التسليح  الإيراني وعسكرة المواجهة

أنظمة صاروخية وطائرات خفيّة لصرف النظر عن الداخل المضطرب

 

شبكة النبأ: فيما يشبه التسابق مع الزمن تقود المؤسسة العسكرية الإيرانية متمثلة بالحرس الثوري حملة غير مسبوقة لتطوير القدرات الهجومية والدفاعية للجمهورية الإسلامية.

ويشير المحللون إلى أن هذه الحملة المستعرة تسير بالتوازي مع محاولة طهران كسب المزيد من الوقت للوصول ببرنامجها النووي إلى نقطة اللاعودة، بما يجبر الغرب وأمريكا على الخصوص على التعامل مع إيران كقوة نووية وإقليمية لا يمكن إحكام السيطرة عليها..

في حين يشير محللين آخرين إلى أن هذه النشاطات العسكرية الموجهة إلى الخارج تهدف لصرف النظر عن تنامي المد المعارِض الأخضر الداخلي، الذي يكبر وتكبر معه تحدياته كل يوم..

طائرة خفية من دون طيار..

وأعلن الحرس الثوري الإيراني أن طائرة خفية من دون طيار محلية الصنع قادرة على القيام بعمليات قصف، ستكون جاهزة بحلول اذار/مارس 2011.

وقال الجنرال أمير علي حجيزاده أن "الطائرة الخفية الحديثة من دون طيار التي يمكنها شن عمليات قصف وينتجها الحرس الثوري ستصبح عملانية في النصف الثاني من العام الحالي" في اشارة الى السنة الايرانية التي تنتهي في 20 اذار/مارس 2011. ولم يعط الجنرال تفاصيل اضافية عن هذه الطائرة الذي نقل موقع التلفزيون الايراني الرسمي تصريحاته. بحسب فرانس برس.

ومنتصف نيسان/ابريل قالت ايران انها احرزت "تقدما" في مجال صناعة الطائرات من دون طيار القادرة على القيام باعمال مراقبة وقصف. وكانت السلطات الايرانية اعلنت في شباط/فبراير اطلاق خطي انتاج لتصنيع طائرات بدون طيار.

وتثير هذه الطائرات قلق الولايات المتحدة اذ اعرب وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس نهاية اذار/مارس عن قلقه من "الصعوبات" التي قد تواجهها القوات الاميركية في افغانستان والعراق بسبب هذه الطائرات.

أول طوربيد إيراني محلي الصنع..

وفي ذات السياق ذكر الموقع الالكتروني للتلفزيون الإيراني الرسمي أن بارجة حربية إيرانية اختبرت لأول مرة طوربيدا محلي الصنع، في إطار المناورات البحرية في الخليج.

ونقل الموقع عن الضابط في القوات البحرية آريا حسني ان هذا الطوربيد "يستهدف الغواصات، وانه في حال اطلاقه يتبع الغواصة بشكل تلقائي حتى يدمرها". وأوضح أن بارجة من طراز "جمران" اطلقته، وهذا الطراز محلي الصنع وضع في الخدمة هذا العام.

وبدأت البحرية الايرانية هذه المناورات في الخليج وبحر عمان وشمال المحيط الهندي، ومن المقرر ان تستمر ثمانية ايام.

وقبل أسبوعين، أجرى الحرس الثوري مناورات أرضية وجوية وبحرية قال انها تهدف الى تحديد قدراته على "تأمين سلامة الخليج الفارسي ومضيق هرمز وبحر عمان".

وبحسب وزارة الطاقة الاميركية، فان 40% من الإنتاج العالمي للنفط يأتي من منطقة الخليج، كما ان قسما كبيرا من هذا النفط ينقل عبر مضيق هرمز. وسبق أن حذرت إيران من أنها ستغلق مضيق هرمز وتعطل حركة نقل النفط في حال تعرضت لهجوم.

نظام دفاعي ضد صواريخ كروز

وقال وزير الدفاع الإيراني، لوكالة فارس للأنباء شبه الرسمية إن إيران طورت نظاما دفاعيا للتصدي لصواريخ كروز.

وأضاف وحيدي أقامت وزارة الدفاع نظاما دفاعيا للتصدي لصواريخ كروز ويملك القدرة على إطلاق 4 آلاف طلقة في الدقيقة الواحدة، ومن المقرر تدشينه قريبا.

ومضى وزير الدفاع الإيراني قائلا نحن الآن في مرحلة تصميم وإنتاج أنظمة دفاعية مختلفة تخص طرزا من المدى القصير والمتوسط والبعيد، مشيرا إلى نظام الدفاع الجوي، مرصاد، وأنظمة الدفاع الصاروخي، شاهين.

ويُذكر أن صواريخ كروز هي صواريخ موجهة تعمل في مستوى منخفض بهدف تفادي اكتشافها من قبل أجهزة الردار، وتحلق بسرعات تقارب سرعة الصوت وتستطيع حمل رؤوس تقليدية أو نووية.

