وعدتني جدتي بالرحيل

قصة قصيرة

ريم علي الحاجي محمد

التقت بها بعد فراق دام سنوات كانت رائعة كما هي دوما،يشع وجهها بنور آخاذ يشد الأبصار ونظرات مليئة بالرحمة والحنان، لم تحتمل لحظات اللقاء وحرارة الأشواق ذرفت عيناها الدموع اتجهت ناحيتها قبلتها وعانقتها ومسحت دموعها بكفيها.

" آه كم أشتاق لهذه الأحضان الدافئة "

ضمتها أكثر إلى صدرها، أخذت تسألها عن حياتها و أحوالها.

نكست رأسها حائرة ماذا تصف وعما تتحدث

ثم قالت

جدتي : أني تعبة قلقة فلا أمان هنا أصبح الناس كالذئاب يتسابقون لنهش لحوم بعضهم بعضا.

لم تعد هنا رحمة ولا إنسانية، فالأب لم يعد يعطف على ابنه والإبن عاقا لوالديه.

جدتي: أشعر بالضياع والغربة في هذه الأرض فلا صديق يؤتمن ولا أخ يسند الظهر إليه وقت الشدة.

جدتي : لم يعد هناك عائلة وصلة رحم ولا جار ولا صديق، الكل منشغل بنفسه وبدنياه ويا ليتهم سعداء.

جدتي سئمت من كل شيء هنا خذيني معك أقضي أيامي بقربك.

كل هذا وهي تنصت لها بهدوئها المعتاد، نظرت إلى عيناها نظرة حانية ضمتها أكثر إلى صدرها.

" حبيبتي استعدي للرحيل، سآتي قريبا لأخذك للإقامة معي "

عندها تنبهت من نومها فرحة لرؤيتها وسعيدة بأنها سترحل معها.

وفي وسط فرحتها تساءلت :

ولكن كيف أستعد للرحيل إلى هناك فلا احتاج إلى ملابسي هذه ولا إلى كتبي، لا شيء من هنا احتاجه.

ترى هل أنا مستعدة فعلا للرحيل.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 29/نيسان/2010 - 14/جمادى الأولى/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م