
شبكة النبأ: حوّل الحزبان الرئيسيان
في بريطانيا انتقاداتهما الى حزب الاحرار الديمقراطيين الاصغر بعد أن
أظهر استطلاع للرأي تقدمه بشكل مفاجيء الى الصدارة قبل أسابيع من موعد
الانتخابات العامة في البلاد.
فلقد قلب الاداء الواثق لنيك كليج زعيم حزب الاحرار الديمقراطيين في
أول مناظرة تلفزيونية بين الزعماء يوم الخميس سباق الانتخابات العامة
المقررة في بريطانيا يوم السادس من مايو أيار رأسا على عقب.
وقال رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون لهيئة الاذاعة البريطانية
( بي.بي.سي) "انها(المناظرة) فتحت الحملة (الانتخابية) على مصراعيها"
معترفا بأنه خسر المناظرة في التقديم والاسلوب. لكنه أضاف ان الجوهر هو
الذي سينتصر في النهاية. وقال براون "هذا ليس سباقا قصيرا..انها حملة
طويلة."
وهيمن حزب العمال الذي يتزعمه براون وحزب المحافظين المعارض على
السياسة البريطانية على مدى عقود. لكن حزب الاحرار الديمقراطيين الذي
عادة ما كان يحل في المرتبة الثالثة أدخل نفسه في دائرة حسابات
الناخبين الذين رحبوا بكليج مع شعورهم بخيبة أمل ازاءالحزبين الكبيرين
بسبب الركود الاقتصادي وفضيحة فساد سياسية خاصة بالانفاق. بحسب رويترز.
وذكرت صحيفة صنداي تايمز ان استطلاعا للرأي أجرته أظهر ان كليج -الذي
لم يكن معروفا على نطاق واسع في السابق- أصبح الان أكثر زعماء الاحزاب
السياسية شعبية في بريطانيا منذ ونستون تشرشل رئيس وزراء بريطانيا
أثناء الحرب العالمية الثانية.وقد حول براون -الذي كان يركز انتقاداته
فيما مضى على المحافظين- هجماته الى الاحرار الديمقراطيين منددا بخططهم
لخفض عدد الاسر التي تتأهل لاعفاء ضريبي عن الاطفال.
وقال براون "أعتقد انهم أخطأوا في سياستهم الاقتصادية وأحسب اننا
سنتمكن في غضون الاسبوعين المقبلين من توضيح ان لدينا أفضل سياسة
اقتصادية للبلاد."
وقال جورج اوسبورن المتحدث المرشح لتولي وزارة الخزانة اذا فاز
المحافظون ان التصويت للاحرار الديمقراطيين قد يسمح لبراون بالتعلق
بفكرة ان يصبح رئيسا للوزراء على رأس حكومة ائتلافية.
وأظهر استطلاع للرأي أجري لحساب صحيفة ميل أون صنداي ان الاحرار
الديمقراطيين تبوأوا الصدارة لاول مرة. وأفاد المسح ان معدل التأييد
للاحرار الديمقراطيين قفز 12 نقطة الى 32 في المئة مع هبوطه للمحافظين
سبع نقاط الى 31 في المئة وللعمال ثلاث نقاط الى 28 في المئة.
المحافظون متقدمون في مقاعد مهمة
ومن جانب آخر ذكرت صحيفة (ديلي تيليجراف) أن المحافظين في بريطانيا
يتقدمون على حكومة حزب العمال الحاكم بفارق 12 نقطة في مقاعد مهمة يجب
أن يفوزوا بها حتى يحسموا لصالحهم الانتخابات المقررة في السادس من
مايو أيار.
وقال أستاذ جامعي ان هذا الفارق سيكون كافيا حتى يصبح المحافظون
أكبر كتلة في البرلمان بعد الانتخابات القادمة لكنه لا يكفي لمنحهم
أغلبية مطلقة.
وأفادت الصحيفة بأن المحافظين سيحصلون على 43 في المئة من الاصوات
بينما سيحصل حزب العمال على 31 في المئة والاحرار الديمقراطيون على 20
في المئة في مسح شمل مئة مقعد هامشي. بحسب فرانس برس.
