شبكة النبأ: يكتنف المستقبل القريب
لبعض دول العالم الكثير من المخاطر المهمة التي كانت تخلف فيما لو وقعت
عواقب وخيمة على شعوب تلك الدول وحكوماتها، وعلى اكثر من صعيد، سياسيا
واجتماعيا واقتصاديا.
في هذا الملف نستطلع بعض البلدان التي يحدق بها الخطر المتوقع
وطبيعة ما يحتمل أن يقع، وحسب التقارير التي نشرتها وكالة رويترز
للأنباء.
سول و غرق سفينة
يتوقع ان تعلن الحكومة الكورية الجنوبية قريبا نتائج التحقيق في غرق
سفينة في اواخر مارس اذار مما أسفر عن مقتل 46 شخصا. وقال مسؤولون
وعسكريون ان جميع الادلة تشير الى ان طوربيدا أطلقته كوريا الشمالية
كان سبب الانفجار الذي اغرق السفينة قرب الحدود البحرية المتنازع عليها.
وتنفي بيونجيانج ضلوعها ولكن من المرجح ان تحمل سول كوريا الشمالية
مسؤولية غرق السفينة. ومن المستبعد ان يشن الجيش الكوري الجنوبي ضربة
انتقامية في ضوء مخاطر التصعيد.
ومن المرجح ان يحبذ الشطر الكوري الجنوبي فرض عقوبات اقتصادية
ودبلوماسية وربما يدعو لتأجيل استئناف المحادثات النووية السداسية.
نتائج الانتخابات الفلبينية
جاء اداء بورصة الفلبين والبيزو أفضل من نظرائهما في المنطقة بعد ان
جاءت نتائج الانتخابات الوطنية متفقة مع امال المستثمرين وهو فوز حاسم
لا غبار عليه لبنينو اكينو في انتخابات الرئاسة.
وتريد الاسواق الان ان ترى اكينو يعجل بالسيطرة على العجز المتفاقم
في الميزانية ويعتزم تحقيق ذلك بخفض الانفاق الحكومي وتحسين اجراءات
تحصيل الضرائب.
ولديه تفويض قوي بمكافحة الكسب غير المشروع والتحقيق في أفعال
الرئيسة السابقة جلوريا ماكاباجال أرويو التي لا تتمتع بشعبية لكن عليه
أن يظهر قدرته على القيادة واثبات نفسه وهما عنصران لم يظهرا خلال
مشواره السياسي حتى الان حتى يضمن الا يخرج جدول الاعمال الذي يراعي
سياسات السوق عن مساره بسبب مصالح مريبة داخليا وخارجيا.
هل سيكون وزير المالية المقبل في اندونيسيا مراعيا لسياسات السوق؟
أثار الاعلان المفاجيء عن ترك وزيرة المالية سرى مولياني أندرواتي
منصبها لتشغل منصبا رفيعا في البنك الدولي مخاوف من ان مصالح مريبة
معادية للاصلاح الاقتصادي تكتسب نفوذا.
وطالما اعترض ابو الرضا البكري رئيس حزب جولكار وهو عضو بارز في
الائتلاف الحاكم الذي يتزعمه الرئيس سوسيلو بامبانج يودويونو على
أندرواتي.
والى جانب الاحزاب الاخرى التي تتشكك في الاصلاح ضغط جولكار من اجل
اقصاء أندرواتي بسبب مخالفات مزعومة في صفقة انقاذ بنك.
وبدا انها نجت من المعركة بفضل دعم الرئيس لها لذا اثار الاعلان
المفاجيء عن تركها منصبها قلق المستثمرين الذي يسعون للبقاء لامد طويل.
وهدأت المخاوف بعد أن ذكر اصدقاء اندرواتي انها صاحبة قرار ترك الوزارة.
ولكن ترقية البكري لمنصب مستحدث هو مدير الائتلاف ينظر اليه كدليل
اخر على تنامي النفوذ السياسي للفصيل المناهض للاصلاح.
والتركيز الان على من سيحل أندرواتي. ففي حالة تعيين شخصية اصلاحية
او من التكنوقراط ستستمر مسيرة اندونيسيا القوية في طريقها ولكن في
حالة تولي مرشح تربطه صلات بجولكار المنصب فيحتمل ان يقرر المستثمرون
تصفية استثماراتهم في الاسهم والروبية.
وحتى في ظل هذا السيناريو فان الاساسيات القوية والامكانات غير
المستغلة في السوق المحلية الكبيرة والمتنامية سيضمن استمرار ثقة
الكثير من المستثمرين بالسوق.
قيمة اليوان
ثمة توافق كبير في الاسواق المالية والدوائر السياسية بان الصين
ستسمح قريبا بارتفاع اليوان امام الدولار والعملات الاخرى. ولكن توقيت
وحجم الصعود ابعد ما يكون عن الوضوح. الا أن بيانات التصدير القوية
والقمة الصينية الامريكية المقبلة وبيان البنك المركزي الذي ذكر انه
سيحدد سعر اليوان مقابل سلة من العملات اثار تكهنات بان ثمة فرصة
لاصلاح سعر اليوان خلال الايام القليلة المقبلة. كما ان دلائل واضحة
على تحسن في العلاقات الفاترة بين واشنطن وبكين عززت الاراء بشان تحرك
محتمل من جانب الصين.
