
شبكة النبأ: يحاول متشددو طالبان
الباكستانية العودة مجددا إلى وادي سوات بعد عام من اقتلاعهم منه في
تحد لتأكيدات حكومة إسلام أباد بأن الهجمات المتلاحقة التي شنها الجيش
حطمت الحركة المدعومة من تنظيم القاعدة.
وعلى الرغم من توعّد المسؤولين في سوات بعدم السماح بعودة مقاتلي
طالبان إلا أن إجراءات الأمن المكثفة تكشف أنهم مازالوا يشكلون خطرا
أمنيا على المنطقة في الوقت الذي يحاول فيه الجيش الباكستاني تعزيز
مكاسبه في مناطق أخرى من البلاد.
من جانب آخر قال رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الأميرال
مايك مولن أن إيران لها نفوذ سلبي متزايد في أفغانستان مشيرا إلى ما
وصفه بشحنة أسلحة إيرانية إلى متمردين. في حين ذكرت صحيفة صنداي تايمز
أن عناصر من طالبان يتلقون تدريبا على استخدام السلاح في إيران بأيدي
عناصر من أجهزة الأمن الإيرانية، مستندة في ذلك إلى شهادة اثنين من
قادة الحركة طلبا عدم كشف اسميهما.
وبموازاة ذلك قال متحدث باسم حركة طالبان أن الحركة لا تشارك في
محادثات سلام بين فصيل متمرد والرئيس الأفغاني حامد كرزاي ولن توافق
على إجراء محادثات حتى تنسحب القوات الأجنبية من البلاد.
وقال مسؤول أفغاني كبير في المخابرات في سوات لرويترز "يتضح من خلال
الملاحقات والمعلومات التي استخلصناها من المتشددين المعتقلين أنهم
سيشنون هجمات في الأيام أو الأسابيع أو الشهور القادمة."
وشهد وادي سوات الذي اشتهر بطبيعته الخلابة وكان مقصدا سياحيا من
قبل عمليات عدة لاغتيال زعماء البشتون خلال الاسابيع القليلة الماضية
وقال مسئولو أمن انها محاولة لترويع وإرهاب الزعماء القبليين حتى لا
يتحالفون مع الجيش والشرطة.
وإخفاق السلطات في إشاعة الاستقرار في وادي سوات سيشكك في مدى نجاح
استراتيجية الحكومة الباكستانية لشن هجمات على معاقل المتشددين في
الوقت الذي تخضع فيه اسلام اباد لضغوط من الرأي العام لانعاش الاقتصاد
المتعثر وحل مشكلة انقطاع الكهرباء المتكرر.
وكانت الحكومة الباكستانية تأمل ان تحدث التقارير التي تحدثت عن
مقتل حكيم الله محسود زعيم طالبان في ضربة جوية بطائرة امريكية بلا
طيار في يناير كانون الثاني حالة من الارتباك في صفوف الحركة. لكن يوم
الاحد الماضي ظهر محسود زعيم حركة طالبان الباكستانية في تسجيلات مصورة
على الانترنت وهدد بشن هجمات انتحارية انتقامية في الولايات المتحدة
على مدن امريكية رئيسية.
أسلحة من إيران إلى أفغانستان
من جانب آخر قال رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الأميرال
مايك مولن أن إيران لها نفوذ سلبي متزايد في أفغانستان مشيرا إلى ما
وصفه بشحنة أسلحة إيرانية إلى متمردين.
واتهمت الولايات المتحدة ايران في كثير من الاحيان بتقديم معونة الى
المتمردين في افغانستان برغم ان واشنطن تقول ان هذه المعونة ليست عنصرا
مهما بنفس الدرجة كما في العراق.
وقال مولن في مؤتمر صحفي خلال زيارة لكابول ردا على سؤال بشأن نفوذ
ايران "ايران تعمل على زيادة نفوذها في المنطقة. من ناحية هذا لا يبعث
على الدهشة فهي دولة مجاورة ومن ناحية اخرى هذا النفوذ اراه سلبيا في
غالبية الاحوال."واضاف "على سبيل المثال ابلغت الليلة الماضية بشأن
شحنة كبيرة من الاسلحة من ايران في قندهار."ومضي قائلا "اشعر بالقلق من
ان هذه الرغبة في كسب النفوذ تتزايد."
وامتنع مسؤولو وزارة الدفاع عن ذكر تفصيلات بشأن شحنة الاسلحة. وسئل
مولن ان كانت تمثل تطورا مهما فقال "لقد فوجئت لم تكن بالشيء القليل."
وتنفي طهران انها تدعم جماعات متشددة معارضة لحكومة الرئيس حامد
كرزاي وتلقي بمسؤولية الاضطرابات على وجود القوات الغربية في افغانستان.
