روسيا وأمريكا: معاهدة لنزع السلاح وصفقات خلف الكواليس

إيران وقرغيزستان على مائدة المساومات الدولية

شبكة النبأ: وقعت الولايات المتحدة وروسيا معاهدة تاريخية لنزع السلاح تأملان أن تبشر بعلاقات ثنائية أفضل وتزيد الضغط على دول تسعى لامتلاك أسلحة نووية حتى تتخلى عن طموحاتها.

ووقع الرئيس الامريكي باراك أوباما ونظيره الروسي ديمتري ميدفيديف المعاهدة في مراسم بقصر براج الذي يعود للقرون الوسطى بعد محادثات تناولت الامن النووي والبرنامج النووي الايراني والانتفاضة في دولة قرغيزستان الاستراتيجية الواقعة في اسيا الوسطى.

وصرح أوباما بأن بلاده تعمل مع روسيا لفرض عقوبات أشد على ايران. وقال "نعمل معا في مجلس الامن التابع للامم المتحدة لتمرير عقوبات اشد على ايران ولن نتسامح مع تصرفات تنتهك معاهدة حظر الانتشار النووي."

وأعرب ميدفيديف بعد توقيع المعاهدة عن اسفه لعدم استجابة ايران لمقترحات بناءة متعلقة ببرنامجها النووي.

وقال انه اذا فرضت عقوبات فيجب ان تكون عقوبات ذكية.

وستخفض المعاهدة الجديدة الترسانات النووية الاستراتيجية التي تنشرها العدوتان السابقتان أثناء الحرب الباردة بنسبة 30 في المئة في غضون سبع سنوات لكنها تبقي لكل منهما ما يكفي من اسلحة لتدمير الاخر.

وتحتاج واشنطن وموسكو القوتان النوويتان لاظهار جديتهما في خفض مخزوناتهما الضخمة لدعم جهود ترمي لكبح جماح طموحات ذرية لدول مثل ايران وكوريا الشمالية وتجنب اتهامات بالنفاق.

وصرح مسؤولون في البيت الابيض لصحفيين على متن طائرة أوباما التي اقلته الى براج بأن فرض عقوبات أكثر صرامة على ايران سيكون قضية مهمة في محادثات أوباما وميدفيديف لكن من غير المتوقع الاعلان عن أشياء محددة. بحسب رويترز.

وقال بن رودز نائب مستشار الامن القومي الامريكي "الروس ملتزمون بالفعل بمحاسبة ايران من خلال نظام عقوبات متعددة الاطراف."

وصرح روبرت جيبز وهو متحدث باسم البيت الابيض بأن أوباما يتمنى ويتوقع أن يصدق مجلس الشيوخ الامريكي على المعاهدة الجديدة العام الحالي قبل انتخابات نصفية قد تغير شكل المجلس الذي يملك الديمقراطيون فيه حاليا أغلبية.

وتوقع محللون أن يستغل أوباما توقيع المعاهدة لزيادة الضغوط على ايران اضافة الى القمة النووية في واشنطن حيث يلتقي الرئيس الامريكي بالرئيس الصيني هو جين تاو الاسبوع المقبل.

وقال ستيفن بايفر وهو خبير في الحد من الاسلحة بمعهد بروكينجز ان المعاهدة مع روسيا ستعطي وفد الولايات المتحدة مصداقية أكبر في مؤتمر حظر الانتشار النووي.

وأضاف "اذا لم يبد أن هناك اتفاقا بين الولايات المتحدة وروسيا على التحكم في 95 في المئة من الاسلحة فمن السهل للغاية أن تقول الدول غير النووية حسنا أنتم لا تؤدون دوركم فلم نفعل نحن ذلك.."

ومثلت الاستراتيجية الامريكية النووية الجديدة اختلافا عن تهديد الرئيس الامريكي السابق جورج بوش بالرد النووي في حالة التعرض لهجوم بيولوجي أو كيميائي.

أمريكا وروسيا تدعوان لاحتذائهما

ودعت الولايات المتحدة وروسيا الدول الأخرى الأعضاء في الأمم المتحدة إلى التمثل بهما على صعيد خفض الأسلحة النووية واتخاذ إجراءات فعالة في هذا الإطار.

ووجه سفيرا البلدين خلال جلسة مناقشة لموضوع نزع السلاح والامن نداء امام الجمعية العامة للامم المتحدة، فيما طالب الامين العام للمنظمة الدولية بان كي مون بتحويل موارد التسلح نحو التنمية.

