المرأة العراقية.. تصنع الحياة في زمن الموت

عراقيات بدون معيل يحملن لواء الكفاح من اجل البقاء

 

شبكة النبأ: تخوض النساء العراقيات معركة شرسة مع الحياة وهي تنجو من مخالب الحرب فتقع فريسة الفقر والترمل, تتجاوز المحنة فتقع مرة أخرى فريسة الإرهاب والبطالة... وإذ ينقذها الله سبحانه وتعالى من إراقة الدماء الطائفية والتمرد المسلح. لم يبق لها إلا أن تكافح وتصنع حياة جديدة لتستمر بالبناء وتربية العيال. وتخوض معركة أخرى لإطعام عائلاتهن التي قُتل معيليها أو سجنوا أو أصبحوا بلا عمل... إنها رحلة طويلة من ألوان العذابات المتنوعة بتنوع أطياف الشعب...

تراجع العنف

وإذ تراجع العنف خلال الشهور الثمانية عشر الاخيرة في منطقة "مثلث الموت" معقل نشاطات التمرد قرب بغداد لكن الهجمات اليومية على مدى سنوات في بلدات ريفية مثل اللطيفية أدت الى مقتل عشرات الرجال ووضعت البقية في السجون او تركتهم بلا عمل.

وأصبح الرجال الذين كانوا يشغلون وظائف رواتبها كبيرة كضباط أو عملاء للدكتاتور السابق صدام حسين يأسفون على مصيرهم وهم يحتسون الشاي أو يدخنون النرجيلة تاركين نساءهم في عبايات تغطيهن بالكامل يسعين على رزق العائلات بالعمل في الحقول.

وقالت ليلى علي (50 عاما) التي تزرع الخضراوات في حقل بمساعدة ابنتها وزوجات أبنائها ان النساء يقمن بالعمل في هذه المزارع وهن يشعرن بالحزن والظلم.

وقالت لا توجد وظائف للرجال ولديها أربعة أبناء لم يلتحق أي منهم بعمل ولا يملكون شيئا لا وظيفة ولا حتى فرصة للالتحاق بالجيش.

وتحلق سحابة كثيفة من الكآبة على معاقل القاعدة والتمرد السني السابقة مثل اللطيفية، بما يذكر بالتحديات التي تواجه الحكومة العراقية في وقت تخرج فيه البلاد ببطء من اتون سنوات العنف الطائفي وإراقة الدماء.

وتعمل النساء منذ زمن طويل في الحقول المحيطة باللطيفة. وكانت جهودهن يوما ما مجرد تكملة للدخل الذي يحصل عليه الرجال الذين تمتعوا بمناصب مميزة في ظل صدام وأصبحت المحاصيل التي يزرعنها الان هي المصدر الوحيد للدخل. بحسب رويترز.

ولا يستطيع الرجال العثور على عمل بسبب المفهوم المنتشر بأنهم جميعا كانوا ضالعين مع تنظيم القاعدة في الهجمات ضد العراقيين من الجيش والمواطنين على السواء حيث اختفت عشرات حافلات نقل الركاب التي كانت تمر باللطيفية وعثر فيما بعد على مقابر جماعية للضحايا الذين كانوا في تلك الحافلات، فضلا عن ممارسات قتل الأبرياء وتهجير عوائلهم من هذه المنطقة.

وقالت أم ساجد (35 عاما) التي تنم راحتاها المتورمتان عن ساعات طويلة من العمل في الحقل انه لا توجد طريقة لتغيير أسلوب حياتهن وهذا هو مصيرهن. ويأس زوجها من العثور على أي عمل.

وانخفضت أعمال العنف بشدة منذ تحالفت الميليشيات السنية مع القوات الأمريكية وأغرى السلام الهش النساء المجهدات من الحرب -مثل ليلى علي- اللاتي نجون من العنف باستجماع شجاعتهن والقيام بالعمل.

وقال شرطي عراقي رفض ذكر اسمه إن بعضهن اشترين مسدسات أو بنادق لحماية أنفسهن بعد وفاة أقاربهن من الرجال.

مجندات عراقيات

بينما تشهد العاصمة العراقية بغداد سلسلة من أعمال العنف التي يذهب المئات من العراقيين ضحايا لها، أبت العراقيات إلا أن يكن من ضمن  صفوف الجيش للذود عن الوطن بأياد ناعمة، ووجوه جميلة .

