هجمات الاثنين... صحوة موت أم رسالة سياسية

علاوي يحذر من حرب أهلية... والحكومة تعلن سيطرتها

محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: في هجمة عدها المراقبون الأشرس منذ ما يوازي العامين شهدت بعض المدن العراقية عمليات انتحارية منسقة التوقيت سقط على أثرها عشرات القتلى والجرحى وأفضت الى خسائر مادية كبيرة، وتأتي تلك العمليات الإرهابية بالتزامن مع الحراك السياسي لتشكيل الحكومة الذي كانت ابرز محطاته التنافسية الإعلان عن اندماج كتلتي ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه رئيس الوزراء الحالي مع الائتلاف الوطني العراقي.

وتقود كتل أخرى بزعامة الشيعة محاولات لاستبعاد مرشحين لمزاعم بصلاتهم بحزب البعث المحظور الذي كان في السلطة في عهد صدام. ومعظم هؤلاء ينتمون لقائمة العراقية التي يتزعمها علاوي.

حيث قالت صحيفة الجارديان ان رئيس الوزراء العراقي الاسبق، الذي حصلت قائمته على اكبر عدد من المقاعد البرلمانية، حذر من ان بلاده ربما تنزلق نحو حرب طائفية بسبب الخلافات والجدل السياسي، ومحاولة بعض الاطراف السياسية تهميش مؤيديه، ووقوف المجتمع الدولي موقف المتفرج مما يحدث.

وقال علاوي، في مقابلة اجرتها معه الجارديان، انه، منذ الانتخابات العامة التي اجريت في السابع من مارس/آذار الماضي، والتي فازت بها قائمته بـ 91 مقعدا، وهو العدد الاكبر بين القوائم، "اهملت التنظيمات السياسية في العراق مبدأ حكومة الوحدة الوطنية، وهم بهذا يتجهون نحو حرب اهلية بدفع وتشجيع من ايران".

وما تميزت به الأحداث الأمنية الأخيرة هو استهداف الجماعات المسلحة مناطق ومدن تعد حسب التصنيف الأمني بمناطق خضراء تخلو من نشاطات مجاميع القاعدة، وهو التنظيم الذي نسبت إليه القوات الأمنية العراقية مسؤولية التفجيرات.

وتعتبر هذه الاعتداءات الأكثر دموية في العراق منذ 8 كانون الأول/ديسمبر عندما قتل 127 شخصا على الأقل في خمسة اعتداءات في بغداد.

حيث شهد شهر ابريل نيسان زيادة حادة في عدد المدنيين القتلى جراء العنف في العراق مقارنة بالشهر الذي سبقه في مؤشر على أن مسلحين ربما يحاولون استغلال التوترات السياسية في أعقاب الانتخابات التي لم تسفر عن فائز واضح.

وأظهرت أرقام حكومية أن 274 مدنيا لقوا حتفهم في تفجيرات قنابل أو هجمات أخرى الشهر الماضي مقارنة بسقوط 216 قتيلا في مارس آذار و211 قتيلا في فبراير شباط.

ولا يقترب عدد القتلى في ابريل من مثيله أيام الحرب الطائفية التي شهدتها البلاد عام 2006-2007 لكنه يعد مرتفعا.

وقتل مفجرون ومسلحون يعتقد بان لهم صلات بالقاعدة ما يزيد على 100 شخص يوم الاثنين الماضي في موجة من الهجمات استمرت طيلة اليوم واستهدفت أسواقا ومصنعا للأقمشة ونقاط تفتيش ومواقع أخرى في أنحاء العراق.

وتسببت الهجمات في إصابة أكثر من 300 شخص آخرين بجراح في العاصمة بغداد ومدينة البصرة الجنوبية وبلدات ومدن أخرى.

وتواجه القوى الأمنية العراقية اتهامات بالتقصير بعد تلك الهجمات التي جعلت من يوم الاثنين احد أكثر الأيام دموية خلال هذا العام.

