الكتاب في يومه العالمي... احتضار في الشرق واحتفاء في الغرب

 

شبكة النبأ: يعتبر الثالث والعشرون من نيسان/أبريل تاريخاً رمزياً للاحتفال بيوم الأدب العالمي إذ توفي في هذا اليوم عام 1616 كل من سيرفنتس، شكسبير وإينكا جارسيلاسو دي لا فيجا، كما أن هذا اليوم هو تاريخ ميلاد أو وفاة عدد من المؤلفين المشهورين من أمثال موريس دروان، ك. لاكسنس، فلاديمير نابوكوف، جوزيف بلا ومانويل ميجيا فاليجو.

كان اختيار مؤتمر اليونسكو العام الذي عقد في باريس عام 1995 لهذا التاريخ اختياراً طبيعياً فقد أرادت فيه اليونسكو التعبير عن تقديرها وتقدير العالم أجمع للكتاب والمؤلفين وذلك عن طريق تشجيع القراءة بين الجميع وبشكل خاص بين الشباب وتشجيع استكشاف المتعة من خلال القراءة وتجديد الاحترام للمساهمات التي لا يمكن إلغاؤها لكل الذين مهدوا الطريق للتقدم الاجتماعي والثقافي للإنسانية جمعاء.

مائة كتاب وكتاب

"مائة كتاب وكتاب" هو اسم معرض لكتاب الطفل، وهو مشروع إقليمي لدعم أدب الأطفال في العالم العربي وتشجيع الأطفال على القراءة. ويتولى تمويل هذا المشروع الوكالة السويدية الدولية للتنمية Sida، أما مؤسسة آنا ليند، وهي مؤسسة أوروبية انبثقت عن اتفاقية برشلونة، فتتولى تنفيذ المشروع، سعياً إلى تشجيع حوار الثقافات بين أوروبا ودول حوض البحر المتوسط.

وتكمن خصوصية هذا المعرض في كونه معرضاً متنقلاً، تُقدم فيه الكتب المختارة للعرض في خمس دول مختلفة، اختارتها الجهة الممولة لتنظيم هذا المعرض، وهي مصر ولبنان وسوريا وفلسطين والأردن. وكما تشرح السيدة سوزان أبو غيدا المشرفة على تنظيم هذا المعرض في حديث إلى دويتشه فيله، فإن المائة كتاب المختارة للتقديم في هذا المعرض سيتم نسخها في ثلاثة نسخ وتوزيعها على البلدان المختلفة، وبالتالي سيكون من الممكن إقامة المعرض في لبنان وفلسطين وغيرها من الدول الأخرى في الوقت ذاته. والهدف من ذلك تشجيع أبناء الدول العربية المختلفة على التعرف على كتابات وإبداعات الدول العربية الأخرى كما تقول سوزان أبو غيدا.

وفتح المشرفون على هذا المعرض باب الترشيح أمام جميع دور النشر العربية، التي تقوم بنشر قصص وروايات الأطفال، على أن تقوم اللجنة المختصة باختيار أحسن مائة كتاب من الكتب المقترحة ليتم تقديمها في المعرض. ويتم ذلك وفق توفر شروط محددة في هذه الكتب. إذ أن لجنة المعرض لا تقبل إلا الكتب المكتوبة أصلاً باللغة العربية وترفض الكتب المترجمة من الآداب الأخرى. ويجب أن تكون هذه الكتب صادرة حديثاً، أي في الفترة الممتدة من 2008 إلى 2010.

 إضافة إلى ذلك يوجد شرط أساسي آخر، توضحه المشرفة على المشروع بالقول: "يجب أن لا تكون هذه الكتب مشجعة على الكراهية أو على عدم تقبل الأخر".

وتأتي فكرة هذا المشروع في إطار دعم أدب الطفل في العالم العربي وتشجيع الأطفال على القراءة سواء من خلال إقامة هذا المعرض أو عن طريق الأنشطة الموازية التي ستُقام على هامشه.

