
شبكة النبأ: تتطلع الأنظار بشغف الى
ما ستؤول إليه اعرق الديمقراطيات في أوربا، بعد حراجة الموقف
والتداعيات السياسية التي أفرزتها نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة
في بريطانيا، سيما بعد هزيمة حزب العمال البريطاني بقيادة بروا أمام
غريمة التقليدي حزب المحافظين الذي يتزعمه كاميرون المعروف بنهجه
اليميني.
ويشعر عدد كبير من زعماء أوروبا بالقلق من وصول حزب المحافظين كونه
ينتهج سياسة أقل ودا تجاه الاتحاد الأوروبي الذي يضم 27 دولة من حكومة
العمال السابقة.
وفاز حزب المحافظين بزعامة كاميرون (43 عاما) وهو مدير تنفيذي سابق
للعلاقات العامة بأكبر عدد من المقاعد في الانتخابات البرلمانية التي
جرت مؤخرا لكنه فشل في الفوز بأغلبية مطلقة مما دفعه للسعي لاتفاق
لتقاسم السلطة مع حزب الديمقراطيين الأحرار بزعامة كليج. وتشكيل ائتلاف
مع الديمقراطيين الأحرار سيحقق للمحافظين أغلبية برلمانية، لتشكيل أول
حكومة ائتلافية في بريطانيا منذ عام 1945 وأنهيا بذلك 13 عاما من حكم
حزب العمال وهو حزب يسار وسط برئاسة توني بلير ثم جوردون براون الذي
خلفه.
كاميرون وكليج نائبا له
فقد أعلن رئيس الوزراء البريطاني الجديد ديفيد كاميرون إنه يهدف
لتشكيل حكومة ائتلافية كاملة بين حزبه المحافظين وحزب الديمقراطيين
الأحرار الأصغر.
كما قال مكتبه ان نيك كليج زعيم الديمقراطيين الأحرار -ثالث أكبر
حزب في بريطانيا- سيصبح نائبا لرئيس الوزراء في الحكومة الائتلافية
الجديدة.
وفاز حزب كاميرون المحافظين بأكبر عدد من المقاعد والأصوات في
انتخابات الخميس الماضي لكن دون أغلبية حاسمة. لكن تشكيل ائتلاف مع
الديمقراطيين الأحرار سيحقق أغلبية برلمانية.
وقال كاميرون للصحفيين "أهدف لتشكيل ائتلاف كامل ولائق بين
المحافظين والديمقراطيين الأحرار." بحسب رويترز.
وتابع "اعتقد انه الطريق الملائم لنوفر للبلد الحكومة القوية
والمستقرة والجيدة واللائقة التي تشتد حاجتنا إليها."
وقال انه ونيك كليج زعيم الديمقراطيين الأحرار مستعدان لتنحية
خلافاتهما الحزبية جانبا للعمل من أجل المصلحة الوطنية.
وتابع "سيكون هذا عملا شاقا وصعبا. سيواجه الائتلاف كل أنواع
التحديات. لكنني اعتقد إننا معا يمكننا تشكيل تلك الحكومة القوية
والمستقرة التي يحتاجها بلدنا".
وقال أيضا إن الحكومة الجديدة ستكون من مهامها إعادة بناء الثقة في
النظام السياسي بعد فضيحة النفقات البرلمانية التي أضرت به.
وقال متحدث باسم كاميرون في بيان "جلالة الملكة وافقت بسرور على
تعيين نيك كليج كنائب لرئيس الوزراء."
"تم الاتفاق على أن يشغل الديمقراطيون الأحرار خمسة مناصب وزارية
بما في ذلك تعيين نيك كليج."
الاتحاد الأوروبي يهنئ
من جهتها أبرزت المفوضية الأوروبية الحاجة الى ردود أفعال مشتركة في
مواجهة التحديات الاقتصادية في رسالة تهنئة بعثتها الى رئيس الوزراء
البريطاني الجديد ديفيد كاميرون.
وصرح جوزيه مانويل باروزو رئيس الجهاز التنفيذي للاتحاد الأوروبي
بأن حكومة كاميرون تواجه خيارات صعبة في أوقات صعبة لكنه أعرب عن ثقته
بأنها ستختار المسار الصحيح لإخراج بريطانيا من الأزمة ووضعها على طريق
نمو دائم.
وكتب في رسالته "باسم المفوضية الأوربية أود أن أقدم لكم أحر تهاني
لانتخابكم رئيسا لوزراء المملكة المتحدة.