ولكن ثمة احتمال لنشوب خلاف اخر يعقد العلاقات. فقد طالب اعضاء
الكونجرس بخطوات اكثر صرامة للضغط على بكين من بينها فرض رسوم اضافية
على السلع الصينية اذا لم تعجل الصين باتخاذ خطوات بشأن عملتها وقد
يتأجج عدم رضا الولايات المتحدة عن السياسات التجارية للصين بسبب
توترات بشان التبت وتايوان وانتخابات التجديد النصفي للكونجرس الامريكي
في نوفمبر تشرين الثاني.
أسعار النفط
تعتمد روسيا أكبر منتج للنفط في العالم في الوقت الراهن بدرجة كبيرة
على صادراتها من النفط والغاز لذا من المرجح أن يثير انخفاض الاسعار
عمليات بيع للاسهم والسندات ويقوض الانتعاش بعد أسوأ انكماش منذ عام
1994.
وانكمش الاقتصاد بمعدل 7.9 بالمئة في عام 2009 لكن بنوك الاستثمار
الكبرى تتوقع ان ينتعش الاقتصاد لينمو بمعدل اربعة بالمئة في عام 2010.
ولكن حدوث تراجع اقتصادي على مدى فترة طويلة مازال من شأنه تقويض
شعبية رئيس الوزراء فلاديمير بوتين الذي يعتبره أغلب الروس الموجه
الفعلي للبلاد.
أخذ بوتين -الذي شهدت فترة رئاسته للكرملين أطول ازدهار اقتصادي في
روسيا على مدى جيل- على عاتقه مسؤولية الاجراءات الرامية لتخفيف اثار
الازمة.
ومن شأن أي انخفاض حاد في أسعار النفط أن يحد من قدرة الكرملين على
ضخ الاموال في مصانع من العهد السوفيتي وهي خطوة كانت قد حالت دون
التخلص من عشرات الالوف من الوظائف.
ما الذي تجدر مراقبته؟
- ارتفاع أسعار النفط في الاجل القصير سيدفع الاستثمار وقد ترتفع
أسعار الاوراق المالية الروسية بسرعة لدى حدوث تدفق صغير نسبيا لرأس
المال الاجنبي مما يقلص الحاجة للاقتراض الاجنبي ويساعد في اخراج روسيا
من الكساد بأسرع من المتوقع ويدفع باستثمارات جديدة الى قطاعات النفط
والغاز.
- ارتفاع سعر الروبل أمام الدولار واليورو قد يحد من انتعاش روسيا
بجعل الواردات أرخص سعرا وهو ما يؤثر بالسلب على الصناعات المحلية.
- بيع روسيا لسندات بالعملة الاجنبية بقيمة تصل الى 18 مليار دولار
في أول أصدار سيادي كبير منذ نحو عشر سنوات. وقد تواجه روسيا مشكلة
صغيرة نسبيا في البيع لكن المحللين يقولون ان الامر قد يتطلب اقتراض
مبالغ أكبر بكثير في المستقبل مع الاستمرار المتوقع لعجز الميزانية على
مدى سنوات.
- شعبية بوتين ظلت قوية في الاشهر القليلة الماضية لكن روسيا شهدت
موجة احتجاجات ضد السلطات بسبب ارتفاع معدل البطالة وارتفاع الاسعار.
سلطة الكرملين:
يعتقد أن بوتين هو الممسك بزمام الامور في البلاد على الرغم من تركه
منصب الرئيس في عام 2008 ويعتقد على نطاق واسع أن علاقته بالرئيس
ديمتري ميدفيديف طيبة.
وبوتين هو العضو البارز في الثنائي الحاكم واحتفظ بشعبيته الكبيرة
بين الناخبين على الرغم من الازمة الاقتصادية لذلك فان أي اشارة عن
تركه منصبه قد تكون لها عواقب لا يمكن التنبؤ بها.
وأي اشارة قوية من بوتين عن أنه سيخوض انتخابات الرئاسة القادمة في
عام 2012 قد تثير موجة ارتفاعات في أسعار الاصول الروسية. ويمكن للرئيس
الجديد أن يتولى المنصب لولايتين متتاليتين تستمر الواحدة ست سنوات بعد
أن عدل ميدفيديف الدستور في أواخر عام 2008.
ورغم ظهور دلائل على أن ميدفيديف يريد اصلاحات سياسية وقضائية حذرة
فان الرئيس لم يحدث تأثير يذكر حتى الان. وأغلب المناصب الرئيسية في
ادارة الكرملين والحكومة يتولاها أنصار بوتين.
واذا بدأ ميدفيديف في تعيين عدد كبير من أنصاره داخل الكرملين
فسيمثل ذلك تحولا كبيرا في ميزان القوى وقد ينذر بتغييرات سياسية كبيرة.
لكن ذلك لم يحدث حتى الان.
ما الذي تجدر مراقبته؟
- أي اشارة قوية على أن بوتين سيخوض انتخابات الرئاسة في عام 2012.
الاسواق قد ترتفع اذا وجه بوتين أي اشارة على ذلك.
- التعيينات الرئيسية في الكرملين والحكومة قد تشير الى تحول في
ميزان القوى.
- ظهرت مشاحنات بين فريق بوتين وفريق ميدفيديف وأي تصعيد لها قد
تكون له عواقب بعيدة المدى.
هجمات المتمردين
أثارت أعنف موجة من الهجمات الانتحارية في ست سنوات المخاوف من
احتمال أن يطلق متشددون اسلاميون من منطقة شمال القوقاز موجة من
الهجمات في قلب روسيا.
