السلام في الشرق الأوسط: أحجية القرن العشرين تمتدُّ لما بعده

التسويف والخداع والمماطلة تجاه مَن لا يملك سوى الصبر

 

شبكة النبأ: ما زالت عملية السلام المتوقفة في الشرق الأوسط بانتظار من يحرِّك مياهها الراكدة نتيجة لحالة من فقدان الثقة بالجانب الإسرائيلي من جهة والجانب الأمريكي الذي يستمر بمجاملة تل أبيب من جهة أخرى.

ويعتبر الرئيس الأمريكي باراك أوباما التوصل لاتفاق قريب من مصلحة الامن القومي في الوقت الذي تقاتل فيه الولايات المتحدة المتشددين الإسلاميين في الخارج، لكنها لا تمارس أي ضغط يذكر على الحكومة الإسرائيلية التي تعرضت لانتقاد اللجنة الرباعية ومجموعة الدول العربية والعالم الغربي نتيجة الاستمرار بسياستها الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية..

وفي الوقت الحالي يريد أوباما من اسرائيل حليفة الولايات المتحدة كسر جمود مستمر منذ 15 شهرا من خلال تقديم تنازلات للفلسطينيين تتصل بالمستوطنات اليهودية ومستقبل القدس كعاصمة يتشارك فيها الجانبان.

ويقول زعماء اسرائيليون انه يلقي عليهم باللائمة ظلما في احباط توقعات سلام "ساذجة". وينفون ايضا اي صلة بين هذا الصراع و"الجهاد" الاسلامي الذي يتسم بالعنف.

ويقول نائب وزير الخارجية الاسرائيلي داني ايالون ان نهج أوباما لا يسهم الا بتشجيع الفلسطينيين بمواصلة الجلوس في مقاعد المتفرجين حتى "يقدم لهم اسرائيل على طبق من فضة".

لكن وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك حذر الائتلاف الحاكم في اسرائيل من الا ينسى حجم المساعدة الامريكية التي يتلقاها. وقال ان عليه أن يظهر لاوباما أن اسرائيل تريد حقا اتفاقا للسلام.

في الوقت نفسه يقول نبيل ابو ردينة المساعد البارز للرئيس الفلسطيني محمود عباس ان الفلسطينيين يشعرون بالرضا لحديث أوباما "بوضوح عن أن اقامة دولة فلسطينية هو في مصلحة الولايات المتحدة."وأضاف "عملية السلام تواجه مأزقا حقيقيا". بحسب رويترز.

ويقر أوباما بأنه لا يستطيع فرض حل ما لم تقم الاطراف المعنية "بالخروج من أنماط العداء القديمة." لكن اسرائيل وأنصارها في الولايات المتحدة يخشون أن يكون الرئيس الامريكي يفكر بالفعل في "فرض" حل.

ويدرس رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو رسميا مقترحات أوباما الاخيرة بشأن تحركات يتوقع حدوثها هذا الشهر لاستئناف محادثات السلام المتوقفة. لكن مصادر سياسية قريبة من رئيس الوزراء تقول ان من غير المرجح تقديم تنازلات كبيرة.

وترى اسرائيل ان المشكلة تكمن في فريق البيت الابيض وتلجأ للعناصر القوية المؤيدة لها في الكونجرس عملا بمبدأ الصديق وقت الضيق للسيطرة على ادارة أوباما.

وحين وصف أوباما الصراع بأنه "عقبة كبرى" في طريق المصالح الامريكية قالت رابطة مكافحة التشهير انه "يفكر بشكل خطير" وانضم المؤتمر اليهودي العالمي مؤيدا. وحثه الجانبان على الا يلقي باللائمة على اسرائيل في الانتكاسات الامريكية بأماكن أخرى.

