فوبيا الطائرات: إجراءات أمنية تخترق الاعتبارات الشخصية

 

شبكة النبأ: في إجراءات جديدة، ستخضع كافة الطائرات المتجهة إلى الولايات المتحدة الأمريكية لمستوى جديد من الإجراءات الأمنية المتمثلة في مزيد من أعمال التفتيش والتدقيق التي تصل حد الاطلاع على صور المسافرين عراة كإجراء أمني دون مراعاة للخصوصية والاعتبارات الأخرى.

ويعتمد نظام التفتيش الجديد الذي ستعلنه وزيرة الأمن الداخلي، جانيت نابوليتانو، على "التفتيش الفوري والمباشر للتهديدات الامنية"، أي الاعتماد على نظام يعتمد المعلومات الاستخبارية في تقييم التهديد في الوقت الفعلي، بحسب ما كشف مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأمريكية.

وسيحل النظام الجديد محل النظام السابق الذي بدء بتنفيذه مباشرة عقب محاولة التفجير لطائرة مدنية فوق مطار ديترويت عشية ليلة الميلاد 2009، والتي قام بها النيجيري عمر الفاروق عبدالمطلب.

وقال المسؤول إن هذه الإجراءات الجديدة "المتطورة والمحسنة هي جزء من نظام أمني ملاحي ديناميكي قائم على احتمال وجود تهديد إرهابي"، وسيتم تطبيقها على كافة المسافرين جواً إلى الولايات المتحدة.

وتتضمن الإجراءات كذلك القيام بتدقيق إضافي عشوائي متعدد المستويات ومتكرر للركاب المشتبه بهم أو المثيرين للريبة، ومعدة خصيصاً للكشف عن التهديدات المحتملة.

والإجراءات الجديدة هي نتيجة للمراجعة والتقييم الذي طلبه الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، في أعقاب محاولة التفجير الفاشلة التي قام بها عمر الفاروق أواخر العام الماضي، والتي تبناها تنظيم القاعدة.

يذكر أن إدارة أمن النقل والمواصلات الأمريكية أعلنت سابقاً عن أنها ستوسع عمليات التفتيش والتدقيق على المسافرين جواً القادمين من "دول راعية للإرهاب أو دول مثيرة للاهتمام"، مثل باكستان واليمن ونيجيريا، مشيرة إلى أن العمل في هذه الإجراءات سيبدأ الاثنين.

وشددت الإدارة في بيانها حول الإجراءات الجديدة على أن "أمن الملاحة الجوية الفعال يجب أن يبدأ من خارج حدودنا القومية."

وقدم مسؤول حكومي رفيع المستوى، غير مصرح له بالكشف عن المعلومات علناً، لشبكة CNN القائمة الكاملة لهذه الدول الأربعة عشرة التي سيبدأ الأمن الجوي منها، حيث سيخضع المسافرون القادمين منها للإجراءات الأمنية الجديدة.

وضمت القائمة أربع دول وصفتها بأنها راعية للإرهاب وهي كوبا والسودان وسوريا وإيران. أما الدول العشر الأخرى من الدول التي تعاني من وطأة الإرهاب فتضم سبع دول عربية هي: الجزائر والعراق ولبنان وليبيا والسعودية والصومال واليمن، إلى جانب ثلاث دول أخرى هي: أفغانستان ونيجيريا وباكستان.

هاجس أمن المواصلات الأمريكية

من جانب آخر دعا مرشح الرئيس الأمريكي لرئاسة إدارة أمن المواصلات، روبرت هاردينغ، خلال جلسة استماع بمجلس الشيوخ، لتبني نموذج مشابه لأمن المطارات الإسرائيلية حيث ينخرط ضباط الأمن في حوارات مع المسافرين لتحديد إذا ما كانوا يمثلون تهديداً على الرحلة.

وقال هيردينغ أثناء جلسة اللجنة التجارية بمجلس الشيوخ: "علينا انتهاج نظام مقارب للنموذج الإسرائيلي في التفاعل مع المسافرين."