وأعلن المتشددون الاسلاميون الذين يرغبون في اقامة دولة اسلامية في
منطقة القوقاز بجنوب روسيا مسؤوليتهم عن تفجير انتحاري يوم 29 مارس
اذار في مترو موسكو وتوعدوا بالمزيد من الهجمات.
وتوعد زعيم المتشددين دوكو عمروف الذي يلقب نفسه بأمير القوقاز بشن
هجمات على البنية الاقتصادية التحتية مثل خطوط الانابيب التي تغذي
الاقتصادي الروسي الذي يبلغ حجمه 1.3 تريليون دولار.
ولم تتأثر الاسواق بهذه الهجمات حتى الان غير ان أي هجمات جديدة على
مدن روسية أو على البنية الاساسية الاقتصادية مثل خطوط الانابيب أو حتى
محطات الطاقة الذرية قد تخيف المستثمرين.
ما الذي تجدر مراقبته؟
- المزيد من الهجمات على مدن روسية.
- حدوث رد فعل عنيف من جانب بوتين على التفجيرات بما في ذلك شن
هجمات على متشددين في شمال القوقاز.
- ما تظهره استطلاعات الرأي بشأن ارتفاع شعبية بوتين أو تراجعها بعد
الهجمات.
- قول روسيا ان المتشددين يتلقون دعما من أي دولة أجنبية.
نيجيريا
تخيم الشكوك حول شكل حكومة نيجيريا الجديدة وكيف ستسير خلافة الرئيس
والتهديد بالاضطراب في اثنتين من اكثر مناطقها اضطرابا على التوقعات
المشرقة للاستثمار.
ولا تزال اكبر دولة افريقية من حيث عدد السكان سوقا بكرا للمستثمرين
الاجانب لكن مناخها السياسي المضطرب الذي يمثل خطرا على كل شيء من
انتاج النفط الى الاصلاحات المصرفية يعني بقاء الكثيرين على الهامش في
الوقت الحالي.
حكومة جديدة
صدق مجلس الشيوخ على ترشيح 38 وزيرا جديدا اقترح القائم بأعمال
الرئيس جودلاك جوناثان اسماءهم ومن بينهم وزير دولة سابق للنفط ومسؤول
تنفيذي كبير في جولدمان ساكس غير أنه لم يتم توزيع الحقائب الوزارية
بعد.
وجاءت هذه الخطوة بعد أسبوعين من اقالة جوناثان الحكومة في محاولة
لتأكيد سلطته بعد شهر من اضطلاعه بالسلطات التنفيذية في ظل غياب الرئيس
المريض عمر يارادوا الذي تمنعه شدة المرض من تولي امور الحكم.
ويبرز اودين اجوموجوبيا وزير الدولة السابق للنفط كمرشح محتمل لتولي
منصب وزير النفط كما يبدو اولوسيجون اجانجا المسؤول التنفيذي في
جولدمان ساكس -الذي يعيش في لندن- كمنافس على منصب وزير المالية وهما
من بين المرشحين الذين صدق مجلس الشيوخ عليهم.
ويأمل أنصار جوناثان في أن يمكنه تنصيب فريقه من الاسراع من وتيرة
تنفيذ أولوياته التي تشمل الاصلاح الانتخابي واحياء عفو في دلتا النيجر
المنتجة للنفط وتوفير امدادات طاقة يمكن الاعتماد عليها بصورة اكبر في
الاشهر الاربعة عشر المتبقية من هذه الولاية الرئاسية.
لكن محللين يقولون ان الاسماء الجديدة في وزارات رئيسية يمكن ايضا
أن تبطيء من وتيرة الاعمال فيما يتعامل القادمون الجدد مع أدوارهم.
ما يجدر مراقبته
- وزير النفط الجديد. كان وزير النفط المنتهية ولايته ريلوانو لقمان
مهندس خطط واسعة النطاق لاصلاح صناعة الطاقة بنيجيريا. وربما يريد
الوزير الجديد ادخال مزيد من التعديلات على التشريع.
- وزير المالية الجديد. من بين المرشحين اجانجا المسؤول في جولدمان
ساكس ووزير الدولة للمالية السابق ريمي بابالولا ووزير المالية السابق
شمس الدين عثمان.
وسيأتي تعيين اجانجا فيما تسعى نيجيريا الى خطب ود المستثمرين
الاجانب للعمل في أسواق رأس المال بها وتمضي قدما في اصلاحات مصرفية
لكن البعض تساءلوا ما اذا كان النجاح في القطاع الخاص يعتبر استعدادا
كافيا لمنصب سياسي.
خلافة الرئيس
عاد الرئيس عمر يارادوا بعد أن أمضى ثلاثة شهور بمستشفى في السعودية
في 24 فبراير شباط لكن شدة مرضه ما زالت تحول دون ممارسته مهام الحكم.
وتحرك جوناثان بسرعة لتأكيد سلطته فعين الجنرال السابق بالجيش
ثيوفيلوس دانجوما ككبير مستشاريه كما عين اليو جوساو مستشارا للامن
القومي وهو جنرال متقاعد اخر ينظر اليه كمرشح محتمل للرئاسة في
الانتخابات المقرر اجراؤها بحلول ابريل نيسان العام القادم.
وينتمي جوناثان الى الجنوب مما يعني أنه من غير المرجح أن يخوض
الانتخابات بسبب اتفاق غير مكتوب في حزب الشعب الديمقراطي الحاكم
وينطوي على تداول السلطة بين الشمال والجنوب كل ولايتين. وبموجب هذا
النظام يجب أن يكون الزعيم القادم من الشمال.
