شبكة النبا: غالباً ما تنتهي الحروب
وتختفي أسبابها لكن مخلفاتها تبقى لسنوات طويلة، من هذه المخلفات
الألغام الأرضية التي تشكل مصدر رعبفي اراضي الدول المزروعة. حيث تتسبب
الألغام ومخلفات الحروب غير المنفجرة في قتل وجرح ما بين 15,000
و20,000 شخص سنوياً في 78 بلداً على الأقل، وفقاً لمركز الأمم المتحدة
لمكافحة الألغام.. والدول العربية في ليمن ومصر والعراق والاردن هي
اكثر هذه البلدان التي تفتك فيها الألغام بحياة الكثيرين أو تبتر
أطرافهم، ولاسيما الأطفال.
وفي الوقت الذي تتوفر فيه العديد من الاتفاقيات الدولية لتقنين أو
حظر الألغام، أهمها معاهدة حظر الألغام لعام 1999، إلا أن الزخم يتصاعد
حالياً لبذل المزيد من الجهود من أجل تقليص النزاعات المسلحة لأسباب
إنسانية.
يوم عالمي للتوعية
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد وافقت في 8 ديسمبر 2005 على
تحديد يوم عالمي للتوعية بمخاطر الألغام ودعم أنشطة مكافحتها في الرابع
من أبريل من كل عام.
وفي هذا السياق، قال الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، في
خطابه بهذه المناسبة : "لا تزال الألغام ومخلفات الحرب تتسبب في أضرار
كبيرة. فهي تتسبب في إصابات بالغة وتودي بحياة العديد من الأشخاص وتعيق
عمليات الإعمار في مناطق النزاع وتدمر البيئة وتحول دون تحقيق التنمية
الاجتماعية والاقتصادية بعد انتهاء النزاع".
ويعرف مركز مكافحة الألغام "مخلفات الحرب غير المنفجرة" على أنها
ذخائر غير منفجرة تخلفها الجماعات المسلحة وراءها بعد مغادرة منطقة
النزاع. وحسب المركز "يمكن للقذائف والقنابل اليدوية والصواريخ وغيرها
من المتفجرات الأخرى التي لا تنفجر عند ملامسة الأرض أن تشكل خطراً على
الحياة عند لمسها أو تحريكها. وتشكل القنابل العنقودية أحد مصادر
الذخائر غير المنفجرة". بحسب شبكة ايرين الانسانية.
ازالة الالغام في اليمن
تقوم عفراء عمر من البرنامج الوطني للتعامل مع الألغام بتوعية 50
طالبة حول مخاطر الألغام، وهي تحمل صوراً لبعض العبوات الناسفة اليدوية
الصنع التي تم العثور عليها في محافظة صعدة المجاورة بعد انتهاء الحرب
بين الجيش والمتمردين الحوثيين منذ مدة قصيرة
والأطفال هم المجموعة الرئيسية المستهدفة بحملة التوعية بمخاطر
الألغام التي بدأت في مارس، والتي تركز أيضاً على النازحين البالغ
عددهم نحو 250,000 شخص.
وكان حوالي 150,000 شخص قد نزحوا عن ديارهم منذ بداية الجولة
الأخيرة من الحرب في الشمال في أغسطس 2009، بينما نزح الجزء الباقي إثر
جولات القتال السابقة منذ عام 2004.
ويأمل الكثير من النازحين في العودة إلى ديارهم بعد أن اتفق
الجانبان على وقف إطلاق النار في 11 فبراير. ولكن خطر الألغام الأرضية
والذخائر غير المنفجرة المنتشرة في مناطق الحرب السابقة يهدد بإزهاق
المزيد من الأرواح في حال عاد النازحون مبكراً إلى ديارهم.
وفي هذا السياق، أفاد منصور العزي، مدير اللجنة الوطنية للتعامل مع
الألغام أن "الألغام اليدوية التي زرعها الحوثيون لا تعطي الانطباع
بأنها ألغام مما يشجع الأطفال على لمسها وحملها". وأضاف أن الأطفال
يشكلون النسبة الأكبر من ضحايا حوادث الألغام والقذائف غير المنفجرة
البالغ عددها 5,500 حادثة منذ عام 1962. بحسب شبكة أيرين الإنسانية.
