الحرب التي لا يريدها أحد... هل هي قادمة؟

مناورات إسرائيلية واستعدادات لبنانية وسورية.. وإيرانية

 

شبكة النبأ: بدأت إسرائيل تمرينات واسعة للتأكد من جهوزية جبهتها الداخلية لحرب شاملة، تتضمن سيناريوهات تتعرض فيها تل أبيب لهجمات صاروخية من سوريا ولبنان وقطاع غزة في آن معاً.

وفي هذا الموقف، وبناء على تصريحات إسرائيلية صدرت مؤخراً تتراوح بين توجيه ضربة للبنان وعدم وجود نية حول ذلك، ثم تصريحات إسرائيلية حول تهريب صواريخ سكود من سوريا إلى حزب الله، يقف مقاتلو الحزب في معاقلهم في جنوب لبنان ووادي البقاع، على التلال المقفرة وبين الأشجار، مستعدين لحرب محتملة يعتقدون أنها آتية لا محالة.

وتنظر إسرائيل والدول الغربية إلى حزب الله اللبناني باعتباره أحد مكونات الردع الإيرانية ضد هجوم محتمل يستهدف المواقع النووية الإيرانية في حال فشل الجهود الدبلوماسية لحل الملف النووي الإيراني العالق منذ سنوات.

إسرائيل تبدأ مناورات شاملة..

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية أن التمرين السنوي، ويحمل أسم "نقطة تحول 4" هو الأكبر على الإطلاق في إسرائيل، ستقوم خلاله سلطات الطوارئ بالتمرين على مدار أسبوع كامل لفحص جهوزيتها في مواجهة سقوط مئات أو آلاف الصواريخ على المدن الإسرائيلية.

وفي محاولة لمنع التوتر على الحدود الشمالية، أعلنت السلطات الإسرائيلية أن التمرين لا يحمل أية رسالة تصعيدية وإنه جزء من خطة عمل سنوية. بحسب سي ان ان.

وفي إطار تلك التمارين ستنطلق صفارات الإنذار في كافة أنحاء إسرائيل حيث سيطالب كافة المواطنين باللجوء إلى خنادق للإحتماء من هجمات صاروخية محتملة.

ونقلت تقارير إسرائيلية إن التدريبات تهدف إلى تطوير القدرات الإسرائيلية لتواكب قدرات إيران حماس وحزب الله، الذي تضم ترسانته الراهنة صواريخ "M-600" التي تتسم بدقة إصابة الهدف وتهدد المنشآت العسكرية والإستراتيجية الحساسة في الدولة العبرية.

وقال مصدر أمني رفيع لصحيفة "يديعوت أحرنوت" إنه "في مواجهة مقبلة... ستتحول الجبهة الداخلية إلى جبهة ثانية وهامة، وتمارين من هذا النوع ستقلل الاصابات وقد تحسم المواجهة كلها".

وأوردت صحيفة "هآرتس" أن صواريخ "حزب الله" حالياً قادرة على ضرب عمق جنوب إسرائيل، مقارنة بقدرات الحركة اللبنانية إبان مواجهات صيف 2006، كما أن حركة "حماس"

التي تسيطر على قطاع غزة، بحيازتها صواريخ يفوق مداها 50 كيلومتراً.

وأشارت إلى أن إستراتيجية الحركتين، بالإضافة حتى إلى إيران وسوريا، لا تسعى نحو تدمير إسرائيل، بل تهدف لحرب استنزاف لقدرات إسرائيل.

حزب الله يستعد للحرب المقبلة..

وتنظر إسرائيل والدول الغربية إلى حزب الله اللبناني باعتباره أحد مكونات الردع الإيرانية ضد هجوم محتمل يستهدف المواقع النووية الإيرانية في حال فشل الجهود الدبلوماسية لحل الملف النووي الإيراني العالق منذ سنوات.

وفي هذا الموقف، وبناء على تصريحات إسرائيلية صدرت مؤخراً تتراوح بين توجيه ضربة للبنان وعدم وجود نية حول ذلك، ثم تصريحات إسرائيلية حول تهريب صواريخ سكود من سوريا إلى حزب الله، يقف مقاتلو الحزب في معاقلهم في جنوب لبنان ووادي البقاع، على التلال المقفرة وبين الأشجار، مستعدين لحرب محتملة يعتقدون أنها آتية لا محالة.

يقول علي، الطالب الجامعي والمقاتل في الحزب: "الحرب قادمة 100 في المائة.. لكننا لا نعرف متى.. ونحن لدينا خطة كبيرة لمواجهتها.. بإذن الله ستشهد نهاية إسرائيل."

