
شبكة النبأ: سيتمكن السياح الأجانب من
اكتشاف بلاد بين النهرين مجددا بفضل مبادرة شركة سياحية فرنسية قررت
تنظيم رحلات لمواقع أثرية في جنوب العراق.
فيما أعرب عدد من مواطني العاصمة بغداد، عن أملهم بعودة السياحة
النهرية في نهر دجلة بوصفها متنفسا للعوائل العراقية، بعد توقف دام
أكثر من عقد بسبب الظروف التي مرت بها البلاد، لاسيما بعد تحرك وزارة
النقل مؤخرا في هذا الاتجاه.
وقال هوبير ديباش المدير العام لشركة "تير انتيار-كل الارض"
المتخصصة بالرحلات الثقافية والدينية، لوكالة فرانس برس "ان رحلتنا
الافتتاحية ستكون من السادس الى الرابع عشر من حزيران/يونيو، في منطقة
الناصرية، بعد ذلك سنقوم برحلات منظمة اعتبارا من ايلول/سبتمبر بمعدل
رحلة واحدة كل ثلاثة اسابيع". وتراهن الشركة على اجتذاب مئة سائح عام
2010 على امل ان يرتفع العدد الى 500 عام 2011.
وبما ان الطريق البري بين بغداد والناصرية لا يزال غير آمن بعد بشكل
كامل، سيصل السياح الى الكويت ومنها سيعبرون الحدود الى الناصرية
الواقعة على بعد نحو 300 كلم جنوب بغداد. اما كلفة الرحلة التي تمتد
على تسعة ايام فستكون 2500 يورو. بحسب فرانس برس.
وسيقيم السياح في احد فنادق مدينة الناصرية، ومنه سينتقلون برفقة
دليل سياحي الى مدينة اور التاريخية التي شهدت ولادة اب الانبياء
ابراهيم حسب التوراة. كما سيتمكنون من زيارة آثار الزقورة التي خصصت
لعبادة الهة القمر ابان الحضارة السومرية.
وستتضمن جولة الوفد السياحي الذي يفترض ان يضم 20 شخصا، زيارة آثار
لكش احدى المدن السومرية القديمة ولارسا واوروك مدينة البطل الاسطوري
غلغامش، وآثار اريدو وبابل وماريس التي تضم اكبر النظم الايكولوجية في
العالم والتي تخضع لاعادة تاهيل حاليا للمرة الاولى بعد سياسة التجفيف
التي فرضها نظام صدام حسين.
وعلى مقربة من اور، التي تاسست منذ اكثر من 4500 عام، توجد محافظة
ذي قار وعاصمتها مدينة الناصرية، والتي ينتشر فيها نحو 47 موقعا اثريا
غاية في الاهمية.
واوضح ديباش انه "بعد الفترة الطويلة من الحروب المتلاحقة التي
عاشها العراق، نريد تنظيم رحلات سلام ومعرفة في هذا البلد الذي شهد
ولادة الكتابة وبدء التاريخ".
وتوقفت السياحة في العراق منذ نحو ثلاثين عاما بسبب الحرب
العراقية-الايرانية (1980-1988)، ثم اجتياح الكويت وحرب الخليج عام
1990، الذي اعقبه الحصار الدولي الذي اعلنته الامم المتحدة للعراق تلاه
اجتياح العراق عام 2003 بقيادة الولايات المتحدة، وما اعقبه من حرب
طائفية خصوصا خلال العامين 2006 و2007.
مطلوب مستثمرين أجانب لاستغلال قصور صدام
وجعل الدكتاتور صدام حسين قصوره فردوسا في الصحراء لكن مسقط رأسه
يتطلع الان الى مستثمرين أجانب لتحويل منتجعات الدكتاتور الى مزار
سياحي.
ويرى مسؤولون محليون أن 76 قصرا مهجورا تمتد على مساحة مئات الافدنة
تركها صدام منجم ذهب محتمل بالنسبة لمحافظة صلاح الدين التي تشكو من
نقص حاد في الاموال.
