أمريكا وباكستان: زواج إجباري ملبد بالكراهية

علاقة متقاطعة مع الشعب فهل يشتري المال حُب الباكستانيين لأمريكا؟

 

شبكة النبأ: فيما حذرت وزيرة الخارجية الأمريكية باكستان من أنها ستواجه عواقب وخيمة إذا ثبتت علاقتها بمحاولة التفجير الفاشلة التي استهدفت ساحة تايمز سكوير بمدينة نيويورك. بدد وزير الدفاع الأمريكي ذلك التصعيد بالقول أن أمريكا مستعدة لتقديم المزيد من المساعدات لباكستان إذا رغبت في معالجة جادة للسيطرة على أعمال الإرهاب ومتابعة مرتكبيها..

وبموازاة ذلك وصف وزير خارجية باكستان نفسه بأنه رجل سعيد، بعد محادثات رفيعة المستوى في واشنطن أجريت بهدف تحسين العلاقات المضطربة بين الحليفتين. وعلى الرغم مما أبداه من تفاؤل فان التوتر بشأن قضايا تتراوح من التعاون الأمني إلى كيفية إنفاق المساعدات لا تزال مستمرة، بيد أن كسب تأييد الجماهير الباكستانية المتشككة للغاية ربما يكون المهمة الأصعب حيث لا يمكن شراء الحب او التعاطف والتأييد بالمال وحده...

ضغوط أمريكية

وقال مسؤولون أمريكيون أن الولايات المتحدة مقتنعة بان متشددين من طالبان الباكستانية متحالفين مع تنظيم القاعدة وراء محاولة التفجير التي وقعت في ساحة تايمز سكوير في نيويورك في أول مايو أيار.

وتتعاون باكستان مع المحققين الامريكيين الذين يحاولون تحديد طبيعة صلة المشتبه به وهو امريكي من أصل باكستاني معتقل في الولايات المتحدة بالمتشددين.

لكن من المؤكد ان تتصاعد الضغوط الامريكية على باكستان كي تتحرك ضد المعقل الرئيسي المتبقي للمتشددين على الحدود الافغانية. بحسب رويترز.

وقال مسؤول كبير في المخابرات الباكستانية طلب عدم نشر اسمه "ضغوط الولايات المتحدة لبدء عمليات في وزيرستان الشمالية كانت قائمة وبعد حادث تايمز سكوير ستزيد الضغوط."

وألقي القبض على المشتبه به في حادث نيويورك فيصل شاه زاد (30 عاما) يوم الاثنين الماضي بعد يومين من تصريح السلطات بأنه أوقف سيارة ملغومة في ساحة تايمز سكوير في نيويورك. وتقول السلطات انه يتعاون في التحقيقات.

وقال وزير العدل الامريكي اريك هولدر ومسؤولون اخرون ان حركة طالبان الباكستانية لها يد في الحادث.

وقال هولدر ان ادارة الرئيس اوباما راضية عن التعاون الباكستاني في التحقيقات وأضاف أنه لا يوجد ما يشير الى أن الحكومة الباكستانية كانت على علم بالمؤامرة.

وحركة طالبان الباكستانية المرتبطة بالقاعدة تحالف لفصائل قتلت مئات الاشخاص في العديد من الهجمات على الدولة.

وشنت القوات المسلحة على مدى العام الاخير هجمات على معاقل الحركة في الشمال الغربي وطهرت الى حد بعيد عدة مناطق من بينها معقلها في وزيرستان الجنوبية.

ولم يهاجم الجيش وزيرستان الشمالية رغم الاعتقاد بان حركة طالبان الباكستانية لجأت اليها الى جانب فصائل افغانية متحالفة متمركزة هناك لا تقاتل الدولة الباكستانية.

ويقول الجيش انه ينبغي تأمين المناطق التي تم تطهيرها قبل مهاجمة وزيرستان الشمالية. لكن محللين يقولون ان باكستان تعتبر الفصائل الافغانية في وزيرستان الشمالية ادوات لاهدافها طويلة المدى في افغانستان حيث تريد باكستان حكومة صديقة والحد من نفوذ الهند هناك.

