الخليج وإيران: حرب خفية على مشارف هرمز

 

شبكة النبأ: شهدت المناورات العسكرية الضخمة التي تجريها البحرية الإيرانية في مضيق هرمز، إطلاق صاروخين من طراز كروز متوسطي المدى، فيما اعتبر وزير الدفاع أن المناورات التي تجري تحت اسم "الولاية 89" تمثل إنذاراً جاداً لكل من يريد ارتكاب مغامرة في المنطقة.

وفي غضون ذلك نفى وزير الداخلية السعودي نايف بن عبد العزيز المعلومات عن تسلل جواسيس إيرانيين إلى بلدان الخليج العربية بعد الحديث عن الكشف عن خلية تجسس إيرانية في الكويت. فيما أعلنت وزارة الداخلية البحرينية في بيان توقيف مشتبه به على صلة بشبكة التجسس التي أُعلن عنها في الكويت الأسبوع الماضي.

وأفادت مصادر إيرانية رسمية بأنه تم، خلال المرحلة الخامسة من المناورات، التي بدأت قبل أسبوع، إطلاق صاروخين "كروز" بر- بحر، من اليابسة على أهداف بحرية حقيقية متحركة، وقالت إن الصاروخين أصابا هدفيهما بدقة، مشيرةً إلى أن هذا النوع من الصواريخ يُستخدم ضد أهداف بحرية ثابتة أو متحركة.

ونقلت وكالة "مهر" للأنباء أن المنظومة الصاروخية تضم رادارات مجهزة بوسائل الحرب الإلكترونية، ومضادة للحرب الإلكترونية، ووصفتها بأنها "من مصاف أحدث المنظومات الصاروخية المماثلة لها في العالم"، وأشارت إلى أن أحد الصاروخين تم إطلاقه باستخدام "واسطة"، بينما تم إطلاق الثاني "بشكل ذاتي وذكي تماماً."

إلى ذلك، نقلت وكالة الأنباء الإيرانية عن وزير الدفاع وإسناد القوات المسلحة، العميد أحمد وحيدي، قوله إن "إجراء المناورات العسكرية، ومن بينها مناورات الولاية 89، تمثل إنذاراً جادا لكل من يريد ارتكاب مغامرة في المنطقة."

وأضاف وحيدي، في تصريحات للصحفيين على متن الفرقاطة "خارك"، خلال إطلاق صواريخ بحر- بحر، مساء الثلاثاء، أن "مناورات الولاية 89 تعتبر حلقة مكملة لمناورات الرسول الأعظم الخامسة، وتبين مدى اقتدار الجمهورية الإسلامية الإيرانية."بحسب سي ان ان.

وأشار إلى أن المناورات "تجري في منطقة إستراتيجية وبالغة الحساسية"، مؤكداً أن مناورات قوات الجيش وحرس الثورة تجري "بالاعتماد على القدرات والانجازات المحلية، بما فيها النظرية الدفاعية المبنية على إستراتيجيات مبرمجة خاصة، وسيناريوهات عملية، وعمليات تكتيكية خاصة، والأسلحة والتجهيزات المصنعة محلياً."

ووصف وحيدي التهديدات الأمريكية بـ"استخدام أسلحة نووية ضد إيران"، بأنه "يعكس مدى التخبط الذي يعيشه رجال الإدارة الأمريكية."

الدفاعات الإيرانية تنذر طائرة أمريكية

وفي نفس السياق كشفت تقارير إيرانية عن حادث اقتراب طائرة استطلاع أمريكية من منطقة بحرية يقوم فيها الحرس الثوري بمناورات عسكرية في مضيق هرمز وبحر عُمان، وأن الطائرة غادرت المنطقة بعد تلقيها لإنذار قوي من المضادات الجوية التابعة للقوات البحرية.

ونقلت وكالة أنباء "فارس" عن القائد العام للجيش، عطاء الله صالحي، قوله على هامش تجربة صاروخين من طراز بر-بحر في منطقة العمليات لمناورات الولاية 89، أن "يوم (الاثنين) شهد اقتراب طائرة استطلاع أمريكية من منطقة اجراء المناورات لكنها فرت عائدة من حيث أتت بعد تحذير مشدد من قبل الدفاعات التابعة للقوة البحرية."