وفي يد الزعماء الثلاثة أوباما وعباس ونتنياهو أوراقا للعب تنطوي على مخاطر كبيرة. وقامر عباس لكنه خسر في اكتوبر تشرين الاول الماضي حين رضخ لطلب أوباما بارجاء تقرير للامم المتحدة يزعم ارتكاب اسرائيل جرائم حرب في غزة. وهبطت شعبيته وفي غزة وصف "بالخائن". وهو في الوقت الحالي ينأى بنفسه عن الاضواء.

بينما يعتمد نتنياهو في استمرار ائتلافه الحاكم على أحزاب يمينية ودينية تعارض تقديم اي تنازل يتعلق بالمستوطنات ومستعدة لاسقاط الحكومة لتحول دون هذا.

وسيجازف أوباما بالاغلبية التي يتمتع بها حزبه الديمقراطي في الكونجرس في انتخابات نوفمبر تشرين الثاني القادم اذا خاطر باتخاذ موقف متشدد لم يسبق له مثيل مع زعماء اسرائيل. وقال مصدر سياسي اسرائيلي ان استراتيجية نتنياهو في الوقت الحالي هي " كسب الوقت" حتى يحين موعد انتخابات الكونجرس في نوفمبر.

ميتشل: نريد سلاما الآن..

من جهته أكد المبعوث الأمريكي للشرق الاوسط جورج ميتشل للزعماء الاسرائيليين والفلسطينيين الذين التقى بهم في نطاق جولته الحالية في المنطقة على تصميم الرئيس باراك اوباما على تحقيق تسوية للنزاع الفلسطيني الاسرائيلي في اقرب وقت ممكن.

واخبر المبعوث الامريكي المسؤولين الذين التقى بهم بأن الرئيس اوباما مصمم على ان تتحقق التسوية قريبا، وليس في المستقبل غير المنظور. بحسب رويترز.

ويصر الرئيس الامريكي، الذي وصف تحقيق السلام في الشرق الاوسط بأنه ضرورة استراتيجية للولايات المتحدة، على استئناف المفاوضات غير المباشرة بين الاسرائيليين والفلسطينيين في غضون اسابيع.

وطمأن ميتشل رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو بتصميم الرئيس اوباما الاكيد على ضمان امن اسرائيل، التي تدعي بأن وجودها مهدد من جانب البرنامج النووي الايراني. كما يؤكد الرئيس الامريكي على ضرورة ان يكون للفلسطينيين دولة مستقلة خاصة بهم.

وقال ميتشل لنتنياهو بهذا الصدد: كانت هذه سياسة امريكا، ومازالت هي سياسة امريكا وستستمر كذلك في المستقبل. ومن المقرر ان يجتمع ميتشل مع نتنياهو ثانية.

واصدر المبعوث الامريكي تصريحا ضمنه دعما قويا لتطلعات الفلسطينيين للاستقلال، وذلك قبيل اجتماعه برئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس.

وقال ميتشل في تصريحه: لا يصح ان يكون السلام الشامل في هذه المنطقة محض حلم، بل يجب ان يكون - ويمكن ان يكون - حقيقة. ونحن نريد ان تتجسد هذه الحقيقة قريبا، وليس في المستقبل غير المنظور.

الا ان وزارة الخارجية الامريكية حذرت من الافراط في التفاؤل في انفراج قريب في العملية السلمية، كما اكد كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات بأنه ينبغي على ميتشل بذل المزيد من الجهد قبل ان تتحقق الظروف الملائمة لاستئناف المفاوضات غير المباشرة.

وقال عريقات: لن تستأنف المفاوضات غير المباشرة مع الاسرائيليين في الايام المقبلة. واوضح عريقات بأن الرئيس الفلسطيني ما زال بانتظار رد ميتشل حول المطالب الفلسطينية بوقف اسرائيلي تام للنشاط الاستيطاني في الاراضي الفلسطينية المحتلة.

حماس: ميتشل لا يحمل سوى مقترحات صهيونية..

وبالمقابل قالت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) ان الولايات المتحدة تعمل على عرقلة جهود المصالحة الفلسطينية وان مبعوث السلام الامريكي جورج ميتشل الذي يزور اسرائيل ورام الله لا يحمل سوى مقترحات صهيونية.

