
شبكة النبأ: شن الزعماء السياسيون في
بريطانيا هجمات شخصية ضد بعضهم البعض قبيل الانتخابات البرلمانية التي
تجرى الخميس القادم في الوقت الذي تظهر فيه استطلاعات الرأي تزايد
التأييد لحزب المحافظين المعارض.
وبرغم عدم وجود استطلاع جديد يشير إلى فوز المحافظين المنتمين ليمين
الوسط بأغلبية حاسمة إلا أن سيطرة حزب العمال على السلطة منذ 13 عاما
تبدو في طريقها للنهاية.
ويواجه الحزب الذي وصل الى السلطة بانتصار ساحق في ظل قيادة رئيس
الوزراء السابق توني بلير عام 1997 توقعات بالتعرض للطمة مهينة باحتلال
المركز الثالث في الانتخابات التي تجرى في السادس من مايو ايار بعد حزب
الديمقراطيين الاحرار الاصغر بكثير.
ووصف زعيم حزب المحافظين ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني
جوردون براون بأنه "قزم" في حين شبه براون زعيم الديمقراطيين الاحرار
نيك كليج بمقدم برنامج ألعاب تلفزيوني.
وأظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة انجوس ريد لحساب صحيفة صنداي
اكسبرس أن حجم التأييد لحزب المحافظين 35 في المئة بزيادة 12 نقطة عن
حزب العمال المنتمي ليسار الوسط والذي احتل المركز الثالث. ورغم أن
الجهة التي أجرت الاستطلاع تميل للتقليل من التأييد للعمال فان
الاستطلاع جاء في أعقاب أربعة استطلاعات يوم السبت تشير الى تزايد
التأييد للمحافظين.
وقال ديفيد كاميرون زعيم حزب المحافظين في مقابلة مع هيئة الاذاعة
البريطانية (بي.بي.سي) "أعتقد أننا حصلنا على بعض قوة الدفع الان..."بحسب
رويترز.
ولم تتوقع أي استطلاعات أن ينال حزب المحافظين ما يكفي من الاصوات
لتحقيق فوز حاسم فيما يشير الى أن الاحتمال الارجح هو أن تسفر
الانتخابات عن تشكيل حكومة ائتلافية وهو شيء نادر في بريطانيا وحالة لم
تشهدها البلاد منذ عام 1974.
وخيم التوتر على الاسواق المالية بشأن ادارة ائتلافية على هذا النحو
أو حكومة أقلية خوفا من عدم وضوح الرؤية خلال فترة المساومات في وقت
وصل فيه عجز الموازنة الى رقم قياسي تجاوز 11 في المئة من الناتج
المحلي الاجمالي.
وفي مقابلة مع صحيفة الاوبزرفر اقر براون بأن حزب العمال ليس صاحب
الكفة الراجحة وقام يوم الاحد بجولة شملت التوقف في عشرة أماكن بمختلف
أنحاء لندن.
وقال في مركز اجتماعي بجنوب لندن "أقاتل من أجل حياتي.. لكني لا
أقاتل من أجل نفسي.. أقاتل من أجل الشعب البريطاني."
واكتسب ثالث أكبر الاحزاب وهو حزب الديمقراطيين الاحرار شعبية بعد
أن قدم زعيمه نيك كليج أداء طيبا في سلسلة مناظرات تلفزيونية على
الطراز الامريكي ويمكن أن يمثل دعمه عنصرا أساسيا في تشكيل حكومة
ائتلافية. لكن لا توجد اشارات تذكر على أي عروض من قبل الزعماء
السياسيين لخصومهم في الوقت الذي تؤكد فيه الاحزاب الثلاثة تركيزها على
الفوز بأغلبية واضحة.
غوردن براون يواجه عزلة متزايدة
وشجعت صحيفتان بريطانيان بارزتان "ذي غارديان" و"ذي تايمز" قراءهما
على عدم التصويت لحزب العمال في الانتخابات التشريعية المرتقبة في 6
ايار/مايو ما يجعل الحملة الانتخابية اكثر صعوبة بالنسبة لحزب رئيس
الوزراء غوردن براون الذي يسجل تراجعا في استطلاعات الرأي.
والتقدم الذي كان يأمل به العماليون اثر آخر مناظرة تلفزيونية
لتبديد اثار زلة اللسان التي اقترفها رئيس الوزراء غوردن براون حين وصف
متقاعدة بانها "متعصبة" لم يتحقق حيث حافظ المحافظون والديموقراطيون
الاحرار على تقدمهم. بحسب فرانس برس.
