إنهم يريدون العرب عراة من العزة والكرامة لا يملكون ما يحميهم
ويستر عوراتهم المكشوفة؛ وهل هناك أكثر عارا من الضعف والذل والهوان
والفساد، وعدم القدرة على اتخاذ القرار والقدرة على حماية النفس لدى
العرب في هذا الزمن؟!.
لقد انكشفت عورة العرب وتلاشت هيبتهم أمام العالم، منذ وقت طويل،
وتكرست باستسلامهم للعدو الصهيوني الذي سرق أرضهم الفلسطينية وشتت
أبناءهم واحتل أراضيهم، ويوم بعد يوم يكشف العدو الإسرائيلي الغاصب
المزيد من عورات العرب من خلال شروطه المذلة، وفرض ما يريده، مستغلا
الدعم الغربي وبالخصوص الأميركي، ومستفيدا من بعض العرب الذين فقدوا
المشاعر الإنسانية والوطنية، وفقدوا العزة والقوة والكرامة، وأصبحوا لا
يشعرون بالحياء لأنهم اعتادوا على الذل وتقديم التنازلات المخزية!!.
ما الذي جعل العرب في هذا الوضع المخزي، من الضعف والتشرذم، ولماذا
تحاول الدول العظمى كأميركا أن تجعل العرب حفاة عراة لا يملكون القدرة
على الدفاع عن أنفسهم وحقوقهم وشرفهم، وما الذي يجبر العرب على العودة
إلى المفاوضات مع العدو الصهيوني الذي يحتل الأراضي العربية وبدون أي
شروط وبدون تمجيد بناء المستوطنات، ولماذا الضجة الإعلامية والتضخيم
والتهديد لسورية واتهامها بدعم الإرهاب بحجة انها قدمت أسلحة وصواريخ
سكود لحزب الله في لبنان؟.
انه الضعف والذل، فالعرب في هذه المرحلة عراة من القوة والهيبة
والعزة تتلاعب بهم الأمم القوية. بعد ما تخلوا عن كرامتهم وعزتهم
وقوتهم بسبب السياسات الفاشلة، فضعفت وضاعت الأمة بين الأمم، وكلما
أرادت الشعوب العربية النهوض وقف القادة ضدها، خضوعا لسياسة الدول
الكبرى المتحكمة.
لقد شنت أميركا حملة إعلامية دولية قوية ضد سورية بتهمة تزويد حزب
الله بصاروخ سكود، - بدون تقديم دليل على ذلك - لأنه يؤدي إلى اختلاف
التوازن في المنطقة، وهناك دعوات لاستخدام أسلوب الجزرة والعصا لفصل
العلاقة الإستراتيجية بين النظام السوري والإيراني. لإيقاف الدعم
للحركات الثورية الرافضة الخضوع والاعتراف بالنظام الصهيوني وبالهيمنة
الأميركية.
هناك خط احمر أميركي إسرائيلي، بامتلاك العرب أسلحة متطورة تخل
بالتوازن العسكري في المنطقة الذي يضمن التفوق العسكري الإسرائيلي، وخط
احمر على منع وصول السلاح لحزب الله وللفصائل الفلسطينية، لأنها تؤدي
إلى اختلال التوازن العسكري، بعدما استطاع حزب الله في حرب تموز 2006 م
كسر عقدة التفوق الإسرائيلي وهيبة الدولة التي لا تهزم.
إن أعداء الأمة العربية من الصهاينة ومن يدعمهم كالغرب وأميركا
يريدون العرب دوما عراة ضعفاء، يسهل السيطرة عليهم، ولهذا فهم يحاربون
كل من يفكر بالتصدي أو يحاول إعادة روح العزة والشرف للأمة، ويلاحقون
ويحاربون كل من يمتلك أسلحة تجعله قويا قادرا على حماية نفسه وصد ومنع
اعتداء الأعداء.
أليس من حق أي دولة في العالم أن تحمي وتدافع عن أراضيها ومواطنيها
بالطرق الممكنة العسكرية والاقتصادية والسياسية وبالأسلحة الأقوى
والأفضل، بدون الاعتداء على الدول الأخرى، لماذا هذا الحق ممنوع على
العرب؟.
العرب لم يعتدوا على الدول الأخرى، والأسلحة المتواضعة التي لديهم
هي دفاعية مقارنة بما لدى العدو الصهيوني السارق والغاصب والمعتدي،
الذي يحتل لغاية اليوم الأراضي العربية في فلسطين والجولان وغيرها، وهي
التي تمتلك السلاح النووي، واكبر سلاح جوي في المنطقة، كما ان أميركا
تقف بكل ما تملك من إمكانات عظيمة مع العدو الصهيوني ضد العرب، وتستغل
قوتها وهيمنتها على الدول العربية لدعم إسرائيل، كما يحدث حاليا بقبول
العرب عودة المفاوضات بين الفلسطينيين والصهاينة لتحقيق المزيد من
التنازلات العربية لإسرائيل.
على العرب رفض حالة البقاء عراة ضعفاء أمام الآخرين بدون قوة،
تتلاعب بهم أميركا وإسرائيل، وذلك عبر ارتداء لباس العزة والشرف
والقوة، وامتلاك أي سلاح يجعلهم أقوياء لمنع استمرار الاعتداءات
الصهيونية والخداع الأميركي. وعليهم رفض الحملات الأميركية على سورية
وعلى حزب الله الذي حطم الغرور الصهيوني وخدعة الجيش الذي لا يقهر.
فالعرب امة قادرة على تغطية عورتها و إثبات وجودها متى ما أصبحت قوية
قادرة على حماية نفسها، يحظى أبنائها "العرب" بالعدل والحرية والمساواة
ولاحترام والامن والامان والحياة الكريمة.
ali_writer88@yahoo.com |