إذ يحرص المشرفون على المعرض توفير أجواء احتفالية موازية للمعرض مثل سرد روايات وقصص وتنظيم مسابقات ثقافية تحفز وتشجع على القراءة.

وفي هذا الصدد تقول سوزان أبو غيدا: "فالأمر لا يقتصر على معرض للكتاب فحسب، وإنما يشمل كذلك أحداثاً ثقافية منظمة على هامش المعرض، مثل قراءات قصصية. فكل هذا يشجع الأطفال على القراءة".

وتشجيعاً منها لأفضل الإبداعات في المعرض ستقوم اللجنة المنظمة باختيار أفضل عشرة كتب من الكتب المعروضة. وستكافئ أصحاب هذه الكتب باستضافتهم في رحلة إلى الدول الخمس التي تحتضن المعرض، للتعريف بأدبهم وكتابتهم.

وهذا الأمر يدخل في صميم الهدف من وراء تنظيم المعرض، المتمثل في تعريف أطفال من دول عربية مختلفة بإبداعات أدب الأطفال في دول عربية أخرى. وتعلل أبو غيدا ذلك بأن ذلك يهدف إلى "خلق نوع من الفضول لدى الطفل العربي، يدفعه إلى الرغبة في الانفتاح على محيطه الإقليمي والتعرف عليه أكثر فأكثر".

وحددت اللجنة المنظمة تاريخ 1 يوليو/ تموز 2010 موعداً نهائياً لقبول ترشيحات دور النشر لكتبها التي سيتم اختيارها للمشاركة في معرض "مائة كتاب وكتاب"، الذي سيُقام بداية عام 2011.

ربع التونسيين لم يطالعوا كتاباً في حياتهم

من جانب آخر كشف ان ثلاثة أرباع التونسيين لم تطأ أقدامهم مكتبة عمومية، وأكثر من 22.74 بالمائة منهم لم يطالعوا طيلة حياتهم كتابا مهما كان نوعه".

هذا ما خلصت إليه "اللجنة الوطنية للاستشارة حول الكتاب والمطالعة" (حكوميّة) بعد إجراء دراسة ميدانية للوقوف على علاقة التونسيّ بالكتاب.

الأرقام كانت مفزعة، والأسباب تباينت من جهة إلى أخرى، ما حدا بالإعلام التونسيّ إلى إطلاق صيحات الفزع و التحذيرات من أنّ "مجتمع المعرفة" المنشود لا يزال صعب المنال.

تقول دراسة "اللجنة الوطنية للاستشارة حول الكتاب والمطالعة" أنها اهتمت بعينة ممثلة لمختلف الشرائح العمرية والفئات الاجتماعية للمجتمع التونسي (1029 مستجوبا) في محاولة لتحديد علاقة المواطن التونسي بالكتاب والمطالعة.

وكشفت الدراسة أنّ ربع التونسيين لم يقرؤوا كتابا واحدا في حياتهم، وقرابة العشرين بالمائة لا يحبون الكتاب أصلا. وثلاثة من أربعة تونسيين لم تطأ أقدامهم مكتبة عمومية ،وأن الجامعات لم تعد مكانا لمطالعة الكتب (18 بالمائة فقط قالوا أنهم يفضلون القراءة في الجامعة)، في حين حبّذت أغلبية العينة (أكثر من 94 بالمائة) المطالعة بالمنزل. وأشار 44 بالمائة من المستجوبين إلى أنهم لا ينفقون أكثر من ثلاثين دينارا سنويا لاقتناء الكتب.

وبيّنت الدراسة كذلك أنّ النساء في تونس يطالعن أكثر من الرجال بنسبة 7.51 بالمائة وان قرابة 6 قراء من بين 10 يطالعون أقل من 5 كتب كل سنة، وان 23.17 يطالعون ما بين 6 إلى 10 كتب في السنة باللغتين العربية والفرنسية، إما بحثا عن الثقافة العامة أو بسبب العادة أو الهواية. بحسب إذاعة هولندا العالمية.