ما يجدر مراقبته
- اذا مات يارادوا أو أعلن أن حالته الصحية لا تسمح له بالحكم. اذا
أعلنت أغلبية بالثلثين في حكومة جوناثان الجديدة أن حالة يارادوا
الصحية لا تسمح له بالحكم فانه سيترك الرئاسة.
سيعني هذا أن يؤدي جوناثان اليمين الدستورية كرئيس فعلي مع تعيين
نائب جديد للرئيس يرجح أن يكون من الشمال وسيكون مرشح الحزب الحاكم في
الانتخابات القادمة.
- تقديم موعد اجراء الانتخابات. من المقرر اجراء انتخابات على مستوى
البلاد بما في ذلك انتخابات الرئاسة بحلول ابريل نيسان 2011 لكن من
الممكن تقديم موعدها الى نهاية العام الحالي اذا أقر البرلمان اصلاحات
مقدمة اليه. وقد يعني هذا اجراء الانتخابات التمهيدية للحزب الحاكم في
اغسطس اب.
دلتا النيجر
أدى برنامج للعفو توسط فيه يارادوا العام الماضي الى القاء الاف
المسلحين السلاح في أقوى جهود حتى الان لارساء الامن مما ساعد على مرور
اكثر من ستة اشهر دون هجمات كبيرة على اكبر صناعة للنفط والغاز في
افريقيا.
لكن البرنامج تعثر في غياب يارادوا وفي حين جعل جوناثان من اعادته
الى مساره مجددا أحد أولوياته الرئيسية فان الامن بدأ يتداعى.
وكانت الجماعة المتشددة الرئيسية وهي حركة تحرير دلتا النيجر قالت
انها ما زالت في انتظار تقييم التقدم الذي يحرزه جوناثان قبل أن تقرر
ما اذا كانت ستعيد وقفا لاطلاق النار. لكنها فجرت سيارتين ملغومتين
امام مقر لاجراء محادثات العفو هذا الشهر كنوع من التحذير.
وأعلن فصيل منشق مسؤوليته عن هجومين على شل واجيب في اوائل مارس
اذار.
ويحظى الخام النيجيري الخفيف باقبال من شركات التكرير الامريكية
والاوروبية لان من السهل معالجته وتحويله الى منتجات وقود مما يعني أن
تعطيل الامدادات يمكن أن يكون له أثر سريع على السوق. وساعدت الهجمات
على البنية التحتية للطاقة بالبلاد في رفع أسعار النفط العالمية الى
مستويات قياسية اقتربت من 150 دولارا للبرميل عام 2008 .
ما يجدر مراقبته
- محادثات السلام. جعل جوناثان من اعادة احياء العفو أولوية وقال
مسؤولون انه سيجتمع مع قيادات بارزة للمتشددين. وقد يشجع اتخاذ الحكومة
اجراءات حاسمة حركة تحرير دلتا النيجر على اعادة وقف اطلاق النار.
- تهميش جوناثان. يقول خبراء أمنيون ان اي اعتقاد بأن الموالين
ليارادوا يقوضون جوناثان قد يثير رد فعل في الدلتا في صورة هجوم تحذيري
على منشأة نفطية.
- هجمات على شركات الخدمات النفطية. اكتوت شركات من بينها شل
وشيفرون وايكسون موبيل وتوتال واجيب بنار الهجمات السابقة لكن حركة
تحرير دلتا النيجر حذرت من أن أي اضطرابات جديدة يمكن أن تستهدف ايضا
الموردين والمتعاقدين.
اضطرابات عرقية أو دينية
أسفرت الاشتباكات بين مجموعات من المسيحيين والمسلمين في وسط
نيجيريا مسرح الاضطراب العرقي والديني الرئيسي بالبلاد عن مقتل مئات
الاشخاص منذ بداية العام.
وتضرب اعمال العنف بجذورها في عقود من الاستياء بين قرويين مسيحيين
ومستوطنين مسلمين من الشمال يتنافسون بشراسة على السيطرة على الاراضي
الزراعية الخصبة فضلا عن السلطة السياسية والاقتصادية.
لكن المنطقة تعتبر صورة مصغرة من البلاد على نطاق أوسع مما يبرز مدى
حساسية اجراء تغييرات في ميزان القوى بين جماعاتها العرقية والدينية
الرئيسية.
وتعرضت الحكومة لانتقادات لفشلها في معالجة الاسباب الاصلية
للاضطرابات وهي الفقر والتمييز ولعدم تمكنها من منع استمرار أعمال
العنف على الرغم من نشر الجيش في يناير كانون الثاني.
ما يجدر مراقبته
- وقوع المزيد من موجات العنف. يعتقد الكثير من النيجيريين أن هذه
الاشتباكات من تدبير الساسة. واخر ما يحتاجه جوناثان فيما يقود الحكومة
خلال فترة صعبة هو المزيد من أعمال العنف واراقة الدماء في قلب البلاد.
- ازدياد الاستعانة بالجيش. ينتمي نحو ثلاثة أرباع من جنود الجيش
النيجيري الى المنطقة الحدودية بين الشمال الذي يغلب عليه المسلمون
والجنوب الذي يغلب عليه المسيحيون ويتسم انتشار القوات في المنطقة
بحساسية شديدة حيث ينطوي على احتمال كشف الانقسامات الداخلية بالجيش.
