سوق الفن العالمي يطفو فوق بحر الأزمة المالية

لازال بيكاسو يحطم الأرقام القياسية في المزادات

 

شبكة النبأ: أصيب سوق اللوحات الفنية والتحف بالخمول والركود قليلا إبان الأزمة المالية التي انتشرت كالنار في الهشيم في 2009. وسرعان ماتعافت المزادات الفنية المشهورة في واشنطن ولندن وايطاليا وعاودت نشاطها بأرقام قياسية اكبر من السابق ومبالغ اقرب الى الخيال منها إلى الحقيقة بعد أفول الأزمة المالية العالمية.

أنها قيمة الفن الأصيل الذي ترتفع قيمته كلما مر عليه الزمن ولا يخضع لقانون العرض والطلب أو فائض القيمة.

أعمال فنية بمبالغ خيالية..

وحطم تمثال من البرونز للفنان التشيكلي السويسري ألبرتو جياكومتي الرقم القياسي لأغلى عمل فني يباع في مزاد مسجلا 65 مليون جنيه استرليني (104.3 مليون دولار) في مزاد أقيم بدار مزادات سوثبي في لندن مؤخرا.

والرقم القياسي السابق سجلته لوحة الفنان الاسباني بيكاسو "فتى الغليون" Garcon a la Pipe التي بيعت مقابل 104.2 مليون دولار في مزاد في نيويورك في 2004.

والسعر الذي حققه تمثال "الرجل السائر 1" L' homme qui marche 1 يعادل حوالي اربعة إضعاف ما كان متوقعا له قبل البيع. بحسب رويترز.

والتمثال باعه مصرف كوميرزبنك الألماني الذي كان حصل عليه عندما استحوذ على بنك دريسدنر في 2009. وكان بنك دريسدنر قد اشترى التمثال في 1980.

وقالت سوثبي ان الرقم القياسي تحقق اثناء مزايدة "سريعة ونشطة" استغرقت ثماني دقائق شارك فيها 10 متنافسين للفوز بالعمل الفني النادر في قاعة مزادات هادئة.

ولم تكشف سوثبي عن هوية المشتري مكتفية بالقول انها تلقت العرض الفائز من شخص مجهول عبر الهاتف.

ويؤكد المزاد ما أظهرته نتائج مزادات أقيمت في الآونة الأخيرة من إن سوق الفن تعافى سريعا من آثار الأزمة المالية العالمية.

فرويد يخيّب الآمال..

وحطمت سوذبي التوقعات في مزادها لأعمال الفن المعاصر مؤخرا الأمر الذي يؤكد قوة السوق بعد أسبوع من تحطيم تمثال للفنان ألبرتو جياكومتي الرقم القياسي للبيع في المزادات.

ولكن لوحة شخصية للفنان لوسيان فرويد وهي إحدى ابرز القطع التي عرضت في المزاد لم تحقق التوقعات بعد ان بيعت مقابل 2.8 مليون جنيه استرليني (4.4 مليون دولار).

وباعت دار مزادات سوذبي أعمالا فنية بقيمة 54.1 مليون جنيه استرليني في المزاد الذي عقد في لندن مقارنة بتوقعات بتحقيق ما بين 32.3 و45.2 مليون وثلاثة أضعاف إجمالي المبيعات في المزاد نفسه العام الماضي.

وكانت أبرز قطعة في المزاد لوحة "الرابع عشر بدون عنوان" Untitled XIV للفنان وليام دي كونينج التي حققت أربعة ملايين بينما كان متوقعا لها أن تحقق ما بين اثنين إلى ثلاثة ملايين. وبيعت لوحة "اف 88" F 88 للفنان ايف كلين مقابل 3.3 مليون بينما بيعت لوحة فرويد التي تظهر عينا سوداء بعد مشادة كلامية مع سائق تاكسي بأقل مما كان متوقعا لها قبل المزاد والذي تراوح بين ثلاثة إلى أربعة ملايين جنيه.

وتسلط النتيجة الضوء على عودة سريعة للثقة في الأعمال الفنية الثمينة بعد انكماش حاد في المزادات العام الماضي.

