شرائح

حيدر الجراح

جمع شريحة، وهي القطعة الرقيقة من شيء ما.. مثل شرائح البصل مع البرغر التي يتناولها بطل الفلم الامريكي حين يخاصم صديقته..ومنها شرائح البطاطا التي تعرف بالشيبس مثل شيبس ليز الطبيعي او بالخل او بالحبنة الفرنسية..و شيبسانا وعلى عيني.وجميع انواع الشيبس الاخرى التي ابتنكر صاحب احدها اسما له مختصرا هو xxx وهي اشارة للافلام الاباحية للراشدين..ومنها ايضا شرائح الطماطة في التبسي والهمبرغر الذي يقدم على الارصفة فوق البسطيات المنتشرة في عموم العراق..

وهناك الشرائح الالكترونية التي تدخل في صناعة الكثير من الاجهزة الكهربائية والصناعية.. وايضا شرائح اللحم والدجاج التي يصنع منها الستيك والسكالوب..

كل هذا يندرج ضمن التفسير المادي لكلمة الشريحة والشرائح..

اما الشريحة والشرائح من الجهة المعنوية فهي تطلق احيانا على شريحة المثقفين.. شريحة السياسيين.. شريحة التجار، شريحة الفقراء شريحة الاغنياء الى اخر القائمة من الشرائح..

وهذه الكلمة اصبحت من المفردات الرئيسية والمهمة التي يعلكها (من العلك) لسان الساسة العراقيون بعد العام 2003 من خلال الحديث عن شرائح العراقيين او شرائح المجتمع العراقي وشرائح المهجرين والمهاجرين وشريحة الارامل وشريحة اليتامى وشريحة المتقاعدين..

والشريحة حين تسمعها على السنة هؤلاء الساسة والذين لايفرقون بين الفاعل والمفعول والمذكر والمؤنث في احاديثهم التلفزيونية (اعترضت احدى النائبات على الاشارة للنائب بالفرد وقالت لماذا لاتسمى النائبة بالفردة ؟) تجد كلمة شريحة قريبة من كلمة شرشح المصرية والتي تعني بهذل او اهان او مسح به الارض حين يقول احدهم شرشحه في الارض.. وهي تماما مايعنيه الساسة العراقيون حين الحديث عن الشريحة والشرائح..

فهي شرشحة العراقيين في خدماتهم وامنهم وفي مراجعاتهم للدوائر الرسمية وفي كل مايتعلق بامورهم الحياتية..

او هي لها علاقة بالتشريح الذي يخضع له العراقيون على طاولة التجارب الحكومية والحزبية لاختبار عدد من الاقتراحات والحلول لازماتهم الحياتية اليومية..

فعلى سبيل المثال المقترحات الكهربائية تعددت وتنوعت منذ اعوام فهناك مقترح العشرة امبيرات لكل منزل، او مقترح الاستفادة من الطاقة الشمسية التي يزخر بها العراق، او مقترح ربط الطاقة الكهربائية بايران وسورية، او مقترح نصب مولدات ضخمة في جميع المناطق، وكلها بقيت مقترحات فارغة من معانيها، يبدا العمل بها وسرعان ماتتوقف، ولم يقبض منها المواطن العراقي غير الشرشحة والتشريح..

والانتخابات النيابية على الابواب بعد اسابيع قليلة كثر الحديث مرة اخرى عن الشريحة والشرائح من خلال الناطقين بلسان الاحزاب الجديدة منها والقديمة.. احد القياديين في الاحزاب الجديدة تضمن حديثه لاحدى الصحف الكثير من التكرار لكلمة الشريحة والشرائح..فهو يقول ان حزبه لايتحالف الا مع ائتلافات عراقية مشروعها وطني وتضم كل شرائح المجتمع..والائتلاف معها يخدم كل العراقيين.. والطرح العام لهذا الائتلاف المنشود سيضم كل شرائح المجتمع العراقي..

ويقول ان حزبه يحمل هم كل العراقيين ولايسمى بالحزب..ان حزبه منفتح على الاحزاب والتيارات وشرائح المجتمع المختلفة..

ويضيف هذا المسؤول الجهبذ : نحن ندعم أي حكومة لها مشروع وطني يخدم العراقيين.. المهم اننا نعمل مع الحكومة في خدمة العراقيين..نعمل لمصلحة المواطن الذي نعتبره اولوية ونفضل المواطن على الوطن لان وطن بلا مواطن هو ارض خاوية..

كلام يستحق التصفيق على طريقة مدارسنا الابتدائية القديمة للطالب الذي يخطيء في الاجابة على سؤال بسيط.. صفقوا له..

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 29/أيار/2010 - 13/جمادى الآخرة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م