السياسة والاسواق
تجاهلت الاسواق المالية لنيجيريا حتى الان الى حد كبير الشكوك
السياسية لكن هناك خطر تأجيل مشاريع قوانين أساسية للاصلاح من بينها
مشروع قانون صناعة النفط اللازم لاصلاح قطاع الطاقة.
وفي الاسبوع الماضي أقر البرلمان ميزانية 2010 التي بلغت قيمتها 4.6
تريليون نايرا (31 مليار دولار) مما قلل من حدة المخاوف من اصابة
الحكومة بالشلل لكنه أثار تساؤلات حول ما اذا كانت الخطط التوسعية
ستترجم الى انفاق فعال خاصة مع اقتراب فترة الحملة الانتخابية.
وافق جوناثان على صرف ثلاثة مليارات دولار من مدخرات البلاد من
مكاسب النفط الاستثنائية منذ توليه السلطات التنفيذية مما يحد من قدرة
البلاد على عزل نفسها عن الاضطراب في أسعار النفط العالمية.
لكن عملة النايرا لا تزال مستقرة مقابل الدولار ويقول محللون ان
اسعار الاسهم تبدو جذابة. كما أذكت الاعفاءات الضريبية على اصدارات
السندات للشركات الاهتمام بسوق السندات.
ما يجدر مراقبته
- تمرير تشريع شركة ادارة الاصول. ستستوعب شركة ادارة الاصول القروض
البنكية الرديئة حتى تصبح البنوك التي أنقذت بموجب خطة انقاذ قيمتها
أربعة مليارات دولار العام الماضي قابلة للبيع وتستأنف الاقراض.
- تدفق القروض. جعل البنك المركزي من تدفق القروض للاقتصاد الحقيقي
أولويته الرئيسية لكن أثر هذا لا يزال خافتا حتى الان لان المقرضين ما
زالوا يحجمون عن توسيع الاقراض مما يكبح انفاق القطاع الخاص.
- موسم نتائج الاعمال. قد تسهم تقارير مالية قوية من البنوك الكبرى
بالبلاد بقدر كبير في استعادة الثقة في الاقتصاد الاوسع نطاقا وتدعم
استمرار موجة صعود الاسهم.
المخاطر الرئيسية في تايلاند
ما زال تجمع حاشد مناهض للحكومة وحوار سياسي عقيم وصحة الملك الذي
يلقى اجلالا كبيرا وتعليق مشاريع صناعية تصل قيمتها الى 12 مليار دولار
تلقي بظلالها على مستقبل الاستثمار في تايلاند.
ويجري تداول مبادلات التزام مقابل ضمان لاجل خمس سنوات في تايلاند
بفارق سعر 100 بعد أن كان 117 قبل شهر.
الاضطرابات السياسية
هناك عملية استقطاب شديدة في تايلاند. يدور الصراع الذي أصبحت
الالوان فيه تعبر عن الانتماء السياسي بين حركة مدعومة بصورة كبيرة من
المؤسسة الموالية للنظام الملكي والنخبة في المدن والمسؤولين الحكوميين
والجيش ويتخذون من اللون الاصفر وهو لون الملابس التقليدية للملك رمزا
لهم خلال الاحتجاجات ومجموعة أغلبها من الريفيين والعمال تناهض المؤسسة
الحاكمة وتؤيد رئيس الوزراء المخلوع تاكسين شيناواترا وترتدي قمصانا
حمراء ولا يظهر مؤشر على انتهاء مثل هذا الصراع.
منذ الاطاحة بتاكسين في انقلاب عام 2006 تولى ستة أشخاص منصب رئيس
الحكومة وواجهت البلاد عدة أزمات أحدثت قلاقل بما في ذلك محاصرة مطارات
بانكوك في 2008 والاجبار على الغاء قمة اسيوية في 2009. وفي 2002 أعطت
المؤشرات العالمية لادارة الحكم التابعة للبنك الدولي الاستقرار
السياسي في تايلاند 59.1 درجة من 100 وبحلول 2008 تدنى الرقم الى 12.9
ويقول البنك المركزي ان اقتصاد تايلاند حقق نموا بلغ خمسة في المئة
العام الحالي لكن وزارة المالية قالت ان أي تفاقم في الازمة السياسية
ربما يضر بالنمو. ويقول اقتصاديون ان هذا يرجع الى أثر هذا الوضع على
ثقة كل من المستهلكين والمستثمرين وتحديد السياسات الاقتصادية.
وتدفق المستثمرون الاجانب على بورصة الاوراق المالية التايلاندية
وهي ثاني افضل بورصة من حيث الاداء في المنطقة هذا العام حيث قاموا
بشراء أكثر من 1.5 مليار دولار منذ 22 فبراير شباط بعد ان اجتذبهم
ارتفاع عائدات الارباح الموزعة والاسس الاقتصادية السليمة والشعور
باستقرار سياسي نسبي على المدى القصير.
ما الذي تجدر مراقبته
- أن تزداد حدة الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي يقوم بها أصحاب "
القمصان الحمراء". تتسم الاحتجاجات بالسلمية الى الوقت الحالي لكن
مؤشرات ظهرت مؤخرا على التأزم والاحباط ربما يزيد من التوترات ويؤدي
الى اشتباكات بينما يبدو أن الحوار فشل وما زال رئيس الوزراء أبهيسيت
فيجاجيفا يرفض مطالب باجراء انتخابات جديدة.