وقال جوهر حمد الفحل رئيس هيئة استثمار محافظى صلاح الدين لتلفزيون
رويترز "هذه القصور مهيأة.. جاهزة لا تحتاج الى اعادة تاهيل وامور
بسيطة جدا وتكون منطقة سياحية رائعة."
وتوسع صدام في البناء في تكريت معقل عشيرته والتي تقع على بعد 160
كيلومترا شمالي بغداد. وشيد ستة قصور في قرية العوجا وحدها حيث مسقط
رأسه وجعل مجمع قصور تكريت أكبر مجمع لقصوره.
وتشير بيانات الجيش الامريكي الى أن اجمالي عدد المباني في المنطقة
التي تفتخر ببحيراتها الاصطناعية وبساتين النخيل يبلغ 136 مبنى وتغطي
مساحة تزيد على ألف فدان. واستخدمتها القوات الامريكية كقاعدة الى أن
سلمتها للسلطات العراقية في نوفمبر تشرين الثاني عام 2005 .
والان فان كثيرا من هذه المباني الرملية اللون والمزودة غالبا بقباب
وأبراج بينما داخل المبانى مغطى بالرخام يضمحل خلف نهر دجلة. ولا يزال
يبدو على بعضها الاضرار الجسيمة التي لحقت بها جراء الغزو الذي قادته
الولايات المتحدة في عام 2003 والذي أطاح بصدام حسين.
وقال مطشر حسين عليوي محافظ صلاح الدين "العراق يحتاج الى دخول
شركات اجنبية استثمارية عملاقة لان الخراب الذي اصاب البنى التحتية بعد
2003 شيء مريع."والغالبية الساحقة من السياح في العراق مسلمون يرتادون
المزارات وهناك عدد قليل من السياح الذين تجذبهم الاثار القديمة.
ويشير متحدث باسم وزارة السياحة والاثار الى أن عدد رواد السياحة
الدينية في العراق بلغ 1.25 مليون زائر في العام الماضي وهو أكثر من
ضعف عددهم في عام 2007 بعد انحسار أعمال العنف.
ولن تكون قصور تكريت أول قصور لصدام حسين يجري تحويلها الى منتجع.
فقد تحول نزل للضيافة في قصر بابل الضخم على بعد 100 كيلومتر جنوبي
بغداد الى مقصد لحديثي الزواج.
ويوجد في وسط وجنوب العراق 160 قصرا من بينها 60 قصرا في بغداد
وحدها. ولم يتم بعد حصر القصور الموجودة في المنطقة الكردية في شمال
العراق.
جزيرة بغداد السياحية تستقبل زائريها مجددا
ويقف حسين ناجي مرتديا ملابس قوات الشرطة الوطنية الزرقاء وهو يحمل
رشاش كلاشنيكوف لحراسة جزيرة بغداد التي اعيد افتتاحها كمنتزه بعد ان
كانت ساحة لاعمال العنف خلال الفترة الماضية.
ويرى ناجي (39 عاما) الذي كان يقف وسط اشجار النخيل قرب بحيرة وسط
مبان من الطراز العثماني بدت جرداء اللون، ان الحياة ليست دائما على
هذه الحال، في اشارة الى جمال الطبيعة والهدوء.
وكانت الاوضاع سابقا مختلفة في جزيرة بغداد التي كان يسمع فيها ازيز
الرصاص خلال السنوات الماضية. ويقول ناجي بينما كان يراقب المارة "لم
نحمل السلاح في الجزيرة قبل الاطاحة بنظام صدام حسين عام 2003. لكننا
بدأنا حمله بعد السقوط عندما كانت القذائف تنهمر علينا يوميا ولم يعد
ياتي احد الى هنا مطلقا".
وتقع الجزيرة التي كانت تعتبر من اجمل المنتزهات في بغداد، على ضفاف
نهر دجلة في شمال العاصمة وتنتشر فيها مطاعم وقاعة للعب "البولينغ"
وساحات لكرة القدم وكرة المضرب وسط حدائق واسعة توزعت فيها شقق سياحية.