وقال عزت الرشق عضو المكتب السياسي لحماس في بيان حصلت رويترز على نسخة منه "ميتشل لا يحمل في جعبته اي جديد سوى مقترحات صهيونية قدمها له (رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين) نتنياهو تشكل في جوهرها خطوة التفافية تعيد انتاج القديم في المواقف الصهيونية للتهرب من وقف عمليات التهويد والاستيطان... على ان تقدم اسرائيل رشوات تفاوضية لسلطة رام الله تحت عنوان سلسلة من (البوادر الحسنة)."

واكد ميتشل تصميم أوباما على التوصل الى حل للصراع في الشرق الاوسط. ويسعى أوباما من خلال الضغط على الطرفين الى انهاء 16 شهرا من توقف المفاوضات وبدء مفاوضات غير مباشرة بشأن اتفاق خلال اسابيع.

واعتبر الرشق ان "عودة سلطة عباس في رام الله لطاولة المفاوضات ستشكل مجددا غطاء لتهويد القدس."

وتساءل "عن اي مفاوضات يتحدثون والعدو الصهيوني قرر انتهاج ثلاث سياسات خطيرة في وقت واحد وهي تهويد القدس وسرقة المقدسات والاستمرار في بناء المستعمرات وزيادة مساحاتها وابعاد ابناء الشعب الفلسطيني من مواليد قطاع غزة من داخل فلسطين الى خارج مناطق القدس والضفة الغربية باتجاه قطاع غزة وحتى الى خارج فلسطين."بحسب رويترز.

وأضاف "الولايات المتحدة تعمل ايضا... على عرقلة جهود المصالحة الفلسطينية" معتبرا "ان التحدي الذي يواجه الجهود المصرية للمصالحة الفلسطينية يتمثل في الشروط الامريكية وسياسة السلطة الفلسطينية في رام الله التي لا تريد الا ان تستمر في التنسيق الامني ورفض التعاطي مع متطلبات الوحدة وجهود المصالحة."

واكد الرشق بان "طريق الوحدة الوطنية وانهاء الانقسام يمر عبر طريق واحد عنوانه رفض الشروط والاملاءات الاسرائيلية على المصالحة وانهاء مهزلة المفاوضات العبثية والعودة لمربع الشعب الفلسطيني وخياراته الوطنية."

نتنياهو: لا يمكن فرض السلام

ومن جهته أعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي انه لا يمكن فرض السلام في الشرق الاوسط، في ما بدا ردا على ما تردد من عزم ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما على عرض خطة اميركية للسلام في الشرق الاوسط.

وقال نتانياهو في حديث الى شبكة التلفزيون الاميركية ايه بي سي، ان على الاسرائيليين والفلسطينيين التفاوض للتوصل الى اتفاق وليس العمل انطلاقا من خطة جديدة تفصل الدولة الفلسطينية المنشودة.

واضاف نتانياهو "انا لا اعتقد ان ايا كان يمكن ان يتصور بشكل جدي ان بامكانه فرض السلام. السلام يجب ان يولد من بين مختلف الاطراف الذين يجلسون حول طاولة مستديرة ويعملون على تسوية خلافاتهم". وتابع رئيس الوزراء الاسرائيلي "لا يمكن وضع حد لمفاوضات السلام قبل ان نبدأ بها. انا مع بدئها على الفور".

وكانت سرت شائعات في واشنطن عن عزم ادارة اوباما على تقديم خطة سلام جديدة لاخراج عملية السلام من المأزق الذي وصلت اليه. لكن التوتر الدبلوماسي بين واشنطن وتل ابيب يرخي بظلاله على هذه الخطوة، اضافة الى الانقسام الذي يسود الجانب الفلسطيني.