عناصر طالبان يتلقون تدريبا في إيران
وفي ذات السياق ذكرت صحيفة صنداي تايمز ان عناصر من طالبان يتلقون
تدريبا على استخدام السلاح في إيران بأيدي عناصر من أجهزة الأمن
الإيرانية، مستندة في ذلك الى شهادة اثنين من قادة الحركة طلبا عدم كشف
اسميهما.
وأفادت الصحيفة الأسبوعية البريطانية نقلا عن مصادر في حركة طالبان
ان الحركة ارسلت موفدين الى ايران مطلع 2009 لوضع برنامج تدريب مع
مسؤولين ايرانيين.
واوضحت ان هذا البرنامج بدأ في الشتاء في معسكرات تقع على الحدود
بين البلدين حيث يقوم مدربون ايرانيون بتدريب عناصر طالبان على نصب
كمائن وشن هجمات على مواقع عدوة وزرع عبوات ناسفة يدوية الصنع.
واكد اثنان من قادة طالبان للصحيفة طالبين عدم كشف اسميهما انهما
خضعا لبرنامج التدريب في جوار مدينة زهدان (جنوب شرق ايران) الواقعة
عند المثلث الحدودي بين ايران وافغانستان وباكستان.
وقال احد القياديين المتحدر من ولاية غزنة جنوب غرب كابول ان "ايران
دفعت كامل تكاليف الرحلة"، موضحا "دفعنا في بادىء الامر كلفة السفر
وعند وصولنا الى ايران سددوا لنا المبلغ كما قدموا لنا الطعام وبطاقة
الهاتف الجوال ودفعوا كل تكاليفنا".
ويستمر برنامج التدريب بحسب صنداي تايمز ثلاثة اشهر، يخصص اولها
للتدرب على تقنيات نصب الكمائن للمواكب، والثاني للتدرب على استخدام
القنابل اليدوية الصنع، والثالث لشن هجمات على مواقع عدوة.
وقال القيادي الثاني المتحدر من ولاية ورداك بوسط افغانستان للصحيفة
"وجدت بعض اقسام التدريب في ايران مفيدة جدا، وخصوصا تقنيات الفرار
التي تعلمتها". وبحسب القياديين، فان مئات من عناصر طالبان تدربوا حتى
الان في ايران.
طالبان لا تشارك في محادثات السلام..
من جانب آخر قال متحدث باسم حركة طالبان ان الحركة لا تشارك في
محادثات سلام بين فصيل متمرد والرئيس الافغاني حامد كرزاي ولن توافق
على اجراء محادثات حتى تنسحب القوات الاجنبية من البلاد.
وقال مكتب كرزاي انه أجرى أول محادثات مباشرة في كابول مع وفد رفيع
المستوى من الحزب الاسلامي أحد ثلاث جماعات متمردة رئيسية في البلاد
والمنافس لحركة طالبان.
ومثل الاجتماع نجاحا لم يسبق له مثيل في جهود كرزاي للتواصل مع
المتمردين هذا العام في وقت حرج اذ ترسل واشنطن قوات مقاتلة اضافية قبل
أن تخطط لبدء سحب قواتها العام المقبل.
ورغم أن المحادثات تبدو أولية الا أن اللقاء العلني وجها لوجه يمثل
علامة فارقة فاللقاءات السابقة مع المتمردين كانت سرية وتمت عبر وسطاء
وجرى أغلبها خارج البلاد.
وعرض فريق الحزب الاسلامي الذي ضم زوج ابنة الزعيم الهارب للحزب قلب
الدين حكمتيار خطة سلام من 15 نقطة تشمل الدعوة لسحب جميع القوات
الاجنبية هذا العام غير أن متحدثا باسم الحزب قال ان المطالب قابلة
للتفاوض. بحسب رويترز.
والتوصل لسلام منفرد مع الحزب الاسلامي قد يغير بدرجة كبيرة ميزان
القوى على الارض في شرق وشمال شرق البلاد حيث ينشط الحزب.
لكن الانجاز الحقيقي سيكون اجراء محادثات مع طالبان التي أصبحت أكثر
قوة من أي وقت سابق منذ الاطاحة بها من كابول عام 2001 على يد ميليشيات
أفغانية تدعمها الولايات المتحدة.
وقال ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم طالبان ان الحركة التي تشير الى
نفسها باسم الامارة الاسلامية في أفغانستان وهم اسم البلاد خلال فترة
حكم طالبان بين 1996 و2001 لم تغير موقفها وهو انها لن تجري محادثات
حتى يتم سحب القوات.
وأضاف مجاهد "موقف الامارة الاسلامية واضح. وقلنا ذلك مرات ومرات.
لن تكون هناك محادثات طالما بقيت قوات أجنبية على أرض أفغانستان تقتل
الافغان الابرياء كل يوم."وتابع "اذا كان ممثلو الحزب الاسلامي في
كابول لاجراء محادثات فهذا اختيارهم."
وتتمركز قواعد طالبان أكبر جماعة متمردة في أفغانستان في الجنوب
لكنها تنشط في مختلف أرجاء البلاد وتعدت على أراضي الحزب الاسلامي في
شمال شرق وفي شرق البلاد في الاشهر القليلة الماضية.