واعتبرت سفيرة الولايات المتحدة في الامم المتحدة سوزان رايس ان توقيع اتفاق ستارت الجديد لتقليص السلاح النووي في بداية الشهر من جانب الرئيس باراك اوباما ونظيره الروسي ديمتري مدفيديف هو "مرحلة اساسية للامن النووي وحظر انتشار الاسلحة".

بدوره دعا نظيرها الروسي فيتالي تشوركين كل الدول "من دون استثناء وفي مقدمها من تملك ترسانة نووية للانضمام الى جهود روسيا والولايات المتحدة في هذا المجال والمساهمة بفاعلية في عملية نزع السلاح".

وقالت رايس ان "مداخلتنا المشتركة هنا اليوم هي اشارة الى علاقة تتعزز بين بلدينا، علاقة مبنية على الصراحة والتعاون والاحترام المتبادل". وشددت على ان واشنطن وموسكو تملكان معا اكثر من تسعين في المئة من الاسلحة النووية في العالم، مؤكدة ان اتفاق ستارت الجديد يظهر "تصميمهما (...) على احراز تقدم ملموس نحو نزع السلاح النووي". بحسب رويترز.

ولفتت رايس الى العقيدة النووية الاميركية الجديدة التي تنص على عدم استخدام السلاح النووي ضد دولة موقعة لمعاهدة حظر الانتشار النووي، لافتة الى ان واشنطن ستبذل ما في وسعها لضمان نجاح مؤتمر متابعة تنفيذ هذه المعاهدة المقرر الشهر المقبل في نيويورك.

وقالت ايضا "نشجع كل الوفود على وضع خلافاتها القديمة جانبا والاستمرار وفق الوتيرة الحالية لتحقيق تقدم فعلي على صعيد نزع السلاح وحظر الانتشار النووي والاستخدام السلمي للطاقة النووية".

من جهته، تحدث بان كي مون عن "العالم الاكثر من مسلح والتنمية الاقل من ممولة". وقال الامين العام للامم المتحدة ان "النفقات على التسلح في العالم تتجاوز في شكل كبير الف مليار دولار سنويا وتزداد باضطراد".

واضاف "ينبغي قلب هذه الاولويات. عبر زيادة وتيرة التسلح، يمكننا انفاق موارد نحتاج اليها من اجل مكافحة التبدل المناخي والتصدي لانعدام الامن الغذائي وتحقيق اهداف الالفية" لجهة التصدي للفقر.

أوباما وميدفيديف يضغطان على ايران

من جانب آخر ضغطت الولايات المتحدة وروسيا على ايران كي تتخلى عن طموحاتها النووية وإلا واجهت عقوبات جديدة فيما وقعت الدولتان معاهدة تاريخية لنزع السلاح النووي ولكن ظهرت خلافات بينهما بشأن الوضع في قرغيزستان.

وقال اوباما "نعمل معا في مجلس الامن التابع للامم المتحدة لاصدار عقوبات اشد على ايران ولن نتسامح مع تصرفات تنتهك معاهدة حظر الانتشار النووي."وأضاف "اتوقع أننا سنتمكن من ضمان عقوبات قوية وصارمة ضد ايران في الربيع الحالي."

ولكن ميدفيديف كان أكثر حذرا وقال انه قدم للرئيس الامريكي قائمة بما هو مقبول وما هو غير مقبول بالنسبة لموسكو. بحسب رويترز.

وقال الزعيم الروسي انه يأسف لعدم استجابة ايران لمقترحات بناءة متعلقة ببرنامجها النووي وان مجلس الامن قد يضطر لفرض عقوبات أخرى لكن ينبغي ان تكون عقوبات " ذكية" وألا تسبب كارثة للشعب الايراني.

وقال الرئيس الروسي "كان لدينا اليوم نقاش منفتح وصريح ومباشر حول ما يمكن عمله ومالا يمكن عمله."

ورفض سيرجي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي الخوض في التفاصيل بشأن القائمة لكنه قال للصحفيين ان فرض حظر شامل على شحنات منتجات النفط المكرر لايران سيكون غير مقبول لانه سيسبب "صدمة كبيرة للمجتمع كله وللسكان كلهم."

وقال مسؤول أمريكي تحدث للصحفيين بشرط عدم الكشف عن هويته ان الزعيمين بحثا مسألة فرض عقوبات على قطاع الطاقة وأن الفكرة "لم تطرح جانبا".