وقال مسؤول المخابرات الباكستاني "ما تريده الولايات المتحدة أساسا هو ان ندخل وزيرستان الشمالية وهذا يعني في المقام الاول استهداف (جماعتي) حقاني وجول بهادور" في اشارة للفصيلين الافغانيين الرئيسيين في المنطقة.

وتابع "ولكن ثمة حدودا لقدراتنا. نحن في وزيرستان الجنوبية ..ونعم يفر بعض المتشددين الى اوراكزاي والبعض الى وزيرستان الشمالية ونحن نلاحقهم. وفي الوقت نفسه قدراتنا محدودة ولا يمكننا ان نفتح جميع الجبهات في وقت واحد. هذا ضد مصالحنا الوطنية."

ومضى قائلا "نحن لا نقول اننا لن نستهدف المتشددين هناك ولكن ينبغي ان نقوم بذلك في حدود قدراتنا ومواردنا. ستواصل الولايات المتحدة ممارسة الضعوط وسنحاول تحمل هذا الضعط والتحرك على افضل نحو ممكن مع المحافظة على مصالحنا."

كلينتون تحذر باكستان..

ومن جانب آخر حذرت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون باكستان من انها ستواجه عواقب وخيمة لم تحددها اذا ثبتت علاقتها بمحاولة التفجير الفاشلة التي استهدفت الاسبوع الماضي ساحة تايمز سكوير بمدينة نيويورك.

وقالت كلينتون في مقابلة تلفزيونية اجرتها معها شبكة (CBS) الامريكية إنه في الوقت الذي اصبحت باكستان فيه اكثر تعاونا مع الولايات المتحدة في ملاحقة المتطرفين، ما زال هناك مجال للارتقاء بهذا التعاون.

وكان مواطن امريكي من اصل باكستاني قد اتهم بتدبير محاولة التفجير الفاشلة في نيويورك.

وكان وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس قد قال في وقت سابق إن الولايات المتحدة مستعدة لزيادة العون العسكري الذي تقدمه لباكستان. وقال جيتس للصحفيين: نحن مستعدون لتقديم كل ما يرغبون في الحصول عليه. نحن مستعدون لتوفير التدريب والقيام بتمارين مشتركة. ان مدى التعاون مرتبط برغبتهم هم.

الا ان جيتس استبعد قيام باكستان بشن حملة مكثفة ضد المتشددين قائلا إن القوات الباكستانية منهمكة اصلا بالكثير من المسؤوليات ولا قدرة لها على شن عمليات جديدة.

وقالت كلينتون في المقابلة المذكورة إن العلاقة بين الحكومتين الامريكية والباكستانية وجيشيهما وجهازي مخابراتهما افضل الآن مما كانت في السابق.

وقالت: اعتقد انه كانت هناك لعبة مزدوجة في تعامل باكستان معنا في الماضي، إذ كان الباكستانيون يعدونا بالكثير ولا ينفذون الا القليل. الا ان السنتين الماضيتين شهدتا قتل واعتقال عدد كبير من قيادات بعض الحركات الارهابية المهمة.

واضافت: اننا نحصل الآن على تعاون اوثق من الباكستانيين، ويعكس هذا التزاما جديدا من جانب الحكومة الباكستانية. الا اننا نطمح للمزيد، ونتوقع المزيد. وقد اوضحنا للباكستانيين انه اذا وقع هجوم مماثل لمحاولة الاسبوع الماضي - لا سمح الله - وتمكننا من تعقب خيوطه الى باكستان، فعلى الباكستانيين توقع عواقب وخيمة.

وكانت الحكومة الباكستانية قد وعدت بالتعاون مع التحقيقات الجارية في محاولة التفجير الفاشلة التي كشفت عن ارتباطات محتملة مع حركة طالبان باكستان وجماعة اسلامية اخرى في كشمير.