من جهته، وصف نبيل رسام، مدير البرنامج الوطني للتعامل مع الألغام
المشكلة بأنها "كبيرة"، موضحاً أن حوالي 700,000 شخص في صعدة، من بينهم
1,239 نازح في القرى، معرضون لمخاطر الألغام الأرضية والذخائر غير
المنفجرة. وقدر أن يكون حوالي 45,000 شخص في 84 قرية في مديرية حرف
سفيان بمحافظة عمران وحدها معرضين للخطر.
وتقدر السلطات المحلية أن يكون 10 بالمائة من النازحين في محافظة
عمران قد عادوا بالفعل إلى ديارهم ومع عودتهم بدأت التقارير تشير إلى
سقوط ضحايا بسبب الألغام. فوفقاً لوزارة الداخلية، قتل خمسة أشخاص
وأصيب 20 آخرون بجروح بعد لمس عبوات ناسفة في منطقة الملاحيظ ومران
بصعدة وحرف سفيان بعمران.
خطة عمل
وقد تم إرسال ثلاث فرق لإزالة الألغام من الجيش إلى الشمال لمسح
الطرق الرئيسية وتقييم مدى خطورة الوضع.
ومن المقدر أن تستغرق تقاريرها الأولية لدراسة تأثير الألغام ثلاثة
أشهر في حين سيستغرق المسح التقني لتحديد المناطق الملوثة ستة إلى
ثمانية أشهر.
وسوف يتم وضع خطة عمل لمكافحة الألغام استناداً إلى هذه التقارير.
وعلق العزي على ذلك قائلاً: "إن إزالة الألغام عملية بطيئة ولكن ما دام
الناس يعرفون مكان حقول الألغام فإنهم سيتمكنون من تجنبها".
قصة ثلاث اطفال
وفي 25 مارس، كانت أديبة السميحي، البالغة من العمر 10 سنوات وأختها
الأصغر هناء وابنة عمهما رجاء البالغة من العمر 10 سنوات أيضاً يرعين
الماعز على بعد بضع مئات من الأمتار من المخيم غير مدركات للخطر القاتل
الذي كان يتربص بهن وهو الألغام الأرضية.
وما حدث بعد ذلك غير واضح لأن أديبة لم تعد تتذكر ما حصل ذلك الصباح
أما هناء فلم تر سوى أختها "تطير في الهواء". لكن دوي الانفجار وصل إلى
مسامع الأسرة.
ركض والدهما غازي السميحي نحو مصدر الصوت ليجد ابنتيه الاثنتين
مصابتين بجروح خطيرة ومرميتين على الأرض أما رجاء فقد أودى الانفجار
بحياتها. ويصف الوالد شعوره لحظتها قائلاً: "شعرت بالرعب عندما رأيت
بنتيَّ".
وتخضع الشقيقتان حالياً للعلاج في مستشفى الثورة في صنعاء حيث فقدت
هناء البصر في عين واحدة في حين فقدت شقيقتها عينها اليسرى وسبابتها.
وتعاني الطفلتان من الجروح في جميع أنحاء وجهيهما وجسميهما. ولكن "الجروح
الخفية" هي التي تقلق والديهما أكثر من أي شيء آخر، حيث اشتكت والدتهما،
مهرة السميحي، من أنهما "لا تنامان أو تأكلان جيداً. كما أن هناء توقفت
عن الكلام".
وقد سجلت اللجنة الوطنية لمكافحة الألغام حتى الآن 20 ضحية من ضحايا
الألغام الأرضية. وعلى الرغم من عدم وجود بيانات دقيقة حول عدد الضحايا،
إلا أن منصور العزي، رئيس اللجنة يقول أن الرقم الحقيقي "قد يكون ثلاثة
أضعاف هذا العدد. إذ لا يتم تسجيل الحوثيين والأشخاص الذين يعانون من
إصابات طفيفة، كما لا يتم تسجيل الأشخاص الذين ينقلون إلى مستشفيات
خارج العاصمة".