والمقاعد الهامشية هي تلك المقاعد التي تقدم فيها حزب العمال أو
الاحرار الديمقراطيون بفارق ضئيل على المحافظين في اخر انتخابات في
بريطانيا وكانت عام 2005 .
والمحافظون بحاجة للفوز بما يصل الى 117 مقعدا من أحزاب أخرى لتأمين
أغلبية لهم بفارق مقعد واحد في برلمان يضم 650 مقعدا.
وتوصل الاستطلاع الذي أجراه باحثون من كروسبي/تكستور الى أن
المحافظين يتقدمون في 74 من 80 مقعدا شملها المسح ويشغلها حزب العمال
لكنهم تراجعوا في كل المقاعد الهامشية العشرين التي يشغلها الاحرار
الديمقراطيون.
وأفادت الصحيفة بأن المسح أظهر أن المحافظين في طريقهم لتحقيق فوز
انتخابي مقنع. لكن جون كورتيس أستاذ السياسة بجامعة ستراثكلايد قال
لرويترز ان المحافظين بحاجة للفوز بالمقاعد الهامشية للاحرار
الديمقراطيين حتى يتمكنوا من تحقيق أغلبية. وأضاف "يشير لنا استطلاع
الرأي هذا دون شك تقريبا الى أن المحافظين لن يتمكنوا من تحقيق أغلبية
مطلقة."
براون يستبعد الإنفاق الكبير من خططه..
ومن جهته قال وزراء ان رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون سيحاول
اقناع الناخبين أن بمقدوره خفض الانفاق دون الحاق الضرر بالخدمات
العامة وذلك ضمن مساعيه لتقليص عجز ضخم في الميزانية واعادة بناء
الاقتصاد.
وفي وقت تنبيء فيه استطلاعات الرأي بنتيجة غير حاسمة لانتخابات
السادس من مايو أيار سيعمل براون على حشد الدعم يوم الاثنين عن طريق
التعهد بحماية الانفاق على المدارس والرعاية الصحية والشرطة.
ويعلن حزب العمال الحاكم الذي قلص تقدم حزب المحافظين المعارض في
استطلاعات الرأي من 20 نقطة العام الماضي الى ما بين سبع وثماني نقاط
برنامجه الانتخابي.
وبعدما انتقد رجال الاعمال الاسبوع الماضي خطط حزب العمال لرفع قيمة
التأمين على أرباب العمل والموظفين واحدا بالمئة باعتبارها ضريبة على
خلق الوظائف سيحاول براون تصوير مقترحاته باعتبارها تصب في مصلحة
الاعمال. بحسب رويترز.
وأبلغ براون صحيفة صنداي تايمز "ستفاجأ في البرنامج الانتخابي
بالطابع المؤيد للاعمال .. بالطابع المؤيد للمؤسسات."وقد قال براون
بالفعل انه سيتضمن تعهدا بعدم رفع الضريبة الاساسية.
وقال وزير الطاقة ايد ميليباند المشرف على الوثيقة انها ستركز على
الاقتصاد والمشاكل الاجتماعية واستعادة الثقة في الحياة السياسية بعد
فضيحة نفقات المشرعين.
وأبلغ تلفزيون سكاي نيوز "كل التكاليف ستكون محكمة جدا ولن تكون
هناك التزامات بانفاق كبير .. المال المتوافر أقل. ينبغي أن تكون هناك
تخفيضات .. عمليات تقليص في البرامج ذات الاولوية المنخفضة."
الليبراليون يحددون أولوياتهم
وبالمقابل وضع ثالث أكبر حزب في بريطانيا وهو حزب الليبراليين
الديمقراطيين برنامج السياسات الذي سيشكل أساس المفاوضات لتشكيل ائتلاف
حاكم في حال عدم تمخض الانتخابات عن نتائج حاسمة.
والليبراليون الديمقراطيون محبطون منذ زمن بعيد بسبب نظام التصويت
في بريطانيا الذي يعطي الفوز لصاحب الاكثرية لا الاغلبية. ويقول
الليبراليون الديمقراطيون ان ذلك يجعل نصيبهم الذي يزيد على 20 في
المئة يعطيهم 63 مقعدا فقط في البرلمان المؤلف من 646 عضوا.
