغيير
السياسة من جانبنا."
ووزعت مصر التي ترأس مجموعة دول عدم الانحياز القوية المؤلفة من 118
دولة اقتراحا على الدول الموقعة على المعاهدة التي يبلغ عددها 189 دولة
بعقد مؤتمر بحلول العام المقبل بخصوص اخلاء الشرق الاوسط من الاسلحة
النووية تشارك فيه كل دول المنطقة.
ويقول دبلوماسيون غربيون ان الولايات المتحدة وروسيا تساندهما
بريطانيا وفرنسا والصين تجري مفاوضات مع مصر من أجل التوصل الى اقتراح
حل وسط مقبول.
وقالت الين توشر وكيلة وزارة الخارجية الامريكية أمام عدد من
الموفدين والصحفيين إن من الصعب تصور التفاوض على "أي نوع من المنطقة
الخالية في غياب خطة سلام شامل تسير في مسار مواز".
وكانت مصر أول دولة عربية تبرم اتفاق سلام مع اسرائيل وذلك في 1979
لكن لم يحذو كثيرون حذوها.
وترفض ايران الاعتراف باسرائيل. وايران من الدول غير الموقعة على
المعاهدة وأثار برنامجها لتخصيب اليورانيوم مخاوف غربية من أن تكون
الجمهورية الاسلامية تسعى لصنع أسلحة نووية رغم نفي طهران لذلك.
وكانت مساعي ادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما للحوار مع ايران قد
دفعت بعض المحللين للتنبؤ بأن الولايات المتحدة ستعيد تقييم سياسة "لا
تسأل .. لا تقل" التي تعود الى 40 عاما تجاه ترسانة نووية اسرائيلية
يعتقد أنها تضم نحو 200 رأس ذري حربي ويعتبرها كثير من العرب والمسلمين
تهديدا.
لكن المسؤول الاسرائيلي قال ان نهج الادارة بشأن هذه القضية "مطابق"
حتى الان لنهج أسلافها.
ولا تؤكد اسرائيل او تنفي امتلاك اسلحة نووية بموجب استراتيجية
"غموض" توصف بأنها تردع أعداءها وفي الوقت نفسه تتجنب استفزازات علنية
يمكن أن تشعل سباق تسلح.
ورفض القائمون على حماية هذا الصمت الرسمي حقيقة مناقشة وضع اسرائيل
خلال مؤتمر منع الانتشار النووي.
وقال اسرائيل ميخائيل المسؤول بلجنة الطاقة الذرية الاسرائيلية في
مقابلة اذاعية يوم الاثنين مع افتتاح المؤتمر الذي يستمر شهرا في
نيويورك "لا نحب هذا الامر.. لكن هل هناك ما يخشى منه.. حقيقة.. لا
أعتقد ذلك."
وأضاف لاذاعة الجيش الاسرائيلي "شكوانا هي أن هؤلاء الناس يجرون تلك
المقارنة بين ايران واسرائيل.. في الوقت الذي لا يوجد فيه شيء مطلقا
يربط بين الاثنين.
"لم تنضم اسرائيل الى المعاهدة.. لم تقبل تنفيذ التزاماتها. دفعت
ثمنا لهذا بدرجة ما .. لكنها لم تغش أو تخدع مطلقا."
وتسهل معاهدة منع الانتشار النووي الموقعة في 1970 حصول الدول
الاعضاء على الطاقة النووية في مقابل التعهد بعدم امتلاك اسلحة نووية. |