وكانت الإدارة الأمريكية قالت في الشهر الماضي إن إيران وكوريا الشمالية لا تنطبق عليهما القيود الجديدة التي فرضتها على استخدام الأسحلة الذرية مما حدا بطهران إلى اعتبار هذه التصريحات بأنها تشكل تهديدا لمهاجمتها بالقنابل النووية.

ورغم أن إيران تسعى لتحقيق الاكتفاء الذاتي فيما يخص الدفاع الصاروخي، فإنها حثت روسيا على مقاومة الضغوط الغربية بشأن عدم تسليمها نظام الدفاع الصاروخي إس-300 والذي كانت طلبته من روسيا.

نظام صاروخي مضاد للطائرات

وبموازاة ذلك أعلن وزير الدفاع الإيراني أحمد وحيدي أن بلاده ستبدأ بإنتاج نظام صاروخي جديد مضاد للطيران متوسط المدى تحت اسم مرصد (أو كمين)، ويهدف إلى التصدي للطائرات التي تحلِّق على علوِّ منخفض ومتوسط .

ونقل التلفزيون الرسمي الإيراني عن وحيدي قوله لدى تدشينه مصنع إنتاج النظام الصاروخي الجديد قوله: إن صاروخ مرصد قادر على إصابة الطائرات الحديثة عندما تحلِّق على علوٍّ منخفض أو متوسط.

وبتحليل الصور التي أفرجت عنها وزارة الدفاع الإيرانية اليوم، تبيَّن أن نظام مرصد سيُستخدم لإطلاق صواريخ شاهين، وهي نموذج مأخوذ عن صوارخ هوك الأمريكية الصنع التي تعود لفترة سبعينيات القرن الماضي.

وقد جاء الكشف عن النظام الصاروخي الجديد ضمن سلسلة من الإعلانات الإيرانية خلال الأسابيع القليلة الماضية، والتي كشفت طهران عبرها عن إنتاج صواريخ جديدة بعد تهديدها من قبل دول غربية بإمكانية شن إسرائيل ضربات عسكرية على برنامجها النووي.

ففي شهر مارس/آذار الماضي، أعلنت إيران عن انطلاق عملية إنتاج صاروخ جديد قصير المدى مضاد للسفن وأطلقت عليه اسم نصر-1، وقالت إنه قادر على تدمير أهداف من ثلاثة آلاف طن.

وتتطلع إيران إلى تطوير أنظمة دفاعها الجوي تحسبا لأي ضربات جوية إسرائيلية محتملة على برنامجها النووي الذي تقول طهران إنه مخصص للأغراض السلمية البحتة، وتتخوف إسرائيل والدول الغربية من أغراضه العسكرية.

وكانت إيران قد أعلنت في عام 2007 أنها بصدد شراء صواريخ روسية مضادة للجو من طراز إس_300، والتي تستطيع إسقاط الطائرات، والصواريخ التي تنطلق من البحر، أو صواريخ بالستية تحمل رؤوسا حربية.

لكن لم يتم بعد تسليم طهران أي من تلك الصواريخ التي يصل مداها إلى 145 مترا، وتُطلق على أهداف تحلق على ارتفاعات تصل إلى حوالي 90 ألف قدم.

وتقول موسكو إن سبب عدم تسليم طهران لتلك الصواريخ المتطورة يعود لدواعٍ تقنية، وذلك على الرغم من أنه يُعتقد بأن السبب الحقيقي هو الضغوط الدولية الكبيرة التي تُمارس على الروس بغية إقناعهم بعدم إتمام الصفقة.

يُذكر أن وزارة الدفاع الأمريكية كانت قد أعلنت في الثاني من شهر فبراير/شباط المنصرم عن فشل تجربة إطلاق نظام صاروخي جديد مضاد للصواريخ وكان يهدف لإسقاط صاروخ بالستي من النوع الذي قد تستخدمه إيران أو كوريا الشمالية.

وقالت الوزارة إن التقنية المستخدمة في إنتاج الصاروخ المذكور تحاكي نوع التكنولوجيا التي يمكن أن تكون دول مثل كوريا الشمالية وإيران قادرة على إنتاجها في المستقبل، والتي يمكن أن تهدد الولايات المتحدة وحلفاءها.

وتعتقد وكالة مخابرات الدفاع الأمريكية أن البرنامج الدفاعي الإيراني، والذي بدأ في عام 1992، تلقّى دعما في الماضي من كل من روسيا والصين وكوريا الشمالية، وأن طهران لا تزال تعتمد على مصادر خارجية في توفير كثير من مكونات وأجزاء صواريخها.

ويقول مسؤولون أمريكيون إن الولايات المتحدة نصبت أنظمة دفاع صاروخية على الأرض وفي البحر في منطقة الخليج لمواجهة التهديد الإيراني.