وكان الجيش الإيراني قد بدأ الأربعاء تنفيذ مناورة عسكرية ضخمة في مياه الخليج قرب مضيق "هرمز"، بمشاركة وحدات مختلفة من القوات البحرية والجوية والبرية والدفاع الجوي، تُطلق عليها اسم "الولاية 89"، وتأتي بعد أيام على مناورة "النبي الأعظم"، التي أجرتها القوات الإيرانية أواخر أبريل/ نيسان الماضي.

ومن المقرر أن تستمر هذه المناورات لمدة ثمانية أيام، حتى 12 مايو/ أيار الجاري، وتتضمن ست مراحل، تتركز من مضيق هرمز، وحتى شمال المحيط الهندي، بمشاركة وحدات قتالية ووحدات الدعم والإسناد، بالإضافة إلى وحدات الرادار، والحرب الإلكترونية، والصواريخ، والقوات العائمة، والغواصات، مع إسناد تقوم به مقاتلات القوات الجوية والمروحيات.

إلى ذلك، اختبرت إيران الثلاثاء نسخة معدلة من صاروخ "نور" المتوسط المدى، ويطلق من منصة متحركة ومن على متن السفن، ويتمتع الصاروخ بدقته في إصابة الأهداف البحرية المتحركة والثابتة.

 وكانت ايران قد اختبرت، وفي اليوم السادس من المناورات البحرية في مضيق هرمز وبحر عمان"، اختبرت بنجاح صواريخ "فجر خمسة" قصيرة المدى "ارض- بحر" ويبلغ مداها 75 كيلومترا.

الرياض تنفي تسلل جواسيس إيرانيين..

من جهة أخرى نفى وزير الداخلية السعودي نايف بن عبد العزيز المعلومات عن تسلل جواسيس ايرانيين الى بلدان الخليج العربية بعد الحديث عن الكشف عن خلية تجسس ايرانية في الكويت.

وقال الامير نايف على هامش اجتماع وزراء داخلية مجلس التعاون الخليجي في الرياض، ان "قضية تفكيك الكويت لشبكة تجسس تعمل لمصلحة الحرس الثوري الإيراني تتم مناقشتها من قبل الأجهزة الأمنية الخليجية مباشرة"، مبينا ان "قنوات التعاون بين دول المجلس مفتوحة وليس من الضروري أن يناقشها الاجتماع التشاوري لأنها مغطاة من قبل الأجهزة المختصة".

واضاف "نحن ننقض هذه التقارير جملة وتفصيلا" عن نشاط لهؤلاء الجواسيس في البلدان الاخرى لمجلس التعاون الذي يضم الكويت والسعودية والبحرين والامارات العربية المتحدة وقطر وعمان. وأكد نائب كويتي ان اعضاء الخلية ينشطون في بلدان عربية اخرى في الخليج.

وقال النائب الاسلامي محمد هايف المعروف بمواقفه المناوئة لايران، ان "التحقيق اثبت ان هذه الخلية موجودة ونشطة في معظم بلدان الخليج الاخرى".

ودعا وزير الداخلية الكويتي الشيخ جابر خالد الصباح الموجود في الرياض نظراءه الى تكثيف تعاونهم الامني.

وقال ان "الاتفاق الامني (لمجلس التعاون) يحتاج الى تعديل حتى يتناسب مع التطورات الاخيرة". وتقول الصحافة الكويتية ان احد عشر شخصا بالاجمال قد اعتقلوا. وقد كشفت القضية صحيفة القبس التي قالت ان مهمة افراد الخلية كانت تقضي بجمع معلومات عن القواعد العسكرية الاميركية والكويتية.

إيران: تحذير قوي للإمارات

وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية أن إيران استدعت القائم بأعمال دولة الإمارات العربية المتحدة في طهران بسبب حرب كلامية بشأن ثلاث جزر تتنازعها الدولتان، وفق تقرير.

وقال رامين مهمانبرست للصحافيين ردا على سؤال خلال المؤتمر الصحفي الأسبوعي: "استدعي القائم بالأعمال الإماراتي لوزارة الخارجية وسلم تحذيرا شديد اللهجة"، حسبما أوردت وكالة أنباء "مهر" الإيرانية.

وأضاف: "عقد اجتماع كذلك في الإمارات وتم إبلاغهم باستياء مسؤولينا إزاء تصريحاتهم غير المتزنة، ولفت انتباههم إلى أن تصريحات كهذه تثير مشاعر الشعب الإيراني وسيكون لها رد فعل عنيف."

