المؤسسات النسوية في كربلاء تحيي الذكرى الثانية لرحيل الفقيه الشيرازي

جمعية المودة والازدهار النسوية تقيم مهرجانا تأبينا وتنظم مسابقات

كربلاء/انتصار السعداوي

 

شبكة النبأ: في الذكرى السنوية الثانية لوفاة فقيه أهل البيت (عليهم السلام) آية الله السيد محمد رضا الشيرازي (قدس سره)، أقامت جمعية المودة والازدهار النسوية حفلا تأبينيا لاستذكار مناقبه وسيرة حياته.

وفي كلمة الافتتاح التي القتها السيدة ام محسن معاش اشارت الى اهم مناقبه ووصاياه واكدت السيدة معاش ان الكلام عن السيد محمد رضا الشيرازي يجرنا للكلام عن أسرة الشيرازي ومواقفهم وحياتهم في خدمة الاسلام والمسلمين، ومقاومة الطواغيت، حيث اوقفوا حياتهم وانفسهم لخدمة الدين وبيان احكامه فدفعوا الثمن غاليا من قبل الطغاة الذين طاردوهم وشردوهم وقتلوهم وصادورا مؤسساتهم الثقافية والخيرية.

بعد ذلك استعرضت السيدة معاش أهم وصايا الفقيه للناس عامة وللعراقيين خاصة وقالت: ان السيد الشيرازي كان يوصي بالتفاعل الوجداني مع الاحداث، وأوضحت: ان العراق كان ومايزال يعيش المحن والمصاعب فلابد ان يكون انكار لها في القلب بحيث لا يعيش الانسان حالة اللامبالاة إزاء الأحداث التي تحيطه وحيث كان الفقيد هو يتألم و لاينام الليل لسماعه لقصة مؤلمة عن طفل عراقي لم يستطع النوم لشدة الحر.

وتابعت السيدة معاش حديثها عن الوصية الثانية للفقيه (جمع الكلمة واطفاء الحرائق) وأوضحت ان جمع الكلمة دائما قضية مهمة خصوصا في مثل هذه الظروف التي يمر بها العراقيون، وهي ضرورة حتمية لأن الحرب الان هي حرب وجود وليس حرب حدود. لذا لابد من التحلى بالاخلاق الأبوية اذا اختلف اثنان وفق قانون الحق والباطل، بل لدينا قانون حاكم هو (الصلح سيد الاحكام ) عن النبي الاعظم (ص) ولا ينبغي الانجرار وراء الخلافات فليس وقتها الان، بل اللجوء الى الحلول الوسطى التي ترضي جميع الاطراف لاطفاء الحرائق.

وعن ملء فراغات الشباب وهي الوصية الثالثة للفقيه قالت ام حسن معاش: أوصى الفقيه باحتواء الشباب وملء فراغاتهم في أكثر من بعد فالشباب بحاجة الى عمل وتعتبر البطالة منفذ للشيطان إلى عقول الشباب ونفوسهم.

وتابعت: ان الشباب بحاجة الى زواج حتى لايشكل خطرا عظيما اذا لم يتزوج وهو بحاجة لمساعدة لتزويجه. والشاب بحاجة الى كتاب وصحيفة ومجلة وقناة فضائية. فاذا لم نملأ نحن هذه الفراغات فأن الآخرين سيملئونها ويأخذون منا شبابنا، حيث كان الفقيد في الكويت هو من يتصدى لتربية الشباب عبر حلقات درسية لتدريسهم وتوجيههم.

والوصية الرابعة كانت عن الالتجاء الى الله حيث ينبغي للمؤمن دائما ان يدعوا في قنوت صلواته وأن يجمع الأطفال والنساء في البيت ويطلب منهم الدعاء.

والوصية الخامسة وهي استعمال سياسة الضغوط للوصول الى هدف او غاية معينة.لان الضغوط مثل القطرات لا تشكل شيئا الا اذا اجتمعت فتكون البحار والسيول.