- استقرار ائتلاف أبهيسيت. ما زال الائتلاف المؤلف من ستة أحزاب
ومدعوم من الجيش غير مستقر ومما زاد من هذا الوضع تفاقما رفض الحزب
الديمقراطي الذي ينتمي اليه أبهيسيت دعم خطط الشركاء في الاتئلاف
لاجراء تعديلات دستورية. وعلى الرغم من التوترات فيما وصف بأنه "
ائتلاف المحجمين" فمن المتوقع أن يبدي تماسكا نظرا لان أيا من الاحزاب
لا يشعر أنه على درجة من القوة تكفي لتجعله يخوض انتخابات جديدة.
- اقتراع بحجب الثقة يطلبه حزب بوكا تاي الموالي لتاكسين. وعلى
الرغم من أن أغلب المحللين يتوقعون أن تتجاوز الحكومة مثل هذا الاقتراع
والمحتمل اجراؤه خلال الشهرين المقبلين فان سياسة المال تسود تايلاند
كما أن شركاء الائتلاف المستاءين ربما يطعنون أبهيسيت في ظهره ما لم
تعرض عليهم مناصب كبيرة في الحكومة أو ميزانيات لا بأس بها أو حوافز
مالية يعتد بها.
- حل البرلمان مبكرا. اذا تفتت الائتلاف أو في حالة اذعان أبهيسيت
للمحتجين من أصحاب "القمصان الحمراء" وأجريت الانتخابات فربما تتسم
الفترة التي تسبق الانتخابات بالاضطرابات والعنف والترويع والاحتجاجات.
وستكون النتيجة المرجحة انتصار حزب بوكا تاي المدعوم من تاكسين وهو
تصور يرفضه تماما معارضوه من ذوي النفوذ.
أما حركة "القمصان الصفراء" الموازية فربما تسعى مرة أخرى لخلع
الحكومة الموالية لتاكسين. بل الاسوا من ذلك فان الجيش الذي أثبت عدم
كفاءته في اداة البلاد مباشرة ربما يقرر التدخل مرة أخرى لمنع حلفاء
تاكسين من تولي السلطة أو ربما تقرر محكمة حل الحزب بمجرد توليه قيادة
البلاد كما حدث مع حزبين اخرين مواليين لتاكسين وهي خطوات ستذكي من غضب
الحشود الريفية في تايلاند التي كانت تتسم قبل ذلك باللامبالاة
السياسية.
تجميد المشاريع في المنطقة الصناعية
أصدرت محكمة تايلاندية في سبتمبر أيلول الماضي حكما مفاجئا بتجميد
56 مشروعا -كان عددها في البداية 76 مشروعا- في منطقة ماب تا بوت
الصناعية التي تمثل ثامن أكبر مركز للصناعات البتروكيماوية في العالم
مما زاد من المخاوف تجاه كفاءة الحكومة التي تواجه مشكلات في عدة جبهات.
وشمل التجميد مشاريع تقدر قيمتها بما بين 9 و12 مليار دولار لتصبح
شركات مثل (بي.تي.تي) العملاقة للطاقة ومجموعة شركات سيام سيمنت أكبر
مجموعة صناعية في تايلاند بين الشركات المتضررة من حكم صدر نتيجة
اخفاقها في القيام بتقييم للمخاطر على البيئة والصحة كما يتطلب الدستور.
وأعلن أبهيسيت في فبراير شباط اقتراحات يأمل أن تساعد على استئناف
المشاريع المتعثرة خلال ما بين ستة وتسعة أشهر لكن الكثير من المحللين
يرون أن هذه مهلة غير واقعية ويتوقعون أن تستمر المشكلة لفترة أطول
وتدفع المستثمرين المحتملين للتوجه الى دول أخرى.
ما الذي تجدر مراقبته
تنظر المحكمة الادارية المركزية في عدد من دعاوى الاستئناف لاستئناف
المشاريع وسمحت لسبع شركات بمواصلة بناء مصانع لكنها ما زالت ممنوعة من
تشغيلها. وربما يشير رفع الحظر على أساس كل حالة على حدة -اذ تم اعطاء
ثمانية مشاريع الضوء الاخضر- الى احراز تقدم أو التوصل الى حل وسط.
- معارضة الاطراف المعنية. مطلوب مشاركة المواطنين في الموافقة على
المشاريع الجديدة بموجب الدستور لكن ربما لا يتسنى التوصل الى قرار
سريع نتيجة المعارضة من أنصار البيئة والسكان المحليين القلقين من
التلوث. يبدو أن هذا ما يحدث في الوقت الراهن.
- تسعى الحكومة جاهدة لتشكيل لجان وأجهزة أخرى لمحاولة استئناف
المشاريع. ويشير احراز تقدم والاتفاق على تشريعات ومعايير الصحة
والبيئة لاختيار المندوبين الى التحرك نحو الالتزام باللوائح واسئتناف
العمليات.
صحة الملك
يقيم الملك بوميبون ادولياديج في المستشفى منذ 19 سبتمبر أيلول.
وظهرت صور مؤخرا تشير الى تحسن صحته لكن مرضه ركز الانتباه على ما
سيحدث عندما تنتهي فترة حكمه. ومن القضايا الرئيسية المطروحة في الصراع
السياسي لتايلاند الدور الذي يجب أن يقوم به النظام الملكي والنخبة غير
المنتخبة في ادارة البلاد.