واستنادا إلى إجابات العينة، فإن العزوف عن الكتاب و المطالعة عائد إلى "قلة الوقت" كما أكّد 57 بالمائة من المستجوبين، أو بعدم تحول المطالعة إلى عادة يومية (20 بالمائة)، فيما صرح 11 بالمائة أنهم يفضلون القيام بأنشطة أخرى عوض القراءة.

وتقلصت نسبة الأمية في تونس وفق الأرقام الرسمية إلى حدود 19 % من إجمالي السكان بعد أن كانت 27 % قبل عشر سنوات.في حين يبلغ عدد المكتبات العمومية 378 في مختلف أنحاء البلاد إضافة الى ما يعرف بالمكتبات المتجولة التي بلغ عددها 30 تغطي 1800 تجمعا ريفيا في محاولة لخلق عادة المطالعة مع سهولة الحصول على الكتاب.

وتُعرف تونس بـ"المعرض الدوليّ للكتاب" الذي يقام في أبريل – مايو من كلّ عام ، كما تعرف باحتفالاتها السنوية الضخمة لإحياء ذكرى شعرائها وأدبائها كالشاعر أبو القاسم الشابي و العلامة الطاهر بن عاشور والكاتب علي الدوعاجي، وبعض المناسبات العربية و الإسلامية على غرار "القيروان عاصمة للثقافة الإسلامية".

إلا أن معظم تلك التظاهرات و الحركية الثقافية والأدبية لم تنعكس ايجابيا على نتائج دراسة الكتاب و المطالعة ، مما شكل مفارقة كبيرة لم يستسغها كثيرون.

يقول الشاعر والكاتب التونسيّ البحري العرفاوي في تصريح للقسم العربيّ بإذاعة هولندا العالميّة أنّ "الإعلام الرسميّ يتحدّث عن محطات واحتفالات ومناسبات في حين أنها لا تتجاوز بعض الأعراف التي يكتفي فيها البعض بالشعارات والفرخ الخاويّ". ويضيف:"الثقافة ليست احتفالات، بل هي دربة على التفكير و التأمل و القراءة".

ثقافة الاستهلاك والرقابة يعيقان المطالعة

والأسباب التي قدمتها الدراسة الحكومية حول عزوف التونسيّ عن الكتاب والمطالعة على غرار ضيق الوقت وعدم اكتساب ثقافة المطالعة منذ الصغر، علاوة على انتشار "الثقافة الافتراضية" ومنافسة التكنولوجيات الحديثة، لم تقنع المتابعين في تونس.

وشكّك عدد من الكتاب والمعلقين التونسيين في تلك الأسباب في تعليقاتهم على نتائج الدراسة ، محملين البرنامج التربويّ مسؤولية عدم ترغيب الناشئة على المطالعة.

ويرى الشاعر البحري العرفاوي أن سيطرة ثقافة الاستهلاك ومخاطبة الغرائز في عصر العولمة له تأثير كبير على العزوف عن الكتاب، ويقول للقسم العربيّ:"هنالك رقابة صارمة تشرف عليها جهات دولية جعلت الناس تنصرف عن المطالعة مقابل مزيد الاهتمام بكتب الفراغ كعذاب القبر وكتب فنون الطبخ وأخرى تهتمّ بالسحر والشعوذة".

وشهد معرض تونس الدولي للكتاب العام الماضي انتقادات واسعة بعد أن فرضت إدارة المعرض رقابة صارمة على الكتب السياسية والدينية، مبررة تلك الإجراءات بـ"العمل على منع نشر الكتب التي تنشر أفكارا ظلامية وهدامة مقابل ترويج العناوين الداعية إلى تنوير العقل والانفتاح على الآخر".

وبخصوص منافسة وسائل الاتصال الحديثة والانترنت للكتاب، يرى الشاعر البحري العرفاوي إنّ "للكتاب جاذبيته الخاصة وتأثره الخاص رغم منافسة النشر الالكترونيّ الذي أخذ الكثير من وقت الشباب" على حدّ تعبيره، مؤكدا أن الحلّ الوحيد للمصالحة بين التونسيّ و الكتاب هو "ردّ الاعتبار للمعرفة و العارفين وضرورة الاعتراف بنجومية المثقفين حتى لا يتطاول الفارغون على المثقفين ".