فاليوم، تستعد مجموعة من العراقيات للانضمام إلى الجيش العراقي، بعد خضوعهن لتدريبات مكثفة في استعمال السلاح، ودورات الدفاع عن النفس. وهذه المجموعة هي الثالثة التي تخضع للتدريب منذ إطلاق هذا البرنامج في صيف 2009.

يقول الجنرال سمير مهدي، من الجيش العراقي، إنه يتوقع أن تتقن هؤلاء السيدات استخدام البندقية، وفهم أساسيات القتال خلال 45 يوما من التدريبات.

ويضيف مهدي: "تعمل الكثير من هؤلاء السيدات في وظائف إدارية، وسيتم توظيفهن لتفتيش النساء على الحواجز الأمنية. ولا تهتم أي من هؤلاء النساء بخطورة هذا العمل، فالدافع الرئيسي لإقبالهن على هذا العمل هو مادي بحت.

تقول أم عمر، إحدى المتدربات، إن زوجها وابنها قتلا، لذا فإن عليها إيجاد مصدر آخر لإعالة عائلتها. وتضيف: "كان لدي ابن واحد وثلاث بنات، وهناك أيضا والدتي المسنة التي تحتاج إلى المساعدة. فزوجي وابني قتل في إحدى التفجيرات، لذا علي إيجاد طريقة أخرى لإعالة عائلتي." يذكر أن عدد المجندات العراقيات في الجيش العراقي وصل إلى 66 مجندة.

نساء داخل قبة البرلمان

وشهد العراق في السابع من آذار مارس الماضي، أوسع تجربة انتخابية يشهدها العراق، وهي الانتخابات النيابية لاختيار 325 نائبا يمثلون مجلس النواب المقبل من بين اكثر من 600 مرشح، حيث بلغت نسبة المشاركة بحسب مفوضية الانتخابات 62%. بحسب رويترز.

ولأجل إيصال عدد مناسب من النساء الى البرلمان العراقي  اتفقت برلمانية وناشطة نسوية على أن الحصة “الكوتا” ما زالت ضرورية لهذا الغرض  لحصول المرأة على حصتها من التمثيل النيابي.

يأتي ذلك بعد أن أظهرت النتائج وصول 81 مرشحة إلى البرلمان، اغلبهن كانت مجموع أصواتهن منخفضة في حين لم تتمكن ست منهن بلوغ حاجز الألف صوت مثل ميسون الدملوجي التي حصلت على 650 صوتا وأزهار الشيخلي التي حصلت على 860 صوتا.

واقر مجلس النواب في (8/11/2009 ) قانون الانتخابات بالأغلبية والذي تم فيه إقرار منح نسبة للنساء لا تقل عن ربع عدد الفائزين في كل قائمة، حيث تبلغ حصة المقاعد (الكوتا) المحددة للنساء 25%.

وأوضحت الدملوجي أنه “لم يعد للأحزاب الآن تأثير على موضوع وجود المرأة في البرلمان، وأن هذا التأثير لم يكن كالسابق”.

واعتبرت أن “وجود الكوتا النسوية ضرورية في الوقت الحالي، لكننا لا نريد لها الاستمرار بل نريد أن تفرض المرأة وجودها من خلال دورها الفعال وآراءها”.

من جهتها، قالت الناشطة النسوية فيان الشيخ علي  إن “الناشطات في مجال المجتمع المدني والمعنيات بقضايا المرأة يفضلن أن تأخذ المرأة مكانتها ودورها بالبرلمان وكل المؤسسات سواء التشريعية او التنفيذية بدون كوتا”، مستدركة “لكن للأسف بالوضع الراهن في العراق فإنه من غير الممكن تحقيق ذلك بنسبة معقولة لذلك نحن مع هذه الكوتا”. بحسب أصوات العراق

وأضافت “لاحظنا من خلال نتائج الانتخابات أن كثيرا من النساء اللواتي بلغن البرلمان هن ناشطات وأعضاء بالدورة البرلمانية السابقة لكن مع الأسف نسبة اصواتهن قليلة”.

وأوضحت الشيخ علي أنه “لولا الكوتا ما كان للنساء أن يحصلن على مقاعد في البرلمان، عدا بعضهن اللواتي حصلن على نسبة أصوات عالية تبعا لتوجيهات الأحزاب والقوائم اللاتي دخلن فيها”.

وتابعت “لذلك فوجود الكوتا ضروري بالوقت الحالي، وأما بخوص دور المرأة فإن دورها لم يختلف عن دور الرجل، إذ لم تكن جميع النساء فاعلات ولا مطالبات بالحقوق الأساسية للمرأة”.

