قال رسول الله(ص):«إنّ من الشعرِ لحکمةً وأنّ من البیانِ
لَسِحْراً»[1]
من الثابت تاریخیاً أن الشعر في العصر الجاهلي کان قد بلغ الغایة في
البلاغة، وکان العرب یطلقون علی الشاعر آنذاک مصطلح «العالم الحکیم»،
فیفضّلونه في حلّ النزاعات، ویحتکمون إلیه في الأمور الخطیرة والقرارات
الحاسمة.[2]
وکانت العرب تُقِیم الشعر مقام الحکمة وغزارة العلم،فإذا کان في
القبیلة الشاعر الماهر، المُصیب في المعاني، المخیّر الکلام، أحضروه
إلی أسواقهم التي کانوا یقیمونها لهم في السنة ومواسمهم عند حجّهم
البیت الحرام حتی تقف القبائل وتجتمع فتسمع شعره، ویتخذون ذلک مفخرة من
مفاخرهم، وشرفاً من شرفهم.یقول الیعقوبي في تاریخه:
« ولم یکن لهم-أي العرب- شيء یرجعون إلیه من أحکامهم وأفعالهم إلا
الشعر،فبه کانوا یختصمون،وبه یتمثّلون، وبه یتفاضلون،وبه یتقاسمون،وبه
یتناضلون، وبه یمدحون ویُعابُون...»[3].
ومن المعلوم أن الشعر قدیم لم تخل منه أمة من الأمم قدیماً ولاحدیثاً،
وهو مرآة آداب الناس وصحیفة أخلاقهم ودیوان أخبارهم وسجل عقائدهم. ذلک
لأن نفس الإنسان وقلبه تحرکّا وارتقیا قبل أن یرتقي عقله وتتهذّب
مدارکه،فتکلّم بالشعر قبل أن تکلّم في العلم، ولذلک کانت أقدم أخبار
الأمم والشعوب من قبیل الخیال،وأقدم المحفوظ من مدوّناتها کتب
الشعر،وهو أمر طبیعي لأن الشعر لغة النفس تعبّر من خلاله عن انفعالاتها
وأحاسیسها ومشاعرها،دون الحاجة إلی تقدیم براهین وأدلّة وحجج.
وکان الشعر فطریّاً عند العرب،یندر فیهم من لایستطیع نظمه حتی
النساء فقد نبغ منهنّ مجموعة کبیرة من الشواعر، ومن لم یواتیه الشعر لم
یفته سماعه وتناشده في المجالس العامة،وهکذا فقد کان الشعر في الجاهلیة
إنطلاقة للنفس في شتّی أحوالها وظروفها في الزمان والمکان، فقد کان
یرافق النفس في نزعاتها الفطریة وتطلّعاتها القبلیة.[4]
الحکمة لغةً واصطلاحاً
الحکمة من مادة حَکَمَ، یقال حَکَمَ بالأمرِ یَحْکُمُ حُکْماً:قضی،
ویقال حکمَ له وحکم علیه وحکم بینهم. وحکمَ الفَرَسَ:جعلَ لِلِجامِه
حَکَمَةً(أي الحدیدة التي التي تکون في فم الفرس ). وحَکَمَ
فلاناً:مَنَعَهُ عَمَّا یُریدُ ورَدَّهُ.
والحِکْمة: معرفةُ أفضلِ الأشیاءِ بأفضلِ العلومِ، والحکمةُ العلمُ
والتَفَقُّهُ، وفي التنزیلِ العزیزِ:«ولَقَدْ آتَیْنا لقمانَ الحکمةَ»[5]،
والحکمة: العدلُ، والعلّةُ یقالُ: حکمةُ التشریعِ وما الحکمةُ في ذلک؟،
وحکمةُ الکلامِ الذي یقلُّ لفظُه ویَجِلُّ معناهُ، الجمعُ: حِکَمٌ.[6]
الحکمة في أشعار العصر الجاهلي
کانت الغالبیة العظمی من العرب وثنیة تؤمن بقوی إلهیّة کثیرة تمثّل
الکواکب ومظاهر الطبیعة المختلفة؛فقد آمنوا بقوی خفیّة کثیرة تمثّلت في
بعض النباتات والجمادات والطیر والحیوان، فکانوا یشرکون مع الله الواحد
الأحد آلهة أخری [7]کما جاء في القرآن الکریم:«لقد کفر الذین قالوا إنّ
الله ثالث ثلاثة...»[8]،«واتخذوا من دون الله آلهةً لیکونوا لهم عزّاً»[9]،
«واتّخذوا من دونه آلهة لایخلقون شیئاً وهم یُخْلَقُون»[10]،کما وردت
في القرآن الکریم أسماء بعض أصنامهم وأوثانهم التي کانوا شرکونها في
عبادة الله-عزّ وجلّ- وذلک في قوله تعالی:«أفرَأیْتُم اللاتَ والعُزّی
ومَناةَ الثالثةَ الأخری»[11]، وقوله:« ولاتَذَرُنَّ وَدَّاً ولاسُواعاً
ولا یغوثَ ونَسْرا»[12]، وهکذا فقد کانوا یتعبّدون لأصنام وأوثان کثیرة
اتّخذوها رمزاً لآلهتهم.