وفرض الوضع في قرغيزستان حيث أجبر محتجون من المعارضة الرئيس باقييف على الفرار من العاصمة بشكك أمس الاربعاء نفسه على جدول أعمال محادثات أوباما وميدفيديف لوجود قاعدة أمريكية واخرى روسية في الدولة الفقيرة والتي تحتل في الوقت نفسه موقعا استراتيجيا.

وقال مسؤول أمريكي ان أوباما وميدفيديف بحثا اصدار بيان مشترك بشأن الازمة لان الجانبين مهتمان بالاستقرار ولكن من غير المتوقع صدور بيان كهذا.

وبدلا من ذلك قال مسؤول روسي كبير تحدث للصحفيين مشترطا عدم الكشف عن هويته "في قرغيزستان يجب أن تكون هناك قاعدة واحدة فقط.. روسية."

وأضاف أن باقييف لم يف بوعد باغلاق القاعدة الامريكية. ورد المسؤول الامريكي بأن الزعيمين لم يبحثا فكرة اغلاق القاعدة الجوية الامريكية.

وقال متحدث باسم رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين ان بوتين تحدث هاتفيا مع روزا أوتونباييفا زعيمة المعارضة في قرغيزستان مما يعني اعترافا فعليا بالحكومة المؤقتة التي شكلتها. ولكن المسؤول الامريكي قال انه لم يتضح من الذي يدير الامور في قرغيزستان ولكن واشنطن لا تعتبر الاضطرابات انقلابا ترعاه روسيا وموجها ضد الولايات المتحدة.

وقال فاتسلاف كلاوس رئيس جمهورية التشيك ان الوضع الذي يسوده عدم اليقين في قرغيزستان هيمن على النقاش أثناء مأدبة غداء أقامها للزعيمين وان كلا منهما غادر القاعة في وقت ما للرد على مكالمة هاتفية بشأن الازمة.

روسيا تحتفظ بحق الانسحاب من معاهدة ستارت

ومن جهة أخرى اعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان روسيا تحتفظ بحق الانسحاب من معاهدة ستارت الجديدة حول نزع الاسلحة النووية، اذا ادى مشروع الدرع الاميركية المضادة للصواريخ الى تغيير كبير في التوازن الاستراتيجي الحالي.

وقال لافروف للصحافيين ان "روسيا تحتفظ بحق الانسحاب من معاهدة ستارت اذا بدأ التطوير الكمي والنوعي لمشروع الدرع الاميركية المضادة للصواريخ بالتاثير الى حد كبير على فاعلية القوى الاستراتيجية النووية الروسية". بحسب رويترز.

واعتبر لافروف من جهة اخرى ان معاهدة ستارت الجديدة تؤشر الى "مستوى جديد من الثقة" في العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا. وقال ان المعاهدة الجديدة "تعكس مستوى جديدا من الثقة بين موسكو وواشنطن" وذلك قبيل التوقيع الرسمي للمعاهدة في العاصمة التشيكية براغ في 8 نيسان/ابريل.

خطط أمريكا تساعد ألمانيا في التخلص من النووي

وقال وزير الخارجية الالماني جيدو فسترفيله ان خطة واشنطن لتخفيض الاعتماد على الاسلحة النووية سيدعم الجهود المبذولة للتخلص مما تبقى من أسلحة نووية أمريكية في ألمانيا.

وأضاف فسترفيله ان اعلان الرئيس الامريكي باراك أوباما أن الولايات المتحدة تهدف الى التخلي عن تطوير قنابل نووية جديدة يمثل خطوة "تاريخية" تجعل فكرة اخلاء المانيا من السلاح النووية أقرب الى الواقع.

وقال الوزير في بيان في برلين "تريد الحكومة الالمانية تخليص البلاد من اخر الاسلحة النووية التكتيكية" مضيفا "انها تمثل قوة دفع لطموحات الحكومة."

وجعل فسترفيله العضو في حزب الديمقراطيين الاحرار الذى يشترك مع المحافظين بزعامة المستشارة الالمانية انجيلا ميركل في الائتلاف الحكومي الحاكم من نزع السلاح النووي قضية يود أن تكون بصمة لحياته العملية. بحسب رويترز.

