وفقا لمعلوماتي المتواضعة عن الاديان وفروعها وتشعباتها واوجه الشبه
والاختلاف فيما بينها فان المسيحيين يتبعون اكثر من كنيسة ,ولكل كنيسة
منها رئيس واسع النفوذ يضفي عليه مريدوه صفة القدسية والمهابة ويكون
امره مطاعا عندهم فاذا مات انتخب رجال الكنيسة غيره ليقوم مقامه.
واعرف وفقا لنفس المعلومات ان اشهر هذه الكنائس واكبرها من حيث عدد
الاتباع هي الكنيسة الكاثوليكية التي تتخذ من الفاتيكان مقرا لها حيث
يتجاوز عدد الكاثوليك المليار نسمه يتوزعون على القارات الخمس.
الكنيسة الكاثوليكية اليوم وكما كانت في السابق لها نفس التأثير
الروحي الكبير على اتباعها في شتى انحاء العالم ويجتمع في ساحة القديس
بطرس ايام الاحاد عشرات الالاف ليستمعوا الى العظة البابويه بسكون روحي
عميق.
في الازمان الغابرة لم يكن حال الكنيسة هكذا,كان البابا هو سلطان
السلاطين وملك الملوك,كانت مملكته مترامية الاطراف وليست محصورة
بالفاتيكان كما نرى اليوم, وكان ملوك اوربا يتهافتون لنيل بركاته
ويتحاشون ما يثير سخطه, كان يتوج الملوك وينصب الامراء ويبارك من يشاء
منهم ويحرم من بركته من يريد, وكانت تجبى له الاموال ويقطع الاقطاعيات
ويجيش الجيوش ويغزو البلدان ويحرق الاخضر واليابس بأسم يسوع المسيح.
البابا اليوم مثل اسلافه بعد الحرب الكونية الثانية, حمل وديع يصلي
لاجل سلام العالم , ويحث على نبذ العنف والكراهية ويدعو للمحبة والاخاء
بين بني البشر على اختلاف اديانهم وتتمسك كنيسته بثوابتها المعروفة من
مسائل مثل حقوق الانسان والاجهاض والشذوذ الجنسي.
ومن عجائب الصدف ان الشذوذ الجنسي الان هو بمثابة حشرة الارضة التي
تنخر في جسم الكنيسه العتيق.
الانباء تتوالى وافادات الضحايا تتلاحق وادلة جديدة تكتشف كل يوم عن
جرائم الاغتصاب التي يقترفها قساوسة وكهنة الكنيسة بحق اطفال قاصرين.
لست متحاملا على الكنيسة ولا مدافعا عنها ولكن هذا الموضوع يجب ان
نلاحظ فيه عدة امور اولها ان الجنس في اوربا مثل الوجبات السريعة ممكن
ان يتناولها الناس في البيوت والمطاعم والدوائر وحدائق الحيوان
والاكشاك وحتى ارصفة الشوارع الجنس مباح ومبذول ولاقيد عليه وحتى
المثلية الجنسية لها انصار ومؤيدون وحركات تتبناها ومنظمات تدافع عنها
وصحف وفضائيات تروج لها ونواب في برلمانات دولهم وفي البرلمان الاوربي
يمثلونها حتى صار زواج المثليين ليس مما يثير استغرابا بل واصبح امرا
قانونيا في كثير من الدول.
والامر الثاني حياة العزلة والابتعاد عن الجنس الاخر التي لا اعرف
هل هي من ضروريات عقيدتهم؟ ام هم افترضوها على انفسهم لان مسالة ان لا
يعيش الرهبان حياة طبيعية ولا يتزوجون ولا يكون لهم اسر واولاد ان كانت
مفهومة في الماضي السحيق عندما كانوا يعيشون في اديرة معزولة على صياصي
الجبال او الغابات البعيدة عن مراكز المدن لم تعد مفهومة الان مع تطور
وسائل المواصلات والاتصالات حيث اصبح العالم قرية صغيره.
الرهبان بشر لهم غرائزهم ورغباتهم وسط هذا المحيط المشحون بما يثير
الغرائز ووسط الجوع الجنسي المفروض عليهم او فرضوه هم على انفسهم فماذا
يفعلون؟
والامر الثالث يخص الحمل الوديع بابا الفاتيكان والدعوات المتصاعدة
من قبل منظمات اوربية لحقوق الانسان وجمعيات للحقوق المدنية وعلمانيون
وملحدون وحتى انتهازيون ومتصيدون في الماء العكر لمحاكمته بسبب
المسؤولية الاخلاقية التي تتحملها كنيسته,الرجل اعتذر باسمه واسم
كنيسته عن جريمة لم يرتكبها ولم يأمر بها واعرب عن تعاطفه مع الضحايا
وأسرهم ووعد بأن تقوم الكنيسة بالتحقيق في كل الحالات التي تبلغها وان
هناك اجراءات ستتخذ ولا يمكن ان نتوقع منه اكثر من هذا لانه اصلا لا
يملك اكثر منه.
لا اقصد ان يكون كلامي تبرير لما حصل أوقد يحصل مستقبلا لان ما عمله
البعض من القساوسة يعد جريمة اخلاقية بكل المقاييس لكن يجب ان تؤخذ
المسالة من كل الاوجه التي ذكرناها وان تعالج بشكل موضوعي يعطي ما لله
لله وما للبشر للبشر والا فان القادم سيكون اسوأ من ذلك ولن يكتفي
اعداء الحمل الوديع بطلب محاكمته. |