ولم تسلم مباني الجزيرة من الدمار والسلب والنهب بعد الاجتياح
الاميركي، فلحق بها ركود اقتصادي باستثناء برج كبير كان مطعما في
السابق. ورغم كل ما حدث للمنتزه المعروف، فسيكون مفتوحا اليوم الجمعة
امام العائلات بالتزامن مع بدء عطلة عيد الاضحى. من جهته، قال متحدث
باسم وزارة السياحة ان "الجزيرة ستستقبل الناس اعتبارا من الجمعة،
وسيكون الدخول مجانا خلال اول يومين من ايام عيد الاضحى". بحسب فرانس
برس.
ويدفع زوار الجزيرة 500 دينار (45 سنتا) قيمة تذكرة الدخول للفرد
الواحد. وسيكون ناجي الذي قضى معظم طفولته في الجزيرة عندما كان والده
يعمل فيها، بين الحراس الذين سيتولون حمايتها.
ويرى ناجي صاحب الوجه الاسمر الداكن وشعر خطه الشيب بحيث يبدو اكبر
من عمره، ان "الجزيرة بحاجة الى جهود كبيرة لتعود مجددا" كما في السابق.
وتم الانتهاء من بناء الجزيرة من قبل شركتين فنلنديتين عام 1982، على
مساحة مليوني متر مربع.
وكانت تجذب نحو خمسة الى ستة الاف شخص يوميا ويرتفع العدد الى خمسين
الفا ايام الاعياد والمناسبات. وكان لنجلي الرئيس السابق، عدي وقصي،
منزل فخم في الجزيرة التي كانت تعد احد المنتجعات المفضلة لديهم
بجداولها وزوراقها التي تستخدمها العائلات.
واثناء اجتياح العراق في اذار/مارس 2003، كانت الجزيرة مقرا للجيش.
وبعد وقت قصير من بدء العمليات، تم استهدافها بعدد من الصواريخ. لكنها
تحولت الى مقر للجيش الاميركي في حين لحق بالمباني التي سرق اللصوص
نوافذها، اضرار لاستهدافها بالهاونات والصواريخ. وتقول الكولونيل ماريا
زمولت من الجيش الاميركي "كانت الجزيرة جوهرة في تاج صدام" في اشارة
لجمالها آنذاك.
وعمل جنود اميركيون جنبا الى جنب مع العراقيين لاعادة الحياة
للجزيرة وملء قنواتها بالمياه، كجزء من مشروع كلفته 1,5 مليون دولار،
بالتعاون بين وزارة السياحة والولايات المتحدة.
وتسرد زمولت ذكرياتها قائلة "عندما وصلنا في شباط/فبراير المنصرم،
كانت مهملة بشكل كامل لكننا شعرنا بالقدرة على تغييرها". كل شيء بحاجة
الى نفقات: الصخور والرمال البرتقالية والمباني الكونكريتية التي بدت
مهملة، كلها تبدو بحاجة الى اعادة ترميم.
بدوره، يؤكد نصير رنيم (46 عاما) الذي بدأ العمل في الجزيرة عام
1994، ان الايام القادمة ستكون افضل من الماضي. واضاف "لدينا المال
الكافي لاصلاحها سنعيد ترميم قاعة البولينغ والممرات والمطاعم وسترجع
العائلات".
آمال بعودة السياحة النهرية في بغداد
ومن جهة أخرى أعرب عدد من مواطني العاصمة بغداد، عن أملهم بعودة
السياحة النهرية في نهر دجلة بوصفها متنفسا للعوائل العراقية، بعد توقف
دام اكثر من عقد بسبب الظروف التي مرت بها البلاد، لاسيما بعد تحرك
وزارة النقل مؤخرا في هذا الاتجاه.
وقال سنان محمود (38 ) عاما من اهالي حي زيونه شرقي بغداد لوكالة
اصوات العراق ان “كل بلدان العالم التي تشق مدنها انهر او روافد او
بحيرات تستغلها للسياحة النهرية ، وفي العراق نهران عظيمان ، وبحيرات
يمكن الاستفادة منها ، رغم شحة المياه التي يعاني منها العراق.”
واضاف ان “مشروع السياحة النهرية لم يتحقق حتى الان ، لكنه ان نفذ
فسيكون متنفسا اخر للعوائل العراقية للترفيه عن انفسهم بعد التحسن
الملحوظ في الوضع الامني في العاصمة.”