واشتبك مقاتلو طالبان مع مقاتلي الحزب الاسلامي في شمال البلاد قبل
أسبوعين وهو ما قالت الحكومة انه دفع بعض مقاتلي الحزب الاسلامي لطلب
حمايتها.
ورغم نفي الطرفين لاجراء محادثات مباشرة بين الحكومة ومسؤولين
بارزين من طالبان الا أن مسؤولين غربيين يقولون انهم يعتقدون أن
اتصالات غير مباشرة جرت على مدى منخفض ثماني سنوات من الحرب.
باكستان تطلق سراح عناصر من طالبان
من جهة أخرى ذكرت صحيفة واشنطن بوست ان اجهزة الاستخبارات
الباكستانية اطلقت سراح مسؤولين كبيرين اثنين على الاقل في حركة طلبان
الافغانية، فيما تعاونت مع الولايات المتحدة في اعتقال المسؤول العسكري
في الحركة الملا عبد الغني برادار.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين اميركيين كبار لم تكشف اسماءهم ان عملية
الافراج هذه جرت فيما كانت الاجهزة الباكستانية تتعاون مع عناصر في
الاستخبارات الاميركية لاعتقال الملا برادار ورفاق له.
وقالت الصحيفة ان عناصر الاستخبارات الاميركة رصدوا ما قامت به
الاستخبارات الباكستانية من دون اعلان هذا الامر، مشيرة الى وجود ادلة
حول مواصلة قسم من هذه الاجهزة الباكستانية دعم طالبان.
واضافت الصحيفة ان المسؤولين الاميركيين رفضوا تحديد هويات
المسؤولين في طالبان اللذين افرج عنهما حفاظا على سرية عملية مراقبة
الاستخبارات الباكستانية.
وكان برادار اعتقل في كراتشي في عملية دهم قال الاعلام الاميركي
انها جرت بالتعاون بين عناصر الاستخبارات الباكستانية والاميركية، ووصف
بأنه القائد العسكري للمتمردين وبانه قريب من زعيم طالبان الملا عمر،
فيما صنفه خبراء آخرون في مرتبة أدنى.
حكيم الله محسود يتحول إلى لغز
وأكد مسئول في الاستخبارات الباكستانية وآخَر في الجيش في تصريح
لـCNN أن زعيم حركة طالبان باكستان، حكيم الله محسود لم يُقتل وأنه على
قيد الحياة وشوهد مؤخراً في منطقة القبائل الباكستانية.
وقال المسؤولان إن محسود نجا من قصف نفذته طائرة استطلاع أمريكية من
دون طيار في يناير/كانون الثاني الماضي. وأشار أحدهما إلى أن محسود
شوهد في شمالي وزيرستان.
يشار إلى أن الجيش الباكستاني لم يستطع تأكيد أو نفي صحة الأنباء
التي أشارت إلى مقتل حكيم الله محسود، بعد تأكيد حول ذلك نقله
التلفزيون الرسمي.
وقال الناطق الرسمي باسم الجيش، العميد آثار عباس، في الحادي
والثلاثين من يناير/كانون الثاني الماضي، إن قيادة الجيش "لم تتمكن بعد
من تأكيد هذه المعلومات،" في وقت نقلت قناة PTV أن محسود جرح بغارة
نفذتها طائرة من دون طيار، يعتقد أنها أمريكية، قبل شهر، وقضى متأثراً
بجراحه وجرى دفنه.
وسبق أن أعلنت مصادر أمنية مقتل محسود مطلع العام، غير أن حركة
طالبان فندت تلك التقارير في السادس عشر من يناير/كانون الثاني، بتسجيل
صوتي لزعيمها، تحدث فيه عن محاولة "إضعاف معنويات الحركة" باستخدام
وسائل الإعلام.
وعاد مصدر طالباني باكستاني في 4 فبراير/شباط لينفي صحة مقتل
زعيمها، فقد قال عظيم طارق، المتحدث باسم "طالبان" الباكستانية لشبكة
CNN، إن حكيم الله محسود "على قيد الحياة ويقود الحركة من أحد
المخابئ."
وقال طارق "حكيم الله محسود على قيد الحياة وما يزال زعيمنا وقائد
المجاهدين.. وكل التقارير عن مقتله مجرد حرب إعلامية،" لافتا إلى أن
"محسود موجود في أحد المخابئ بسبب استهدافه من قبل الولايات المتحدة."
لكن في التاسع من فبراير/شباط، أكدت ثلاثة مصادر طالبانية، وفاة
زعيم حكيم الله محسود، موضحة أن محسود لقي حتفه قرب مدينة "ملتان"
بينما كان في طريقه لعيادة طبية في "كراتشي"، وذلك دون أن تكشف
(المصادر) عن أسباب توجهه للمركز الطبي. |