وقال اوباما الاسبوع الفائت "الحقيقة انه في بعض هذه النزاعات، لا يمكن للولايات المتحدة ان تفرض حلولا الا اذا كان الاطراف مستعدين" لذلك.

واذا كان ثمة اقتناع بان واشنطن لا تستطيع ان "تفرض" حلا، فان بعض المراقبين يرون ان خطة طموحة هدفها لفت انتباه الاطراف المعنيين الى "المشاكل الكبرى" يمكن ان تساعد في التخفيف من التوتر.

ويشهد التحالف الوثيق بين الولايات المتحدة واسرائيل ازمة منذ زيارة نائب الرئيس الاميركي جو بايدن لاسرائيل في اذار/مارس الفائت والتي تزامنت مع اعلان الدولة العبرية بناء وحدات استيطانية جديدة في القدس الشرقية المحتلة التي يريد الفلسطينيون ان تكون عاصمة دولتهم المقبلة.

عباس: لن أقبل دولة فلسطينية بحدود مؤقتة

ولاحقاً سارع رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، إلى الرد على التقارير التي أشارت إلى عزم إسرائيل عرض صيغة دولة بحدود مؤقتة على الجانب الفلسطيني، فقال إنه لن يقبل بدولة مماثلة، كما شدد على الربط بين وقف الاستيطان وعودة المفاوضات مع الإسرائيليين.

وحمّل عباس، في كلمة ألقاها السبت أمام الدورة الثالثة للمجلس الثوري لحركة فتح برام الله، إسرائيل مسؤولية ما قد يحصل إن فشلت جهود إقامة الدولة الفلسطينية، بينما ردت مصادر إسرائيلية بنفي تقديم طرح مماثل للسلطة الفلسطينية.

وقال عباس: "لن نقبل الدولة بالحدود المؤقتة، هذا مرفوض، لكن أنا أحذر من أن فكرة الدولة الواحدة (التي تضم فلسطينيين وإسرائيليين) بدأت تتسرب بين الناس." وطالب إسرائيل بأن تتخذ قرارا مسؤولا "بوقف كافة النشاطات الاستيطانية بالقدس وسائر الأرض المحتلة."

وأضاف رئيس السلطة الفلسطينية أن العودة للمفاوضات "مرهون بوقف غول الاستيطان" واتهم تل أبيب بـ"السعي إلى تعطيل الفرصة التاريخية لتحقيق السلام،" لكنه شدد على أن ما تريده إسرائيل "ليس قدراُ" بالنسبة للشعب الفلسطيني. بحسب سي ان ان.

ودعا عباس إلى "حوار مسؤول بين مختلف القوى والأحزاب الفلسطينية والإسرائيلية، ومع مختلف التجمعات والمنظمات اليهودية بالعالم، كما حض على مواصلة المصالحة الوطنية الفلسطينية، مشيراً إلى وجود "قوى إقليمية لا تريد للمصالحة أن تتم."

وتابع: "السؤال لإسرائيل: هل تريدون الدولتين على حدود عام 1967؟ نحن جاهزون، وإن كنتم لا تريدون فأنتم مسؤولون عن ما يجري بعد ذلك."

وكان عباس قد استقبل في رام الله المبعوث الأميركي الخاص للسلام في الشرق الأوسط، جورج ميتشل، الذي أكد بعد نهاية اللقاء أن بلاده "ستواصل العمل من أجل إحلال السلام في المنطقة، لأن السلام هو مصلحة للشعب الفلسطيني والإسرائيلي وللولايات المتحدة."

وعبّر ميتشل عن "دعم واشنطن" لعباس ورئيس حكومته سلام فياض والقيادة الفلسطينية، وشدد على ضرورة حل الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين وفق مبدأ "حل الدولتين."

ولكن رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، عبر عن وجهة نظر أكثر تشاؤماً، وقال إنه "ليس هناك إطلاق للمحادثات غير المباشرة خلال الأيام المقبلة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، ولكن المحادثات مع الجانب الأميركي ستستمر."