ويرى جمال خليل ( 29 ) عاما، من سكنة حي الاعظمية شمالي بغداد، ان
“نهر دجلة يمر بالاعظمية وقد اعيد الكورنيش الى سابق عهده او افضل من
خلال الحدائق والتشجير الا انه يفتقر لحركة الزوارق، وستكون خطوة كبيرة
لانعاش السياحة النهرية لو تم زيادة عدد الزوارق واجراء مسابقات
والدعوة للسائحين للمشاركة في هذه المسابقات.”
وأضاف خليل لوكالة اصوات العراق ان ” المنطقة تحتاج ايضا الى بناء
فنادق ومطاعم ، وكري للانهر قبل تسيير الزوارق.”
وتقول لينا فائق ( 25 ) عاما، من حي اليرموك غربي بغداد” انها خطوة
رائعة لو نفذت حقا، والشباب متعطش لقضاء اجزاء من اوقات الصيف الاهب في
الزوارق والانهر، كما ان المشروع اذا تحقق سيسهم بانعاش السياحة في
العراق المعطلة منذ اكثر من ستة سنوات“.
واضافت فائق ان “العوائل العراقية ترغب بعودة حركة الزوارق ومرسى
الزوارق ، ولكن الامر يحتاج الى صالات العاب بليارد وبولنك ووسائل
ترفيهيه اخرى“.
وقالت وزارة النقل في بيان لها، إن الشركة العامة للنقل البحري
أنجزت اعمار دافعة وزرق سياحي وشغلتهما وسط نهر دجلة تمهيدا لإنعاش
السياحة النهرية في العاصمة بغداد.
وضمن نشاطات النقل النهري والعائد إلى الشركة العامة للنقل المائي
إحدى تشكيلات وزارة النقل تم التنسيق بين الشركة والجانب الإيراني
لتسيير رحلات نهرية بين منطقتي البصرة وخرمشهر الإيرانية طبقا لما
ذكرته وزارة النقل.
وقالت الوزارة في بيان لها انها اكملت “الجوانب الفنية له، واعد
القسم دراسة لتنشيط السياحة النهرية في شط العرب وتهيئة متطلبات
تنفيذها بالتنسيق مع محافظة البصرة، كما قدم القسم كشفا متكاملا عن
حالة المراسي النهرية في كل من محافظتي ميسان وواسط والمباشرة باتخاذ
الإجراءات اللازمة للاستفادة من موجوداتها”.
و تم الاستمرار بالعمل والتنسيق مع اللجان المشكلة مع وزارة الموارد
المائي وأمانة بغداد ومجلس محافظة بغداد لتنفيذ مشروع السياحة النهرية
في نهر دجلة.
من جهته قال الناطق الرسمي بأسم قيادة عمليات بغداد اللواء قاسم عطا
” بعد التحسن الامني الملحوظ في بغداد يمكن تنمية المشاريع السياحية،
وللسياحة النهرية دور ايجابي في ترفيه المواطنين.”
واضاف عطا لوكالة اصوات العراق ان “الشرطة النهرية قادرة على ضبط
الامن وحماية العوائل التي تزور المراسي وكذلك السائحين ، كما ان النقل
النهري يسهم في التخفيف عن الاختناقات المرورية“.
ويلجأ بعض البغداديون الى التنقل عبر الزوارق النهرية تفاديا
للزحامات على الجسور، للوصول الى اعمالهم ومنازلهم. وتنتشر فوق دجلة 13
جسرا تربط بين جانبي العاصمة بغداد، ويستغرق عبور الجسر عبر السيارات
ساعة احيانا بسبب الاختناقات المرورية.
ومنطقتا الاعظمية (شرق دجلة) والكاظمية (غرب دجلة) هما من اقدم
مناطق بغداد واعرقها تجاريا الامر الذي يدفع سكانها الى البحث عن بدائل
للوصول الى اماكن عملهم والحصول على متطلباتهم اليومية، ويفضلون العبور
عبر الزوارق.