وأعلن فسترفيله في اليوم التالي للانتخابات الاتحادية العام الماضي أنه يريد اجراء محادثات للتخلص مما تبقى من رؤوس نووية أمريكية في ألمانيا واصفا اياها "مخلفات الحرب الباردة". وطبقا لتقديرات غير رسمية يوجد نحو عشرين سلاحا نوويا للولايات المتحدة في قاعدة ببلدة بوتشيل غرب المانيا.

وقال فسترفيله ان التخلص من الاسلحة يتعين أن يشمل "اقصى درجات التعاون" مع حلفاء المانيا ووعد ببحث الامر في اجتماع غير رسمي لوزراء خارجية حلف شمال الاطلسي في تالين (عاصمة استونيا) يومي 22 و23 ابريل الجاري. وأضاف أن خطة أوباما بعثت باشارة مفادها أنه يتعين على ايران ان تنأى بنفسها عن أي تحركات نحو حيازة أسلحة نووية.

تخلّي عائلة أمريكية عن طفل روسي..

وأثارت إعادة عائلة أمريكية لطفل روسي، يبلغ من العمر 7 سنوات، تبنته العام الماضي، إلى موسكو هذا الأسبوع، ضجة كبيرة، قررت في إثرها السلطات الروسية حظر تبني عائلات أمريكية لأيتام روس.

وظهر الصبي، جستن، دون سابق إنذار في مقر "وزارة حماية الطفل" الروسية، بعد أن وضعته عائلته الأمريكية بالتبني، بمفرده على متن طائرة من واشنطن.

واستدعت الحادثة تحقيقات دولية، وقال السفير الأمريكي لدى روسيا، جون بيرلي:" نحقق في ظروف عودة الصبي لمعرفة ما إذا ارتكبت أي جرائم "، مضيفاً:" نحن على اتصال وثيق مع الحكومة الروسية بشأن جميع جوانب القضية."

وشجب الرئيس الروسي، ديمتري ميدفيديف، هذا الحادث بوصفه "تصرفا وحشيا"، وبدوره أعلن وزير الخارجية، سيرغي لافروف، أن التبني الأمريكي لأطفال روس سيجري وقفه، إلى حين توقيع الولايات المتحدة لاتفاق جديد لتنظيم إجراءات التبني. بحسب رويترز.

وقال إن الأمريكيين تفادوا مثل هذا الاتفاق الذي يضع مسؤوليات على جانب العائلات المتبنية، مضيفاً أن الحادث الأخير كان القشة التي قصمت ظهر البعير.

وتصر الجدة، نانسي هانسن، على أن العائلة لم تتخل عن الصبي، بل تعمل وفق إرشادات محام على خلفية أنه غير مستقر ذهنياً وتنتابه نوبات غضب وعنف، تستدعي مراقبته طوال الوقت.

وكشفت هانسن لـCNN أن العائلة، وتقيم في تينيسي، تعرضت  للتضليل، بعد أن أكد لها طبيب ملجأ الأيتام، أن هانسن صبي معافى ويتمتع بكامل قواه العقلية والبدنية.

وذكرت أن الصبي بمجرد تعلمه اللغة الإنجليزية كشف للعائلة عن تعرضه لفظائع أثناء حياته السابقة، وكذلك عن إضرامه النار في مبنى مجاور لدار الأيتام الذي كان يأويه منذ تخلي والدته عنه.

وأوضحت أن الطفل أعد قائمة بأسماء أشخاص لقتلهم من بينهم ابنتها، والدته بالتبني، توري هانسن، مشيرة إلى أن العامل الحاسم وراء قرار التخلي عنه هو العثور عليه وهو يحاول إضرام النار داخل غرفته بمنزل العائلة.

وأكدت أن بحوزتها شريط فيديو يثبت سلوكياته العنيفة. إلا أن مفوض حقوق الطفل الروسي، بافيل أستاكوف، أكد أن "جستن" كان بصحة بدنية وعقلية جديدة قبيل تبنيه " لم نخف أي شيء عنها (توري هانس).. إنها مجرد أكاذيب."

وعرض التلفزيون الروسي المذكرة التي تركتها العائلة الأمريكية مع الصبي وجاء فيها أنه "غير مستقر ذهنياً... فهو عنيف ولديه مشاكل اضطراب عقلي حادة،" وتضيف الرسالة "تعرضت للكذب والتضليل من دار الأيتام الروسية.. لم أعد راغبة في تبني هذا الطفل من أجل سلامة عائلتي وأصدقائي وسلامتي الخاصة."

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 3/أيار/2010 - 18/جمادى الأولى/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م