وكانت الحكومة العراقية قد حملت المسؤولية عن هذه الهجمات الى تنظيم القاعدة، بيد ان وكيل وزارة الداخلية العراقية أشار الى وجود تقصير في جهاز الأمن الوطني وأوضح ان تحقيقا في طريقة لتحديد أسباب هذا التقصير.

وقال اللواء حسين علي كمال وكيل وزارة الداخلية للشؤون الأمنية في تصريح لجريدة البيان المقربة من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي: ثمة خروقات امنية بسبب ضعف اجراءات التفتيش في النقاط الامنية المنتشرة في بغداد خاصة والعراق عامة

واضاف ان ستتم محاسبة القيادات الامنية التي وقعت فيها العمليات الارهابية لمعرفة مدى التقصير .

ويرى البعض ان القاعدة التي تتهم بالمسؤولية عن هذه الهجمات تستغل الفراغ السياسي الناجم عن تأخر تشكيل الحكومة العراقية الجديدة بسبب الخلافات بين الكتل الكبرى الفائزة في الانتخابات الاخيرة حول تشكيلها.

وأكد الناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ ان القاعدة تهدف من خلال هذه العمليات الى إرباك الوضع السياسي والأمني خصوصا خلال الفترة الحرجة التي تمر بها البلاد المتمثلة بتشكيل الحكومة العراقية .

وأوضح إن تنظيم القاعدة يستغل التجاذب السياسي الموجود حاليا في البلاد للقيام بأعمالها الإرهابية.

من جهته قال اللواء محمد العسكري الناطق باسم وزارة الدفاع العراقية ان الاعتداءات التي شهدتها مدن متعددة في العراق والتي خلفت أكثر من مئة قتيل "تحمل بصمات القاعدة".

وأوضح العسكري ان "هذه التفجيرات تحمل بصمات القاعدة" مضيفا ان "الاعتداءات هي نتيجة الضربات التي تعرض لها التنظيم في الاونة الأخيرة من خلال قتل واعتقال رموزه".

وأضاف العسكري انه "من الطبيعي ان تنفذ (القاعدة) اكثر من هجوم بمدن مختلفة كالبصرة وواسط والحلة، مواقع واهداف ومعامل مؤمنة لإيصال رسائل اننا نستطيع ان ننفذ أعمال في ان واحد و بمدن متعددة". بحسب تصريح لوكالة فرانس برس.

وأضاف ان "الهدف من هذه العمليات ايقاف المبادرة للخطة الامنية العراقية في ملاحقة الأهداف الارهابية ومحاولة لتشتيت الأجهزة الامنية و ممارسة الضغوط عليها وإعادتها للخطوط الدفاعية دون ان تنفذ أهدافها الاستباقية والهجومية".

وقال العسكري "نحن مستمرون بعملياتنا الاستباقية والهجومية ولن نتوقف عن ملاحقة الأهداف واعتقال الرموز الإرهابية في القاعدة وسوف نلاحقهم من مدينة لأخرى".

ويدفع بعض المحللين سبب شراسة الهجمة الأخيرة وتوقيتها الى دواعي انتخابية بحته على كردة فعل على التكتل السياسي الجديد بين بعض القوائم التي اشرنا إليها سلفا.

من جهتها ترى الولايات المتحدة إن تنظيم القاعدة بات يلفظ أنفاسه الأخيرة معتبرة الانفجارات الأخيرة للخلايا النائمة أشبه بانتحار جماعي عقب مقتل واعتقال اغلب قيادي التنظيم في العراق، وتقطع السبل في إعادة صفوف التنظيم بعد أن حالت الإجراءات الأمنية العراقية مؤخرا دون استمرار الإمدادات التي كانت ترفد بها القاعدة من خارج الحدود. معتبرتها محاولة أخيرة من أعداء التقدم لزرع البلبلة في البلاد.