وأضاف عريقات، عقب لقاء عباس وميتشل: "نأمل أن تكون الأمور واضحة من خلال استمرار محادثاتنا مع الجانب الأميركي، لأننا نريد إعطاء فرصة للجهود الأميركية..  نحن نريد أن يتحقق إنهاء الاحتلال الإسرائيلي الذي بدأ عام 1967، ولكن الذي يضع العراقيل أمام بدء المحادثات هو الطرف الذي يصر على لغة الإملاءات والمستوطنات والاقتحامات والاغتيالات والحصار وهو الجانب الإسرائيلي."

 وأضاف: "'بالأمس (رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين) نتنياهو تحدث عن استمرار الاستيطان وعدم الرغبة في الحديث عن القدس في المفاوضات النهائية، وعدم الرغبة في الحديث عن حدود 1967، بمعنى وضع عدة شروط على الجانب الفلسطيني، ويقول إن على الجانب الفلسطيني أن يأتي إلى المفاوضات دون شروط مسبقة."

فياض يمضي بالدولة المستقبلية

وشارك رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض الفلسطينيين في قرية بالضفة الغربية حراثة ارض وحفر قناة احتجاجا على سيطرة اسرائيل على الاراضي الفلسطينية.

ودفع الاقتصادي السابق بالبنك الدولي الذي كان يرتدي قميصا وقبعة المحراث الصدئ بقدمه فيما كان المستوطنون اليهود يتابعون الموقف من موقع استيطاني مقام على تل قريب.

وكان فياض يحيي ذكرى يوم الارض وهي ذكرى سنوية للاحتجاجات التي اندلعت عام 1976 على استيلاء اسرائيل على الارض التي يملكها العرب في منطقة الجليل. ويحتفل بهذه الذكرى في الضفة الغربية وقطاع غزة والبلدات العربية في اسرائيل. بحسب رويترز.

يقع الحقل الذي حرثه فياض في منطقة تقع تحت السيطرة الاسرائيلية الكاملة وتعرف "بالمنطقة ج" طبقا لاتفاق السلام المؤقت بين الفلسطينيين والاسرائيليين.

وفي اطار خطته لبناء مؤسسات لدولة مستقبلية بحلول 2011 قال فياض ان مثل هذه الارض - التي تشكل ما يصل الى 60 في المئة من الضفة الغربية - ستكون "مسرح عملياتنا".

وقال فياض "هذا رمز لرفضنا الكامل لخطط المستوطنين ولتصميم شعبنا على التمسك بارضه والاعتناء بها. شعبنا متجذر هنا."

ويزور فياض على نحو متواتر "المنطقة ج" حيث اقحمت المستوطنات بين بلدات وقرى الضفة الغربية التي يسكنها 2.5 مليون فلسطيني.

ويرفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس استئناف محادثات السلام المعلقة منذ 15 شهرا ما لم تأمر اسرائيل بتجميد كامل للبناء الاستيطاني. وامر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بتجميد جزئي مدته عشرة اشهر في نوفمبر تشرين الثاني.

وقرية قراوة بني حسان محاطة بالمستوطنات اليهودية التي يعتبرها القانون الدولي غير مشروعة وهو ما تطعن فيه اسرائيل. وبدأ مستوطنو احد الجيوب الاستيطانية تخطيط الارض في خطوة وصفها قرويون بانها تمهيد واضح للاستيلاء عليها.

ووصل فياض الى الحقل مستقلا سيارة تعمل بالدفع الرباعي على طريق ترابي وتعهد للقرويين بانه سيعبده وهو وعد اوفى به في عدد من القرى النائية بالضفة الغربية.

وتقول اسرائيل ان خطة فياض لبناء مؤسسات وبنى تحتية لدولة قابلة للحياة على مدى عامين ربما تكون علامة على محاولة اعلان الاستقلال من جانب واحد.