ومثل بقية عناصر حزب الله، الذين التقتهم مجلة "التايم" لإعداد تقريرها حول "استعدادات حزب الله للحرب المقبلة"، طالب علي بعدم الكشف عن هويته لعدم التصريح له بالحديث للصحافة.

ورغم إصرار حزب الله، كما هو الحال مع إسرائيل، على أنه لا يرغب بخوض حرب جديدة، إلا أن الطرفين لا يخفيان استعداداتهما لذلك الاحتمال. بحسب سي ان ان.

فمنذ نهاية الحرب الأخيرة بين الطرفين، في يوليو/تموز وأغسطس/آب عام 2006، أعاد حزب الله بناء خطوطه الدفاعية ومرابض إطلاق النار، كما يقول المقاتلون في وادي البقاع وعلى الجبال المقفرة والشاقة ومنحدراتها.

ومع ذلك، استبعد نائب الامين العام لحزب الله اللبناني نعيم قاسم قيام اسرائيل بشن حرب على لبنان في الوقت الحالي، بالرغم من التصعيد الكلامي الذي رافق اتهامات اسرائيلية لسوريا بنقل صواريخ سكود الى الحزب الشيعي في لبنان.

واعتبر قاسم في حديث لقناة المنار التابعة لحزب الله ان اسرائيل "لا زالت تهاب فكرة الحرب وتعيش في حالة من الارباك بان اي معركة او عدوان ممكن ان تخوضه ضد لبنان سيكون مضمون الخسائر وليس مضمون النتائج الايجابية بالنسبة اليها وبالتالي هذه المغامرة لا تستطيع اسرائيل تكرارها".

واضاف قاسم "اذا دخلت اسرائيل في حرب جديدة وكانت احتمالات الخسارة موجودة كما كانت في سنة 2006 او اكثر، هذا يعني ان المجتمع الاسرائيلي سيصاب بضربة ثانية قد تكون قاضية".

وبحسب المسؤول في حزب الله فان "اسرائيل ليست جاهزة على المستوى اللوجستي وعلى مستوى الوضع الداخلي لتخوض حربا ناجحة بل هي قلقة جدا".

وتابع " تاخر الحرب هو لان يد حزب الله على الزناد وبالتالي اسرائيل تحسب حسابا وتفهم من تواجه تماما".

ودار نزاع في صيف 2006 بين اسرائيل وحزب الله اوقع اكثر من 1200 قتيل في الجانب اللبناني معظمهم مدنيون و160 قتيلا في الجانب الاسرائيلي معظمهم عسكريون.

وخلال الحرب اطلق حزب الله آلاف الصواريخ على شمال اسرائيل حيث اجبر مليون شخص على الاختباء في ملاجىء او الهرب الى جنوب البلاد.

وبالرغم من استبعاده قيام حرب جديدة في الوقت الحالي، اكد قاسم ان "جهوزيتنا كمقاومة ليست مرتبطة بتحليلنا السياسي اذا كان هناك حرب او لم يكن هناك حرب، جهوزيتنا على قاعدة ان الحرب يمكن ان تقع غدا".

إسرائيل: سوريا تنقل أسلحة لحزب الله بانتظام

وكرر رئيس قسم الأبحاث في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان"، العميد يوسي بايدتس، اتهام سوريا بتزويد حزب الله بصواريخ "سكود"، مؤكداً أثناء كلمة أمام لجنة الخارجية والأمن بالكنيست الإسرائيلي الثلاثاء، أنه يجري نقل أسلحة قتالية بشكل دائم من سوريا في عمليات نقل رسمية ومنظمة.

وأشار إلى التقارير الإسرائيلية بشأن صواريخ سكود قائلاً إن العملية الأخيرة ليست سوى "رأس الجليد" لافتاً إلى أن لدى الحزب اللبناني "مخزوناً من آلاف القذائف من مختلف الأنواع والمدى، بما فيها صواريخ تعمل بالوقود الصلب بعيدة المدى وأكثر دقة، وفق الإذاعة الإسرائيلية. بحسب سي ان ان.

وأضاف بالقول: "الصواريخ بعيدة المدى التي بترسانة حزب الله "تمكنهم من نصب قواعد الإطلاق في قلب لبنان، وهي تغطي مساحات أوسع من السابق.. نموذج حزب الله 2006 يختلف عن نموذج 2010، لجهة قدراته العسكرية التي  تطورت منذ المواجهات التي خاضها الحزب ضد الجيش الإسرائيلي آنذاك.

