عقوق الأبناء وإدارة دفة الحياة الأسرية

 

شبكة النبأ: الأسرة هي اللبنة الأولى في بناء المجتمع حيث إن صلاحها يعني صلاحه وفسادها يعني فساده لذلك أولى الإسلام الأسرة رعاية خاصة ووضع أسسا وقواعد معينة تبنى عليها فالوالدان هما اللذان يقودان دفة الحياة الأسرية بتوفير الجو الاجتماعي السليم والأمن والأمان والحياة الكريمة لأولادهما وتوفير احتياجاتهم ومطالبهم التعليمية والصحية والنفسية والاجتماعية والدينية أيضا إلى إن يصبحوا قادرين على تحمل المسؤولية وبناء أسرة ناجحة.

إن هذا الدور الذي يقوم به الوالدان هو دور عظيم وله اجر كبير عند الله عز وجل لما له من تأثير كبير في خلق إنسان قادر عقليا وجسمانيا ونفسيا على مواجهة الحياة وتكوين أسرة ناجحة.

وقد يضطر بعض الآباء لترك أطفالهم بعهدة شخص آخر لأسباب مادية على الأغلب .فإذا كان هذا الشخص الجد أو الجدة أو الخالة أو العمة .فالشر أهون . أما إذا ترك الطفل بعهدة خادمة من مله وديانة أخرى فلا يستغرب الآباء إذا اكتشفوا إن لهم ابن عاق أو منحرف أخلاقيا او مدمن انترنيت أو مخدرات .

الأسرة أساس المجتمع

وفي هذا السياق قال أستاذ الإدارة والتخطيط التربوي بكلية التربية في جامعة الكويت الدكتور احمد البستان في لقاء خاص مؤخرا إن الأسرة أساس المجتمع قوامها الدين والأخلاق يحفظ القانون كيانها ويقوي أواصرها كما تعكس التربية الصالحة للأبناء واقع المجتمع وتقدمه وهي ضرورة اجتماعية لأن تماسك المجتمع وسلامة بنائه يتطلبان بناء جيل يؤمن بثقافة مجتمعه ويساهم في بنائه.حسب كونا .

وأضاف د. البستان أن الأسرة تقوم بدور فعال وكبير في رعاية أبنائها وتهيئة الفرص المؤاتية لنموهم الشامل المتكامل ومن أهمها الأساس الروحي والاجتماعي والتربوي والنفسي وترسم لهم خطوط شخصياتهم بما تنطوي عليه من تراث وعقائد وعادات وسلوكيات متنوعة.

وأوضح أن من أهم الأسباب التي تؤدي إلى عقوق الأبناء لآبائهم تراجع دور الأسرة في وضع وتحديد الروابط الاجتماعية التي من شأنها إشعار الفرد بالانتماء لأسرته ولمجتمعه لكي يستطيع ممارسة ما يجب عليه القيام به بحيث لا يعتدي على حريات الآخرين.

وأشار إلى أن غياب القيم الروحية أدى إلى عقوق الأبناء لآبائهم كما إن العامل الذي لا يقل أهمية عن غيره هو دور الإعلام وضرورة تسليط الأضواء على بعض القضايا منها عقوق الأبناء وتحديث الخطاب الديني وأهمية مواكبته لطبيعة العصر وتوجيهه وشرحه للافراد حيث يعد الدين الإسلامي الرابط الاجتماعي الأول للمجتمع.

وذكر ان الله عز وجل جعل للوالدين منزلة عظيمة لا تعادلها منزلة فجعل برهما والإحسان إليهما والعمل على إرضائهما فرضا حيث ان الزواج القائم على المودة والرحمة والذي يوصي به الدين الإسلامي الحنيف هو الذي يكفل التعاون وتحمل أعباء الحياة فيما التعاطف والتفاهم يؤديان إلى حسن تربية الأبناء والتجاوب بينهم.

وأضاف ان الفرد إذا تم إعداده في بيئة تربوية سليمة فلن يكون هناك عقوق ابناء وان الخلل الذي يمكن ان يؤدي إلى عقوق الأبناء لإبائهم هو تركيز الوالدين على القيم المادية والابتعاد عن القيم الروحية.

وقال ان بر الأبناء لآبائهم يعتبر نبراسا للمجتمع كما انه يرسخ القيم الايجابية ويبني للأبناء السلوكيات الايجابية في تكريم آبائهم كما يعطي مثالا حيا يحتذى في المجتمع من خلال تقدير الدور الذي قاما به في تنشئة الأبناء والاحترام المتبادل بين جميع أبناء الأسرة.