وقال فياض انه يريد تحقيق "رؤيتنا للحقائق على الارض... الحقائق الايجابية على الارض المتسقة مع حق شعبنا في تقرير مصيره على ارضه."واضاف "نحن مصممون اكثر من اي وقت مضى على فعل ذلك خلال الوقت الذي حددناه" في اشارة الى موعده المستهدف بحلول منتصف 2011.

نقاط على طريق الصراع الطويل..

أدانت المجموعة الرباعية الدولية لوسطاء السلام في الشرق الاوسط في اجتماع بموسكو وللمرة الثانية خطط اسرائيل بناء مستوطنات جديدة في القدس الشرقية لكن الولايات المتحدة قالت ان اسرائيل تتحرك باتجاه بحث هذه القضية. وفيما يلي عرض لتواريخ مهمة على طريق الصراع الطويل بحسب رويترز:

1897 - اعلان يهود أوروبيين في الحركة الصهيونية هدف اقامة دولة يهودية في فلسطين التي كانت تحت الحكم العثماني.

1917 - استيلاء القوات البريطانية على فلسطين من الامبراطورية العثمانية التي انهارت في الحرب العالمية الاولى واعلان ارثر بلفور وزير الخارجية البريطانية انذاك دعمه لاقامة "دولة قومية" لليهود في فلسطين.

1945 - الكشف عن المحرقة النازية وهجرة المزيد من اليهود الى فلسطين مما عزز الدعم الغربي لاقامة دولة يهودية.

1948 - خروج القوات البريطانية من فلسطين واعتراف القوى الكبرى باسرائيل بينما أسفرت خطة تقسيم وضعتها الامم المتحدة على حرب حصلت الدولة اليهودية بعدها على 78 في المئة من الارض وأصبح نصف عرب فلسطين لاجئين.

1967 - استيلاء القوات الاسرائيلية على ما تبقى مما كان ضمن أرض فلسطين تحت الانتداب البريطاني وذلك في هجمات على دول عربية وصفتها اسرائيل بأنها استباقية فاستولت على الضفة الغربية والقدس الشرقية من الاردن وقطاع غزة من مصر. واستولت اسرائيل أيضا على مرتفعات الجولان السورية.

1988 - بعد انتفاضة استمرت عاما أعلن ياسر عرفات زعيم منظمة التحرير الفلسطينية المنفي انذاك نبذه "الارهاب" وقبوله حق اسرائيل في الوجود.

1991 - مع انتهاء الحرب الباردة مهد مؤتمر الشرق الاوسط في مدريد بدعم من واشنطن وموسكو الطريق أمام اتفاقات السلام.

1993 - مصافحة تاريخية بين عرفات واسحق رابين رئيس الوزراء الاسرائيلي انذاك في البيت الابيض بينما كان بيل كلينتون رئيسا للولايات المتحدة ووضع الاطار العام لاتفاقات أوسلو التي تمنح الفلسطينيين حكما ذاتيا محدودا في الضفة الغربية وقطاع غزة المحتلتين.

1994 - توقيع معاهدة سلام بين رابين والعاهل الاردني الملك حسين لتنهي 46 عاما من الحرب.

1996 - انتخاب اليميني الاسرائيلي بنيامين نتنياهو رئيسا لوزراء اسرائيل بعد اغتيال رابين عام 1995 على يد اسرائيلي يعارض اتفاقات أوسلو التي رأى فيها تنازلا اسرائيليا وبعد موجة من التفجيرات الانتحارية في اسرائيل والتي نفذتها حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية (حماس).

2000 - فشل كلينتون في حمل عرفات ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك الذي ينتمي لحزب العمل على التوصل لتسوية نهائية في كامب ديفيد. وبعد ذلك بشهور اندلعت الانتفاضة الفلسطينية الثانية ووقعت تفجيرات وأعمال عنف أوسع نطاقا استمرت لسنوات.

2003 - الزام الطرفين في خطة خارطة الطريق لاحلال السلام بوقف العنف والزام اسرائيل كذلك بوقف الاستيطان اليهودي في الاراضي المحتلة.