ویمکننا أن نتصوّرأن نواة الشعر الجاهلي تطوّرت من صورة الأناشید
الدینیة التي کانوا یتوجهون بها إلی آلهتهم،یستعینون بها علی حیاتهم ؛فتارة
یطلبون منها القضاء علی خصومهم،وتارة یطلبون منها نصرتهم ونصر أبطالهم،
ومن ثمّ نشأ هجاء أعدائهم ومدح فرسانهم وسادتهم،کما نشأ شعر الرثاء وهو
في أصله تعویذات للمیّت حتی یطمئنّ في قبره،وفي أثناء ذلک کانوا
یمجّدون قوی الطبیعة المقدّسة التي تکمن فیها آلهتهم والتي تبعث فیهم
الخوف، ومعنی ذلک کلّه أن موضوعات الشعر الجاهلي تطوّرت من أدعیة
وتعویذات وابتهالات للآلهة إلی موضوعات مستقلّة.[13]
ومن هذا النوع من الشعر نشأ شعر الحکمة والزهد الذي یعبّر عن نزعة
تدیّن في نفس الشاعر،«وهو-أي شعر الحکمة- ذکرُ آراءٍ صائبةٍ تصدقُ في
الواقعِ أو توافقُ المنطقَ أو توجزُ نتائجَ الإختبارِ الطویلِ في ألفاظٍ
یسیرةٍ »[14]، وعُرِفَ عدد من الشعراء بهذا اللون من الشعر أو أکثروا
منه أو شغل حیّزاً مهماً وملفتاً للنظر في أشعارهم، ومن أهم الأسماء
التي تستوقفنا في هذا المجال:الأفوه الأودي،عديّ بن زید، زهیر بن أبي
سُلمی،أمیّة بن أبي الصلت، وسنستعرض فیما یلي حیاتهم ونماذج من أشعارهم
في الزهد والحکمة:
1- الأفوه الأودي:
هو صلاءة بن عمرو من أود،لانعلم تاریخ ولادته علی وجه الدقة ولکنه
توفي نحو سنة 50قبل الهجرة(750م)،وینتهي نسبه إلی مذحج من قبائل
الیمن،وقد کان سیّد قومه وقائدهم،وکانوا یصدرون عن رأیه، وکان العرب
تعدّه من حکمائها، وله قصیدة دالیة تدلّ علی حکمة وصدق نظر،منها قوله:[15]
إنّ النجاةَ إذا ما کنتَ ذا بصرٍ من أَجَّةِ الغيِّ
إبعــادٌ فإبعادٌ[16]
والخیرُ تزدادُ منه مالقیتَ بهِ والشرُّ یکفیکَ منه
قلَّما زادُ[17]
والبیتُ لایُبْتَنی إلّا لهُ عَمـَدٌ ولا عمادَ إذا
لم تُرْسَ له أوتادُ[18]
فإنْ تَجَمَّعَ أوتادٌ وأعمـدةٌ وساکِنٌ بلغَ الأمرَ
الذي کادُوا[19]
لا یصلُحُ الناسُ فوضی لا سَراةَ لهم ولا سَراةَ إذا
جُهّالُهم سادُوا[20]
تُهْدَی الأمورُ بأهلِ الرأيِ ماصَلَحَتْ فإن تَوَلَّتْ
فبالأشرارِ تنقادُ
إذا تَوَلَّی سَراةُ الناسِ أمرَهُـمُ نَمَا علی ذاکَ
أمرُ القومِ فازدادُوا
2- عَدِيّ بن زید:
هو عدي بن زید بن حمّاد العبادي التمیمي،شاعر مسیحيّ من دهاة
الجاهلیین،کان قرویّاً (أي حضریّاً)من أهل الحیرة،فصیحاً یحسنُ اللغتین
العربیة والفارسیة، والرميَ بالنشاب، ویلعب لعب العجم بالصوالجة علی
الخیل، وهو أول من کتب بالعربیة في دیوان کسری،فاتّخذه في خاصّته وجعله
ترجماناً بینه وبین العرب، فسکن المدائن.