حيث قال المتحدث باسم الرئاسة الأميركية روبرت غيبس "لطالما علمنا خلال مرحلة تشكيل الحكومة ان الذين تضاءل نفوذهم العنيف تدريجيا على مر سنوات عديدة، سيقومون بمحاولة أخيرة لمحاولة زرع العنف والبلبلة" في العراق. 

فيما قال اللواء قاسم الموسوي المتحدث باسم خطة بغداد الامنية انه رغم الضربات القوية التي فككت القاعدة الا ان بعض خلاياها لا تزال تعمل في محاولة لاثبات وجودها وتأثيرها واصفا الهجمات بالهستيرية.

وأضاف ان "هذه العمليات تقع ضمن العمليات الارهابية الاعتيادية التي تواجهها قواتنا الامنية" مشيرا الى ان "الهجمات التي وقعت باسلحة كاتمة للصوت وعبوات لاصقة، كانت منسقة".

وأكد عطا ان "القوات الامنية اعتقلت احد الارهابيين المتورطين باعتداءات العبوات اللاصقة في منطقة بغداد الجديدة".

واضاف ان "القوات الأمنية أجرت عمليات دهم وتفتيش واسعة في المناطق التي شهدت اعتداءات بالعبوات اللاصقة والناسفة، وتمكنت من جرح احد الإرهابيين الضالعين في هذه العمليات واعتقاله، موضحا انه تم ضبط مسدس كاتم للصوت بحوزته". وأشار الى إن "الإرهابيين كانوا يرتدون زي منظفي أمانة بغداد".

في السياق ذاته أعلنت مصادر أمنية عراقية القبض على قائد ما يسمى كتائب حماس العراق في مدينة ديالى شمال شرق بغداد.

وأوضح المصدر ان "قوة أمنية تمكنت من القبض على قائد كتائب حماس العراق حيدر فاضل حسين الزهيري، في منطقة التحرير، وسط مدينة بعقوبة". وأضاف ان "العملية جرت منتصف ليل الاحد الاثنين، في احد المنازل".  بحسب رويترز.

وأشار الى ان "الزهيري مطلوب بالعديد من التهم ومتورط بتفجيرات عدد من المساجد الشيعية والمنازل والخطف والقتل".

وحماس العراق التي تعرف نفسها على أنها حركة المقاومة الإسلامية في العراق، تأسست عام 2003 ، بعد الغزو الأمريكي للعراق وتنتشر في بغداد و الأنبار وصلاح الدين وديالى والموصل، بحسب مواقع إسلامية الكترونية.

وكانت هذه الجماعة تعمل مع كتائب ثورة العشرين المقربة من هيئة علماء المسلمين قبل ان تنشق لتشكل جناحا مسلحا أطلقت عليه كتائب الفتح الإسلامي، بحسب المصادر ذاتها.

التطورات الأمنية في يوم الاثنين

البصرة - قال مصدر في الشرطة إن سيارة ملغومة انفجرت في سوق مما أدى غلى مقتل تسعة أشخاص على الأقل وإصابة 70 آخر في مدينة البصرة التي تبعد 420 كيلومترا جنوب شرقي بغداد. وانفجرت سيارتان ملغومتان أخريان في شمال البصرة مما أدى الى مقتل سبعة أشخاص وإصابة خمسة.

الحلة - قالت الشرطة ومسئولون بمستشفي إن ما لا يقل عن 45 شخصا لقوا حتفهم وجرح 190 آخرون عندما اقتحم مفجران انتحاريان بسيارتهما مدخل مصنع للمنسوجات بينما كان العمال ينتهون من دوامهم في بلدة الحلة على بعد 62 كيلومترا جنوبي بغداد. ووقع انفجار ثالث فور وصول عمال الإنقاذ.

المحمودية - قال مصدر بوزارة الداخلية إن سيارة ملغومة متوقفة انفجرت مما أدى الى إصابة ثمانية أشخاص في منطقة سكنية في بلدة المحمودية التي تبعد 30 كيلومترا جنوبي بغداد.