ونقلت تقارير إعلامية إسرائيلية، أن سوريا زودت حزب الله بصواريخ أرض - أرض من طراز "إم 600" التي يصل مداها إلى 250 كلم، بالإستناد إلى تصريحات بايدتس.

ووفق تقديرات الاستخبارات العسكرية، فأن "حزب الله" غير معني بمواجهة شاملة مع إسرائيل، ويخشى هذه المواجهة، لكنه يستعد لها، ولا يزال يتعهد علناً بتنفيذ عمليات إرهابية ضد إسرائيل، وفق المسؤول الأمني الإسرائيلي.

أما على الصعيد السوري، فقد قال بايدتس: "سوريا مستمرة بالسير في مسارين من دون أن تواجه مطالبة باختيار أحداهما من قبل الساحة الدولية، فمن جهة تطور علاقاتها مع الغرب ومع الدول العربية وتركيا، كما إنها تستعيد نفوذها ودورها في لبنان، وفي الجهة الأخرى ترسخ تعاونها الإستراتيجي مع إيران وحزب الله والإرهاب الفلسطيني"، على حد قوله.

الحرب التي لا يريدها أحد..

وفي مقال بعنوان "الحرب التي لا يريدها أحد" على صفحات الاندبندنت، يرى الكاتب روبرت كورنويل أن أسباب اشتعال الحريق متوافرة على طول حدود إسرائيل الشمالية.

ويضيف الكاتب أن العوامل الدافعة في هذا الاتجاه هي إسرائيل المصممة على الدفاع عن حدودها ضد أي هجوم وجماعة حزب الله المسلحة.

ويصف كورنويل سورية وإيران بأنهما رعاة حزب الله، مضيفا أن كليهما مهتم برعاية مصالحه في أكثر المناطق عرضة للاشتعال على وجه الأرض.

ويذكر الكاتب بأن إسرائيل وحزب الله خاضا حربا قبل أربع سنوات (صيف عام 2006)، مضيفا أن الكثير من الناس قلقون الآن من أن يكون السيناريو القديم جاهز للإعادة مرة أخرى. لكن كورنويل يقول لا يبدو أن أحدا من الأطراف المعنية يريد وقوع الحرب.

ويشرح ما ذهب إليه قائلا إن إسرائيل لا تريد شيئا أفضل من القضاء على تهديد حزب الله العسكري مرة واحدة وإلى الأبد، غير أنه يستدرك لكنها تتذكر ما حدث عام 2006.

ويذكر الكاتب مرة أخرى بما حدث خلال تلك الفترة قائلا ردا على هجمات حزب الله الصاروخية واختطاف اثنين من جنودها، اجتاحت إسرائيل جنوب لبنان وقصفت بيروت.

ويرى الكاتب أن بقاء حزب الله محاربا ليوم واحد (بعد الحرب) يعني أن إسرائيل خسرت المواجهة. ويخلص كورنويل إلى التساؤل التالي لماذا تغامر بالوصول إلى نتيجة مماثلة الآن؟.

ويواصل قائلا إن إسرائيل قلصت التدريبات العسكرية الأخيرة في الشمال وأكدت لسورية علنا أن الحرب هي خيارها الأخير، وذلك لتجنب إرسال إشارات خاطئة.

ويرى كورنويل إن خصوم إسرائيل كذلك ليست لديهم المقدرة على خوض جولة ثانية، مضيفا بالتأكيد ليست لبنان التي ستتعرض للدمار مرة أخرى.

ثم ينتقل إلى حزب الله، الذي يرى أنه غير راغب في حرب جديدة كذلك على الرغم من المكانة الكبيرة التي حصل عليها في العالم العربي لجرأته على تحدي إسرائيل.

وبالنسبة لسورية، يقول الكاتب إنها غير راغبة في الانقياد إلى حرب ساخنة مع إسرائيل، ...وفي الوقت الذي تحاول فيه إصلاح الجسور مع الولايات المتحدة حليفة إسرائيل الرئيسية.

ويضيف أنه حتى إيران، وعلى الرغم من خطابها القتالي، لا تبدو راغبة في قتال حقيقي. ويشرح الكاتب فكرته بالقول في نهاية الأمر، فإنها (إيران) تقوم بعمل جيد وتدفع ببرنامجها النووي إلى الأمام بينما يفشل الغرب في الاتفاق على عقوبات بشأنها.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 25/أيار/2010 - 9/جمادى الآخرة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م