وختم حديثه قائلا إن الأبناء يجب ان يبروا والديهم بعد موتهما فالأبناء الأوفياء يبرون والديهم في حياتهم وبعد مماتهم بأن يدعوا لهم بالرحمة والمغفرة وكيف لا يبرونهما وهما سبب وجودهم وعماد حياتهم وركن البقاء لهم في الحياة.

من جانبها علقت ام محمد وهي ام لسبعة أبناء على عقوق الأبناء لوالديهم قائلة "بتنا نسمع كثيرا في هذه الأيام عن إساءة الأبناء لوالديهم وعن معاملة الأبناء لوالديهم التي تتصف احيانا بالقسوة والجحود وفي بعض الأحيان يتطور الوضع الى وضعهم في دار المسنين وعدم السؤال عنهم".

وتساءلت ام محمد "هل هذا جزاء الوالدين اللذين عانا كثيرا وسهرا الليالي لتربيتهم التربية الصالحة واغدقا عليهم الحب والحنان ولن أستطيع ان اعدد أفضالهما فهي تفوق كل وصف".

وقالت ام عبد الرحمن وهي ام لثمانية ابناء ان من اهم أسباب جحود الأبناء لآبائهم وأمهاتهم وجود وسائل الإعلام غير الهادفة والصحبة السيئة وعدم وجود جو اسري مناسب فلو ان الابن وجد الحنان والرعاية والحب في بيته ومن والديه لما عاقهما في الكبر.

يذكر ان فكرة الاحتفال بعيد الام عربيا بدأت في مصر منذ عام 1956 تم انتشرت في باقي الدول العربية حيث يتم الاحتفال بهذا اليوم من خلال أجهزة الإعلام المختلفة ويتم تكريم الامهات المثاليات اللواتي عشن قصص كفاح عظيمة من اجل أبنائهم على مختلف الأصعدة.

تعلق الأطفال بالخادمات

ومن المعلوم أن هناك جوانب سلبية لإسناد تربية الأبناء للمربيات، إلا أن مختصاً بريطانياً حذر مؤخراً من تأثير المربيات على الصبيان تحديداً، وأن الصبي الذي تساعد في رعايته مربية قد يصبح "زير نساء" عند البلوغ.

ويزعم د. دينيس فريدمان، زميل الكلية الملكية للأطباء النفسيين في كتابه الجديد "الهبة غير المرغوبة: لماذا نفعل أشياء نقوم بها"، إن قيام امرأتين برعاية المولود الصبي قد يرسخ في دماغه الصغير، فكرة أن هناك العديد من الإناث لتلبية احتياجاته، مما قد "يولد مفهوم المرأة الأخرى". بحسب سي ان ان .

ويستكشف  فريدمان، في كتابه كيفية أن حب الأم لذريتها قد يحدد سلوكيات الأطفال عند سن البلوغ، فالفتيات يتأثرن برعاية المربيات، وهو ما يخلق بين هؤلاء الصغيرات حالة من "فراغ في الحاجة"، قد يحاولن تعويضه في حياتهن لاحقاً بإتباع سلوكيات غير سوية أو الدخول في علاقات جنسية مع رجال متزوجين، ربما تربوا بدورهم على أيدي مربيات.

إلا أن الأطروحة المتعلقة بالبنين في دراسته هي التي كانت أكثر إثارة للجدل، فبوجود شخصيتين تمثلان الأمومة، كما يقول فريدمان "يخلق انقساماً في عقل (الصبي) بين الأم التي يعرفها كأمه البيولوجية، وتلك التي تشاركه حياته لحظة بلحظة، تلك التي تغسله يومياً وتأخذه في نزهة للحديقة ويشعر معها بتوافق تام."

ويضيف الكاتب: "حياة المرأة المزدوجة هذه.. واحدة من العائلة وأخرى ترعى كافة احتياجاته، قد تنطبع كنمط في ذهنه، بحيث يشعر عندما يكبر بأن احتياجاته تتجاوز تلك المتوفرة داخل المنزل."

واقترح العالم بامتناع النساء عن العمل، وأن لا يعدن إليه بعد الولادة، وفي حالات الضرورة القصوى، حتى يتجاوز الأطفال العام الأول من عمرهم، وهو اقتراح قوبل بانتقادات عنيفة من قبل الأمهات العاملات، اللواتي أشرن إلى افتقار نظريته إلى الإحصائيات الداعمة.

وهاجمت النساء فريدمان باعتبار أن اقتراحه غير عملي، خاصة وأن العديد منهن لا خيار أمامهن سوى العودة إلى العمل بعد الإنجاب، وقالت العديدات إن الباحث يلقي بتبعة "خيانة" الرجال على النساء، فإن لم تكن غلطة الزوجة الغافلة التي تدفع بزوجها إلى أحضان امرأة أخرى، فهو خطأ الأم غير المتنبهة، كما أوردت مجلة "تايم" .

