الأمن في العراق: هاجس المواطن وحلم السياسي

المرجع الشيرازي يطالب بوضع إستراتيجية أمنية جديدة وفاعلة

 

شبكة النبأ: يستمر منهج التقتيل بالمواطنين الأبرياء من قِبل جماعات القاعدة وفلول البعث، فقد استشهد أكثر من 58 شخصا وأصيب نحو 200 في سلسلة تفجيرات استهدفت مساجد وأسواق في مناطق شيعية بالعاصمة العراقية بغداد فضلا عن تفجيرات أخرى بمحافظة الأنبار غرب العاصمة.

وعلى خلفية المجازر الطائفية المروعة التي جرت وتجري في بغداد ضد أبناء أهل البيت عليهم السلام وسقوط مئات آلاف الشهداء خلال السنين الماضية طالبَ مكتب سماحة المرجع الشيرازي في كربلاء الحكومة مجدداً بوضع إستراتيجية أمنية جديدة تضمن الحفاظ على حياة المواطنين وممتلكاتهم ومصالحهم بخطط مدروسة أكثر دقة وفاعلية.

وفي هذه الأثناء قال مصدر في غرفة العمليات برئاسة القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي، أن الأخير وجهَ ايعازاً عاجلاً تم تعميمه على دوريات ونقاط التفتيش القريبة من المساجد والجوامع والحسينيات قضى بتكثيف تعزيزاتها الأمنية واللوجستية وتطويقها بإحكام، لا سيما دور العبادة التي يشرف عليها الوقف السنّي، وسط دعوات من قبل الوقفين الشيعي والسنّي إلى ضبط النفس وعدم الانجرار وراء مخططات الإرهاب والبعث.

ومن جهة أخرى طالبَ حزب المؤتمر الوطني العراقي بتطهير الأجهزة الأمنية من بقايا النظام السابق واستبدال الأجهزة المستخدمة في كشف المتفجرات بأخرى متطورة. في حين دانت رئاسة إقليم كردستان سلسلة التفجيرات وقال بيان لرئاسة الإقليم، في الوقت الذي يتهيأ العراقيون لاستقبال مرحلة جديدة بعد الانتخابات النيابية العامة التي أُجريت اخيراً، نرى اليوم توالي وتزايد وتيرة الهجمات الإرهابية بغية عرقلة حوارات الاطراف والكيانات السياسية العراقية الرامية لتشكيل الحكومة الجديدة...

المرجع الشيرازي يطالب باستراتيجة أمن فاعلة

وعلى خلفية المجازر الطائفية المروعة في بغداد ضد أبناء أهل البيت عليهم السلام وسقوط أكثر من ثمانمائة ألف شهيد خلال السنين الماضية طالبَ مكتب سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي دام ظله في مدينة كربلاء المقدسة الحكومة مجدداً بوضع إستراتيجية أمنية جديدة وفاعلة، وجاء في البيان:

قال رسول الله صلى الله عليه وآله: «من أصبح لا يهتم بأمور المسلمين فليس منهم ومن سمع رجلاً ينادي يا للمسلمين فلم يجبه فليس بمسلم».

إن مسلسل الإرهاب الطائفي البشع الذي يستهدف المواطنين الآمنين والأبرياء العزل بمن فيهم الأطفال والشيوخ والنساء أعادت حمامات الدم هذه الى الأذهان صور ما ارتكبه المغول في بغداد ومن قبلهم طغاة التأريخ الذين استباحوا كل المحرمات، وللحيلولة دون استمرار هذه المآسي، وأكد البيان على:

أولاً: التعاون والتشاور مع مختلف الجهات الرسمية والشعبية من أهل الخبرة والدراية ومراكز الدراسات لمناقشة الداء والدواء وقد ورد في الحديث الشريف: «ما تشاور قوم الإّ هدوا إلى رشدهم».

ثانياً: تأسيس غرفة عمليات قضائية من قضاة عدول مدركين لحجم المأساة والمحنة التي يعيشها العراقي ودقة المرحلة التي يمر بها العراق، وتتجاوز هذه المؤسسة كل الروتينيات في جو محكم من الحذر الأمني والجدية الحاسمة في مكافحة الإرهاب وقمع حركته والمتعاونين معها.

ثالثاً: وضع خطة حيوية للمكافآت والجوائز التشجيعية لكل من يرفع خبراً أمنياً في كشف تحركات الإرهاب وخلاياه وكل من يعلن التوبة ويتمرد على تنظيمه الإرهابي.

