مشاهد متناقضة.. للسلطة والمعارضة

عباس عبود سالم

المشهد الاول

 حصل قبل اكثر من عام.. كنا في قاعة القبة وسط جامعة القاهرة، نستمع الى الرئيس الامريكي باراك اوباما وهو يلقي خطابه الشهير، واتذكر جيدا كيف صعق عشرات المعارضين المصريين!! حينما قال اوباما ان بلاده لن تفرض نموذجها على الدول لبناء الديموقراطية.. وان لكل بلد شانه وخصوصيته، وبالفعل انخفض مقدار الدعم والتمويل لمثل هكذا معارضات تتغذى.. وتنمو.. وتقوم على الدعم الخارجي دون عمق وطني حقيقي.

المشهد الثاني

 الزعيم الليبي معمر القذافي يستقبل مجموعات بعثية عشية مؤتمر القمة العربية في (سيرت) وورود انباء عن نية القذافي ازاحة الستار عن نصب لصدام حسن الذي ادانه القضاء العراقي وحكم عليه بالاعدام لجرائم لها بداية وليس لها نهاية، ومنها جرائم ارتكبت بحق دول مجاورة للعراق.

المشهد الثالث

خادم الحرمين يستقبل مجموعة من القادة العراقيين كل على انفراد (باستثناء رئيس الوزراء) وعلى مدى اسبوع ويقلدهم اوسمة رفيعة المستوى....ويحدث الامر بصورة مفاجئة رغم ان مهرجان الجنادرية الذي شهدته الرياض قبل ذلك بايام لم يستقبل اي مسؤول عراقي باستثناء شخصيات من الخارج مثل السيد سعد البزاز.

المشهد الرابع

 حصل قبل اسابيع حين قامت دولة الكويت مطلع شهر نيسان الماضي باعتقال ثلاثين مصريا كونهم نظموا اجتماعا صغيرا لنصرة الدكتور محمد البرادعي الذي يرفع شعار التغيير في مصر ويسعى للحصول على رئاسة البلاد من خلال الانتخابات.

(الكويت تصرفت على هذا النحو لانها تدرك ان نظام الحكم في مصر من القوة بحث من الصعب عليها ان تجازف بخسارة ثقته.. لصالح جماعة تسعى لان تجرب حظها في لعبة السياسة وان كانت تتبع شخصية مرموقة مثل البرادعي).

المشهد الخامس

 وهو مناقض تماما للمشهد الرابع وحصل في دمشق مساء الخميس 29 نيسان اي قبل ايام..بقيام اول نشاط علني لحزب البعث جناح يونس الاحمد، وعدد من الجماعات المحظورة عراقيا، من خلال تجمع كبير ضم المئات من اشخاص وجماعات مسلحة رافعي صور رموز الحقبة البعثية السوداء...وكان محور التجمع منصب على تمجيد العمل المسلح(الارهاب)، ومقاطعة العملية السياسية، وتوحيد جناحي البعث المتخاصمين.

 (يونس الاحمد هو الشخص الذي طالبت به الحكومة العراقية وانكرت الحكومة ووزارة الخارجية السورية وجوده ومعرفتها به، وايدها سياسيون عراقيون اثنوا على موقف الحكومة السورية وانتقدوا مطالبة الحكومة العراقية بشخص تؤكد سوريا عدم وجوده).

 المشهد السادس

 يكافح الاصلاحيون في ايران منذ عام تقريبا بشتى الوسائل، ويتحملون اصنافا من الضغط النفسي، والسياسي، والملاحقات لكن اي من قادتهم لم يستنجد علانية بدول الخليج للحصول على المال مقابل ضمانات تخص الجزر الثلاث، ولم يستنجدوا بالولايات المتحدة، والعالم الغربي مقابل التنازل عن ثوابت الملف النووي، ولم يكسروا ثوابت السياسة الخارجية لبلادهم في اي موقف واجههم ولو من باب الدعاية او كسب التعاطف، بل كانوا مع عمقهم الشعبي دائما.

المشهد السابع

حصل قبل ايام...الجامعة العربية ليلا تستقبل على عجل.. سياسيا عراقيا كبيرا لطلب المساعدة في تحقيق ضغوط دولية، وعربية، على حكومة بلاده التي يراها منتهية الصلاحيات والاهمية...والجامعة العربية ظهر اليوم التالي تستقبل وفدا من نفس الكتلة السياسية جاء يطلب الهدف ذاته والعمليتان تمتا بتنسيق من مندوب العراق الدائم لدى الجامعة العربية.

 المشهد المتكرر

هو تحول قناة عربية (غائصة بالشأن العراقي) وانحيازها الفاضح لجهة دون اخرى، وقيامها بنزع ثوب المهنية دون حياء، اي انها تلعب لعبة الممانعة، والاعتدال بعد ان حولت كبار قادة العراق الى دمى ترقصها انامل ناعمة على رقعتها الشطرنجية.

المشهد العراقي

يختار بعض الكبار مخرجا، ومؤلفا اجنبيا لتصميم تفاصيل المشهد السياسي، بل حتى نقد المشهد صار مهمة خارجية، ويترك للعراقيين متعة التفرج!! وما اتعسها من متعة تعظم الاجنبي.. وتقزم الوطني...

اما انا فساترك للقراء متعة التمعن بالمشاهد التسعة التي ذكرتها... وامنحهم مهمة الحكم والنقد والتحليل لاني اثق بالقدرات الكبيرة لهم.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 5/أيار/2010 - 20/جمادى الأولى/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م