لوحة صينية بـ3 مليون دولار

وبيعت لوحة صينية تعود إلى القرن السابع عشر بحوالي ثلاثة ملايين دولار خلال مزاد علني أقيم في نيويورك مؤخرا، في سعر قياسي في الولايات المتحدة، على ما أشارت دار "سوذبيز" في بيان.

وكان احد النبلاء الصينيين وهو شاعر ورسام وخطاط صار راهبا بوذيا يدعى بادا شانرين انجز لوحة "طيرا زرزور على صخرة" وقد بيعت بمبلغ 2,994 مليون دولار، وهو سعر تجاوز وبأشواط تقديرات الدار التي تراوحت بين 400 الف و600 الف دولار.

وقال هنري هاورد سنيد وهو نائب رئيس قسم الفنون الاسيوية في "سوذبيز"، "يعكس السعر جمال هذه اللوحة الذي لا يقاوم" مشيرا الى انه لم يتم التداول بهذا العمل في سوق القطع الفنية منذ ربع قرن.

ويبلغ العر القياسي للوحة من توقيع بادا شانرين 4,4 ملايين دولار، سجل خلال مزاد علني لدى "كريستيز" في هونغ كونغ في كانون الاول/ديسمبر من العام 2008.

وبيعت قطع صينية عدة اضافية بأسعار مرتفعة جدا، وتم كسر رقم قياسي اخر في الولايات المتحدة لمخطوطة من خلال بيع مخطوطة لبادا شانرين كذلك بسعر 482500 دولار في حين كانت قدرت بين مئة الف ومئة وخمسين الف دولار.

ويخصص المعقلان الاساسيان لبيع القطع الفنية في نيويورك هذا الاسبوع للفن الاسيوي.

لوحات للفنانين روثكو وماتيس ضمن افضل مبيعات معرض سوثبي في نيويورك..

لوحة لفنان مصري تحقق سعرا قياسيا

وبيعت لوحة للفنان التشكيلي المصري الراحل محمود سعيد بعنوان الشواديف بمبلغ مليوني دولار في مزاد كريستي في دبي، وهو أكبر مبلغ يدفع ثمنا للوحة لفنان من الشرق الأوسط.

وتصور اللوحة فلاحين يضخون مياها من نهر النيل.وكانت شركة المزادات (كريستي) قد قدرت قيمة اللواحة بما بين 150ألف-200ألف دولار.

ولم يكشف النقاب عن هوية المشتري، بينما عرف بائع اللوحة بإسم محمد سعيد الفارسي، رئيس البلدية السابق لمدينة جدة السعودية. وحضر المزاد العشرات من المهتمين، بينما شارك آخرون عبر الهاتف والانترنت.

وبيعت لوحة أخرى بعنوان غروب على النيل في الأقصر لنفس الفنان بمبلغ 902 ألف دولار.

وقالت شركة المزادات إن 64 في المائة من المشترين كانوا من منطقة الشرق الأوسط بينما كان الباقون من الولايات المتحدة وأوربا وآسيا.

الليزر لصيانة اللوحات..

من جانب آخر استخدم علماء تقنيات من تلك المتبعة لإزالة الاوشام بالليزر بنجاح لترميم لوحات فنية وجداريات عتيقة فقدت نضارتها مع مرور الزمن.

ويستخدم الأخصائيون منذ زمن أشعة الليزر لإزالة طبقات الغبار والشوائب المتصلبة على أعمال الفن الحجرية والمعدنية، لكنهم الآن طوروا هذه التقنية ليصبح تطبيقها ممكنا على اللوحات أيضا.

واعتمد فريق بقيادة الدكتور سالفاتوري سيانو من معهد الفيزياء التطبيقية بفلورانسا على الليزر لتنظيف لوحات وأعمال شهيرة، من بينها لوحتا ساغريستيا فيكيا (أو الخزانة القديمة) و كابيلا ديل مانتو في متحف سانتا ماريا ديلا سكالا في مدينة سيينا، والذي كان مستشفى في السابق. بحسب رويترز.