أما "اللجنة الوطنية للاستشارة حول الكتاب والمطالعة" فقد دعت إلى ضرورة "إعطاء دفع جديد للخطة الوطنية للترغيب في المطالعة واعتبارها شأنا وطنيّا عاما ليشمل أطرافا أخرى والانفتاح على نسيج المجتمع المدني".

بالإضافة إلى "وضع خطة شاملة لإنتاج الكتاب وتوزيعه والتنسيق بين مختلف الشبكات المكتبية وتطوير وسائل عملها فضلا عن إيجاد السبل الكفيلة بتنمية الميول القرائية وترسيخ المطالعة كممارسة ثقافية في المجتمع التونسي."

صرخة مغربية

على صعيد متصل تشير إحصائيات في المغرب إلى انخفاض نسبة القراءة بشكل ملحوظ في هذا البلد الذي يعد من أكبر البلدان العربية من حيث عدد السكان. هذه الإحصائيات أثارت قلقا لدى المسؤولين والمثقفين المغاربة، فنُظمت ندوات وأقيمت أنشطة من بينها  مهرجان وطني للقراءة نُظم في العاصمة الرباط وبعض المدن المغربية في الفترة بين الـ 24 وحتى الـ 31 من ديسمبر/ كانون أول الماضي.

 ومن جانبه، يرى الدكتور البشير تامر  الأستاذ بجامعة محمد الخامس السويسي بالرباط ومسؤول كرسي اليونسكو لمحو الأمية وتعليم الكبار في حوار أجرته معه  دويتشه فيله أن انخفاض معدل القراءة ليس ظاهرة مغربية وإنما عربية بل وعالمية في ظل المنافسة بين الكتاب ووسائل المعرفة الأخرى التي تطورت بشكل كبير أثر على معدلات القراءة. ويضيف أن الأمية من أهم أسباب انخفاض معدلات القراءة كما أن مناهج التعليم وطرقها وكذلك صناعة الكتاب تؤثر في معدل القراءة،  "فالمدرسة والأسرة والمجتمع والمستوى الثقافي في كل بلد عوامل تؤثر بقوة في معدل القراءة".

 ويتفق معه في الرأي محمد عبد اللطيف قيسامي الأخصائي بمكتب اليونسكو بالرباط، لكنه يضيف: "إن معدل القراءة يتوقف أيضاً على الجهود التي تُبذل من أجل إنشاء منتديات القراءة وتشجيع ثقافة الاعتماد على ما هو مكتوب في الحياة اليومية، علما بأن مجتمعاتنا لا يزال يطغى عليها الخطابات الشفوية وهذا لا يحفز على القراءة".

 المهرجان الوطني للقراءة الذي أقيم مع نهاية العام الماضي شاركت فيه الدولة ممثلة من جهات عدة  وعلى رأسها وزارة الثقافة ووزارة التربية الوطنية والتعليم العالي إضافة إلى منظمات عديدة من بينها اليونسكو والإيسيسكو( المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم)، وقد كان الدكتور البشير تامر من بين أعضاء اللجنة المنظمة لهذا المهرجان ويقول إن الهدف من هذا المهرجان هو "إطلاق صرخة بأن الكتاب في خطر وكذلك قرع أجراس الإنذار حتى يأخذ الكتاب مكانته على كافة الأصعدة والمستويات".

ومن المنتظر أن تتواصل الجهود الرامية إلى التشجيع على القراءة وأن تنظم نسخة ثانية من المهرجان الوطني للقراءة. ويأمل البشير تامر أن يحدث هذا المهرجان ما أحدثته حملة "زمن الكتاب" التي نظمت قبل ستة أعوام ولاقت نجاحا كبيرا وأحدثت نقاشات وحراكا داخل المجتمع المغربي آنذاك.