بغداد - قالت الشرطة ان مسلحين يستقلون سيارات فتحوا النار صوب دوريات للشرطة في مناطق متفرقة من بغداد فأصابوا عددا من رجال الشرطة بجروح.

بغداد - قالت الشرطة ان مدنيين جرحا في انفجار قنبلة مزروعة على الطريق في منطقة الحسينية شمال بغداد.

الحصوة - قالت الشرطة ان قنبلة لاصقة ثبتت في دراجة نارية تخص شرطيا انفجرت فقتلته واصابت اربعة مدنيين في وسط الحصوة على بعد خمسين كيلومترا جنوبي بغداد.

ابو غريب - قالت الشرطة العراقية ان سيارة ملغومة انفجرت في سوق مما أسفر عن مقتل شخصين واصابة 12 في منطقة ابو غريب بغرب بغداد.

ابو غريب - ذكرت الشرطة أن قنبلة مزروعة على الطريق قتلت شخصين في ابو غريب.

ابو غريب - أفادت الشرطة بأن قنبلة دمرت منزلا مما أدى الى مقتل مالكه في ابو غريب.

المسيب - قال المتحدث باسم الحكومة المحلية ان قنبلة مزروعة على الطريق انفجرت في سوق مما أسفر عن إصابة ثلاثة أشخاص قرب المسيب على بعد نحو 60 كيلومترا جنوبي بغداد.

الصويرة - ذكر مسؤول محلي ان انتحاريا يرتدي سترة ناسفة واخر يقود سيارة قتلا 13 شخصا بينهم ثمانية من الشرطة وأصابا 40 في سوق ببلدة الصويرة على بعد 50 كيلومترا جنوب شرقي بغداد.

الطارمية - قالت الشرطة ان سيارة ملغومة استهدفت موكب رئيس بلدية الطارمية مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص واصابة 16 بينهم رئيس بلدية الطارمية على بعد 25 كيلومترا شمالي بغداد.

اليوسفية - قالت الشرطة ان شاحنة صغيرة متوقفة امام مجمع مباني مجلس الناحية انفجرت فألحقت أضرارا بالمبنى لكنها لم تسبب خسائر بشرية في جزء من اليوسفية على بعد 20 كيلومترا جنوب غربي بغداد.

بغداد - صرح مصدر بوزارة الداخلية العراقية بان مسلحين يستخدمون اسلحة مزودة بكواتم للصوت هاجموا ست نقاط للتفتيش على الاقل في بغداد يوم الاثنين وقتلوا سبعة من جنود الجيش والشرطة العراقيين في حين ادت قنابل زرعت في ثلاث نقاط اخرى الى اصابة عدد اخر.

وتقع نقطتا تفتيش من التي هاجمها المسلحون في شرق بغداد وهناك واحدة في الجنوب اما بقية النقاط في الغرب. وكل نقاط التفتيش التي هوجمت بالقنابل تقع في الجنوب والجنوب الشرقي.

بغداد - قالت الشرطة إن مدنيين لقيا حتفهما وأصيب خمسة جراء انفجار قنبلة مزروعة على الطريق كانت تستهدف دورية سيارة للشرطة بجنوب بغداد.

الفلوجة - ذكرت الشرطة أن خمس قنابل انفجرت عند الفجر خارج منازل ضباط شرطة في محافظة الأنبار المعقل السابق لتنظيم القاعدة مما أسفر عن مقتل شخصين في مدينة الفلوجة على بعد 50 كيلومترا غربي بغداد واثنين في قرية على بعد 20 كيلومترا شرقي الفلوجة.

الموصل - أعلنت الشرطة أن اثنين على الأقل من مقاتلي البشمركة قتلا حين قاد انتحاري سيارة ملغومة نحو نقطة تفتيش تحرسها قوات أمريكية وعراقية وكردية شرقي الموصل على بعد 390 كيلومترا شمالي بغداد. بحسب رويترز.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 13/أيار/2010 - 28/جمادى الأولى/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م