ولمّا مات کسری أنوشروان وولّی ابنه هرمز أقرَّ عدیّاً ورفع منزلته
ووجّهه رسولاً إلی ملک الروم طیباریوس الثاني في القسطنطینیة
بهدیّة،فزار بلاد الشام، وعاد إلی المدائن بهدیة قیصر. ثم تزوّج من هند
بنت النعمان بن المنذر ووشی به أعداء له إلی النعمان بما أوغر صدره
فسجنه وقتله في سجنه بالحیرة.وکانت وفاته في 13 قبل الهجرة (609م).[21]
ومن شعره المتضمّن للمعاني الحکمیة والزهدیة قوله في الإستعبار من
المصیر الذي آل إلیه الملوک السابقون، وأن من الضروري للإنسان أن
یستلهم الدروس والعبر من خلال تذکّر الموت الذي هو مصیر کل البشر
غنیّهم وفقیرهم،حاکمهم ورعیّتهم:[22]
أیّها الشامتُ المُعیِّرُ بالدهـ رِ أأنتَ
المُبَرَّؤُ الموفـورُ
أم لدیکَ العهدُ الوثیقُ مـن الأیّـ مِ بل أنت جاهلٌ
مغـرورُ
مَن رأیتَ المَنونُ خَلَّدْنَ أم مَـنْ ذا علیهِ
مِن أن یُضامَ خفیرُ[23]
أین کسری،کسری الملوکِ أنوشِرْ وانَ أم أین قبلهُ
سابورُ
وبنو الأصفرِ الکرامُ ملوکُ الرُّ ومِ، لم یبقَ
منهمُ مذکورُ[24]
وأخو الحَضْرِ إذ بناهُ وإذ دِجْـ لةُ تُجبَی
له والخـابورُ
شادَهُ مرمراً وجَلَّلَهُ کلْـ ساً، فللطیرِ في
ذُراهُ وُکورُ[25]
لم یَهَبْهُ ریبُ المَنونِ فبادَ الـ مُلکُ
عنهُ فَبابُهُ مَـهجُورُ [26]
ثم یبیّن أن الموت کان في انتظار جمیع أولئک الملوک فطواهم في
القبور وتحوّلوا بعد ذلک العزّ والجاه والسطوة إلی أشیاء تافهة تشبه
الورق الجاف في مهب الریح:
ثمّ بعدَ الفلاحِ والمُلکِ والإمَّـ ـِة
وارَتْهمُ هناک القبورُ[27]
ثمّ صاروا کأنّهم وَرَقٌ جَـ فَّ فأَلْوَتْ
به الصَّبَا والدَّبُورُ[28]
3- زُهیر بن أبي سُلْمَی
هو زهیر بن أبي سلمی بن ریاح المزني، کان أبوه من قبیلة مزینة، التي
کانت تجاور في الجاهلیة بني عبد الله بن غطفان حیث کانوا ینزلون في
الحاجر بنجد شرقيّ المدینة وینزل معهم بنو مرّة بن عوف بن سعد بن ذبیان
أخوال أبیه ربیعة.[29]
ولاتتوفر لدینا معلومات واضحة عن نشأة زهیر سوی أنه عاش في منازل
بني عبد الله بن غطفان وأخواله بني مرّة الذبیانیین، وفي کنف خاله
بشامة بن الغدیر،وکان شاعراً مُجیداً کما کان سیّداً شریفاً ثریّاً.[30]
یقول ابن الأعرابي عنه:
« کان لزهیر في الشعر مالم یکن لغیره،کان أبوه شاعراً وخاله شاعراً
وأخته سلمی شاعرة وابناه کعب وبجیر شاعرین وأخته الخنساء شاعرة،
قیل:کان ینظم القصیدة في شهر وینقّخها ویهذّبها في سنة فکانت قصائده
تسمّی الحولیّات أشهر شعره معلّقته التي مطلعها: أمِنْ أمِّ أوْفَی