وسبق واستخدم العلماء نفس التقنية لتنظيف تمثال النبي داوود لدوناتيلو ولوحة باب السماء، وكلاهما من البرونز.

ويقول الباحثون إن هذه التقنية صارت ذات أهمية عالية بفضل استخدامها لتنظيف أعمال شهيرة، بما فيها الجداريات القديمة.

ويؤكد الدكتور سيانو ان الليزر افضل بكثير من الطرق الكيميائية او الميكانيكية لان المنظفات الكيميائية قد تبدو محايدة في البداية لكن تفاعلاتها قد تستمر حتى سنتين بعد استخدامها، مما يجعل التنبؤ بالنتيجة النهائية صعبا للغاية.

ويقارن الخبير الليزر بطرق التنظيف الميكانيكية، واهمها التنظيف بالرمال الدقيقة، ويقول: الليزر اذكى من ذلك بكثير، فهو يعرف بدقة ما ينبغي ازالته وما ينبغي الحفاظ عليه من طبقات.

لكن الصعوبة في نظر الدكتور سيانو هي صعوبة اختيار الليزر المناسب لكل مهمة، بل يتعين تركيب واحد جديد ان تطلب الامر ذلك، اذ لا تكون الترددات المطلوبة في الشعاع دائما متوفرة. كما إن هذه التقنية تتطلب خبرة والماما، وقد يؤدي سوء استخدامها الى اتلاف التحفة، وهو ما حدث من قبل، وهذا السبب الرئيسي في كون هذه التقنية لم تنتشر بالسرعة والنجاح المتوقعين.

فنانة عُمانية ترسم بالرمل

وتبدأ الفنانة العُمانية الشابة شيماء المغيري بالتحديق بتمعّن في صندوق خاص، سطحه من الزجاج، مُضاء من أسفل باللون الأبيض ثم تمر عليه بيدها في حركات واثقة لتبدأ في الظهور لوحة فنية مرسومة بالرمل.

وتبتكر شيماء أعمالا فنية فريدة يوميا دون ان تستخدم سوى حبيبات الرمل الصغيرة. وتحتفظ الفنانة الصغيرة بلوحاتها بتصويرها وحفظ الصور في جهاز كمبيوتر.

واكتشفت الفتاة العمانية التي تبلغ من العمر 15 عاما موهبتها الإبداعية حين كانت في التاسعة. وحين وصلت الى الصف السابع بدأت صقل مهارتها في الرسم بالرمل.

وعن ذلك قالت شيماء المغيري "أنا عندي هذه الموهبة من الصف الثالث..بدأت أرسم.. الرسم بالالوان. لكن الرسم على الرمل كانت بدايته من حوالي ثلاث سنين في الصف السابع..."

وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية نالت شيماء -التي تدين لمعلمة الرسم في مدرستها بتشجيعها وصقل موهبتها- ثناء على لوحاتها في أنحاء منطقة الخليج بعد مشاركتها في العديد من المسابقات والمهرجانات الطلابية.

وترسم شيماء لوحاتها بالرمل على سطح مضاء من أسفل فتظهر لوحاتها مثل صور ظلية. وتتنوع موضوعات لوحات شيماء بين الوجوه والمناظر الطبيعية.

وكانت والدة شيماء تخشى في بداية الأمر أن يلهي الفن التشكيلي ابنتها عن دراستها. لكن بمجرد أن أثبتت الفتاة أنها تستطيع ممارسة هوايتها دون أي تأثير سلبي على دراستها قررت الأم دعم طموحها.

وفازت شيماء التي تنحدر أسرتها من إمارة أم القيوين في دولة الإمارات بالعديد من الجوائز في المسابقات التي شاركت فيها ومنها مراكز أولى ودعوة للمشاركة في معرض فني بفرنسا.

وقالت الفنانة الصغيرة انها تطمح لان تصبح مهندسة معمارية وان تقيم معارض وتنظم دورات لتعليم الرسم بالرمل.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 19/أيار/2010 - 4/جمادى الآخرة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م