ومن جانبها انتقدت  د. جان ميرسر، بروفيسور علم النفس في كلية ريتشارد ستوكتون في ولاية نيو جيرسي ، والمتخصصة في تنمية الرضع، استنتاجات فريدمان بالقول: "الرضع لا يطورون رابطاً للتعلق بالأم دون سواها، فهم يتعلقون أيضاً بالآباء، والأجداد، والمربيات، وأشقائهم وشقيقاتهم، وكل من يتفاعل معهم اجتماعياً أو يشارك في رعايته بشكل دوري، مثل إطعامهم."

وأضافت ميرسر أن هذه العلاقات صحية وجزء من التكوين والنمو الطبيعي، فالتعلق بالمربية لا يوازيه بالضرورة الانفصام عن الأم.

الطفل يبكي

وعلى صعيد ذي صلة نصح الباحثون في مستشفى الأطفال الملكي في ملبورن في استراليا الآباء بأن يتركوا الطفل الرضيع يبكي حتى ينام .. مؤكدين أن هذه ليست قسوة وليست مضرة بالصحة العقلية للطفل أو للآباء.

ووفقا للباحثين في المستشفى، فإن ما يسمونه بأسلوب البكاء يساعد على التحكم في حل مشاكل النوم، وتفادي حالة الاكتئاب لدى للأمهات. بحسب واس.

ويقول الباحثون إنه بدلا من التوجه مباشرة إلى الرضيع عندما يبكي، فإنه على الآباء أن يوطنوا أنفسهم وأن يتنظروا الطفل حتي يهدأ ويعود للنوم.

وأشاروا إلى أنه لا يجب ترك الأطفال الرضع الأقل من عمر 6 شهور بمفردهم لأنهم يحتاجون إلى التغذية في الليل.

وقد حاول الباحثون تطبيق هذه الوسيلة مع 328 طفلا تتراوح أعمارهم ما بين 8 إلى 10 شهور، ووجدوا أن 45 في المائة من حالات مشاكل النوم قد انخفضت.

وفي متابعة للدراسة على 23 طفلا يبلغون من العمر ستة شهور، لم يجدوا أي سلوك سلبي أو دليل متزايد على الاكتئاب بين الأمهات.

من جهتها قالت آنا برايس إحدى الباحثات المشاركات في الدراسة إننا "نأمل أن يطمئن هذا الدليل فعليا الآباء الذي يريدون تنظيم نوم أطفالهم باستخدام استرايتجيات الأطفال هذه ".

وأضافت "نحن نتفهم تماما أن سماع بكاء الرضيع صعب على أي من الأبوين، ولكن من المهم معرفة أنهم لو صبروا فإنهم لن يلحقوا أي ضرر بطفلهم ".

وجاءت هذه النتائج في نهاية دارسة استمرت ست سنوات وقدمت إلى مؤتمر منظمة الصحة العالمية للطب الباطني في ملبورن هذا الشهر.

وأكد الباحثون في المؤتمر إن هذه الوسيلة أدت إلى الحد من مشاكل انقطاع النوم بسبب بكاء الرضع بمقدار 30 في المائة في غضون 4 شهور، والحد من الاكتئاب لدى الأمهات بمقدار 40 في المائة بمرور الوقت مع وصول طفلهما الثاني.

وبينما قال 85 في المائة من الآباء إن السيطرة على البكاء ساعدتهم على التأقلم مع أطفالهم، في حين قالت نسبة الـ 15 في المائة المتبقية إنهم لم يجدوا أي تغيير. ولكن لم يقل أحد أن هذه الوسلة سببت ضررا.

ولم تعجب نتائج الدراسة الطبيب النفسي النيوزيلندي مارلين كورين, الذي قال إن "نسبة العينة كانت صغيرة للغاية لتكتسب النتائج شرعية وأن الموضوع شديد التعقيد لتقديم إجابات سهلة".

الأطفال والانترنيت

من جهته ينصح طبيب ألماني متخصص في الأبحاث المتعلقة بالإدمان الآباء الذين يرغبون في الحد من استخدام أطفالهم للانترنت بالتأكد من وضع جهاز الكمبيوتر في مكان يسهل فيه مراقبته. وينصح راينر توماسيوس مدير المركز الألماني لأبحاث الإدمان في سن الطفولة والمراهقة بمركز هامبورج ابندورف الطبي الجامعي الآباء بإخراج جهاز الكمبيوتر الشخصي من الغرفة الخاصة بالطفل ووضعه في ردهة المنزل. بحسب الألمانية.