وقال المرشح، وهو جنرال متقاعد، إنه رغم إخضاع الفاحصين في المطارات الأمريكية لتدريبات تستغرق أسبوعاً واحداً حول كيفية الحوار مع المسافرين، وانتشار نحو ألفين من ضباط "مراقبة  السلوك" المدربين تدريباً خاصاً، في المطارات لرصد أي تصرفات مريبة: "إلا أننا لسنا عى نفس المستوى الإسرائيلي."

غير أنه أضاف: "نحن نتحرك صوب النموذج الإسرائيلي من حيث التدريبات، وأعتقد أننا سنشهد تغيراً سريعاً."

ويضع العديد من الخبراء النظام الإسرائيلي الذي يتسم بعدائية الإستجواب للمسافرين، في مرتبة أكثر أنظمة المطارات أماناً في العالم، إلا أن بعض منظمات الحقوق المدنية وتلك المدافعة عن الخصوصية، انتقدت تعسف النظام الذي قد يمنع المسافرين من السفر. بحسب سي ان ان.

ويذكر أن إدارة أمن المواصلات الأمريكية قررت في يناير/كانون الثاني الماضي تطبيق التفتيش الاحترازي المكثف، ويشمل التفتيش ضمن أجهزة إشعاعية، ثم التفتيش اليدوي الشخصي، عدم حمل الأمتعة إلى داخل الطائرة، عدم السماح بفتح غرفة الأمتعة المختومة من محطة الانطلاق الأصلية عند الوصول إلى أي محطة مؤقتة، التي يعاد فيها تفتيش الطائرة والركاب، على مواطني 14 دولة.

وصنفت إدارة أمن المواصلات حسب بيانات رسمية أصدرتها وزارة الخارجية الأمريكية واستندت عليها الدول إلى صنفين: دول راعية للإرهاب وهي: إيران, وسوريا، والسودان، وكوبا، ودول أخرى صنفتها بدول محل الاهتمام وهي: السعودية، وأفغانستان، والجزائر، والعراق، ولبنان، وليبيا، ونيجيريا، واليمن، والصومال، وباكستان.

أجهزة المسح الكامل للأجسام في المطارات

وعرض مسؤولو مطارات أجهزة جديدة للتصوير بالاشعة السينية سوف يستخدمونها لفحص مزيد من المسافرين بالتصوير الكامل للجسم بناء على نصائح دعاة الامن وهي خطوة أزعجت المدافعين عن الحريات المدنية.

وتظهر الاجهزة -التي يتكلف الواحد منها 170 الف دولار- لافراد الامن أجسام المسافرين عارية كاشفة عن أي شيء ربما يكون مختفيا تحت الملابس.

وسوف يتم تشغيل ثلاثة من هذه الاجهزة في مطار لوجان الدولي في بوسطن لتكون أول ثلاثة أجهزة من بين 150 جهازا ترغب وزارة الامن الداخلي الامريكية في نشرها خلال الاشهر القليلة القادمة باستخدام أموال خصصها قانون الانتعاش واعادة الاستثمار الامريكي الذي أقر العام الماضي والمعروف أيضا باسم قانون التحفيز. وترغب الوزارة في الوصول بعدد أجهزة المسح المتقدمة المستخدمة في المطارات بنهاية العام الى 450 جهازا. بحسب رويترز.

ودعا زعماء بالكونجرس الى المزيد من التصوير الكامل للجسم بعد أن اتهم نيجيري بمحاولة تفجير طائرة ركاب أمريكية يوم عيد الميلاد باستخدام متفجرات قام بتهريبها الى الطائرة مخبأة في ملابسه الداخلية.

وقال مسؤولون في بوسطن حيث أقلعت طائرتان من أربع طائرات جرى خطفها يوم 11 سبتمبر أيلول 2001 انهم طلبوا أن يكونوا أول من يستخدم هذه الاجهزة التي ستنشرها الوزارة قريبا في شيكاجو ولوس أنجليس ومدن أخرى.

منع مسلمتين من الصعود لطائرة في بريطانيا

وفي بريطانيا مُنعت مسلمتان من الصعود إلى الطائرة في رحلة من بريطانيا إلى باكستان بعد رفضهما المرور عبر آلة المسح الجسدي لأسباب دينية وطبية، على ما أعلن مسؤولو المطار.

وهما اول حالتين حيث يتعذر على مسافرين الصعود الى الطائرة منذ الالزام باستخدام الات المسح الجسدي في الاول من شباط/فبراير لمختلف المسافرين في المطارات المجهزة بها.