كما يواجه العديد من ضحايا الألغام الأرضية ومخلفات الحرب غير
المنفجرة ارتفاع تكاليف العلاج في المستشفيات وهم غالباً ما يفتقرون
لأية وسيلة لدفع تكاليف العلاج، وفقاً للمسؤولين.
وفي هذا السياق، أفاد العزي، رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة الألغام،
أن فاتورة العلاج المنقذ للأرواح في المستشفيات الحكومية كانت تغطى من
قبل الصندوق الاجتماعي للتنمية وصندوق الإعاقة اليمني للرعاية والتأهيل
قبل الصراع في صعدة (2004). وخلال الحرب، كانت المستشفيات العسكرية في
بعض الحالات تتولى رعاية ضحايا الألغام الأرضية ومخلفات الحرب. غير أنه
بعد وقف إطلاق النار في 12 فبراير 2010 تغير الأمر وأصبحت الأسر
المتضررة تواجه فواتير علاجية ضخمة.
من جهته، قال عمر مجلي، نائب وزير الصحة العامة والسكان: "أنا على
اتصال مع الصندوق الاجتماعي لتحويل الأموال مباشرة للضحايا لتغطية
مصاريف العلاج المنقذ للأرواح". وسيتم بعد موافقة وزير الصحة تخصيص
200,000 دولار لعلاج حوالي 100 ضحية في المستقبل. ووفقاً لمجلي، قد
يصبح هذا المال متوفراً في غضون أسبوعين أو ثلاثة.
اما بالنسبة لللرعاية التي يتم تقديمها للمعوقين تتركز أساساً في
المدن ومحيطها، وتبقى بشكل عام بعيدة المنال بالنسبة لأولئك الذين هم
في أمس الحاجة إليها. كما أن الدعم النفسي والاجتماعي لضحايا الألغام
الأرضية ومخلفات الحرب القابلة للانفجار يبقى محدوداً للغاية.
ضحايا في افغانستان
كان موسى خان في طريق عودته من يوم عمل طويل في منجم للنحاس الى
الجنوب من كابول يفكر في ابنه الذي فقده في انفجار لغم قبل أسبوع.
واثناء عودته هو أيضا انفجر فيه لغم أرضي.
بعد مرور سبعة أشهر كان خان ما زال يحاول حفظ توازنه وهو يقف على
ساق اصطناعية حلت محل ساقه التي فقدها في انفجار اللغم.
قال خان (50 عاما) الذي كان يرتدي زيا أفغانيا تقليديا يميل للون
الرمادي "عندما سمعت الانفجار وجدت نفسي فجأة ملقى على بعد تسعة أمتار.
حسبي الله ونعم الوكيل فيهم."
وقال ان ما من أحد يعلم من الذي زرع تلك الالغام.. هل هم الروس أم
الشيوعيون أم طالبان.
وقالت الحملة العالمية لحظر الالغام الارضية ان عدد ضحايا الالغام
في العام الماضي وحده بلغ 5197 شخصا في أنحاء العالم ثلثهم من الاطفال.
بحسب رويترز.
وتجتمع الدول في قرطاجنة بكولومبيا خلال الفترة من 29 نوفمبر تشرين
الثاني الى الرابع من ديسمبر كانون الاول لحضور مؤتمر مراجعة رئيسي
لمعاهدة أوتاوا لحظر الالغام السارية منذ عشر سنوات والتي صدقت عليها
156 دولة كما تقول الحملة العالمية لحظر الالغام الارضية.
ولم تصادق عليها دول كبرى مثل الولايات المتحدة وروسيا وكذلك دول
نامية مثل باكستان والهند لكن النشطاء يأملون في اقناع تلك الدول.
الى ذلك دمرت الدول التي صدقت على المعاهدة مخزونا يمثل نحو 44
مليون لغم مضاد للافراد خلال العقد الماضي. لكن في أفغانستان ما زالت
مناطق شاسعة مغطاة بالالغام.