وقد وجهت الى المتهم الرئيسي في المحاولة، وهو مواطن امريكي من اصل باكستاني اسمه فيصل شاهزاد، تهم الارهاب ومحاولة استخدام سلاح دمار شامل. ولم يمثل شاهزاد امام المحكمة الى الآن، رغم كونه يتعاون مع المحققين وكان قد اعترف بتلقي تدريبا على كيفية اعداد العبوات الناسفة في اقليم وزيرستان الباكستاني.

مساعدات لباكستان بعد مؤامرة تايمز سكوير

من جهة أخرى قال وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس ان الولايات المتحدة مستعدة لتقديم المزيد من المساعدات لباكستان اذا رغبت وذلك في اعقاب المحاولة الفاشلة لتفجير سيارة ملغومة في نيويورك الاسبوع الماضي.

لكن جيتس بدا انه يهون من احتمالات قيام باكستان بحملة موسعة بسبب الضغوط الواقعة بالفعل على قواتها الامنية التي تخوض قتالا ضد المتشددين في المناطق القبلية على الحدود مع افغانستان.

وقال جيتس "نحن مستعدون للعمل مع الباكستانيين ولاجل الباكستانيين بقدر استعدادهم لقبول (ذلك).. انه بلدهم. انهم يظلون في مقعد القيادة. اقدامهم على دواسة الوقود."بحسب فرانس برس.

وكشفت التحقيقات مع المشتبه به الباكستاني المولد في محاولة التفجير الفاشلة في ساحة تايمز بنيويورك يوم السبت عن احتمال وجود صلات لطالبان الباكستانية وجماعة اسلامية كشميرية في العملية.

واثار ذلك تكهنات بان الولايات المتحدة وهي اكبر مانح للمساعدات لباكستان قد تضغط على اسلام اباد لفتح جبهات جديدة محفوفة بالمخاطر ضد المتشددين الاسلاميين.

ولكن بدلا من ان يطالب باكستان علانية بعمل المزيد اثنى جيتس مجددا على الجهود التي تبذلها اسلام اباد ضد المسلحين وأقر بان القوات المسلحة الباكستانية منوطة بالفعل باعباء فوق طاقتها.

وقال جيتس "الباكستانيون يفعلون اكثر مما كان يتوقعه احد منا قبل 18 شهرا او عامين."واضاف "يجب ايضا ان تدركوا انه في ظل عملياتهم العسكرية في الغرب بدأوا يتحملون ما لاطاقة لهم به الى حد ما فضلا عن تعرضهم لعدد كبير من الخسائر البشرية."

وصرح مسؤول بالبيت الابيض ان الولايات المتحدة تعمل مع باكستان وستواصل مساعدة هجوم باكستاني "لاستئصال شأفة" طالبان.

وقال بن روديس نائب مستشار الامن القومي للصحفيين "اننا نعمل على الجانب الاخر من الحدود بالطبع مع باكستان لاقامة شراكة قوية يواصلون فيها الهجوم وهو اكبر هجوم نقوم به منذ بعض السنوات من اجل استئصال شأفة المتطرفين داخل حدودهم بما في ذلك طالبان."

المال وحده لا يستطيع أن يشتري الحب..

ووصف وزير خارجية باكستان نفسه بأنه رجل "سعيد" بعد محادثات رفيعة المستوى في واشنطن هذا الاسبوع أجريت بهدف تحسين العلاقات المضطربة بين الحليفتين.

وعلى الرغم مما أبداه من تفاؤل فان التوتر بشأن قضايا تتراوح من التعاون الامني الى كيفية انفاق المساعدات لا تزال مستمرة بيد أن كسب تأييد الجماهير الباكستانية المتشككة للغاية ربما يكون المهمة الاصعب. بحسب رويترز.

وتظهر استطلاعات للرأي أن أقل من واحد من بين كل خمسة باكستانيين يؤيدون الولايات المتحدة على الرغم من زيادة المساعدات المدنية الى ثلاثة أمثالها على مدار الاعوام الخمسة القادمة كما يشكو المسؤولون الامريكيون من أن وسائل الاعلام الباكستانية تظهر عداء في معظم الاحيان تجاه نوايا الولايات المتحدة.