ولم تكن "زمن الكتاب" مجرد حملة وإنما كانت برنامجا  جاء بناء على قرار سياسي للدولة لإيجاد حل لمعضلة القراءة من منظور سياسة شبابية، حسب ما ذكر لدويتشه فيله محمد الكحص وزير الشباب المغربي الأسبق. وقد لاقى "زمن الكتاب" ترحيبا كبيرا آنذاك ليس فقط داخل المغرب وإنما خارجها أيضا، حتى أن الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش أعلن تأييده الكبير لهذه الخطوة حسب وزير الشباب المغربي الأسبق والذي يضيف "إنه لا يمكن الاطمئنان إلى أي بناء مجتمعي ديمقراطي أو فكري أو حداثي إذا لم يكن مدعوما بالمعرفة التي تأتي "عبر الكتاب" .  

في حملة "زمن الكتاب" لم تكن هناك دعوة للمواطنين المغاربة للتبرع بأموال من أجل شراء الكتب وإنما بالتبرع بالكتب ذاتها وبلغ حجم الكتب التي تم الحصول عليها مائتي ألف كتاب وجهزت مكتبات محلية في دور الشباب وغيرها من الأماكن المرتبطة بقطاع الشباب وأرسلت إليها الكتب حتى أنه ظهرت المقاهي الثقافية والتي كانت لا تستقبل الكتب فقط وإنما أيضا الكتاب والمثقفين ذاتهم والذين شاركوا وتفاعلوا مع زمن الكتاب.

لكن الحملة واجهت أيضا آنذاك انتقادات من شخصيات لها ثقلها بحجم المفكر المغربي الكبير المهدي المنجره والذي يرى أن الأزمة في بلده ليست أزمة قراءة وإنما أزمة كتاب، فإنتاج المغرب من الكتب - حسب رأيه - قليل.   ويؤكد البشير تامر أن المهدي المنجره محق فيما يقول بالنظر إلى نوعية معينة من الكتب ويضرب مثالا بكتب الأطفال باللغة العربية: ففي حين تنتشر كتب الأطفال باللغة الفرنسية في المغرب يوجد نقص كبير في هذه الكتب باللغة العربية، كما أن عدد النسخ التي ينشرها معظم الكتاب لا تتعدى ثلاثة آلاف نسخة من العنوان الواحد وفي الغالب يكون ألف وخمسمائة نسخة فقط "في بلد تعداده ثلاثون مليون نسمة"، ويضيف البشير تامر أن الأمر يختلف بالنسبة للأدب سواء كان شعرا أم رواية فهناك "إنتاج مكثف وبأسعار زهيدة".

فكرة "زمن الكتاب" كانت تقوم على أنه لا يمكن وجود مجتمع قارئ إذا لم يتم تربية النشء من صغرهم على القراءة، فالقراءة يجب أن تكون من بين مكونات التربية الأولية للأطفال واليافعين والشباب حسب ما يقول محمد الكحص، وتشجيع القراءة لا يقتصر على مكان بعينه بل يجب أن يكون عملاً تربوياً مستمراً سواء في الأسرة أو المدرسة أو محل العمل ويطالب وزير الشباب المغربي الأسبق بأن  يسأل كل منا نفسه كم من مرة يمكن أن أتعرض فيها للاحتيال الفكري أو السياسي  أو غيره لأنني لا أملك الحصانة التي تتيحها القراءة والكتب، ومن يعتقد أن القطار قد فاته "فعليه أن يطرح هذه الأسئلة بالنسبة لأبنائه".

الإرث الأدبي الفرنسي ينتقل إلى العالم الرقمي

من جهة أخرى وتحديدا في زمن التواصل الرقمي، أصبح بالإمكان تصفح العديد من الكنوز الثقافية الفرنسية عبر شبكة الإنترنت، والفضل في ذلك يعود لمشروع جديد أطلقته غوغل للكتب.