"الكثير من التحديات المنتظرة بما في ذلك تحقيق انتعاش اقتصادي
ومحاربة الفقر على مستوى العالم والتعامل مع التغير المناخي وضمان
تأمين الطاقة هي (تحديات) مشتركة في شتى أنحاء الاتحاد الأوروبي وتتطلب
رد فعل مشتركا."
وصرح بأنه يتطلع الى العمل مع كاميرون في تلك القضايا وغيرها مثل
دعم السوق الداخلية وتعزيز "قواعد أذكى" ومزيد من الشفافية ومزيد من
المساءلة في الاتحاد الأوروبي.
ومن المتوقع على نطاق واسع ان يحرص كاميرون على ان يثبت لأعضاء حزبه
المتشككين في التوجه الأوروبي انه سيدافع بشدة عن المصالح البريطانية
داخل الاتحاد الأوروبي. لكن مسئولين أوروبيين يرون انه رجل عملي سيكسبه
التعاون مع باقي دول الاتحاد أكثر من الدخول في عراك مع شركائه الجدد.
وتمكن حزبا المحافظون والديمقراطيون الأحرار من التوصل الى اتفاق
بعد خمسة أيام من انتخابات غير حاسمة وسيكون على هذه الشراكة الجديدة
التي لم تختبر من قبل التعامل مع عجز قياسي في الميزانية زاد على 11 في
المئة من الناتج القومي.
ورحبت الأسواق بالاتفاق على أمل ان تتخذ حكومة بقيادة حزب المحافظين
وهو حزب يمين وسط إجراء سريعا.
براون يتنحى
على صعيد متصل أعلن رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون، إنه
سيتنحى من منصبه، بعد الهزيمة التي مني بها حزب العمل.
وقال براون إنه بصفته "زعيما لحزب العمال فإن عليه أن يقبل الهزيمة،"
داعيا حزبه إلى البدء في التحضيرات لاختيار زعيم جديد، ومؤكدا نيته عدم
الترشح للزعامة مرة أخرى.
وتمهد هذه الخطوة الطريق أمام حزب العمال للبقاء في السلطة، بعد
انتخابات الأسبوع الماضي التي لم تترك أيا من الأحزاب المتنافسة في وضع
يخولها بالتحكم المطلق بتشكيل الحكومة. بحسب السي. أن. أن.
فوز عراقي
الى ذلك فاز رجل الاعمال العراقي الاصل ناظم الزهاوي في الانتخابات
العامة البريطانية عن حزب المحافظين في دائرة "ستراتفورد اون افون".
ويعد الزهاوي اول بريطاني اصله من دولة عربية يمثل دائرة بريطانية
في مجلس العموم، فيما خسر مرشحون اخرون من اصل عربي خاضوا الانتخابات
عن حزبي العمال والاحرار الديموقراطيين.
وناظم الزهاوي من مواليد عام 1967، ونشأ في منطقة "ايست ساسيكس" في
جنوب انجلترا.
ودرس في "كينغز كولدج" في ويمبلدون جنوب غرب لندن وتلقى تعليمه
الجامعي في "يونيفرسيتي كولدج" التابعة لجامعة لندن.
وفي عام 2000 ساهم في تاسيس شركة يوغوف للابحاث واستطلاعات الرأي
عبر الانمترنت، التي كبرت واصبحت مسجلة في بورصة لندن.
واستقال الزهاوي من منصب الرئيس التنفيذي للمؤسسة في شهر
فبراير/شباط حتى يكرس وقته لحملته الانتخابية، سيكون عليه الاستقالة من
مجلس الادارة ليؤدي مهمته نائبا في البرلمان.
وخسرت المرشحة من اصل عراقي عنود السامرائي في الانتخابات العامة عن
حزب الديمقراطيين الاحرار في دائرة "ايلفورد ساوث" في شمال شرق لندن،
وجاءت في المرتبة الثالثة، واحتفظ حزب العمال بمقعده في تلك الدائرة مع
فوز مرشحه مايك غيبس.
وكانت السامرائي تعيش في الكويت مع امها البريطانية ووالدها العراقي
وبقيت هناك حتى بلغت سنّ العاشرة ومن ثمّ انتقلت إلى لندن بسبب بعد حرب
الخليج الأولى عام 1991.
اما المرشح بسام محفوظ اللبناني الاصل فقد كانت التوقعات ايجابية
بشأن فرص فوزه، مقارنة مع باقي المرشحين، في دائرتي "ايلينغ اكتون" وهو
يمثل حزب العمال.
الا ان النتائج جاءت عكس ما يشتهي العرب، حيث جاء بسام في المرتبة
الثانية مقابل مرشحة حزب المحافظين انجي براي التي فازت بالمقعد. |