رابعاً: وضع برامج تثقيفية واعلامية أمنية للعوائل والعشائر وجيل الشباب المعرض للتضليل وتحليل الأفكار والثقافات الإرهابية وأساليبها للناس، فالثقافة درع حصين والعلم أصل كل خير بينما الجهل أصل كل شر.

خامساً: تطوير وتفعيل جهاز المخابرات لكشف الخروقات وتشخيص من يتعاون مع الإرهاب والقيام بعمليات استباقية للحيلولة دون تكرار الأعمال الإرهابية.

سادساً: نؤكد على ضرورة التعويضات الكاملة لكل المتضررين، ونسأل الله تعالى أن يتغمد الشهداء بواسع رحمته ويلهم ذويهم الصبر والأجر وأن يمن على الجرحى بالشفاء والصحة.

استشهاد 58 وإصابة نحو 200 مواطن

هذا ويستمر منهج التقتيل بالمواطنين الأبرياء من قِبل جماعات القاعدة وفلول البعث، فقد قتل 58 شخصا وأصيب نحو 200 في سلسلة تفجيرات استهدفت مساجد شيعية وأسواقا بالعاصمة العراقية بغداد فضلا عن تفجيرات أخرى بمحافظة الأنبار غرب بغداد.

وأعلنت مصادر بالشرطة عن انفجار 5 سيارات مفخخة في مناطق عدة بالعاصمة بغداد من بينها سيارتان في مدينة الصدر الشيعية إحداهما بالقرب من مقر تابع لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر والأخرى في أحد الأسواق مما أسفر عن مقتل 39 شخصا وإصابة 45 آخرين.

اما الثانية فانفجرت في احد الاسواق المزدحمة القريبة من موقع انفجار السيارة الاولى.

وقد دعا الشيح حازم الاعرجي، احد مسؤولي التيار الصدري عناصر مليشيا جيش المهدي التابع للتيار الى حمل السلاح للدفاع عن المساجد في مدينة الصدر بالتعاون مع الاجهزة الامنية العراقية. بحسب رويترز.

كما وقع انفجار آخر خارج مسجد للشيعة في منطقة الأمين الواقعة شرق بغداد مما أسفر عن مقتل 8 أشخاص وإصابة 13 آخرين حين خروج المصلين من المسجد.

وانفجرت سيارة مفخخة أخري بالقرب من مسجد عبد الهادي الجلبي وقت تأدية صلاة الجمعة بحي الحرية شمال غرب بغداد مما أسفر عن مقتل 5 أشخاص وإصابة 14 آخرين.

وبلغ اجمالي عدد الجرحي في انفجار السيارات الخمس 114 شخصا.

وقال اللواء قاسم الموسوي المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد ان التفجيرات استهدفت المصلين في مناطق ذات أغلبية معينة في إشارة إلى الأغلبية الشيعية.

وأَضاف أن الهجمات تأتي انتقاما لمقتل 3 من قيادات تنظيم القاعدة في العراق في عملية عسكرية مشتركة للقوات الأمريكية والعراقية شمال غرب بغداد.

كما اعتقلت هذه القوات 300 شخص يشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة فضلا عن مقتل 19 مسلحا خلال عدد من الغارات على مواقع المسلحين.

ووصف الموسوي الهجمات بـ الإرهابية مؤكدا أن السلطات العراقية تتوقع استمرار مثل هذه الهجمات.

وكان سبعة أشخاص قد قتلوا في تفجير ست عبوات ناسفة في محافظة الأنبار صباح الجمعة الماضية. وإن العبوات الناسفة تم زرعها بالقرب من ستة منازل من بينها منازل لأحد القضاة وعدد من ضباط الشرطة. وأكدت الشرطة أن قتلى الانفجارات السبعة من أسرة واحدة.

المؤتمر الوطني يطالب بتطهير الأجهزة الأمنية

ومن جهته طالب المؤتمر الوطني العراقي بتطهير الأجهزة الامنية من بقايا النظام السابق واستبدال الأجهزة المستخدمة في كشف المتفجرات بأجهزة متطورة.

وقال بيان للمؤتمر الوطني العراقي:" ان زمر الإرهاب شنت الجمعة سلسلة من الانفجارات الإجرامية في مدينة بغداد استهدفت جموع المؤمنين المصلين ودور العبادة التي يذكر فيها اسم الله, وسقط أثر هذه العمليات الإجرامية العشرات بين شهيد وجريح بالإضافة إلى الخسائر المادية الكبيرة التي طالت دور ومحال المواطنين. بحسب وكالة نينا.