وأضاف المسؤولون قائلين إن ذلك شمل شمل نصب منصات إطلاق لنظام باتريوت للدفاع الصاروخي على البر في الكويت وقطر والإمارات العربية المتحدة والبحرين، إضافة إلى وجود سفن في البحر الأبيض المتوسط تابعة للقوات البحرية الأمريكية ومزودة بأنظمة دفاع صاروخي متطورة.

نظرة على القدرات الصاروخية..

وأفاد مركز بحثي متخصص مقره لندن أنه من غير المرجح أن تتمكن ايران من صنع صاروخ قادر على ضرب الساحل الشرقي للولايات المتحدة قبل مرور عشر سنوات على الأقل.

وتراقب واشنطن-التي تتهم طهران بالسعي لحيازة أسلحة نووية وتدفع باتجاه فرض جولة جديدة من العقوبات- عن كثب توقيتات تطورات تكنولوجيا الصواريخ طويلة المدى لدى ايران. وتنفي ايران تلك الاتهامات وتقول ان برنامجها النووي للأغراض السلمية.

وذكر التقرير الذي أعده المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية أن برنامج تطوير الصواريخ الايراني بدا مرتبطا بتوجهها نحو توسيع قدراتها النووية "بهدف منح ايران القدرة على نقل رؤوس نووية لما وراء حدودها." بحسب رويترز.

لكن المركز قال انه يتوقع أن تسعى ايران لاحتراف صنع الصواريخ متوسطة المدى - بين 3500 و5500 كيلومتر - قبل محاولتها صنع صواريخ عابرة للقارات بمدي يتجاوز 5500 كيلومتر.

وتابع التقرير "ان منطق وتاريخ جهود ايران الثورية في تطوير الصواريخ ومنصات الاطلاق الفضائي يشي بأن طهران ستطور صواريخ متوسطة المدى وتدخلها الخدمة قبل الشروع في برنامج لتطوير صواريخ باليستية عابرة للقارات قادرة على الوصول الى الساحل الشرقي الامريكي الذي يبعد 9000 كيلومتر."

واضاف التقرير "لذا فمن المنطقي استنباط أن تطوير برنامج وطني ايراني للصواريخ الباليستية عابرة القارات قائم على تكنولوجيا نو- دونج وسكود يظل امامه اكثر من عشر سنوات قبل ان يتحقق" في اشارة الى الصواريخ التى طورتها روسيا ثم كوريا الشمالية.

وبدا التقرير منسجما مع تقدير المخابرات الوطنية الامريكية الصادر في مايو ايار 2009 الذى ذكر أنه من غير المرجح أن تحوز ايران صاروخا طويل المدي قبل 2015 الى 2020 طبقا لتصريحات مسؤولين امريكيين اطلعوا على ذلك التقدير في حينه. وكان قد أعيد النظر في تقدير عام 2009 ليكون عام 2015 بدلا من عام 2012.

احتجاز سفينة إيرانية للاشتباه في حمولتها

من جانب آخر ذكرت وسائل إعلام يمنية أن قوات الأمن احتجزت سفينة إيرانية بأرخبيل سقطري بمحافظة حضرموت داخل المياه الإقليمية اليمنية للاشتباه في حمولتها وأضافت انه يجري التحقيق مع طاقم السفينة.

وضبطت السفينة التي ذكرت وسائل الاعلام انها دخلت المياه الاقليمية لليمن بشكل غير مشروع بعدما أبلغ صيادون السلطات بوجودها. ويجري تفتيش السفينة والتحقيق مع افراد طاقمها وهم 15 باكستانيا والقبطان وهو ايراني. بحسب رويترز.

وقالت صحيفة وزارة الدفاع اليمنية التي تنشر على شبكة الانترنت "لم تستبعد الاجهزة الامنية في ارخبيل سقطري تورط السفينة الايرانية بتهريب مخدرات الى اليمن."

وتصدر اليمن المخاوف الامنية الغربية منذ هجوم فاشل على طائرة ركاب متجهة للولايات المتحدة في ديسمبر كانون الاول. وقد عزز اليمن الاجراءات الامنية على سواحله لمنع وصول متشددين لشواطئه من دولة الصومال القريبة بهدف تدعيم القاعدة في اليمن.

وأعلن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي يتخذ من اليمن مقرا له المسؤولية عن المحاولة الفاشلة لتفجير الطائرة الامريكية. ويخشى حلفاء غربيون والسعودية أن يستغل تنظيم القاعدة زعزعة الاستقرار على عدة جبهات في اليمن لتجنيد وتدريب متشددين لينفذوا هجمات في المنطقة وخارجها.

وموقع اليمن على الطرف الجنوبي لشبة الجزيرة العربية يضعه بالقرب من واحد من اكثر ممرات النقل البحري ازدحاما. واليمن معقل قديم لدعم القاعدة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 12/أيار/2010 - 27/جمادى الأولى/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م