واعلنت صحيفة "الغارديان" (وسط-يسار) في افتتاحية السبت انها اوقفت
دعمها التقليدي للعماليين لكي تؤيد الديموقراطيين الاحرار الذين تقدموا
بقوة في استطلاعات الرأي بفضل الاداء الجيد لزعيمهم نك كليغ في
المناظرات التلفزيونية.
وكتبت الصحيفة "لو كان للغادريان ان تصوت في الانتخابات التشريعية
لعام 2010 لكانت اعطت صوتها بحماسة للديمقراطيين الاحرار" معربة بذلك
عن موافقتها على دعم هذا الحزب لاصلاح النظام الانتخابي. واكدت
الغارديان انه عبر رفضهم استبدال غوردن براون قبل الانتخابات "خسر
العماليون فرصة تجديد صفوفهم".
وفي اليوم نفسه اعلنت صحيفة التايمز (وسط-يمين) انها تدعم المحافظين
بقيادة ديفيد كاميرون في ما يشكل سابقة بالنسبة لهذه الصحيفة منذ 18
عاما. وكتبت "ان حجة براون لهذه الانتخابات هي ان الناخبين يجب الا
يجازفوا بتعريض الانتعاش الاقتصادي للخطر عبر التصويت للمحافظين. لكنه
لا يدرك ان التهديد الاكبر هو مواصلة القيام بالشيء نفسه". واضافت "لقد
آن الاوان للتصويت مجددا للمحافظين".
وكانت مجلة "ذي ايكونوميست" التي ساندت العماليين في ظل زعامة توني
بلير، دعت الخميس الى التصويت للمحافظين. وقد خسر غوردن براون اعتبارا
من نهاية ايلول/سبتمبر دعم صحيفة "ذي صن" الاكثر مبيعا في البلاد والتي
تبيع حوالى ثلاثة ملايين نسخة يوميا. و"الصن" شانها شان صحيفة "التايمز"
تنتمي الى مجموعة قطب الاعلام الاسترالي الاصل روبرت مردوخ الذي وضع كل
ثقله لدعم توني بلير في العام 1997 مساهما بذلك في فوز حزب العمال.
وياتي اعلان هاتين الصحيفتين فيما اظهر استطلاع اجراه معهد هاريس
لصحيفة "ديلي مايل" حصول حزب العمال على 24% من نوايا التصويت مقابل
32% للديموقراطيين الاحرار (+3 نقاط) الذين اصبحوا متقاربين جدا مع
المحافظين الذين نالوا 33%.
وفي مقابلة مع صحيفة الغارديان قال نك كليغ ان الحملة اصبحت "منافسة
بين طرفين، الديموقراطيين الاحرار والمحافظين". وقال ان "الناس حصروا
خيارهم في حزبين واعتقد ان هذا الخيار الان بالنسبة لشخص له وجهة نظر
تقدمية ينحصر بين المحافظين والديموقراطيين الاحرار".
وحذر رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير من ان التصويت
للاحرار "ليس جديا" منبها الى احتمال انبثاق برلمان بدون غالبية واضحة
وذلك في مقابلة مع صحيفة التايمز. وقال "ذلك سيؤدي الى قيادة غير حاسمة
ومساومات بين الاحزاب في فترة يشهد فيها اقتصادنا انتعاشا لكنه لا يزال
هشا. نحن في غنى عن ذلك".
من جهة اخرى، اعتبر غوردن براون انه "دفع ثمنا باهظا" مقابل زلة
لسانه التي استهدفت المتقاعدة. وعبر عن تصميمه على "المواجهة حتى اخر
لحظة في هذه الانتخابات" وذلك في مقابلة مع صحيفة "ديلي تلغراف".
حزب العمال يستنجد ببلير..
وعاد حزب العمال البريطاني، غداة آخر مناظرة تلفزيونية في اطار
الحملة الانتخابية التي خرج زعيم حزب المحافظين ديفيد كاميرون فائزا
فيها على رئيس الوزراء العمالي غوردن براون، الى الهجوم مستنجدا بتوني
بلير.
وقدم رئيس الوزراء السابق الذي ترك مكانه لبراون في حزيران/يونيو
2007، دعمه لخلفه للمرة الثانية منذ بداية الحملة الانتخابية. وقال
بلير لدى زيارته مستشفى في هارو شمال غرب لندن ردا على سؤال عن احتمال
ان يحل حزب العمال في المرتبة الثالثة خلف المحافظين والليبراليين
الديموقراطيين "لا اعتقد ان هذا سيحدث. اعتقد ان حزب العمال يملك حظوظا
كاملة في الفوز". وكان بلير قاد حزب العمال الى الفوز بالحكم في 1997.