وسجل مركز للاجهزة التعويضية تديره اللجنة الدولية للصليب الاحمر في
كابول 842 حالة بتر خلال أول عشرة أشهر من 2009 ثلاثة أرباعهم من ضحايا
الالغام الارضية.
ويقدم المركز الاطراف الاصطناعية ويصمم الكراسي المتحركة والعكاكيز
للمعاقين. قال نجم الدين هلال وهو مدير مركز الاجهزة التعويضية وهو
نفسه من ضحايا الالغام ان أكثر من 90 في المئة من العاملين بالمركز من
المعاقين.
وتابع "رؤية معاقين اخرين قادرين على الحصول على طرف اصطناعي والمشي
مرة أخرى مصدر عون لهم نوعا ما. انه أمل بالنسبة لهم.. هذا يعينهم من
الناحية النفسية. يدركون أن الحياة لن تتوقف بسبب الاعاقة."
وينصب الكثير من جهد المركز على اعادة تكامل المرضى في المجتمع.
والمركز مترامي الاطراف ويضم ورشا ومراكز طبية ومساحات تشبه الصالات
الرياضية يختبر فيها المرضى أطرافهم الاصطناعية.
وطوال تاريخ أفغانستان المضطرب تغيرت الفصائل المتناحرة وتبدلت خطوط
الجبهات لكن الحال انتهى بالبلاد بأن تناثرت بها الالغام مع عدم وجود
خرائط تذكر لتحديد أماكنها.
من جهته قال شهاب حكيمي رئيس المركز الافغاني لرصد الالغام عن طريق
الكلاب ان نحو 650 كيلومترا من أفغانستان ما زالت تتناثر بها الالغام.
ويدرب المركز الكلاب البوليسية ويقوم بأعمال خطيرة من ازالة الالغام.
انها مساحة تعادل مساحة مدينة نيويورك تقريبا. وقال حكيمي انه
بافتراض توفر الامن والاموال فان المركز يمكن أن يزيل الالغام من تلك
المنطقة خلال أربع أو خمس سنوات.
وفي قرية تانجي سيدان الى الجنوب من كابول يستعين فريق من نحو 20 من
مزيلي الالغام معدات لرصد الالغام والكلاب المدربة لكشف الالغام. انها
عملية خطيرة ومضنية اذ لقي ما بين 30 و35 من العاملين في المركز حتفهم
خلال أداء عملهم كما أصبح 25 من المعاقين.
وعثر المركز على ألغام صنعت في دول بعيدة مثل مصر وايطاليا الى جانب
ايران والهند وباكستان وروسيا.
وافاد تقرير لمراقبة الالغام الارضية في 2009 ان 160 مليونا من
الالغام المضادة للافراد المخزنة ما زالت موجودة خاصة لدى خمس دول
تجاهلت المعاهدة وهي الصين وروسيا والولايات المتحدة وباكستان والهند.
لا يعلم الفتى نور رحمن من الذي زرع اللغم الارضي الذي انفجر فيه
قبل أربعة أشهر عندما كان يقود جرارا. يقول رحمن ان حياته لم تتغير.
واوضح رحمن الذي ما زال يحلم بأن يصبح مهندسا "فقدت ساقي فقط.. عدا
هذا أنا على حالي. أمامي مستقبل براق."
وبالنسبة لهلال فان تفاؤل رحمن هو السبب الذي يجعله يقوم بعمله هذه
الفترة الطويلة. كان هلال قد فقد كلا ساقيه قبل نحو 30 عاما عندما كان
عمره 18 عاما. كان قد تخرج لتوه من المدرسة وكان يتمنى الالتحاق
بالجامعة وقت وقوع الكارثة.
قال "ظننت أن حياتي انتهت.. شعرت بيأس تام" وذلك حتى مجيئه الى مركز
اللجنة الدولية للصليب الاحمر حيث تم تركيب ساقين اصطناعيين له وطلب
منه العمل هناك.