وكانت إيران قد شجبت بحدة أواخر إبريل/نيسان الماضي تصريحات وزير الخارجية الإماراتي، الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، انتقد فيها موقف إيران في الخلاف حول الجزر الثلاث المتنازع عليها بين البلدين، وقال إن الاحتلال هو نفسه بكل مكان، وإنه لا يقارن بين إيران وإسرائيل.

وقال الوزير الإماراتي إن ملف الجزر: "يشكل عاملاً سلبياً في العلاقة بين البلدين وستظل مؤلمة بالنسبة لكل مواطني الإمارات."بحسب سي ان ان.

وعلق على تمسك إيران بسيادتها على الجزر ووصفها للخلاف حولها بأنه أمر ناتج عن "سوء فهم" بالقول: "احتلال أي أرض عربية هو احتلال وليس سوء فهم، ولا فرق بين احتلال إسرائيل للجولان أو لجنوب لبنان أو للضفة الغربية أو غزة فالاحتلال هو الاحتلال ولا توجد أرض عربية أغلى من أرض عربية أخرى،" وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الإماراتية آنذاك.

وعلى الفور ردت إيران بتحذير الإمارات من تكرار مثل هذه التصريحات التي جرت فيها "مقارنة الجمهورية الإسلامية بـ"الكيان الصهيوني."

وقال الناطق باسم الخارجية الإيرانية: "فيما يتعلق بتصريحه حول الجزر الإيرانية الثلاث، ننصح المسؤولين في الإمارات والدول الأخرى الجارة والشقيقة والصديقة بأن يتوخوا الدقة اللازمة في اختيارهم للألفاظ والعبارات."

وتابع: "إن ما نقل حول الجزر الإيرانية الثلاث والمقارنة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والكيان الغاصب للقدس، أثار حساسية بالغة لدى الشعب الإيراني."

وشدد على أنه "في حالة صحة صدور هذه التصريحات فإننا نشعر بأنه سيكون من الصعب السيطرة على مشاعر الشعب الإيراني تجاه هكذا تصريحات غير مدروسة."

وحذر المتحدث باسم وزارة الخارجية من تكرار هكذا تصريحات، مضيفا "أن تكرار هذا الكلام سيواجه برد شديد من قبل الشعب الإيراني، وفي حال خروج التصريحات عن الحد المتعارف فإن رد إيران سيأتي متناسبا مع تلك التصريحات"، على ما أوردت وسائل الإعلام الإيرانية.

البحرين وشبكة التجسس الإيرانية في الكويت..

وأعلنت وزارة الداخلية البحرينية في بيان توقيف مشتبه به على صلة بشبكة التجسس التي اعلن عنها في الكويت الاسبوع الماضي.

ونقل البيان الذي حصلت فرانس برس على نسخة منه عن وكيل وزارة الداخلية المساعد للشؤون القانونية العقيد محمد بوحمود ان "الأجهزة الأمنية المختصة قامت بتوقيف متهم بحريني بعدما ورد اسمه في تحقيقات قضية شبكة التجسس التي تم ضبطها اخيرا في الكويت".

واضاف بوحمود انه "تم اتخاذ الإجراءات القانونية وإحالة (المتهم) للنيابة العامة التي باشرت التحقيق معه وأمرت بحبسه (...) الأجهزة الأمنية تواصل عملها في هذا الشأن بالتنسيق مع نظيرتها في الكويت".

وشدد على اهمية "التعاون مع الأجهزة الأمنية في الكويت"، مضيفا "أن المساس بأمن أي دولة خليجية هو مساس بأمن جميع أقطار مجلس التعاون"، من دون ان يعط تفاصيل اخرى.

وكانت حكومة الكويت اعلنت في 3 ايار/مايو الحالي توقيف اشخاص يشتبه بقيامهم باعمال تجسس غير انها لم تتهم ايران بالعلاقة مع افراد هذه الشبكة المعتقلين. ونفت ايران بشكل قطعي اي علاقة لها بهذه القضية بيد ان ذلك لم يمنع نوابا في البرلمان الكويتي من المطالبة بطرد السفير الايراني لدى الكويت.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 16/أيار/2010 - 1/جمادى الآخرة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م