وقال ممثل الولايات المتحدة الخاص الى أفغانستان وباكستان ريتشارد هولبروك "هذا هو أحد اكبر مخاوفنا. الفهم الجماهيري في باكستان لما تفعله الولايات المتحدة ليس كما ينبغي أن يكون.

"الباكستانيون كونوا اعتقادا بأننا لا نعبأ الا بقضية او اثنتين. فوق كل شيء الحرب في أفغانستان والقضية النووية."

والامل هو أنه من خلال تحسين العلاقات بين الحكومتين يتسرب هذا لعامة الجماهير الذين تساورهم شكوك عميقة الى درجة أنه حين أعلن عن حزمة المساعدات الامريكية وقيمتها 7.5 مليار دولار في اكتوبر تشرين الاول استقبلت بغضب شديد وليس بالتقدير الذي كانت واشنطن تأمله.

وقال وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي انه في حين أن هناك المزيد من الاموال المتاحة للطاقة والمياه والمشاريع الاخرى فان هذا لم يترجم الى دعم للولايات المتحدة وان واشنطن بحاجة الى نهج جديد.

وأضاف في مقابلة مع رويترز "لا يمكن شراء الرأي العام. يجب كسب القلوب والعقول."وتابع أن الاساس هو خلق علاقة كان ينظر اليها على أنها دائمة وواسعة النطاق وليس مجرد علاقة ينظر اليها لاهتمام واشنطن على أنه لخدمة مصالحها.

ويترقب الباكستانيون الموعد النهائي الذي حدده الرئيس الامريكي باراك اوباما بيوليو تموز 2011 لبدء انسحاب القوات الامريكية من افغانستان المجاورة خشية أن يسفر هذا عن ضعف الاهتمام بباكستان.

14 مقاتلة اف-16 من أمريكا لباكستان

وقال مسؤولو دفاع باكستانيون أن باكستان تتفاوض مع الولايات المتحدة على شراء 14 مقاتلة أخرى من مقاتلات اف-16 وذلك عقب محادثات استهدفت تبديد التوتر في العلاقات بين الحليفين.

وقال وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي خلال زيارة لواشنطن حظيت بتغطية اعلامية كبيرة ان الولايات المتحدة وباكستان اتفقتا على الاسراع بنظر طلبات باكستان بشأن معدات عسكرية في الوقت الذي تكثف فيه الدولتان تعاونهما الامني.

وابلغ مسؤول دفاعي باكستاني كبير رويترز ان باكستان تطلب 14 طائرة اف-16 جديدة. وقال المسؤول الذي رفض نشر اسمه "المحادثات جارية ونأمل ان نحصل عليها بسعر منخفض."

وباكستان حليف مهم للولايات المتحدة في الحرب على القاعدة وطالبان في افغانستان المجاورة. لكنها تواجه تمردا لطالبان على اراضيها وتركز منذ فترة على تحديث عتادها العسكري لمواجهة اي تهديد قد تشكله الهند.

وكانت الولايات المتحدة قد امدت اسلام اباد بطائرات اف-16 المقاتلة وزار قائد البحرية الباكستانية واشنطن الشهر الجاري لمناقشة تسليم فرقاطة امريكية مجددة في اغسطس اب.

وقالت واشنطن هذا الشهر انها ستسلم باكستان الف قنبلة موجهة بالليزر خلال اسابيع وانها تدرس بيعها مزيدا من الاسلحة لمساعدة سلاح الجو الباكستاني في حملته على المتشددين في منطقة الحدود مع افغانستان.

وفي اوائل 2010 وافقت الولايات المتحدة على تسليم 12 طائرة من طرازي اف-16 سي واف-16 دي من انتاج شركة لوكهيد مارتن لباكستان على ان يبدأ ذلك في يونيو حزيران.

وسترفع هذه الشحنة ما تملكه باكستان من ذلك النوع من الطائرات الى 54. وقال مسؤولون دفاعيون انه اذا تم اقرار اتفاق جديد فستزيد ترسانة باكستان من مقاتلات اف-16 الى 79. وتشغل باكستان ذلك الطراز منذ عام 1982.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 12/أيار/2010 - 27/جمادى الأولى/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م