وقال شرطي ينتمي لمديرية الشرطة النهرية يقف في نقطة تفتيش قرب
مرسى للزوارق في جانب الكرخ ان مهمة افراد الشرطة النهرية تقضي بتفتيش
وحماية المواطنين الذين يستقلون الزوارق، ومعظم العوائل وكذلك الطلاب
والموظفين يستقلون الزوارق يوميا للعبور من جانب الى آخر”.
قصر الدكتاتور في بابل بين التخريب
والاستثمار
وأصبح الانتقام والرومانسية يحددان مصير واحد من قصور الدكتاتور
صدام حسين الفخمة حيث يتجه العراقيون الذين عانوا في ظل حكمه لتخريبه
بينما يتدفق اخرون عليه لقضاء شهر العسل كواحة نادرة من الرفاهية. ويقع
القصر الحجري الضخم فوق تل صناعي يطل على مدينة بابل القديمة على بعد
مئة كيلومتر جنوبي بغداد.
وتجعل القاعات الرخامية الضخمة واللوحات الجدارية المحفورة بعناية
والمناظر الطبيعية الرائعة لنهر الفرات المبنى صالحا لان يكون مركزا
للمؤتمرات او متحفا لكن بعد ست سنوات من سقوط صدام لا يزال العراق
يصارع من اجل تشجيع السياحة.
وقال بركان جبار نائب مدير القصر والمباني الملحقة به الذي تحول الى
منتجع انه كان عليهم ان يمنعوا الناس من الزيارة منذ شهر لانهم يأتون
للانتقام بتحطيم الاشياء وترك كتابات على الجدران.
وخططت السلطات العراقية للاستفادة من المبنى لكن لا تتوفر لديها
الاموال لاعادة تأهيله بعد انخفاض اسعار النفط منذ العام الماضي مما
اضر بميزانية العراق المعتمدة على النفط.
وتحتاج اطلال بابل القريبة الى اصلاحات وهي غير مستعدة على الاطلاق
لاستقبال السياح. ومع ان الوضع الامني تحسن الى درجة كبيرة في العراق
فلا تزال الهجمات امرا شائعا وتدفع معظم السياح الى الابتعاد.
وبني القصر وهو واحد من عدة قصور انشاها صدام في عام 1988 قبل ان
تدفع عقوبات الامم المتحدة الكثير من العراقيين الى سوء التغذية
والحرمان من الادوية.
وبعد تعرضه للنهب بعد غزو القوات الامريكية في عام 2003 ظهرت عليه
علامات جديدة من الدمار مؤخرا. وتغطي الكتابات الجدران ورائحة البول
تجعل من الصعب دخول الحمامات التي اشتهرت يوما بصنابيرها الذهبية.
وتوجد كتابة على جدار حمام قذر تم تجريده من كل شيء تقول "صدام من فضلك
نظف الحمام بعد الاستعمال".
وثبتت حلقة في اطار خشبي مزين بالنقوش العربية لتحول قاعة شبه ملكية
الى ملعب لكرة السلة. وكتبت عبارة عربية شهيرة تشير الى حتمية انتقال
السلطة "لو دامت لغيرك ما وصلت اليك." وعبارة اخرى تقول "صدام وغد".
وترفرف الطيور بأجنحتها تحت السقوف المزينة بالنقوش في القاعات
الكبيرة وهي تحلق من نافذة محطمة الى اخرى.
ولا يعد القصر كله مكانا سيئا للسياحة العراقية. فقد اصبحت دار
الضيافة فيه مقصدا شهيرا للمتزوجين حديثا بعد تحويله الى فندق و لا
يزال يستقبل النزلاء. وبعد ان كان مجهزا للشخصيات الكبيرة وجيش الحراس
التابعين لصدام اصبح رجل واحد فقط يقوم بحراسته تؤنسه قطتان صغيرتان.
وتبلغ تكلفة الغرفة في دار الضيافة مايعادل حوالي 170 دولارا في
الليلة وتوجد في اجنحة الرئاسة الرحيبة اجهزة تلفزيون حديثة واثاثات
ذهبية اللون تتماشى مع طبيعة القصر. |