شبكة النبأ: أظهر استطلاع جديد لمركز
بيو، المتخصص في استطلاعات الرأي، تنوع سبل الأمريكية في متابعة
الأخبار في ظل تنوع وسائل الإعلام الأمريكية والثورة في مجال الانترنت.
فقد أظهر الاستطلاع أن الأغلبية الساحقة من الأمريكيين (92%)
يستخدمون أكثر من وسيلة إعلامية للحصول على الأخبار يومياً، ومن بين
تلك الوسائل: ما تبثه قنوات التليفزيون المحلية، الإنترنت، الصحف
المحلية، وأخيراً الإذاعة.
إذ يتردد على لسان بعض الأمريكيين (46%) أنهم يحصلون على الأخبار
يومياً من خلال عدد من الوسائل الإعلامية التي يتراوح عددها ما بين (4
– 6) وسيلة إعلامية، بينما (7%) منهم يحصلون على الأخبار من خلال وسيلة
إعلامية واحدة فقط.
الانترنت مصدر الأخبار
وفيما يتعلق بالتغيير الذي طرأ على علاقة الأمريكيين بمتابعة
الأخبار، نجد أن الإنترنت يحتل مركز الصدارة بالمقارنة بالوسائل
الإعلامية الأخرى، حيث أن (59%) منهم يحصلون على الأخبار يومياً عن
طريق المزج بين الإنترنت والوسائل الإعلامية الأخرى.
وبالنسبة لمتابعي الأخبار عبر الإنترنت فإن أغلبهم يستخدمون ما بين
(2 – 5) موقع إلكتروني في حين أن (65%) منهم لا يستخدموا موقع إلكتروني
واحد مفضل لديهم في الحصول على الأخبار بينما (21%) يعتمدون بشكل
روتيني على موقع إلكتروني واحد في الحصول على الأخبار والمعلومات. بحسب
موقع تقرير واشنطن.
في ظل هذه البنية الجديدة للوسائل الإعلامية المتعددة، فقد أظهر
الاستطلاع أن (33%) يطلعون على الأخبار من خلال الهواتف المحمولة، في
مقابل (28%) من متصفحي الأخبار عبر الإنترنت يقوموا بتخصيص صفحاتهم
الرئيسية على الإنترنت لتضم الأخبار والموضوعات التي تهمهم من المصادر
التي يفضلونها.
ويظهر الاستطلاع أن (37%) من متصفحي الأخبار عبر الإنترنت يساهمون
في خلق الأخبار من حيث التعليق على الخبر أو من خلال نشرها بوضعها على
مواقع الشبكات الاجتماعية مثل الفيسبوك Face book.
الانترنت لتبادل الأخبار
في هذا الإطار نستطيع القول بأن خبرات الأمريكيين بالأخبار، وخاصة
عبر الإنترنت، أصبحت خبرات اجتماعية مشتركة حيث أنهم يتبادلون روابط
الأخبار من خلال البريد الإلكتروني، أو ينشرونها على صفحات مواقعهم، أو
يسلطون الأضواء على آخر الأخبار على البروفايل الشخصي لهم على تويتر
والدخول في مناقشات حولها، فعلى سبيل المثال، أكثر من (8) أشخاص من بين
كل عشرة أشخاص من متصفحي الأخبار عبر الإنترنت يحصلوا عليها من خلال
روابطها عن طريق البريد الإلكتروني.
إن صعود الإنترنت على هذا النحو أصبح بمثابة جزء رئيسي في هذه
التغييرات، ولذا فإن الاستطلاع ناقش اثنين من الاتجاهات التكنولوجية
الأساسية التي أثرت على طرق تصفح الأخبار.
الاتجاه الأول تمثل في ظهور مواقع الشبكات الاجتماعية والمدونات مما
ساعد على جعل الأخبار خبرة اجتماعية تنتقل بوسائل جديدة. أما الاتجاه
الثاني فتمثل في ظهور الهواتف المحمولة ذات التكنولوجيا الفائقة التي
ساعدت على إمكانية الحصول على الأخبار في أي مكان وفي أي وقت.
تفوق الانترنت على وسائل الإعلام التقليدية
أظهرت نتائج الاستطلاع تفوق الإنترنت على شعبية الصحف والإذاعة
كوسيلة إعلامية واحتلاله المرتبة الثانية بعد القنوات التليفزيونية.