وختمت معاش كلامها: إن الفقيد رحل عنا كجسد ولكن خلد وراءه محاضرات تعتبر فكرا ورسالة للأجيال لترسم لهم الطريق.

 من جانبها ألقت السيدة بشرى حسن عاشور عضو مجلس محافظة كربلاء، حيث سلطت الضوء على صفتين من صفات الفقيه، صفة سياسية وأخرى أخلاقية وعائلية.

واستعرضت من جانبها علماء العائلة الشيرازية الذين ساروا بالأمة إلى النور فهو من نسل آية الله العظمى السيد محمد الحسيني الشيرازي (أعلى الله درجاته).

وأردفت السيدة عاشور:إن الحديث عن العلماء ليس حديثا عاديا فقد كان الشيرازي يرسم الطريق لبناء أمة بأفكاره وكانت الفكرة الأولى هي تحتيم الأخوة الإسلامية والدعوة للحوار الحر والتعددية السياسية، ومبدأ اللاعنف الذي كان يدعو له الفقيد رحمه الله واسكنه فسيح جنانه.

واعتلت المنصة الاخت سحر مدلول من طالبات حوزة كربلاء النسوية والقت قصيدة وكان مطلعها:

هادئا كالفجر اسرجت البراقا..فحضت عيناك لله اشتياقا

وفقدناك على درب المنى...وكأن الكون من بعدك ضاقا

الى ان قالت:

ولتعش ياكربلائي الهوى..ان عند السبط للخلد مذاقا

وعلى خلفية حفل التأبين قالت السيدة ام مصطفى الحائري: ان من مناقب الفقيه الاخلاقية أنه كان يرفض الكلام ضد أي شخص أو جهة حتى وان كان الطرف الآخر ضده وقد يحاول البعض أحيانا جره الى الحديث عن فلان أو علان لكنه يرفض الكلام ضد اي شخص او اي جهة حتى وان كان الطرف الآخر ضده، ويغير الحديث إلى تهذيب النفس وتعديل السلوك.

من جانبها اعدت جمعية المودة والازدهار النسوية مسابقتها السنوية الثانية بمناسبة ذكرى وفاة الفقيه الشيرازي عبر مسابقتين، وكانت الأولى هي حفظ 25 مقولة للفقيد. والمسابقة الثقافية الثانية كانت عبارة عن 14 سؤال عن مايتمخض من قراءة كتاب (الامام الحسين ,عظمة إلهية وعطاء بلا حدود). علما ان الجمعية كانت قد وزعت نسخ من الكتاب مجانية على الحضور من المتسابقات.

وعلى هامش حفل التأبين أقامت الجمعية معرضا للصور بالتعاون مع منظمة شباب الرضا الثقافية تتحدث عن مراحل حياة الفقيد وسيرته العلمية والفقهية والعائلية..

من جهتها أقامت حسينية العترة الطاهرة يوم الجمعة 29 جمادي الاولى مجلس الفاتحة على روح الفقيد الشيرازي وشاركت في هذا المجلس خادمات المنبر الحسيني ووفود من مدينة بغداد كما وارتقت المنبر السيدة ام حسن الوكيل وألقت كلمتها حول الفقيد وألقت الضوء على بعض جوانب حياته وما تحتويه من دروس وعبر للأجيال. كما ووزع كراس لقد رحل الرضا من منشورات حسينية العترة الطاهرة.

ومن جانب آخر أحيت حوزة كربلاء النسوية الذكرى السنوية الثانية وذلك في يوم الثلاثاء 26 جمادي الاولى حيث احتوى البرنامج لفقرات مختلفة منها كلمة ام محمد الاسدي مديرة الحوزة ومحاضرة للطالبة زينب علي كريم تناولت فيهما جوانب من سيرته المضيئة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 19/أيار/2010 - 4/جمادى الآخرة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م