واستدركت بالقول “تواجدت نساء كان لهن دور فعال وبارز ومتميز حتى على الرجال، لذلك يمكن القول إنه لا ضير من صعود النساء للبرلمان حتى ولو كان عن طريق الاحزاب من اجل تحقيق دور افضل لها بالمستقبل”.

ناشطات مجتمع مدني

من جهة أخرى أجمعت نساء من محافظة واسط على أن للمرأة دورا فعالا في البرلمان العراقي الجديد لرفع “مظلومية” المرأة واستعادة حقها الطبيعي من خلال سن وتشريع القوانين التي لم يتمكن البرلمان السابق من سنها وتشريعها.

وأوضحت النائبة عن ائتلاف دولة القانون ايمان عبد الرزاق أن “التمثيل النسوي في البرلمان العراقي الجديد كفيل باستعادة حقوق المرأة وانصافها بعد أن عانت من التهميش على مدى عقود ماضية”.

وأضافت  أن “هدفنا هو تمثيل المرأة العراقية في البرلمان وجعلها عنصرا فعالا في المجتمع والعمل على أن يكون دورها دور شراكة مع الرجل وليس مناصفة”. بحسب اصوات العراق.

وقالت “اننا لن نطالب بامتيازات او نبحث عن الحقائب الوزارية، بل سنعمل على سن وتشريع القوانين المعطلة بما يخدم الشعب ولن نضع مصلحتنا قبل مصلحة الشعب”.

من جانبها، قالت اسيل علي رئيسة منظمة المرأة الديمقراطية في واسط إن “المرأة العراقية أصبحت اليوم تتبوأ مناصب قيادية لن تتمكن من تبوئها معظم النساء في دول العالم العربي”.

وأوضحت علي مؤخرا أن “التمثيل النسبي للمرأة في البرلمان مرضي بعض الشئ، ولكننا نطمح في أن يكون التمثيل النسبي للمرأة في البرلمان القادم 50% من عدد المقاعد”.

وأضافت ان “البرلمان السابق لم يقدم شيئا للمرأة العراقية سوى الوعود وبعض مشاريع القوانين المعطلة التي لم يتم التصويت عليها”.

أما الناشطة شذى مالك رئيسة منظمة الأرامل والأيتام في واسط، فقالت “أننا ننظر بعين القريب بأن المرأة العراقية تتمكن من تحقيق طموحاتنا وتطلعاتنا في المرحلة المقبلة من خلال التمثيل النسوي الجيد في البرلمان العراقي”.

وأوضحت مالك “اننا لا نعرض على عضوات البرلمان مشاكلنا لأنهن نسوة ويعرفن ما هي المشاكل التي تواجه المرأة العراقية من اجل النهوض بواقعها ورفع الحيف عنها”.

وأضافت “إننا نطالبهن بإنصاف شريحة الأرامل اللاتي أصبحن في عزلة بالرغم من توفير متطلبات الحياة لهن، وذلك بسبب تعطيل القوانين الدستورية الخاصة بهذه الشريحة”.

في حين رأت الناشطة في حقوق الإنسان لمى سعد أن “المرأة العراقية استطاعت في الدورة النيابية السابقة أن تبرز دورها وإن لم يكن بالمستوى المطلوب”.

مصرف عراقي تديره نساء

وماذا عن أول فرع لمصرف عراقي جميع العاملين فيه نساء في واحدة من أهم المدن عند الشيعة حيث يمكن للنساء أن يجلسن ويسترحن ويخلعن الحجاب اذا رغبن؟..

وما لم تكن بطبيعة الحال مدير المصرف نفسه فعليك أن تطلب موعدا وتدخل من الباب الخلفي!.

وقال مازن عبد الرازق نائب مدير مصرف بابل الأهلي "وجود الاستقرار الأمني في محافظة النجف أدى الى تزاحم العمل التجاري."

وأضاف "استخدام كافة القطاعات التجارية للعمل. المزاحمة لم تقتصر على الرجال وإنما حتى أصبحت بين الرجال والنساء. المزاحمة بين الرجال والنساء سيدات الأعمال في محافظة النجف حدا بنا أن نضيف شيئا جديدا من نوعه في محافظة النجف وفي العراق والذي هو فتح مصرف خاص بالنساء حتى يستطعن أن يمارسن جميع العمليات التجارية بشكل حر ومريح."