فتبين نتائج الاستطلاع أن أكثر من نصف الأمريكيين البالغين (56%)
يتابعون الأخبار معظم الوقت في حين أن ربع العينة (25%) يتابعونها لبعض
الوقت. وحينما سوئلوا عن عاداتهم الإخبارية اليومية فقد كانت النتائج
ملفتة للنظر بشكل كبير حيث أن (99%) من الأمريكيين البالغين يحصلون على
الأخبار يومياً من خلال مصدر واحد على الأقل من المصادر التالية: الصحف
المحلية، القنوات الإخبارية التليفزيونية المحلية، الإذاعة (الراديو)،
أو الإنترنت.
ونستخلص مما سبق أن القنوات التليفزيونية الإخبارية سواء المحلية هي
من أكثر الوسائل الإعلامية شعبية بالمقارنة بالإنترنت في متابعة
الأخبار كما أن معظم الأمريكيين يمزجوا بين الإنترنت والوسائل
الإعلامية الأخرى يومياً، فما يرب من 78% يحصلون على الأخبار من
القنوات الفضائية المحلية.
و73% يحصلون على الأخبار من الشبكات الإخبارية والتلفزيونية المحلية
مثل سي بي إس وسي إن إن أو قناة فوكس الإخبارية. و61% يحصلون على
الأخبار من خلال الإنترنت. و54% يحصلون على الأخبار من خلال الاستماع
إلى البرامج الإخبارية بمحطات الراديو بالمنزل أو أثناء القيادة. و50%
يحصلون على الصحف من خلال قراءة الصحف المحلية. و17% يحصلون على
الأخبار من خلال قراءة الصحف الوطنية مثل نيويورك تايمز أو يو إس توداي.
بعبارة أخري يمكن القول بأن الأمريكيين يحصلون على الأخبار من مصادر
متعددة، فهناك تسعة من بين كل عشرة أشخاص (92%) يحصلون على الأخبار من
خلال عدة وسائل إعلامية يومياً نصفهم يستخدمون أربعة وسائل إعلامية.
كما أن (59%) يحصلون على الأخبار من خلال الدمج بين المواقع
الإلكترونية وغيرها من الوسائل الإعلامية الأخرى. وما يربو عن ثلث
العينة (38%) يعتمدون على المصادر غير الإلكترونية بينما (2%) يعتمدون
على الإنترنت فقط في الحصول على الأخبار يومياً.
الموضوعات المحلية ليست على القائمة
معظم متابعي الأخبار يحاولون تعظيم استفادتهم من الوسائل الإعلامية
المتعددة للحصول على الأخبار غير أن هذه القدرة محدودة بالمقارنة
بالمواقع الإلكترونية حيث نجد أن الغالبية منهم (57%) يعتمدون بشكل
يومي على عدد من المواقع الإلكترونية يتراوح ما بين (2 – 5) موقع
إلكتروني بينما (11%) فقط يعتمدون على أكثر من خمسة مواقع إلكترونية في
حين أن (21%) يعتمدون بشكل منتظم على موقع إلكتروني واحد فقط للحصول
على الأخبار.
علاوةً على ذلك، فإن عدد كبير من أفراد العينة ليس لديهم انتماء قوي
لموقع إلكتروني محدد، فعندما سوئلوا عما إذا كانوا يفضلون موقع
إلكتروني معين أجاب (65%) بالنفي أما النسبة الباقية ممن أفادوا بأنهم
يفضلون موقع إلكتروني معين، فقد تمحورت إجاباتهم حول موقع سي إن إن
وفوكس. بحسب موقع تقرير واشنطن.
تبين من نتائج الاستطلاع أن أكثر الموضوعات متابعةً عبر الإنترنت
تتمثل في: أخبار الطقس والتي يتابعها (81%) تليها الأحداث الوطنية
بنسبة (73%)، الصحة والطب بنسبة (66%)، الأعمال والاقتصاد بنسبة (64%)،
الأحداث العالمية بنسبة (62%)، وأخيراً العلوم والتكنولوجيا بنسبة
(60%).
أما فيما يتعلق بالموضوعات التي يفضل أفراد العينة الحصول على تغطية
كاملة لها، فقد جاء ترتيبها على النحو التالي: (44%) للاكتشافات
العلمية، (41%) للدين والقيم الروحية، (39%) للصحة والطب، (39%) لأخبار
حكومات الولايات التابعين لها، (38%) أخبار المجتمع المحلي ودول الجوار.