يحظى الملك بوميبون باحترام واسع النطاق في تايلاند لذلك فان أغلب
التايلانديين يقبلون نفوذه السياسي. لكن ابنه ووريثه المحتمل ولي العهد
الامير ماها فاجيرالونكورن لم يحظ بعد بالقدر ذاته من التأييد الشعبي.
ويخشى الكثير من التايلانديين والمحللين السياسيين أنه في حالة انتقال
العرش الى الامير فاجيرالونكورن مع عدم حل الانقسامات السياسية فستكثف
الفصائل المعارضة من معركتها مما سيكون له أثر بالغ على الاستقرار.
ما الذي تجدر مراقبته
- بيانات من القصر بخصوص صحة الملك. أي خلافة غير سلسة ربما يكون
لها أثر سلبي على الاسهم والبات وتزيد من احتمال تدني مكانة الملك.
- المدى الذي سيصبح فيه أعضاء مجلس شورى الملك محور تركيز
للاحتجاجات. والاحتجاجات ضد أفراد الاسرة المالكة غير قانونية لكن
أصحاب "القمصان الحمراء" استهدفوا مستشارين كبارا للملك. واذا ظل أعضاء
مجلس شورى الملك محور تركيز للاحتجاجات فان هذا مؤشر على أن الخلافة
ربما تكون أقل سلاسة وتنظيما مما يأمل كثيرون.
احتمال قيام انقلاب اخر
من طبيعة الجيش والشرطة في تايلاند العجز عن الابتعاد عن السياسة اذ
شهدت البلاد 18 انقلابا فعليا أو محاولة انقلاب خلال 77 عاما من الحكم
الديمقراطي المتذبذب.
- الانقسامات في الجيش. يدعم الجيش الحكومة بعد أن قام بدور كبير في
تشكيل الائتلاف الحاكم. لكن بدأت الانقسامات تظهر في الجيش تماما مثل
الانقسامات التي ظهرت في المجتمع وتجلت في صورة المحتجين من أصحاب "
القمصان الصفراء" و"القمصان الحمراء". ويزيد اتساع مثل هذه الانقسامات
من احتمال قيام انقلاب أو الاخطر من ذلك صراع عنيف بين الفصائل
المختلفة داخل الجيش.
- الخلافات بين الجيش وأبهيسيت. تعرضت العلاقة الخاصة بين رئيس
الوزراء والجيش للاختبار مؤخرا لكن لم يصل هذا الى حد انهيارها. لكن
اذا رفض رئيس الوزراء تنفيذ المطلوب منه أو بدأت سلطته في الانحسار فان
قادة الجيش الاكثر تشددا ربما يقررون أن الوقت قد حان لخلعه.
- مستوى الاضطرابات. يصبح الانقلاب أكثر ترجيحا اذا شهدت تايلاند
موجة أخرى من الاضطرابات الكبيرة في الشوارع. في ظل هذه الظروف ربما
يؤدي الانقلاب الناجح الى تعزيز الاسواق على المدى القصير لكن الاثر
طويل المدى على مدى جاذبية تايلاند للمستثمرين الاجانب سيكون سلبيا.
المخاطر الرئيسية ببريطانيا
أسفرت الانتخابات العامة غير الحاسمة التي أجرتها بريطانيا في
السادس من مايو ايار عن أول حكومة ائتلافية تشهدها البلاد منذ عام 1945
حيث عقد رئيس الوزراء المحافظ الجديد ديفيد كاميرون شراكة مع حزب
الديمقراطيين الاحرار الذي حل ثالثا.
وسيشعر المستثمرون بالارتياح لانه بات هناك ولو قدر من الوضوح لكنهم
سيراقبون عن كثب كيفية تعامل الحكومة الجديدة مع عجز في الميزانية
يتوقع أن تبلغ نسبته 11.1 في المئة من الناتج القومي هذا العام.
وتضرر الجنيه الاسترليني وسندات الخزانة والاسهم بعد أن انتهت
الانتخابات دون أن تمنح السيطرة الكاملة لحزب واحد.
ورحبت الاسواق على نطاق واسع باتفاق الائتلاف الذي أبرم ليل
الثلاثاء اذ نعمت سندات الخزانة في التعاملات الآجلة والاسترليني بأداء
مستقر بعد الاتفاق.
تشكيلة الحكومة - السياسة
تضم الحكومة الجديدة جورج اوزبورن كوزير للمالية وفينس كيبل كوزير
للاعمال ووليام هيج وزيرا للخارجية وتيريسا ماي وزيرة للداخلية.
وسيحصل الديمقراطيون الاحرار على خمسة مناصب وزارية فضلا عن مجموعة
من مناصب وزير الدولة.
وتم الاتفاق على ذلك بعد أن عكف مسؤولو حزبي المحافظين
والديمقراطيين الاحرار على وضع تفاصيل السياسة على مدى أيام.
ما تجدر مراقبته
- تريد الاسواق حكومة مستقرة لعامين على الاقل للتعامل مع مشكلة
العجز وستبدي قلقا لدى ظهور مؤشرات على نزاعات بشأن قضايا مثل اوروبا.
- ما سيحدث لحزب العمال. استقال جوردون براون من رئاسة الوزراء
وتنحى عن زعامة الحزب مما يؤذن بمعركة على قيادة العمال يتوقع أن تكون
بين وزير الخارجية السابق ديفيد ميليباند وشقيقه اد ومنافسه الاكثر
ميلا لليسار اد بولز الى جانب اخرين. ومدى سرعة حزب العمال في اعادة
اثبات نفسه كحزب معارض له مصداقية قد يترك أيضا أثرا على توقعات السوق
بمدة بقاء الحكومة الجديدة.