وأضاف "عندما أرى الناس يأتون دون سيقان أو يزحفون ثم يغادرون
المركز بسيقان جديدة.. هذا يبعث على الامل.. على السعادة. عندما يأتي
بعض الناس للمركز يعتبرونه مكانا كئيبا.. لكنه في واقع الامر مكان مفعم
بالسعادة."
من جهته قال متحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية ان مراجعة سياسة
الولايات المتحدة بشأن الالغام الارضية لا تزال مستمرة وانها ستستكمل
بعد فترة وشرح تصريحا سابقا جاء فيه ان ادارة الرئيس الامريكي باراك
أوباما خلصت الى حاجتها لهذه الاسلحة.
وقال المتحدث ايان كيلي في بيان مؤخرا "الادارة ملتزمة بمراجعة
شاملة لسياستها بشأن الالغام الارضية. وهذه المراجعة لا تزال مستمرة."
وتحظر المعاهدة استخدام أو تخزين أو انتاج أو نقل الالغام المضادة
للافراد. وصدقت على المعاهدة 156 دولة لكن الولايات المتحدة وروسيا
والصين والهند من بين الدول التي لم تصدق عليها بعد.
وتلتزم الولايات المتحدة بشكل عام ببنود المعاهدة. وقال ستيف جوس
مدير قسم الاسلحة في منظمة مراقبة حقوق الانسان (هيومان رايتس ووتش) في
بيان صحفي مؤخرا شنطن لم تستخدم الالغام المضادة للافراد منذ حرب
الخليج عام 1991 ولم تصدرها منذ عام 1992 ولم تنتجها منذ عام 1997.
بحسب رويترز.
لكن الولايات المتحدة لا تزال تخزن نحو عشرة ملايين من الالغام
الامر الذي يخالف المعاهدة.
وأضاف "رأينا أننا لن نتمكن من الوفاء بالتزاماتنا الامنية
لاصدقائنا وحلفائنا لو وقعنا هذه المعاهدة."
وقررت الولايات المتحدة ارسال خبراء اغاثة انسانية من الالغام من
وزارتي الخارجية والدفاع والوكالة الامريكية للتنمية الدولية والمراكز
الامريكية لمكافحة الامراض والوقاية منها كمراقبين الى مؤتمر كارتاجينا.
الاراضي العراقية
من جهته اعلن باسم شريف عضو في لجنة الصحة بمجلس النواب،مؤخرا ، عن
وجود أكثر من 27 مليون لغم لا زالت مزروعة في الأراضي العراقية.
واوضح في بيان نشر على موقع حزب الفضيلة الاسلامي، ان “أكبر حقول
الألغام على صعيد دول العالم يقع في مدينة بدرة بواسط (80 كم شرق الكوت)
وتبلغ مساحته 433 ألف دونم”، مشيرا الى ان “هناك أكثر من 27 مليون لغم
لا تزال مغمورة في أراضي الشريط الحدودي بين العراق وايران وتمتد
لمسافة 1200 كيلو متر”.
ولفت عضو لجنة الصحة الى ان “هذه الألغام تشكل تحديا خطيرا للبيئة
وتهدد حياة السكان، فيما تتسبب بفقدان مساحات شاسعة من الأراضي الخصبة
التي يصعب الوصول لها من قبل الفلاحين والمزارعين”، منوها الى “وجود
ملايين المقذوفات الحربية غير المنفلقة التي انتشرت في المنطقتين
الوسطى والجنوبية بعد حرب الخليج عام 1991 وحرب 2003 ومازالت تشكل
تحديا لحياة الأشخاص”. بحسب اصوات العراق.
واعتبر شريف الجهد الوطني “غير كاف لإزالة الألغام والمقذوفات
الحربية من أماكن تواجدها بسبب قلة الإمكانيات البشرية والتقنية”،
مطالبا بجهد “دولي حقيقي ومكثف لازالتها”.