واضاف المؤتمر في بيانه: لقد تزامنت هذه الانفجارات الإرهابية مع إنفجارات أخرى حدثت في مدينة الا نبار وما تزامن هذه الانفجارات وفي عدة مناطق من البلاد الا الدليل على استهداف الإرهابيين لجميع العراقيين ودون تمييز لطرف على آخر".

وقال المؤتمر في بيانه: إننا وفي الوقت الذي نستنكر فيه جميع هذه الأعمال الإرهابية, نشيد بالانجازات الأخيرة التي تحققت والتي تمثلت بقتل رؤوس الفتنة والإرهاب في منطقة الثرثار". ودعا المؤتمر الوطني في بيانه السلطات الامنية إلى إن تكون بمستوى المسؤولية والعمل على حماية أرواح وأموال المواطنين, واليقظة الدائمة وعدم التراخي.

القوات الأمنية تشدد إجراءاتها حول المساجد

وفي تقرير لـ (الحياة) قالت فيه ان مصدر في غرفة العمليات برئاسة القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء نوري المالكي، وجهَ ايعازاً عاجلاً تم تعميمه على دوريات ونقاط التفتيش القريبة من المساجد والجوامع والحسينيات قضى بتكثيف تعزيزاتها الامنية واللوجستية وتطويقها بإحكام، لا سيما دور العبادة التي يشرف عليها الوقف السنّي، وسط دعوات من قبل الوقفين «الشيعي» و«السنّي» الى ضبط النفس وعدم الانجرار وراء مخططات الجماعات المسلحة.

وأوضح المصدر الامني، الذي شدد على عدم كشف اسمه، ان «توجيهات اصدرها مكتب القائد العام تقضي بتعزيز القطعات الامنية بما يلزم لتأمين دور العبادة جميعاً التابعة للوقف السنّي خشية وقوع ما لا يحمد عقباه». واضاف: «على خلفية التفجيرات التي ضربت بعض المساجد الشيعية في بغداد تم استدعاء مسؤولي غرف العمليات المشرفة على المناطق للتحقيق معهم ومعرفة ملابسات الحادث واتخاذ الاجراءات اللازمة بحقهم اذا ما ثبت تقصيرهم».

وتابع: «ستزود دور العبادة كافة بكاميرات حرارية يمكنها كشف مخططات الارهابيين قبل تنفيذ جرائمهم».

وقال: «التفجيرات التي طاولت بعض المساجد والحسينيات في بغداد تدخل في باب رد الفعل السريع غير المحسوب من قبل تنظيم القاعدة على اعتبار ان الاهداف التي ضربتها «تجمعات شعبية» وهنا اختفى التخطيط النوعي والتكنيك الفني وهذا يعكس حالة الانكسار الذي ضرب تلك التنظيمات الاجرامية التي لا شك انها تلفظ انفاسها الاخيرة».

ولفت المصدر الى ان «الفرق الامنية المشتركة التي ستضطلع بحماية دور العبادة والاماكن الحساسة ستضم الى جانب قوات الشرطة والجيش، عناصر من القوات الخاصة المدربة والشرطة الاتحادية».

وتابع: «ما يشاع عن تنفيذ خطط اجرامية مستقبلية لضرب بعض دور العبادة «السنّية» أمر مبالغ فيه والهدف منه اشاعة الفوضى بين العراقيين».

الى ذلك جدّد الوقف الشيعي دعواته الى العراقيين الى ضبط النفس وعدم الانجرار وراء مخططات اعداء العراق. وقال رئيس الوقف صالح الحيدري في اتصال مع «الحياة»: «ندعو العراقيين الى ضبط النفس وعدم الانجرار وراء محاولات الحاقدين على العراق».

واضاف «العراقي خبر محاولات الاعداء خلال السنوات الماضية في ايام الفتنة الطائفية التي روج لها الاعداء وبالتالي ادرك ان الهدف من تلك الاعمال الارهابية هو ضرب وحدة صف البلاد واعادة الفوضى الى مجتمعه مجدداً وهنا يبرز الوعي العراقي ازاء تلك المحاولات الفاشلة».

وتابع: «يجب التنبيه الى قضية مهمة وهي ان كل العراقيين وعلى اختلاف مذاهبهم وأطيافهم وقومياتهم مستهدفون من قبل الارهاب وأزلامه بهدف تخريب العراق». ودعا الحيدري دول جوار العراق الى منع الارهابيين من تنفيذ المخططات الرامية الى تمزيق وحدة صف البلاد وذلك بعدم ايوائهم وملاحقتهم وهذا الأمر إنما يحقق منافع مشتركة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 27/نيسان/2010 - 12/جمادى الأولى/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م