البرمجة السلبية وعوامل الإحباط

ريم علي عبدالله الحاجي محمد

كثيرا ما توجه الانتقادات لمجتمعنا العربي بشكل عام والأحسائي بشكل خاص بأننا مجتمع لم يلحق بركب الحضارة والمدنية وأننا لم نستطع الوصول إلى ما وصل إليه العديد من المجتمعات الأخرى سواء في مجال الصناعة أو التجارة وما إلى ذلك من مظاهر التقدم.

والغريب في هذا أن الانتقادات لا تأتي إلا من أفراد المجتمع نفسه، في حين لم يحاول هذا المنتقد أو ذاك السعي وراء ما يمكنه أن يخدم المجتمع ولكنه اكتفى بالحديث والحديث فقط.

نعم نحن نعترف أننا مجتمع متأخر بالمقارنة مع غيرنا ولكن هذا يحتاج منا وقفة لمعرفة الأسباب ومحاولة حلها.

هذا الوقوف يلزمنا النظر إلى ناحيتين ( الفرد – المجتمع )

في حال الفرد نجد أن البعض من الأفراد لا يتيحون لأنفسهم المجال لخوض تجارب جديدة قد تعود عليهم بالنفع وإن فشلت ولكنهم يفضلون البقاء في أماكنهم دون حراك وردهم المعروف دوما لا أعرف ولا أستطيع ذلك أي أن هناك من الأفراد من يخضع ذاته لبرمجة سلبية وقناعة داخلية تمنعه المحاولة والتجريب ولي في ذلك مواقف شهدتها مع بعض الطالبات فهم يرفضون تغيير الأستاذة ويعللون ذلك بأنهم لن يفهموا عليها قبل المحاولة ويزيد رفضهم عندما تكون الأستاذة أجنبية الجنسية فهم يرجعون السبب إلى عدم فهم لغتها ولأنهم أقنعوا ذواتهم بأنهن لن يفهموا شيئا ولن يتمكنوا من التواصل وضعهم الدراسي سيء جدا بالمقارنة مع مجموعة أخرى تقبلت الوضع ورحبت بالتجريب وكانت النتيجة ارتفاع مستواهم الدراسي وتحسن رائع في لغتهم الإنجليزية.

أما من ناحية المجتمع فمجتمعنا يفتقر إلى التشجيع والمساندة للأفراد بعضهم بعضا فتجد الأفراد مشتتين وإن تكاتفوا لكان أفضل، بل إن مجتمعنا يحتوي على أفراد متخصصين في الإحباط البشري فما إن يسمعوا بخبر يخص أحد نجاحات بعض الأفراد إلا إنهالوا عليه بالنقد السلبي والتجريح والتشهير والتهكم.

بهذا لن يتمكن المجتمع من الرقي مادام الفرد فيه يعاني من صراعات داخليه مع ذاته وخارجية مع المجتمع.

الغريب في الأمر أن مجتمعنا يكون منتج ومتعاون لأبعد الحدود في حالة واحدة فقط إذا كان الإبداع في مجال إنتاج الفضائح وبث الأسرار ونشر الشائعات هنا وهناك ففي الوقت الذي تنتج في الدول المتقدمة الأجهزة الحديثة للفائدة والتطور نسعى نحن لاستخدامها في الانحدار للأسفل.

همسة للجميع:

لا أقصد الجميع هنا ولكن البعض والبعض للأسف يؤثر على الكل ومجتمعنا يحوي العديد من النماذج الرائعة التي تستحق أن تعتبر مثال يقتدى به.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 24/أيار/2010 - 8/جمادى الآخرة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م