وأكد عبد الرازق أن حراس الأمن الواقفين في الشارع خارج فرع المصرف هم الرجال الوحيدون الذين يعملون في الفرع.

وقال "والإقبال على المصرف بشكل كبير تجاوز كل توقعاتنا ودراسات الجدوى التي عملناها لهذا المصرف. الآن الحسابات في الأسبوع الأول تجاوزت خمسين حسابا مفتوحا بين حساب جار وبين توفير وبين طلبات قروض لسيدات أعمال في محافظة النجف."

وكان العراق من أكثر دول الشرق الأوسط تقدما في مجال حقوق المرأة لكن المجتمع العراقي أصبح أكثر تزمتا منذ التسعينات.

وبعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 فرض المتشددون سياسات محافظة حرمت النساء من الكثير من الحقوق. لكن مع تراجع أعمال العنف ضعفت سيطرة المتطرفين على القضايا الاجتماعية.

وأعربت عميلة لفرع النساء بمصرف بابل تدعى أم زينة عن ارتياحها للتعامل مع الفرع.

وقالت أم زينة التي تملك متجرا للتجميل "فكرة مشروع المصرف فكرة حلوة. يعني انفتح بالنجف لان النجف كان بحاجة الى هكذا شيء. المرأة تخرج بحريتها وحدها وتتعامل مع نساء. شيء حلو."

وأشارت دراسة أجرتها مجموعة بوسطن الاستشارية شملت العراق ضمن دول أخرى الى أن النساء غير راضيات بصفة خاصة عن الخدمات المصرفية.

وترى إقبال محمد مديرة الحسابات أن الفرع الجديد مفيد لكل العراقيات. وقالت "هي كانت خطوة جبارة وتلبية لطلبات نساء الأعمال المتواجدات بكثرة بمحافظة النجف. تلبية لطلباتهم فتحنا هذا الفرع النسوي لدعم المرأة العراقية خاصة المرأة النجفية المتقوقعة في البيت المشغولة بتربية أطفالها وتوجيههم."

وأضافت "دعمناها بهذا العمل لكي تمارس حقا من حقوقها. أكثر الأيام الرجل مشغول. فأعطيناها الحق لان تخرج خارج البيت وأن تمارس هذا العمل."

نادلات في المقاهي

وعاشت هند البديري لسنوات يطاردها حلم امتلاك مقهى تكون جميع العاملات به نادلات فيما كان العراق محاصرا في أعمال عنف طائفي.

ولو كانت تجرأت وأقدمت على هذا لكان المتشددون الإسلاميون ذبحوها هي وموظفاتها على الأرجح. لكن الآن فيما يسعى العراق جاهدا للتخلص من انتشار إراقة الدماء وتراجع الميليشيات الإسلامية والمسلحين الذين كانوا ينشرون الرعب ذات يوم عبر قتل النساء اللاتي كانت ملابسهن تعتبر غير لائقة أصبح حلمها حقيقة.

وقالت البديري "أنا اشجع كل امراة بان نغير نمط المجتمع العراقي. ان المرأة لها حق وقوية وتستطيع ان تخوض غمار كل شيء."

وفي الصراع الطائفي الذي أعقب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003 قاتلت تنظيمات مثل تنظيم القاعدة لإقامة نظام يعتبر فيه ارتداء النساء الملابس الغربية بدلا من الحجاب حراما. وكان الأصوليون على الأرجح سينظرون بغضب لادارة مشروع يوظف النادلات.

وقالت البديري وهي صحفية ايضا "العراق بدأ يتطور والافكار تتطور."ويقع المقهى بالطابق السادس بفندق في وسط بغداد ويتمتع بإطلالة على نهر دجلة الذي يتدفق عبر قلب العاصمة العراقية.

ومعظم الزبائن عائلات أو أزواج. ويسمح بدخول الرجال بشرط التزامهم بقواعد اللياقة. وإذا غازل رجل نادلة يطلب منه بهدوء المغادرة وعدم العودة إلى المقهى أبدا.

وتتذكر البديري حين طرحت لأول مرة فكرة إدارة مقهى لا تعمل فيه الا نادلات حذرها كثيرون من أنها تبحث عن المتاعب.

وأضافت "قالوا لي سوف تحاربين من قبل الجهات المتطرفة فلذلك اجلت الفكرة."والان بعد مرور اربع سنوات تعمل حفنة من النساء نادلات بالمقهى الذي افتتح مؤخرا ويقلن انهن سعيدات بالحصول على عمل في البلاد التي تبلغ النسبة الرسمية للبطالة بها 18 في المئة لكن من المعتقد أن النسبة الحقيقية هي 30 بالمئة او اكثر.