معالجة العجز
كان المحافظون قد تعهدوا بوضع ميزانية طارئة في غضون 50 يوما اذا
هزموا رئيس الوزراء العمالي جوردون براون ومن الممكن الان أن يدفعوا
ميزانية قدما مع شركائهم الجدد في الائتلاف.
وسيكون هذا أساسيا لاضفاء المصداقية سواء بالنسبة للمستثمرين او
لوكالات التصنيف الائتماني التي كانت قد هددت بحرمان بريطانيا من تصنيف
(AAA) اذا لم يكبح جماح الدين العام. وكثيرا ما كان المحافظون يشبهون
الوضع في بلادهم بما هو عليه في اليونان وهو أمر يتوقع أن يكفوا عن
القيام به الآن بعد أن وصلوا الى الحكم.
ويتفق الديمقراطيون الاحرار فيما يبدو مع المحافظين على بدء خفض
الدين العام على الفور بينما تعرض تخفيضات قدرها ستة مليارات جنيه في
الخدمات العادية في العام المالي الحالي على وزارة الخزانة وبنك
انجلترا المركزي لاعطاء المشورة.
وتبدو صورة الضرائب ملتبسة مع تخلي المحافظين عن التزامهم برفع سقف
ضريبة التركات الى مليون جنيه (1.48 مليون دولار) من 325 الف جنيه
واتجاههم نحو اقتراحات الديمقراطيين الاحرار برفع الاعفاءات الضريبية
على دخل الفرد الى عشرة الاف جنيه كهدف طويل المدى.
ما تجدر مراقبته
- يريد المستثمرون أن يروا خطة ضريبية تكاليفها محسوبة بشكل جيد
واقتراحات انفاق مفصلة واستراتيجية واضحة لخفض العجز.
- أوقفت وكالات التصنيف الائتماني أي خطوات الى ما بعد الانتخابات
لكن اي تخفيض لدرجة التصنيف او تغيير في التوقعات قد يضر بشدة
بالاسترليني وسندات الخزانة ويمتد أثره الى الاسهم.
- اي انقسامات قد تظهر داخل الائتلاف الحاكم نتيجة التخفيضات.
التعامل مع البنوك
تراقب أسواق الاسهم على وجه الخصوص الوضع عن كثب لترى الخط الذي
ستنتهجه الحكومة مع قطاع البنوك في بريطانيا.
وذكر مصدر في حزب المحافظين أن الحزبين اتفقا على تطبيق رسوم مصرفية
وبحث مسألة العلاوات وجعل القطاع المصرفي اكثر قدرة على المنافسة. لكن
لا تتوافر تفاصيل بعد.
ما تجدر مراقبته
- ماذا سيحدث بالنسبة لاقتراحات كيبل والديمقراطيين الاحرار بتفكيك
البنوك الكبيرة الى أذرع من بنوك التجزئة والبنوك الاستثمارية. سيبحث
الائتلاف هذا الخيار ويصدر تقريرا مؤقتا في غضون عام. وستكون نتيجة هذا
سلبية للغاية بالنسبة أسهم بنوك مثل باركليز واتش.اس. بي.سي.
- هل تستطيع الحكومة الجديدة القيام بشيء حتى تتدفق الاعتمادات من
جديد؟
ستبحث الحكومة اقتراحا من المحافظين بوضع خطة ضمان للقروض واقتراحا
للديمقراطيين الاحرار بوضع أهداف للاقراض بالنسبة للبنوك المؤممة
وستتخذ قرارا بشأن أي الاقتراحين ستقره.
التوترات الخارجية والداخلية
ستتولى حكومة كاميرون ادارة شؤون دولة تشارك في حرب بأفغانستان وهي
قضية قد تصبح مثار انقسام رئيسي داخل الائتلاف. والديمقراطيون الاحرار
أقل حماسا بكثير للحرب وقد يعارضون أي زيادة اضافية في أعداد القوات.
وقد تواجه الحكومة أيضا زيادة في عنف الجمهوريين المنشقين في
ايرلندا الشمالية حيث وقعت محاولات تفجير عديدة حتى الان هذا العام غير
أن كاميرون يتمتع بحرية اكبر كثيرا على صعيد سياسة ايرلندا الشمالية
مما لو كان محاصرا في حكومة أقلية معتمدة في دعمها على حزب الستر
الوحدوي.
واحتمال حدوث اضطرابات اجتماعية وعمالية مثار قلق أيضا نظرا لنطاق
اجراءات التقشف التي تواجهها بريطانيا.
وقد يدب خلاف بين المحافظين المتشككين نسبيا في اوروبا
والديمقراطيين الاحرار الاكثر ميلا لها بشأن العلاقات مع الاتحاد
الاوروبي.
ما تجدر مراقبته
- هل سيوافق الاتحاد الاوروبي على مزيد من خطط انقاذ اقتصادات منطقة
اليورو المتعثرة؟
ورفضت حكومة العمال المنتهية ولايتها الاسهام بالتمويل قائلة ان
المشكلة مشكلة منطقة اليورو اكثر منها مشكلة الاتحاد الاوروبي. ومن
المرجح أن يتخذ كاميرون نفس الموقف. لكن أي تدهور في العلاقات مع
الاتحاد الاوروبي يمكن أن يعرض دعم الديمقراطيين الاحرار للائتلاف
للخطر. |