في العراق... نساء يشكين البطالة والملل

تحقيق: أسراء مهدي

 

شبكة النبأ: في ظل الظروف الاستثنائية إلي يمر بها العراق بات الملل من ابرز المشاكل النفسية التي تواجه النساء، سيما الخريجات منهن، وهن يقضين أوقاتهن في انتظار الحصول على فرصة عمل في وقت تتصاعد فيه معدلات البطالة.

فتقول رغد علي وهي مدرسة لمادة الأحياء لم يحالفها الحظ في الالتحاق بالعمل، "باتت فرصة التعيين أو الحصول على عمل ضئيلة جدا، بعد أن فشلت جميع محاولاتي في هذا الصدد".

وتضيف لـ(شبكة النبأ المعلوماتية)، "الملل سبب لي إحباط، خصوصا وأنا ضائعة في دوامة من الفراغ".

أما أسماء وهي متزوجة وأم لأربعة أطفال فتقضي على مللها بالانشغال بالأمور المنزلية فتقول، "أحاول البحث عن نشاط أملأ من خلاله وقت فراغي بما ينفعني وينفع عائلتي، مثل صنع الأشياء اليدوية لمنزلي، لذا أحاول قتل الملل بكل جهدي".

وتضيف أسماء، "لقد تغير الزمن، فعلى العكس من الماضي عندما كانت الأمهات لا يبارحن المنزل، باتت النساء ألان بحكم وضعها الاجتماعي قادرة على العطاء ومشاركة الرجل في البناء والعمل، سيما إن اغلب النساء في الوقت الحاضر من المتعلمات ويحصلن على شهادات جامعية تهيؤهن لذلك".

حق المشاركة في المسؤولية

الى ذلك ترى السيدة شيماء حسين وهي خريجة معهد المعلمات قسم التربية الإسلامية إن على الرجل الالتفات الى معاناة المرأة من مشاعر الملل والإحباط الذي يسببه سلب حقها في المشاركة في مسؤوليات الحياة اليومية، فتقول، "الرجال في مجتمعنا لا يلتفتون الى التطور الذي يشهده العالم، ومفاهيم عصرنا الحالي التي تجعل من المرأة شريك فعلي مع الرجل في مختلف مناحي الحياة، وهذا ما يحثنا عليه ديننا الإسلامي الحنيف".

وتضيف شيماء لـ (شبكة النبأ المعلوماتية)، "مجتمعنا يحتكر كل شي للرجال، ويضع الأولوية لهم، دون إدراك إن سعادة المرأة سبب في سعادة الرجل وتعاستها تعاسة له أيضا".

من جهتها أكدت الباحثة الاجتماعية حنان العبيدي إن الملل المتفشي حاليا بين النساء هو شعور بالفراغ نابع من خلل فيزيولوجي إي جسماني وليس فقط نفساني وقد يظهر الملل أحيانا بشكل انزعاج صحي وعلى المستوى الأعمق هناك، فتقول العبيدي، "وهناك نوع معين من الملل احدهما هو وليد ظروف آنية مثل حالة الانتظار المستمرة، أو الروتين في الحياة والممارسات اليومية، والآخر ملل مرضي نفسي يصيب الإنسان بسبب الغبن أو الشعور بالإجحاف والإحباط، وهو على الأغلب يصيب النساء بسبب قضائهن ساعات طويلة في المنزل دون عمل أو الهاء".

وترى العبيدي، "تترتب بسبب تفاقم تلك الحالة سواء للرجل أو المرأة عواقب وخيمة، مثل الانحراف الى سلوكيات سلبية أو ممارسة بعض الهوايات المضرة كالتدخين أو حتى معاقرة الخمور، فضلا عن الانتحار وان كانت معدلات حدوثه منخفضة جدا".

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 22/نيسان/2010 - 7/جمادى الأولى/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م