وقال توماسيوس مؤخرا في معرض "ديداكتا" التربوي في كولونيا إن الاحتفاظ بجهاز الكمبيوتر في مكان وسط المنزل يعد طريقة فعالة للحيلولة دون قضاء الأطفال وقتا كبيرا للغاية في استخدام الانترنت. وأضاف أن الأبوين والطفل سيبلون بلاء حسنا إذا اتفقوا على جدول أسبوعي للفترات التي يسمح فيها بتصفح شبكة المعلومات. وأوضح توماسيوس أنه لا ينبغي أن يتصفح الأطفال دون الثانية عشرة الانترنت بمفردهم بأي حال من الأحوال مستشهدا بما وصفه بأنه خطوط إرشادية دولية. فبالنسبة لأطفال تلك الفئة العمرية فمن المناسب وضع جهاز الكمبيوتر في غرفة المعيشة في المنزل وليس في غرفة نوم الطفل.

وينصح بألا يزيد استخدام الانترنت على ساعة واحدة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و 13 عاما وساعة ونصف لمن يتجاوزون 14 عاما. ويتبقى سؤالان متى يكون استخدام الطفل للانترنت مفرطا؟ وعند أي حد يمكن وصفه بالإدمان؟ أشار توماسيوس إلى أنه لا توجد معايير تشخيصية لتحديد ذلك مضيفا أنه رغم ذلك توجد علامات عامة. يقول الطبيب الألماني إنه يتعين على الأبوين أن يشعرا بالقلق في حال واجه الطفل صعوبة في التحكم في موعد بداية جلسة الانترنت ومدتها ونهايتها واستمر في زيادة المدة التي يقضيها في تصفح الشبكة المعلوماتية. وثمة علامات أخرى تشير إلى ذلك بينها ظهور القلق والأرق وتوتر الأعصاب على الطفل عند عدم تصفحه للانترنت واستخدامه المتواصل للشبكة المعلوماتية رغم أثره العكسي الواضح على سلوك الطفل.

دور الرعاية النهارية

الى ذلك تلقى الآباء والأمهات الذين ينتابهم قلق إزاء ترك الأطفال الصغار في دور الرعاية النهارية بعض الردود المطمئنة يوم الجمعة حيث أشارت نتائج دراسة إلى إن الأطفال الذين يحظون برعاية عالية الجودة يتسمون بمزايا دراسية تستمر في المدرسة الثانوية.

وتظهر اخر النتائج من دراسة للمعاهد الصحية القومية الامريكية والجارية منذ فترة طويلة ان الأطفال الذين كانوا في دور رعاية عالية الجودة حققوا نتائج اعلي بشكل طفيف في المقاييس الأكاديمية والانجازات الإدراكية بعد سنوات عندما أصبحوا مراهقين.

وقال الباحثون انهم كانوا أيضا أقل احتمالا لإساءة التصرف بشكل طفيف من نظرائهم الذين حظوا برعاية اقل جودة. لكن الأطفال الذين أمضوا معظم الساعات في دور رعاية الأطفال لديهم ميل أكبر قليلا نحو الاندفاع والمغامرة في سن 15 عاما مقارنة بالمراهقين الذين أمضوا وقتا أقل في دور رعاية الأطفال كما كتب الباحثون في دورية "تنمية الأطفال".

وعادة ما تقاس جودة رعاية الطفل بحجم الوقت الذي يقضيه مقدم الرعاية في التفاعل مع الأطفال وكذلك الدفء والدعم والتحفيز الإدراكي.

وتهدف الدراسة الجارية الى تقديم معلومات بشأن الجدل الخاص بالسياسات المتعلقة بما إذا كان ينبغي على كل من الوالدين العمل عندما يكون الأطفال صغارا و ما إذا كان توفير دور رعاية الطفل جيد للأطفال والآباء والأمهات والمجتمع ككل.

وقال جيمس جريفين من المعهد الوطني لصحة الطفل والتنمية البشرية التابع للمعاهد الوطنية للصحة والتي مولت هذه الدراسة "الرعاية عالية الجودة للطفولة تقدم فيما يبدو دفعة صغيرة للأداء الأكاديمي وربما من خلال التعزيز المبكر لاكتساب مهارات الاستعداد للمدرسة".

وأضاف "النتائج الحالية للدراسة تكشف عن أن الصلة البسيطة بين ترك الأطفال في دور الرعاية النهارية في وقت مبكر وبين التحصيل الدراسي اللاحق والسلوك تظهر في النتائج الدراسية المبكرة وتستمر في مرحلة الطفولة وفي سنوات المراهقة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 27/أيار/2010 - 11/جمادى الآخرة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م