وحول اداء براون اعتبر بلير "انه لم يفشل البتة". بحسب رويترز.
غير ان الصحف واستطلاعات الراي لا تبدو متفقة مع بلير. واعتبرت
صحيفة "الغارديان" (يسار) الجمعة انه "باستثناء حدوث زلزال فان زعيم
المحافظين في طريقه" الى الفوز بمنصب رئيس الوزراء، ملخصة بذلك راي
الصحف التي اجمعت على الاشادة باداء ديفيد كاميرون في مناظرة مساء
الخميس.
واعتبرت استطلاعات الراي ان كاميرون الذي كان ينظر مباشرة الى
الكاميرا ويفند مقترحات براون "اليائس" اثناء النقاش الذي كان مشحونا
في اغلب الاحيان، فاز بشكل واضح على براون. واجمعت خمسة استطلاعات
فورية نشرت بعيد المناظرة التي استمرت 90 دقيقة وتابعها نحو ثمانية
ملايين مشاهد، على فوز كاميرون (37 بالمئة) متقدما على الليبرالي
الديموقراطي نيك كليغ (32 بالمئة).
ورغم ادائه المتين في مجال الاقتصاد الذي يحبذه، فان براون حل في
المرتبة الاخيرة في معظم استطلاعات الراي بمعدل 25 بالمئة. ومثل ذلك
خيبة كبيرة لحزب العمال الذي كان يراهن كثيرا على "مناظرة الفرصة
الاخيرة" هذه. واكد استطلاع نشر الجمعة تقدم المحافظين حيث اشار تحقيق
اجراه معهد يوغوف لحساب صحيفة "صن" الى تقدمهم مع نوايا تصويت نسبتها
34 بالمئة مقابل 28 بالمئة لليبراليين الديموقراطيين و27 بالمئة لحزب
العمال.
ووعد براون بالقتال "حتى اللحظة الاخيرة من هذه الحملة". وقال في
برمينغهام (وسط) "انتهت مرحلة النقاشات وبدأت مرحلة القرارات". ثم كرر
كلاما كان قد قاله الليلة الماضية اثناء النقاش مقرا ضمنا بان حزبه لا
يدخل هذه الانتخابات باعتباره الاوفر حظا. وقال "اذا بقيت الامور على
وضعها الحالي فان المحافظين قد يشكلون حكومة تحالف ربما مع الليبراليين
الديموقراطيين" في حال لم يحصل اي حزب على الاغلبية المطلقة في مجلس
العموم اثر انتخابات 6 ايار/مايو.
اما ديفيد كاميرون فقد حذر انصاره من اي افراط في التفاؤل قبل
الانتخابات التي "لم نفز بها بعد". في المقابل، اعتبر نيك كليغ الذي
كان استفاد من المناظرتين الاوليين لنيل شعبية مفاجئة، "ان الحملة
تختصر الان في خيار بسيط: لقد اصبحت سباقا بين المحافظين والليبراليين
الديموقراطيين".
براون يعتذر عن وصفه أرملة "بالمتعصبة"
واضطر رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون الى الاعتذار بعد زلة
عندما وصف أرملة التقائها بأنها "شديدة التعصب"، غير مدرك ان مذياعه ما
زال عاملا.
وبثت التلفزيونات صور الحادثة تكرارا ما سيعقد مهمة المرشح العمالي
المتاخر في استطلاعات الرأي قبل اسبوع من الانتخابات النيابية في 6
ايار/مايو. ونقل لقاء براون مباشرة صباح الاربعاء مع السيدة المسنة في
زيارة الى روكديل (شمال غرب انكلترا) في اطار حملته الانتخابية.
وبعد اللقاء الذي دار حول الهجرة والضرائب عاد براون الى سيارته
الرسمية للتوجه الى لقاءه التالي وسأل احد معاونيه "كان الامر كارثي،
كان عليهم الا ينظموا لقائي مع تلك المرأة. فكرة من هذه؟ الامر سخيف
للغاية". وتابع "ليست سوى امراة شديدة التعصب".