إلا أن الحكومة الفرنسية تتخوف من أن مثل هذه الخطوة قد تُخضع هذه الكنوز الثقافية والأدبية لسيطرة غوغل التجارية، فوزير الثقافة الفرنسي فريدريك ميتران، يرى أن غوغل قدِمت إلى فرنسا بصفة استيطانية لتوقيع عقود تجارية تستفيد منها هي وحدها.

أما مدير مكتبة ليون فيجد رد الفعل الحكومي غامضا بعض الشيء، إذ يقول: تم نسخ هذا الكتاب للفيلسوف الفرنسي نوستراداموس، وعرضه إلكترونيا هنا في ليون حيث كتب... لذا لا أجد مشكلة في استخدام طرق جديدة للترويج للتراث والثقافة في فرنسا وأوروبا."

ووفقا للعقد الذي أبرمته المكتبة مع غوغل، ستقوم هذه الأخيرة بنسخ الكتب والوثائق القديمة مجانا، على أن يكون من حقها استخدام هذه الوثائق تجاريا خلال السنوات الخمسة والعشرين المقبلة. بحسب (CNN).

غير أن الحكومة الفرنسية تسعى من جانبها أيضا إلى الحفاظ على إرثها الثقافي عن طريق تحويل الكتب الثمينة إلى نسخ إلكترونية وجمعها في قاعدة بيانات تعرف باسم غاليكا.

إلا أنها لا زالت بحاجة إلى مساعدة خارجية للتمكن من نسخ الكم الهائل من الكتب لديها، مما يزيد التكهنات بإمكانية استعانتها بغوغل لحماية إرثها الأدبي من الاندثار.

يذكر أن مكتبة ليون تطمح إلى نسخ نحو 500 ألف كتاب خلال السنوات العشر المقبلة.

أسعار الكتب الرقمية

الى ذلك ذكرت تقارير إعلامية أن ثلاثة من كبار ناشري الكتب في الولايات المتحدة يعتزمون زيادة أسعار كتبهم الرقمية بعد أن طرحت شركة "آبل" الأمريكية للإلكترونيات جهازها الجديد لقراءة الكتب الرقمية ،آي باد ، وهو ما أجبر شركة أمازون المنافسة على التخلي عن سياسة "السعر الموحد".

كانت أمازون ، المتخصصة في التجارة الإلكترونية عبر الإنترنت ،تعرض كل الكتب الرقمية بسعر موحد قدره 9.99 دولارا حيث أن جهاز القارئ الرقمي "كانديل" الذي تنتجه كان يسيطر على سوق الكتب الرقمية في العالم ، بيد أنه مع طرح "آبل" جهازها الجديد "آي باد" ، أتاح ذلك الفرصة أمام دور النشر للبحث عن أسعار أفضل. بحسب الاستوشد برس.

وذكرت دار نشر ماكميلان أنها ستسحب كتبها من أمازون ما لم توفر الاخيرة المرونة السعرية التي تتيحها "آبل" ، والتي حددت سعرا يتراوح بين 99. 12 و99. 14 دولارا للكتاب الواحد.

ورغم اعتراض أمازون على تغيير الأسعار لكنها رضخت لتهديدات ماكميلان بالمقاطعة الأسبوع الماضي.

وذكرت مجلة "إنفورميشن ويك" أن مجموعتي هاربر كولينز وهاشيت بوك جروب للنشر تطالبان بنفس المرونة في تحديد أسعار كتبهما الرقمية.

مجهول يعيد كتابا استعاره قبل 45 عاما

من جانبهم اعتاد العاملون في مكتبة ديننجتون على تأخر قراء في اعادة الكتب التي يستعيرونها ولكن الطرد الذي تلقوه الشهر الماضي كان فريدا من نوعه.

واحتوى الطرد على نسخة ذات غلاف ورقي من الطبعة الاولى لكتاب " كواترماث والحفرة" للمؤلف نيجل كنيلي الذي تمت استعارته يوم 24 سبتمبر ايلول 1965.

وقالت اليسون لاوري مساعد أمين المكتبة "اعتقدت اولا انها عملية اعادة كتاب عادية حتى رأيت لون الصفحات .. كان لونها بني جدا عند الاطراف."