وكان يفترض ان تغادر المسافرتان معا في 19 شباط/فبراير من مطار مانشستر (شمال غرب بريطانيا) باتجاه اسلام اباد في باكستان.

واوضح متحدث باسم مطار مانشستر "رفضت مسافرتان يفترض ان تتجها الى المحطة الثانية الخضوع لالة المسح الجسدي لاسباب طبية ودينية".وتابع "تطبيقا لتعليمات الحكومة حول الات المسح، لم يسمح لهما بالصعود الى الطائرة". بحسب رويترز.

واضافت سلطات المطار ان عناصر الامن امضوا نصف ساعة مع المسافرتين لتفسير كيفية عمل الات المسح، لكنهما اختارتا عدم الصعود الى الطائرة.

ومطارا هيثرو اللندني ومانشستر هما الوحيدان المجهزان بالات مسح جسدي. ولم يشهد المطار اللندني اي حالة رفض الخضوع للتفتيش بتلك الالات.

وتشكل الات المسح احدى الاجراءات التي فرضت لتعزيز امن النقل الجوي غداة المحاولة الفاشلة لتفجير طائرة اميركية اثناء رحلة بين امستردام وديترويت يوم الميلاد. واوقف المنفذ النيجيري الذي حمل متفجرات لم يتم رصدها في عمليات التفتيش المعتادة.

طيار يصدم طائرته بمبنى للضرائب

وفي حادثة صُنفت على أنها ليست عمل إرهابي، صَدم طيار أميركي عمداً طائرته الصغيرة بمبنى يضم مكتب هيئة ضريبة الدخل في تكساس، جنوب الولايات المتحدة، بعدما احرق منزله على الارجح، كما افاد مسؤولون.

واقلعت طائرتان قتاليتان من قيادة الدفاع الجوي فور الحادث، وقال المتحدث باسم البيت الابيض روبرت غيبس ان مستشار الرئيس لشؤون مكافحة الارهاب اطلع باراك اوباما على الوضع.

واوضح ان الحادث لا يدل على انه ارهابي وان وزارة الامن الداخلي ستجري تحقيقا. وذكرت محطة "سي ان ان" الاخبارية ان الطيار الذي قتل في الحادث يدعى جوزف اندرو ستاك وعمره 53 عاما. واضافت انه ترك رسالة على الانترنت يعلن فيها انتحاره ويلقي اللوم على هيئة الضرائب.

واصطدمت طائرته بالطابق الثاني من مبنى من سبعة طوابق في اوستن قرابة العاشرة صباحا واشتعلت فيها النار، محدثة انفجارا قويا دفع الناس الى الهرب من النوافذ، كما افاد شهود ومسؤولون. ونقل شخصان الى المستشفى واعلن فقدان اثر شخص واحد. وقال رجال الاطفاء قالوا انه تم اخراج كل الباقين الذين كانوا في المبنى سالمين.

الأمن الأميركي يشتبه بدبلوماسي قطري

وذكرت محطات التلفزة الأميركية أن شرطة النقل الجوي سيطرت على دبلوماسي قطري مشتبه في انه حاول اشعال متفجرات اخفاها في حذائه على متن طائرة كانت تقوم برحلة داخلية بين واشنطن ودنفر (وسط).

غير ان الغموض لا يزال مخيما على حقيقة ما جرى، اذ لم تعلن السلطات العثور على اي متفجرات على متن الطائرة، كما انه ليس مؤكدا ما اذا كان كان الدبلوماسي القطري حاول فعلا اشعال شيء ما على متن الطائرة.

وتحقق الشرطة الفدرالية الاميركية (اف بي آي) في ما اذا حاول الراكب اشعال شيء ما على متن الطائرة. ونقلت محطة "ايه بي سي" عن السلطات قولها ان المسافر هو محمد المدادي، السكرتير الثالث ونائب القنصل في سفارة قطر بواشنطن وهو يتمتع بالحصانة الدبلوماسية. وبحسب "ان بي سي نيوز" فان الكلاب البوليسية لم تعثر على اي اثر لمتفجرات على متن الطائرة.

