هي البتول التي بلغت قمة الإيمان لتزين سماوات العلا بعبادتها
وتسبيحها لتنزل في درجة بلغتها مريم العذراء وآسيا بنت مزاحم لتكون
سيدة لنساء العالمين.
هي الزهراء التي تتلألأ نجوم السماء من نور وجهها فأعطت للجنة
الأزهرين لتزينها بسيدي شبابها لتزيدها من نور «الحسن» حسنا ومن ضياء
«الحسين» الشهيد بكربلاء جمالا.
هي الصديقة الطاهرة التي صدقت وعدها وأوفت بنذرها حبا في الله
فأعطاها الله سورة «الانسان» وجعلها عهدا منه لكل مؤمن صادق. هي بنت
خير من سار على الغبراء، وعرج به الرحمن إلى السماء، وهو للبشرية نبيها
ورسولها وهاديها. هي حليلة خير من ضرب بذي الفقار، خراطيم أصنام الكفر
من البشر والحجر، وهو للقرآن برهان، وللإيمان ميزان، وللجنة عنوان.
سيدتي يا أم الحسنين، لقد خجل التاريخ ولحق بنا العار والشنار، حين
وقفت بين يدي النفوس الخديعة العرجة الكسالى بذكر الله تلك النفوس
المذبذبة التي خابت ظنونها بك ولم ترتق يوما لتسبح في درجات الايمان
حتى تداعت وتخاصمت ونزعت منك حقك وبعد فترة من الزمن عقب حاكم على حكم
سلفه فوقع الظلم الأليم عليك لله درك، وإني لأخجل أن أصف الموقف، وعيوب
لساني تعجز أن تطلق عليك وصفا لا يليق بك وتشل يداي أن ترفع في وجهك
وإن كنت مثقلا بذنوبي، عنجهيا من شدة حماقتي، وجهلي، لكن نفسي تأبى
أبدا أن تصدق فيك «الأفيكة» وأن الظلم لم يقع عليك! أكاد لا أصدق هذا
التاريخ الذي لم يأت للأمة إلا بالشؤم والظلم ليحمل لنا النكد وليسرد
لنا زمن ما فعل كل نصاب وهكاك خرج من الدنيا بعد أن أفنى عمره في جمع
المال والنوم بين الجواري ليودع النصب لابنه في حين يطلب من الصديقة
الطاهرة وهي بنت النبي الهادي التي أعطت للجنة سيدي شبابها كما أعطت
للبشرية كوثرا من الأئمة والعلماء والأشراف ومن ملوك وأسياد ليختم الله
بهم من ذريتها المهدي أن تأتي ببينة ودليل!
ما أقبحك أيها التاريخ المشين المذل للأخيار من عترة المصطفى صلى
الله عليه وآله وسلم!، ولكن متى ندرك أن أمر الله آت لا مخالة، وكل من
عمر في الدنيا هالك فان والموعد حين نقف فرادى بين يدي الرحمن حينها
تكون المحاكمة الإلهية التي لا يمكن لأحد أن يتخلف عن موعده، وكما قالت
سيدتي فاطمة الزهراء سلام الله عليها: «فدونكها مخطومة مرحولة تلقاك
يوم حشرك، فنعم الحَكَم الله، والزعيم محمد(ص) والموعد القيامة، وعند
الساعة يخسر المبطلون، ولا ينفعكم ما قلتم إذ تندمون، ولكل نبأ مستقر،
وسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحلّ عليه عذاب مقيم».
السلام عليك أيها الصديقة الطاهرة يوم ولدت ويوم استشهدت السلام
عليك وعلى أبيك وبعلك والأئمة من بنيك جميعا ورحمة الله وبركاته.
www.zoomkw.com |