2005 - انتخاب محمود عباس رئيسا للفلسطينيين بعد وفاة عرفات عام 2004 . وقرر ارييل شارون رئيس الوزراء الاسرائيلي اليميني انذاك سحب المستوطنين والقوات من قطاع غزة.

2006 - فوز حماس بانتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني وتشكيلها حكومة قاطعتها اسرائيل والقوى الغربية.

2007 - حماس تسيطر على قطاع غزة. وبعد ذلك بشهور عقد الرئيس الامريكي السابق جورج بوش اجتماعا بين عباس وايهود أولمرت خليفة شارون في رئاسة الوزراء الاسرائيلية لبدء مسعى جديد لاتفاق سلام وكان ذلك في بلدة أنابوليس الامريكية.

ديسمبر كانون الاول 2008 - بعد عام من الحديث دون جدوى أوقف عباس المفاوضات عندما شن أولمرت حربا على غزة التي تسيطر عليها حماس.

يناير كانون الثاني 2009 - عين باراك أوباما الرئيس الامريكي الجديد جورج ميتشل مبعوثا لواشنطن في الشرق الاوسط. وكان ميتشل وسيطا في أيرلندا الشمالية.

مارس اذار - انتخاب نتنياهو مجددا رئيسا لوزراء اسرائيل على رأس ائتلاف أغلبيته من الاحزاب اليمينية.

يونيو حزيران - قبول نتنياهو بضرورة اقامة دولة فلسطينية ولكن في الوقت المناسب وبموجب شروط لحماية أمن اسرائيل وذلك بعد دعوات من أوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون.

سبتمبر - أوباما يجعل عباس ونتنياهو يتصافحان في اجتماع للامم المتحدة مما أحبط امالا فلسطينية في أن أوباما سيستمر في دعم طلب عباس تجميد الاستيطان قبل بدء محادثات جديدة.

نوفمبر تشرين الاول - كلينتون تصف قرار نتنياهو التجميد الجزئي لتراخيص البناء الاستيطاني في مستوطنات الضفة الغربية لمدة عشرة شهور بأنه "لم يسبق له مثيل." وعباس يقع تحت ضغط أمريكي متنام من أجل العودة الى المفاوضات.

3 مارس 2010 - الجامعة العربية تؤيد اعطاء مهلة أربعة أشهر لاجراء "محادثات غير مباشرة" في صيغة تسمح لعباس باستئناف شكل ما من المفاوضات دون تلبية طلبه وقف الاستيطان. وأدانت حماس الامر مما أكد على عمق الانقسام بين الفلسطينيين.

7 و8 مارس - ميتشل يجتمع مع نتنياهو وعباس ويقول انه سعيد لان الطرفين اتفقا على اجراء محادثات غير مباشرة عبر وساطة أمريكية.

9 مارس - بعد ساعات من تأكيد جو بايدن نائب أوباما على التزام الادارة الامريكية بأمن اسرائيل في مواجهة التهديدات من طهران وافقت وزارة الداخلية الاسرائيلية على بناء 1600 وحدة سكنية جديدة لمستوطنين يهود في جزء من الضفة الغربية ضمته الى القدس. وأدان بايدن الخطط الاسرائيلية.

12 مارس - كلينتون تقول لنتنياهو انه يجب أن يعمل لاصلاح العلاقات مع واشنطن بعد توتر سببته المستوطنات الاسرائيلية.

19 مارس - حاولت اسرائيل انهاء الخلاف مع الولايات المتحدة بالقول انها ستتخذ "خطوات لبناء الثقة" مع الفلسطينيين.

- دعى اجتماع للمجموعة الرباعية الدولية في موسكو كل الاطراف الى تعزيز محادثات السلام غير المباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين في اطار خطوات باتجاه اقامة دولة فلسطينية في غزة والضفة الغربية المحتلة في غضون 24 شهرا.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 26/نيسان/2010 - 11/جمادى الأولى/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م