تابع إن “المشكلة الرئيسة في شمالي العراق تنحصر في وجود الألغام
بالمناطق الجبلية بنسبة 95 % فيما تشكل المقذوفات الحربية غير المنفلقة
نسبة 5%”، مبينا بان “تلك المنطقة لم تتعرض للقصف بالطائرات وإلقاء
القنابل العنقودية في حربي 1991 و2003 حالها حال المنطقتين الوسطى
والجنوبية من البلاد”.
الغام الساحل الشمالي
على ذات الصعيد قال مسؤول مصري ان مصر كثفت الجهود لاخلاء منطقة في
الساحل الشمالي للبلاد من ملايين الالغام التي تعود للحرب العالمية
الثانية في مشروع لازالة الالغام يتكلف 250 مليون دولار لتجهيز المنطقة
للاستثمارات في مجالات السياحة والطاقة والزراعة.
وتقول مصر ان قوات الحلفاء والمحور تركت وراءها 20 في المئة من
الالغام والمتفجرات مما تبقى في العالم من مخلفات الحرب العالمية
الثانية حول منطقة العلمين التي شهدت معركة حاسمة في الحرب.
وقال فتحي الشاذلي رئيس الامانة التنفيذية لازالة الالغام وتنمية
الساحل الشمالي الغربي ان هذا المشروع يفتح مجالا واسعا في المستقبل.
وبما أن أغلب سكان مصر البالغ عددهم نحو 77 مليون نسمة مكدسون في
شريط من الارض بامتداد وادي النيل والدلتا فان مصر تريد تنمية مناطق
أخرى مثل الساحل الشمالي.
وأضاف الشاذلي أن الارض التي ستجري ازالة الالغام منها ستكون مخصصة
لاستثمارات السياحة والنفط والغاز الطبيعي والطاقة المتجددة والزراعة.
بحسب رويترز.
وأزالت مصر نحو ثلاثة ملايين من الالغام ومخلفات الحرب من بين 19.7
مليون لغم خلال الفترة من 1981 الى 1999. وقال الشاذلي انه منذ تكثيف
الجهود أزال العاملون في هذا المجال أكثر من 300 ألف لغم وغيرها من
المعدات العسكرية الاخرى من أكثر من خمسة في المئة من المنطقة منذ
فبراير شباط.
وأضاف الشاذلي مستندا الى تقديرات حكومية أن المنطقة التي ستزال
منها الالغام تحتوي على ما يقدر بنحو 4.8 مليار برميل من النفط.
ولم توقع مصر على معاهدة الالغام لعام 1997 مما حرمها من الحصول على
الدعم المالي الدولي لازالة الالغام. ومن اعتراضات مصر على المعاهدة
أنها لا تلزم الاطراف التي زرعت ألغاما خارج حدودها بازالتها أو دفع
تكلفة ازالتها.
وفي الزمن المعاصر تشير تقديرات الامم المتحدة الي ان اسرائيل
استخدمت ما يصل الى 4 ملايين من القنابل الصغيرة في لبنان اثناء حربها
في 2006 ضد مقاتلي حزب الله الذين أطلقوا أكثر من 100 صاروخ يحتوي على
ذخيرة عنقوية على شمال اسرائيل.
ولا تزال المنطقة الشمالية الغربية بمصر ملوثة بحوالي 17 مليون لغم
أرضي وذخائر غير منفجرة منذ الحرب العالمية الثانية
أفادت السلطات المصرية أنها قامت بإزالة الألغام من 13,100 هكتار من
الأراضي الصحراوية في منطقة العلمين، على بعد حوالي 400 كيلومتر شمال
غرب القاهرة، مما يمهد الطريق لمشاريع الإسكان والزراعة.
وكانت معظم الألغام قد زُرعت أثناء الحرب العالمية الثانية والحروب
العربية الإسرائيلية بين عامي 1948 و1973، وقد أعاقت خطط تطوير الصحراء،
حسب الخبراء.