قيادة مركبات نقل الركاب

وعلى ذات الصعيد امتلأت شوارع بغداد بسيارات الأجرة وحافلات صغيرة لنقل الركاب بين أنحاء المدينة المزدحمة. لكن مشهد امرأة تقود حافلة صغيرة لنقل الركاب في العاصمة العراقية أمر غير مالوف.

هناء عاشور واحدة من امرأتين عراقيتين تكسبان زرقهما بقيادة مركبة لنقل الركاب في شوارع العاصمة العراقية التي ما زالت محفوفة بالمخاطر. واضطرت هناء وزميلتها رافدة المعروفة ايضا باسم زين لهذا العمل لتعولا أسرتيهما بعد مقتل زوجيهما.

قررت هناء ورافدة العمل بتلك المهنة المقصورة على الرجال رغم المصاعب التي واجهتهما. وهناء أم لاربع بنات وصبي معاق وبدأت تعمل في قيادة الحافلة الصغيرة في أعقاب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003. وكانت العراقيات يخشين الخروج من منازلهن في ذلك الوقت الذي تصارعت فيه ميليشيات على مناطق نفوذ في بغداد.

وذكرت هناء أنها واجهت تحديات عديدة في التعامل مع الركاب ومشكلة التفجيرات التي كانت تقع بصفة يومية. وكان بعض الركاب الرجال يخشون ركوب حافلة تقودها امرأة.

وقالت هناء عاشور "الناس كانت تخاف عندما تصعد معي. تخاف امرأة تبيعنا" في أعقاب تفجير مزار شيعي عام 2005 وكاد يلقي بالعراق في أتون حرب أهلية شاملة. بحسب أصوات العراق.

لكنها أصبحت وجها مألوفا في حافلتها الصغيرة وبدأ بعض الركاب ينتظرون وصولها إلى موقف حافلات الأجرة للركوب معها.

وقتل زوج هناء عام 1996. ولا يعرف بالتحديد عدد العراقيات اللاتي أصبحن أرامل بسبب القمع في العراق في عهد الدكتاتور صدام حسين والحرب العراقية الإيرانية وحرب الخليج عام 1991 وأعمال العنف الطائفية التي تلت الغزو. لكن بعض التقديرات إلى أن العدد يصل إلى مليوني أرملة في بلد يبلغ عدد سكانه 27 مليون نسمة.

نساء كردستان بيشمركة

من جانب آخر شكلت عملية إعدام ليلى قاسم المناضلة الكردية من قبل الدكتاتور صدام حسين عام 1974 إشارة الانطلاق لعمل النساء البشمركة، اللواتي بدأن بشكل كثيف التحضير لمساندة الفرق الكردية التي كانت تقاوم نظام صدام حسين وتسعى إلى "تحرير" الإقليم الكردي من لواء الأمن التابع لبغداد.

العمليات الأولى بدأت في السليمانية وخانقين وأربيل وتضمنت إلى جانب تهريب السلاح تنفيذ عمليات توزيع مناشير وحتى تنفيذ اغتيالات.

قائدة لواء البشمركة المقدم ناهدة ومساعداتها من الأوائل اللواتي بدأن العمليات منذ حرب الخليج بدأ التنظيم العسكري الفعلي وفي العام 1997 بدأن التدريب في الكلية العسكرية الكردية في قلعة شوالان وتخرجن برتب مختلفة من رتيبات وضباط.

وشاركت فرقة النساء عام 2003 في العمليات العسكرية إلى جانب جيش التحالف ودخلت مع الجيش الأمريكي إلى كركوك خلال سقوط بغداد.

وعدد الفرقة التي تتهيأ للاندماج مع باقي الفرق تحت سلطة وزارة البشمركة تصل إلى أربعمائة بين مقاتلة وإدارية وتقوم بعمليات مساندة ومحو الأمية وتنظيم ندوات ومحاضرات في مختلف مناطق الإقليم الكردي كما يشاركن في مسابقات رياضية من الرماية إلى رياضات القتال.

وهكذا تستمر المرأة العراقية الصامدة تحفر في صخر الحياة الصعبة وتعبّد طريقا لمستقبل أفضل للأجيال العراقية..

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 18/أيار/2010 - 3/جمادى الآخرة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م