لكن رئيس الوزراء كان غافلا عن وجود المذياع الذي وضعه في مقابلة
سابقة، بحيث نقلت جميع التلفزيونات البريطانية اقواله الاربعاء. واعربت
الارملة جيليان دافي عن "خيبة املها الكبرى" لاقوال براون، موضحة انها
تتوقع اعتذاره على هذه الاقوال "المثيرة للامتعاض". وتابعت "انه شخص
متعلم، لماذا استخدم هذا النوع من الكلمات؟" موضحة انها لطالما ايدت
حزب العمال. بحسب رويترز.
وجاء اعتذار براون الذي ياتي حزبه اخيرا بعد المحافظين والليبراليين
الديموقراطيين بعد لحظات. وقال براون عبر اذاعة البي بي سي "اقدم
اعتذاراتي الصريحة الى هذه السيدة. لا اعتقد انها كذلك" (متعصبة).
واوضح الناطق باسمه لاحقا ان رئيس الوزراء اتصل شخصيا بالسيدة دافي
ثم زارها في منزلها للاعتذار. وقال بعيد خروجه من منزلها "تحدثت لتوي
الى جيليان، اشعر بالخزي مما حصل".
وحاول المتحدث التخفيف من المسألة وقال "كان ينفس عن غضبه في
السيارة بعد حوار صعب". وتابع "هذا بالذات نوع الحوارات التي ينبغي
اجراؤها مع الناخبين وسنواصل ذلك". وسارعت المعارضة المحافظة الى
التنديد بالحادثة.
وقال المتحدث باسم المحافظين لشؤون المالية جورج اوزبورن عبر محطة
سكاي نيوز "اكتشفنا ما يعتقده رئيس الوزراء فعلا". وتابع "اعتقد ان
الامر غني عن التعليق وانه سيتحتم على رئيس الوزراء تقديم الكثير من
التوضيحات".
الديمقراطيون يرون فرصة لاتفاق مع العمال
من جانب آخر أشار رئيس حزب الديمقراطيين الاحرار ثالث أكبر حزب
بريطاني الى أن رحيل رئيس الوزراء البريطاني جوردون بروان قد يفتح
الطريق أمام تشكيل تحالف مع حزب العمال الحاكم اذا لم تسفر الانتخابات
التي ستجرى في الاسبوع القادم عن نتائج حاسمة.
وتظهر استطلاعات الرأي أنه لا يوجد حزب قادر على الفوز بأغلبية
برلمانية واضحة في الانتخابات البرلمانية التي ستجرى في السادس من مايو
ايار المقبل لاول مرة منذ عام 1974 وهي نتيجة يستميت حزب العمال الذي
يتزعمه براون وحزب المحافظين منافسه الرئيسي على تجنبها.
ونتيجة كهذه ستكون هدية لحزب الاحرار الديمقراطيين الذي حجب عن
الاضواء لفترة طويلة والذي قد يكون دعمه بالغ الاهمية في تشكيل حكومة
جديدة. بحسب فرانس برس.
وينظر الى حزب الديمقراطيين الاحرار المنتمي الى الوسط والذي قفز
الى المركز الثاني متقدما من المركز الثالث في كثير من استطلاعات اراء
الناخبين والى حزب العمال المنتمي الى يسار الوسط كشريكين محتملين.
ولكن التصريحات التي أدلى بها نيك كليج زعيم الديمقراطيين الاحرار
في مطلع الاسبوع ألمحت الى أنه سيرفض حزب العمال اذا حل في المركز
الثالث في الانتخابات القادمة.
ويعني النظام الانتخابي البريطاني الذي يقضي بأن يحصل الفائز على كل
الاصوات أنه من المؤكد حصول حزب العمال على مقاعد أكبر مما سيحصل عليه
الاحرار الديمقراطيون وقد يتفوق بنسبة مئوية أصغر على حزب المحافظين
المنتمي الى يمين الوسط على المستوى الوطني.
وقال كليج الذي كان يتحدث الى راديو بي بي سي انه لن يعمل مع حزب
العمال اذا أصبح براون رئيسا للوزراء ولكنه لم يستبعد تشكيل تحالف مع
حزب العمال الموجود في السلطة منذ عام 1997 .
وأضاف "اعتقد أن كثيرا من الناس.. سيجدون أن من الغريب الى حد ما أن
في مقدور شخص أن يبقى في مقر رئيس الوزراء على الرغم من حلوله أخيرا
فيما يتعلق بحجم الاصوات."
حرب الزوجات تضفي نكهة خاصة على الحملة
الانتخابية
ويقول المثل الشائع ان وراء كل رجل عظيم امرأة، لكن زعيمي الحزبين
السياسيين الرئيسيين في بريطانيا يريان أنه من الافضل أن تكون المرأة
الى جانبك وليست وراءك.