متابعة الأخبار كنشاط اجتماعي
ينظر إلى الحصول على الأخبار، أحياناً، على أنه سلوك اجتماعي هام،
حيث أن (72%) من الأمريكيين يتابعوا الأخبار لأنهم يستمتعوا بالحديث مع
الآخرين عما يحدث في العالم بينما (62%) يتابعوا الأخبار لأن متابعة
الأخبار في حد ذاتها – من وجهة نظرهم – تعد التزام اجتماعي ومدني، في
حين أن (50%) يعتمدون على الآخرين في الحصول على الأخبار التي يريدون
معرفتها.
أي أنه يمكن القول أن الخبرة الاجتماعية تنتشر بشكل كبير عبر
الانترنت حيث أن (75%) من متابعي الأخبار من خلال الإنترنت يرسلون
الأخبار عبر البريد الالكتروني أو وضعها على مواقع الشبكات الاجتماعية
كما أن (51%) من مستخدمي مواقع الشبكات الاجتماعية مثل الفيس بوك (Facebook)
– وهم أيضاً من متابعي الأخبار عبر الإنترنت – يحصلون على عناوين
الأخبار من خلال أقرانهم.
وقد ساهم (37%) من مستخدمي الإنترنت في خلق الأخبار، بمعنى التعليق
عليها أو نشرها، من خلال وسائل الإعلام الاجتماعية باستخدام طريقة أو
أكثر من الطرق، فتصل نسبة التعليق على خبر جديد (25%)، وضع روابط
الأخبار على مواقع الشبكات الاجتماعية (17%)، مقالات الرأي (9%) وأخيراً
وضع الأخبار على موقع تويتر (3%).
الأخبار أصبحت بحجم الجيب
من الجدير بالذكر أن (80%) من الأمريكيين يمتلكون الهواتف المحمولة،
(37%) منهم يتصفحوا الإنترنت من خلال هذه الهواتف. ولا يمكننا تجاهل
تأثير هذه الهواتف ذات التكنولوجيا الفائقة كأداة للحصول على الأخبار
إذا علمنا أن (26%) - من إجمالي (33%) من حاملي هذه الهواتف - يتصفحوا
الأخبار من خلال هذه الهواتف.
وتظهر نتائج الاستطلاع أن الأخبار أصبحت تعكس اهتمامات القارئ،
فيقوم (28%) من مستخدمي الإنترنت بتخصيص صفحاتهم الرئيسية على مواقعهم
المفضلة لتضم الأخبار التي تشغلهم من خلال المصادر التي يفضلونها، فنجد
أن (40%) منهم يرون أن من السمات الهامة للمواقع الإخبارية بالنسبة لهم
تتمثل في القدرة على إمكانية تخصيص الأخبار التي يحصلون عليها من هذه
المواقع.
علاوةً على ذلك، فإن (36%) منهم يرون أن السمة الأساسية تتمثل في
القدرة على معالجة المحتوى الإخباري من خلال الأشكال البيانية والخرائط
والمسابقات.
وحين سوئلوا عما إذا كان الحصول على الأخبار والمعلومات أسهل أم
أصعب بالمقارنة بالسنوات الخمس الماضية، فقد أجاب (55%) منهم بأنه أصبح
أسهل في حين أن (18%) أجابوا بأنه أصبح أصعب بينما (25%) فقط رأوا أنه
لا يوجد اختلاف كبير الآن بالمقارنة بالسنوات الخمس الماضية.
وعلى الرغم من أن البعض أفاد بأن مواكبة الأخبار أصبحت أسهل في
الوقت الحاضر إلا أنهم ما زالوا يشعرون بكثرتها الساحقة، حيث أن (70%)
وافق تماماً على أن كمية الأخبار والمعلومات المتاحة من مصادر مختلفة
اليوم ساحقة في حين أن (45%) وافق فقط بينما (25%) وافق إلى حد ما.
الأخبار الجيدة والسيئة وأداء الإعلام
عندما يتعلق الأمر بجودة التغطية الإعلامية، فقد أعطى المستطلعون
إشارات مختلطة وغير واضحة، حيث أن أقل من ثلثي العينة (63%) يرى أن
المؤسسات الإخبارية الكبرى تقوم بتغطية جيدة للأخبار والموضوعات التي
يهتمون بها في حين أن (72%) يرون أن معظم المصادر الإخبارية تتحيز
لتغطية موضوعات بعينها.
وفي محاولة لتفسير هذه الثنائية المتناقضة، نجد أن جذور هذا التناقض
يعزى إلى وجهات نظر الحزبيين، فالليبراليين والديمقراطيين عادة ما
يميلوا إلى القول بأن المؤسسات الإخبارية تقوم بتغطية جيدة للموضوعات
التي يهتمون بها بينما المحافظين والجمهوريين يرون العكس وأنها متحيزة. |