وأضافت "صحيح أن بعض الاشخاص يفضلون أخذ وقتهم مع كتاب جيد ولكن 45 عاما هي فترة زمنية لا تصدق." بحسب رويترز.

ويعتقد العاملون في المكتبة ان الكتاب تمت استعارته من مكتبة ديننجتون القديمة في شيفيلد بجنوب يوركشير والتي افتتحت في 1936 وتقع بالقرب من المبنى الحالي الذي افتتح عام 2000 .

وعلي اي حال فان هوية مستعير الكتاب بقيت لغزا لان السجلات لا تمتد لهذه الفترة ولن يكون هناك خطر التعرض لغرامة متراكمة كبيرة لان الحد الاقصى لجميع الغرامات هو ستة جنيهات استرلينية (تسعة دولارات).

وقالت لاوري "الشخص الذي اعاد الكتاب لن يكون عرضة لاي مشكلة .. اذا أراد الكشف عن نفسه فسوف نود معرفة القصة وراء هذا الامر."

استعار واشنطن الكتابين منذ 221 عاماً

في الختام يقال إنه لم يكذب يوماً ولو كان أول رئيس لولولايات المتحدة الأمريكية، جورج واشنطن، على قيد الحياة لربما أطلع "مكتبة مدينة نيويورك العامة، بمصير كتابين استعارهما قبل 221 عاماً مضت، بلغت جملة الغرامة المستحقة عليهما أكثر من نحو 4 آلاف دولار.

واستعار واشنطن الكتابين وهما: "خطب ذات شأن عظيم في العلاقات الدولية" و"المناقشات البرلمانية" في الخامس من أكتوبر/تشرين الأول عام 1789، على أن تجري إعادتهما في الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني، من العام نفسه. بحسب (CNN).

إلا أنهما لم يعودا مطلقاً إلى رفوف المكتبة الوحيدة بنيويورك، التي كانت العاصمة الأمريكية حينئذ.

ومنذ ذلك الوقت، بدأت المكتبة في تسجيل غرامة تأخير بلغ قدرها عدة سنتات يومياً.

وقدرت مكتبة نيويورك إجمالي مبلغ الغرامة، حتى وقتنا الراهن، بأكثر من نحو 4 آلاف دولار.

وقالت جين غولدشتاين، مساعدة أمين المكتبة: "كانت الغرامة آنذاك تعادل سنتان فقط، ارتفعت في وقتنا الراهن إلى 15 سنتاً."

وعرف بأمر الكتابين المفقودين عند اكتشاف دفتر سجلات قديم بقبو المكتب، يضم أسماء جميع الأشخاص الذين استعاروا كتباً من أقدم مكتبة بالمدينة خلال الفترة ما بين يوليو/تموز 1789 وأبريل/نيسان 1792.

واكتشف اسم الرئيس إلى جانب الكتابين، اللذين كانت تعرف المكتبة بشأن فقدانهما منذ فترة الثلاثينيات، إلا أن المسألة طرحت مجدداً مؤخراً أثناء محاولة إدخال الثورة الرقمية لسجلات المكتبة.

ويذكر أن نيويورك كانت عاصمة للولايات المتحدة، التي تم نقلها لاحقاً إلى واشنطن دي.سي.

وجورج واشنطن هو أول رئيس أمريكي، كان خصماً للانفصاليين وقاد الثورة التحريرية التي انتهت بإعلان استقلال الولايات المتحدة عن بريطانيا في 4/7/1786.

أدى واشنطن أول قسم دستوري في تاريخ الولايات المتحدة في شرفة مبنى مجلس الشيوخ في 30 أبريل/ نيسان 1789 ليحكم أميركا لفترتين متتاليتين من 1789 - 1797.

وأصيب بمرض توفي على إثره في 14 سبتمبر/أيلول 1799، قبل أن تنتهي السنة الثالثة من خروجه من الرئاسة.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 24/نيسان/2010 - 9/جمادى الأولى/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م