وذكرت "ان بي سي" انه قبل 30 دقيقة من الموعد المقرر لهبوط الطائرة، التابعة لشركة يونانيتد ايرلاينز والتي كانت تقوم بالرحلة 663، في دنفر اشتم "مارشال جوي" (رجل امن مولج الامن على متن الطائرة) رائحة حريق فسارع الى اعتقال راكب امضى وقتا طويلا في مرحاض الطائرة مؤكدا انه حاول اشعال النار في حذائه.

ونقلت محطة "ان بي سي" عن مسؤولين قولهم ان الطائرة، التي اقعلت من مطار رونالد ريغن في واشنطن وعلى متنها 157 مسافرا وستة من افراد الطاقم، حطت في دنفر بعد الحادث بدون اية مشاكل.

واشارت الوكالة الاميركية لامن النقل (تي اس ايه) ان الراكب اودع التوقيف الاحتياطي.

من جهتها اعلنت قيادة الدفاع الجوي لاميركا الشمالية (نوراد) انه "قبيل هبوط الطائرة في دنفر، اثار راكب على ما يبدو اضطرابات على متنها، فتوجهت (مقاتلات) اف-16 لملاقاة الطائرة وواكبتها الى ان حطت بسلام. وأكدت وكالة امن النقل أنها "تنظر" في الحادث "بعدما تلقت معلومات اولية مفادها ان مارشالا جويا تحرك امام راكب تسبب على ما يبدو باضطرابات على متن هذه الطائرة".

صلاة راكب يهودي تثير الذعر في طائرة..

واضطرت السلطات الأمريكية إلى تحويل مسار طائرة ركاب بينما كانت في طريقها إلى مدينة "لويسفيل" بولاية كنتاكي، إلى أحد المطارات بمدينة فيلادلفيا في ولاية بنسلفانيا، بسبب محاولة راكب يهودي أداء الصلاة على متن الطائرة، ما أثار الذعر بين الركاب، الذين اعتقدوا أنه يحاول تفجير الطائرة.

وقال مكتب التحقيقات الفيدرالية FBI، إن ركاب الطائرة التابعة لشركة "يو إس إيرويز إكسبريس"، لاحظوا أحد الركاب يقوم بوضع "لفافات غريبة" تتضمن ما يشبه الأسلاك، على رأسه، بعد قليل من إقلاع الطائرة من مطار "لاغوارديا" في نيويورك، ما دفع السلطات إلى تحويل مسار الطائرة إلى بنسلفانيا.

وذكر المتحدث باسم مكتب FBI، جي جي كلافر، أن الطائرة هبطت بسلام في فيلادلفيا، مشيراً إلى أن السلطات الأمنية قامت باستجواب المشتبه به، والذي تبين أنه كان يضع تلك "اللفافات" كجزء من طقوس الصلاة الصباحية عند اليهود الأرثوذكس. بحسب سي ان ان.

وقالت إدارة سلامة النقل إنها تلقت معلومات بشأن وجود "شخص مضطرب" على متن طائرة الرحلة رقم 3079، التي تقوم بتشغيلها شركة "تشاوتاوكوا إيرلاينز"، في حوالي الثامنة والنصف من صباح الخميس، مشيرة إلى أن الطائرة هبطت دون مشكلات، في مطار فيلادلفيا الدولي، بعد نحو 20 دقيقة.

كما ذكر المتحدث باسم شركة "يو إس إيرويز"، مورغان دورانت، أن قرار تحويل مسار الطائرة تم اتخاذه كـ"إجراء وقائي"، لحماية ركاب الطائرة التي تتسع لـ50 راكباً، من طراز "ERJ 145"، دون أن يتضح على الفور عدد الركاب الذين كانوا على متن الطائرة.

وكان دورانت قد ذكر، في وقت سابق، أنه تم إخلاء الطائرة، فيما لم تكشف إدارة سلامة النقل عن القيام بهذا الإجراء، حيث اكتفت بالقول إن عدداً من محققيها وعملاء التحقيقات الفيدرالية كانوا في استقبال الطائرة لحظة هبوطها في فيلادلفيا، واستجوبوا الراكب، وقاموا بتفتيش دقيق للطائرة، ولم يجدوا ما يثير الشبهات.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 27/نيسان/2010 - 12/جمادى الأولى/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م