حدائق في كربلاء تبهج المواطنين وتشكو الرعي الجائر

نصب وساحات غناء تشكو الإهمال

عدسة وتحقيق: محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: تبدي العديد من العوائل الكربلائية ابتهاجها بإنشاء بلدية المدينة العديد من الساحات الخضراء وإقامة النافورات المائية والنصب التذكارية، سيما بعد أن كانت تلك الساحات حتى عهد قريب أراض جرداء تثير الأتربة ومرتع للحيوانات السائبة.

حيث اعتبرت السيدة صديقة صلاح التي كانت تجلس على إحدى المصطبات الخشبية الموزعة داخل ساحة حي العلماء إن إنشاء تلك المساحات الخضراء يضفي إلى جانب الجمالية والتحضر عوامل بيئية ونفسية ذات تأثير مباشر على المواطنين بمختلف فئاتهم فتقول، "دون أدنى شك إن تلك الساحات باتت محطات استراحة لطيفة للمواطنين بعد أن كانت مناطق مهجورة وتعج بالأتربة والأوساخ".

وتضيف لـ(شبكة النبأ المعلوماتية)، "اعتدت وبشكل شبه يومي التنزه أنا وعائلتي أو مع رفيقاتي، أثناء فترة العصر أو قبيل الغروب، فنجلس هنا بعض الوقت للتمتع بجمالية المنطقة، حيث اشعر بالراحة والانشراح".

وتلفت صديقة، "كما توفر تلك الساحات خصوصا في فترة الليل أجواء مناسبة للطلبة على وجه التحديد، فهم يتجمعون على هنا بحثا عن الهدوء والأجواء اللطيفة للمذاكرة والقراءة".

من جانب آخر حض بعض المواطنين الجهات المسئولة على العناية بشكل اكبر بتلك الساحات وعدم تركها عرضة للإهمال، خصوصا بعد تعرض عدد منها إلى الجفاف أو الاندثار فيقول عباس هادي، "على الرغم من بذل الجهات المختصة جهودا كبير في إنشاء هذه الساحات وصرف الأموال بشكل كبير على تهيئتها بهذا الشكل اللطيف إلا إن بعضها يتعرض إلى التدمير والخراب بسبب عدم إدامتها بشكل مستمر، أو توظيف كوادر غير مهنية غير قادرة على رعايتها".

وينوه هادي لـ(شبكة النبأ المعلوماتية)، "يبدو إن المحسوبية والعلاقات الشخصية كان لها دور فاعل في توظيف أو تشغيل الفلاحين أو العمال المشرفين على الإدامة ورعاية تلك الساحات، فاغلبهم لا يملك الخبرة في مجال الزراعة، فضلا عن تغيب الكثير منهم عن التواجد أثناء النهار".

إلى ذلك يرى احد رجال شرطة المرور إن تحويل تقاطعات الطرق والساحات المرورية إلى مناطق خضراء تسهم في تقليل الإجهاد النفسي الذي يلحق به جراء طول فترة الواجب فيقول المفوض صفاء حسن، "لا اشعر بالتعب أو الملل إذا كانت منطقة واجبي اليومي في إحدى التقاطعات الخضراء بل على العكس من ذلك فانا استمتع في اغلب الأحيان نظرا لجمالية المنطقة التي تنعكس على حالتي النفسية بالإيجاب والمتعة، خصوصا بعد ان زودت بالمصاطب الخشبية المريحة".

ويضيف حسن لـ(شبكة النبأ المعلوماتية)، "على العكس من ذلك فحين تكون منطقة واجبي غير مكسية او أراض جرداء فأعاني من الأتربة والغبار المتصاعد منها، فضلا عن تعرضي المستمر لأشعة الشمس ألافحة، فلا توجد أماكن للاستراحة أو شجرة استظل بها، لذلك اشعر بالضجر والإعياء السريع".

ويختتم مبتسما، دائما ما أسعى إلى لدى رؤسائي في إرسالي لأماكن لا تكون ساحاتها جرداء أو غير مشجرة".

إلى ذلك يشير الكاتب الصحفي عمار الربيعي إلى ضرورة التدقيق في اختيار النصب والنافروات المقامة في وسط تلك الساحات، والتركيز على أشخاص الرموز والأشكال التي توحي أو تدل على ابرز المحطات التاريخية للمدينة، فيقول، "غالبا ما تهتم السلطات في المدن بأدق التفاصيل في استغلال الساحات العامة وتقاطعات الطرق بوضع النصب التذكارية التي تخلد المحطات التاريخية والمناسبات المهمة".

ويشير الربيعي، "مدينة كربلاء تعد من المدن المهمة في العراق، سيما إن إنشاءها اقترن بواقعة الطف الشهيرة، وتاريخها يزخر بالعديد من الوقائع والأحداث  التاريخية على صعيد المحلي والوطني".

ويضيف لـ(شبكة النبأ المعلوماتية)، "اعتقد إن سلطات المدينة كانت موفقة في إنشاء نصب الانتفاضة الشعبانية لما له من دلالة سياسية واجتماعية ودينية، ليبقى شاهدا للأجيال القادمة".

الجدير بالذكر إن الحكومة المدنية في كربلاء اختارت مجسم الفنان التشكيلي حازم الأشهب كأفضل مجسم يجسد الانتفاضة الشعبانية التي اندلعت في العراق ضد النظام الديكتاتوري مطلع التسعينات في القرن المنصرم، وتم إنشاء النصب في إحدى اكبر الساحات الخضراء في مركز المدينة.

من جهته أكد الأستاذ ماجد ناجي مدير بلدية كربلاء على اعتماد المحافظة خطة لشمول جميع أنحاء المدينة بالتشجير وتحويل الساحات إلى مناطق خضراء فضلا عن وتحويل بعض منها إلى حدائق غناء سيما في الأحياء السكنية، فيقول لـ(شبكة النبأ المعلوماتية)، "تم إنشاء ما يوازي ستين حديقة موزعة بين مركز المدينة والأحياء السكنية فضلا عن وضع خطة عمل وحسب آلية التنفيذ المباشر من المديرية لتشجير وزراعة الساحات المرورية والجزرات الوسطية في الشوارع".

ويضيف ناجي، "تم رصد مبلغ مليار دينار عراقي لإنشاء خمسة وعشرون حديقة أخرى في المناطق المحرومة، يشرف على إنشائها قسم الحدائق أيضا".

ويلفت ناجي، "كما تم توجيه دعوات رسمية إلى بعض الفنان التشكيليين للمشاركة في وضع التصاميم للنصب والنافروات المائية والضوئية المقترحة التي سوف يتم إنشائها في بعض الساحات وبالتنسيق مع قسم الكادر الهندسي في المديرية.

كما يشير ناجي خلال حديثه ضرورة تعاون المواطنين والأجهزة الأمنية في رصد بعض الأعمال التخريبية التي يقدم عليها بعض المتطفلين أو عمليات الرعي الجائر التي تتعرض لها بعض الساحات والحدائق المنجزة حديثا فيقول، "هناك بعض الأشخاص يلحقون ضررا فادحا في الساحات الخضراء سيما حالات الرعي الجائر التي يقوم بها بعض رعاة الأغنام الوافدين من خارج المدينة لذا نحض المواطنين على إبلاغ السلطات المختصة في حلة رصد مثل تلك المخالفات التي حضرها القانون".

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 27/أيار/2010 - 11/جمادى الآخرة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م