ولكن في ضوء أن استطلاعات الرأي تشير الى أن حزب العمال وحزب
المحافظين لن يفوزا بأغلبية في انتخابات السادس من مايو فان
الليبراليين الديمقراطيين ربما يتحولون الى الطرف الذي سيحدد ميزان
القوى في البرلمان المقبل.
ورفض زعيم الحزب نيك كليج التكهن بشأن السيناريوهات المختلفة التي
قد تظهر بعد الانتخابات وقال ان حزبه "طموحه كبير" ويناضل من أجل مقاعد
أكثر من ذي قبل وعلى نطاق جغرافي أكبر من أي حزب اخر. ولكنه قال ان
الاحزاب سيتعين عليها أن تتحدث فيما بينها في حال وجود برلمان تتساوى
فيه عدد أصوات الكتلتين الكبيرتين لتوضح أولوياتها.
واضاف "أعتقد أنه في حال وجود برلمان متوازن فالمسألة لن تكون أن
نمهد نحن أو غيرنا الطريق أمام طرف ما.. سيكون من حقك أن تقول الاشياء
التي تناضل من أجلها."
وتتلخص أولويات الليبراليين الديمقراطيين وفقا لبرنامجهم المطبوع في
خلق فرص عمل في اقتصاد "أكثر اخضرارا" وتطهير الساحة السياسية بعد
فضيحة تخص نفقات أعضاء البرلمان وخفض الضرائب التي يدفعها أصحاب الدخل
المتدني وتعزيز الاستثمار في التعليم. وتنتاب السوق حالة من القلق من
أن تسفر الانتخابات عن تولي برلمان فيه توازن للقوى مقاليد الحكم.
التكنولوجيا الرقمية في انتخابات بريطانيا
وأعلن في بريطانيا أنه من المقرر أن يقوم زعماء الأحزاب الثلاثة
الرئيسية المتنافسة على الانتخابات العامة في بريطانيا بالرد على
الأسئلة المطروحة من قبل الناخبين على مواقع الفيس بوك واليوتيوب.
وقال مدير موقع الفيس بوك ريتشارد الن في بيان إنه من المقرر أن
يقوم كل من زعيم حزب العمال غوردن بروان وزعيم حزب المحافظين المعارض
ديفيد كاميرون وزعيم الليبراليين الديمقراطيين نيك كلينج بتسجيل ردودهم
على الأسئلة المطروحة من الجمهور وعرضها على هذه المواقع لاطلاع
مستخدمي الإنترنت عليها. وأوضح الن أن استخدام التكنولوجيا الرقمية في
الانتخابات سيشكل حدثا مهما ورئيسيا حيث ستقرر مستقبل الديمقراطية في
بريطانيا، مشيرا إلى أنه من المقرر عرض هذه التسجيلات المرئية بالفيديو
على كل من الموقعين قبل الانتخابات بعشرة أيام.
وذكر أن استخدام التكنولوجيا لأول مرة في تاريخ الانتخابات العامة
يعد بمنزلة مشاركة ومسؤولية تقع على الناخبين وبالتالي يعد ذلك نقلة
تاريخية بدلا من القيود التي كانت تحكمها في السابق. لافتا إلى أن هذه
الخطوة ستساهم في تغيير المسار السياسي للحملة الانتخابية للقادة
السياسيين. ومن جانبه قال مدير الاتصالات في موقع يوتيوب بيتر براون
إنه على الرغم من الحوارات واللقاءات التلفزيونية التي تستضيف هؤلاء
القادة على برامجها إلا أن الأمر قد يكون مختلفا بإتاحة الفرصة
للمشاركة الحقيقية للجميع بطرح عدد من الأسئلة على هذه المواقع. وأضاف
أن الاستفسارات والأسئلة ستطرح حتى يكون بمقدور مستخدمي مواقع الإنترنت
التصويت وذلك بطرح عدد من الاستفسارات التي تهم وتخدم مصلحة المواطنين
لعرضها على زعماء الأحزاب السياسية الرئيسية. |