فقد اشتبكت كل من سارة براون وهي «السلاح السري» لرئيس الوزراء الذي
بات منهكا وضعيفا وسامنثا كاميرون بشكل سافر ودون أدنى حرج في «حرب
الزوجات» لمساندة رجليهما.
بيد أن مريام جوانزاليس دورانتيث الزوجة الاسبانية لزعيم حزب
الديموقراطيين الليبراليين نيك كليج لا تزال غائبة بشكل ظاهر عن الحملة
الانتخابية حيث أعلنت أنها لا «تملك ترف» التخلي عن وظيفتها المرموقة
كمحامية دولية.
هذا الانخراط السياسي السافر- أو العزوف - للزوجات، وكلهن سيدات
ذوات قدرات مهنية عالية حققنها بجهودهن الذاتية، يعد أمرا جديدا
بالنسبة لبريطانيا ويثير سؤالا حتميا عن مدى جدواه.
فقد كتبت المعلقة السياسية آن مكلفوي بصحيفة «افينينج ستاندارد»
قائلة «بعد أن صار السياسيون أنفسهم يفتقرون للشعبية بصورة تبعث على
القلق أصبحوا يأملون أن تتمكن زوجاتهم من انقاذهم».
وقالت صحيفة الغارديان ان زوجات (المرشحين) «ربما يكن أكثر شعبية من
أزواجهن» لكن يتعين الانتظار لمعرفة مدى جدوى الاستعانة بهن في اجتذاب
اصوات الاناث.
أما جان موار الكاتبة الشهيرة بصحيفة ديلي ميل فترى أن المشهد برمته
يبعث على الشعور بالاشمئزاز لكنها أشادت بشجاعة السيدة «الحاذقة»
دورانتيث التي يطلق عليها أيضا مسز كليج.
وكتبت موار أن موقف يمثل رسالة قوية تقول «(لن أكون مثل) النتوء»
وأنه يجب على سارة براون وسامنثا كاميرون أن تلحظا هذه الرسالة وتعياها.
يذكر أن سارة براون التي كانت تملك شركة للعلاقات العامة وتتولى
ادارتها بنفسها قبل زواجها من الزعيم البريطاني قد ساهمت لاول مرة في
تحسين صورة زوجها المحاصر بالازمات أثناء مؤتمر لحزب العمال العام
الماضي حيث قالت في معرض تقديمه للحاضرين «زوجي وبطلي».
ومنذ ذلك الحين ظلت على ولائها التام لزوجها واستعانت بقناتها في
موقع «يو تيوب» في نشر رسالتها وتوجت بلقب ملكة التويتر بسبب مشاركتها
على نطاق واسع في شبكة التواصل الاجتماعي.
هذا الامر جعل المحلل السياسي توني ترافيرس يقول «لقد حققت سارة
براون المعجزات له» مشيرا الى دورها بعد الادعاءات الاخيرة القائلة بأن
براون كان «يسيء معاملة» العاملين في مقر رئاسة الوزراء في 10 داونينج
ستريت.
أما سامنثا كاميرون فلم يكن أمامها ثمة خيار سوى أن تحذو حذو سارة
في الوقوف علنا الى جانب زوجها.
وهي بنفس القدر موهوبة في استخدام أدوات الاتصال الحديثة ويمكن
متابعة أنشطتها في موقعها على الانترنت سواء وهي تعد القهوة أو الكعك
أو المشاركة في الحملة الانتخابية لزوجها.
غير أن المنتقدين يتهمون سامنثا التي تنحدر من أسرة ارستقراطية تعود
جذورها الى الملك هنري الثامن بمحاولة اخفاء لكنتها «الارستقراطية»
وراء حديثها الذي يتسم ببطء الالفاظ وعدم وضوحها مثل أبناء الطبقة
العاملة.
وأكسبها عملها كمديرة التصميم والابتكار في شركة سيمثسون للادوات
الكتابية والمنتجات الجلدية شهرة في عالم الازياء بسبب تصميمها لحقائب
اليد النسائية التي تخلب لب الجميع. لكن سامانثا(39 عاما) تملك ورقة
رابحة فريدة كشفت عنها عند بدء الحملة وهي أنها حامل في شهرها الرابع.
وأطلق بالفعل على الوليد المرتقب «طفل الانتخابات» وهو سيكون الرابع
لعائلة كاميرون التي فقدت العام الماضي ابنها المعاق ايفان وهو في سن
السادسة. |