وفي هذا السياق، أفاد فتحي الشاذلي، وهو دبلوماسي سابق ومدير منظمة
العمل لإزالة الألغام،
وهي منظمة غير حكومية محلية، أن الحكومة تحاول الحصول على المساعدة
الدولية لإزالة الألغام من أراضيها الصحراوية منذ نهاية التسعينيات،
ولكن محاولاتها لم تلق سوى "اهتماماً ضئيلاً جداً من المجتمع الدولي".
ووفقاً لتقرير مرصد الألغام لعام 2009، لا توجد أرقام موثوقة عن مدى
تلوث الأراضي بالألغام، ولكن تقريراً مشتركاً صدر عن الحكومة المصرية
وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في نوفمبر 2006 أشار إلى أن الألغام
تغطي حوالي 2,680 كيلومتراً مربعاً، وهو ما يقرب من أربعة أضعاف مساحة
الأراضي الملوثة بالألغام في أفغانستان. ووفقاً لتقديرات الجيش المصري،
لا يزال هناك 16.7 مليون لغم يحتاج للإزالة من الأرض.
تنظيف الاردن بمساعدة النرويج
من جهته صرح مسؤول في الجمعية النروجية للمساعدات الشعبية غير
الحكومية مؤقرا انه تمت ازالة وتدمير 64 الف لغم من انواع مختلفة خلال
العامين الماضيين على الحدود الشمالية للاردن.
وقال ياسين المجالي المستشار الاول في الجمعية في تصريحات للصحافيين
انه "تم حتى الان ازالة وتدمير 64 الف لغم من مجموع 136 الف لغم من
مختلف الانواع من شمال الاردن".
واضاف ان "المشروع الذي بدأ العمل به في نيسان/ابريل من العام 2008
ويتوقع الانتهاء منه في ايار/مايو من العام 2012، يغطي مساحة 104
كيلومترات مربعة ويضم 93 حقل الغام"، مشيرا الى ان "المشروع يعتبر آخر
مشاريع ازالة الالغام في المملكة".بحسب الفرانس برس
وبحسب المجالي "يعمل في المشروع 12 فريقا متخصصا بازالة الالغام
منها فريقان نسائيان".
وجاءت تصريحات المجالي خلال جولة تفقدية في منطقة جابر على حدود
المملكة الشمالية مع سوريا قامت بها الهيئة الوطنية لازالة الالغام
بالتعاون مع الجمعية النروجية وشارك فيها عدد من سفراء الدول الاوروبية
التي تدعم مشاريع ازالة الالغام في الاردن.
واكد المجالي ان "التمويل الذي قدم من قبل عدد من الدول المانحة
يغطي كلفة المشروع لنهاية العام الحالي"، مشيرا الى "السعي للحصول على
مزيد من التمويل لنتمكن من انهاء المشروع في الوقت المحدد واعلان
المنطقة خالية من الالغام كي تتاح الفرصة مرة اخرى لحوالى 50 الف مواطن
لاعادة استخدام اراضيهم والانتفاع منها".
من جهته قال البريكات ان "مجموع الالغام التي تم اكتشافها في مناطق
الغور الاردني والعقبة بلغت 220 الف لغم تمت ازالتها بالكامل".
واوضح البريكات ان "دعم المانحين لمشروع ازالة الالغام على الحاجز
الشمالي للمملكة يتراوح بين 4 الى 6 ملايين دولار سنويا".
والالغام التي تعود معظمها الى فترة النزاعات العربية الاسرائيلية،
تؤثر بصورة سلبية على حياة الناس الذين يقطنون تلك المناطق الزراعية
الشاسعة والتي ترفد المملكة بانواع مختلفة من الحبوب وغيرها من
المزروعات.
وكان الاردن بدأ عمليات ازالة الالغام من اراضيه العام 1993، اي قبل
عام واحد من توقيع معاهدة السلام مع اسرائيل.
وبحسب الهيئة الوطنية لازالة الالغام الاردنية، فقد كان هناك نحو
305 الاف لغم على الاراضي الاردنية، بينها 73 الف لغم اسرائيلي و232
الف لغم اردني معظمها في وادي الاردن على الحدود مع إسرائيل. |