دِمْنَةٌ لم تَکَلَّمِ »[31]
وکان زهیر یمیل في أشعاره إلی الحکمة وبیان مکارم الأخلاق وخاصة في
خواتیمها، وهي حکم متفرّقة ضمّنها في تضاعیف شعره، بحیث عُدَّ أحد
الشعراء الجاهلیین الذین جنحوا إلی الحکمة في أشعارهم،فإذا ذکر موضوع
الحکمة کان زهیر من بین شعرائها.[32]
ومن شعره في مجال الحکمة والزهد:
ألا لیتَ شعري هل یری الناسُ ما أری مِن الأمرِ أو یبدو
لهم ما بدا لِیَـا
بَدَا لي أنّ الناسَ تَفْنی نفوسُـهم وأموالُهم
ولا أری الدهرَ فانِیا
وإنّي متی أهبِطْ من الأرضِ تَلْعَةً أجِدْ أثراً
قبلي جدیداً وعافیا[33]
ومن أشعاره الحکمیة في معلّقته الشهیرة:[34]
فلاتَکْتُمُنَّ اللهَ ما في نفوسِکمْ لِیَخْفی،
ومهما یُکْتَمِ اللهَ یعلَمِ
یُؤَخَّرْ،فَیُوضَعْ في کتابٍ،فَیُدَّخَرْ لیومِ
الحسابِ،أم یُعَجَّلْ،فَیُنْقَـمِ
وما الحربُ إلّا ما عَلِمتُمْ وذُقْتُمُ وما هو عنها
بالحدیثِ المُرَجَّمِ[35]
مَتی تبعَثُوها تبعثوها ذَمِیمَةً وتَضْرَ إذا
ضَرَّیْتُموها، فَتَضْرَمِ[36]
فَتَعْرُکْکُمُ عَرْکَ الرَّحَا بِثِفالِها وتَلْقَحْ
کِشافاً،ثمّ تَحْمِلْ،فَتُتْئمِ[37]
فَتُنْتِجْ لکمْ غِلْمانَ أشْأَمَ،کَلُّهُمْ کَأحمرِ
عادٍ، ثمّ تُرْضِعْ فَتَفْطِمِ[38]
فَتُغْلِلْ لکم ما لا تُغِلُّ لأهلِها قُرَیً
بالعراقِ مِن قَفِیزٍ ودِرْهَمِ[39]
ویختم زهیر بن أیي سلمی معلّقته بأبیات حکمیّة رائعة ضمّنها آراءه
في الموت و الحیاة والعلاقات الإجتماعیة وما یجب أن تکون علیه،مضمّناً
إیّاها بعض القیم الأخلاقیّة التي کان المجتمع الجاهلي یعتزّ ویفتخر
بها ومن بینها الجود والسخاء اللذان من شأنهما أن یدفعا عن الإنسات
السوء ومذمّة الآخرین، وهذه الأبیات تعدّ أنموذجاً للحکم الشائعة في
العصر الجاهلي:
سَئِمْتُ تکالیفَ الحیاةِ، ومَن یَعِشْ ثمانینَ
حَوْلاً-لا أبا لکَ- یَسْأمِ[40]
رأیْتُ المَنایا خَبْطَ عَشْواءَ، مَن تُصِبْ تُمِتْهُ،
ومَن تُخْطِیء یُعَمَّرْ فَیَهْرَمِ[41]
وأعلَمُ ما في الیومِ والأمسِ قبلَهُ ولکِنّني عن علمِ
ما في غدٍ عَـمِ[42]
ومَن لا یُصانِعْ في أمورٍ کثیرةٍ یُضَرَّسْ بِأنیابٍ
ویُوطَأْ بِمَنْسـمِ[43]
ومَن یکُ ذا فضلٍ فیَبْخَلْ بفضلِهِ علی قومِهِ،
یُسْتَغْنَ عنه ویُذْمَـمِ
ومَن یجعلِ المعروفَ مِن دُونِ عِرضِهِ یَفِرْهُ، ومَن لا
یَتَّقِ الشَّتْمَ، یُشْتَـمِ[44]
ومَن لا یَذُدْ عن حوضِهِ بسلاحِـهِ یُهَدَّمْ، ومَن
لایظْلُمِ الناسَ، یُظْلَـمِ[45]
ومَن هابَ أسبابَ المَنایا یَنَلْنَــهُ وإنْ یَرْقَ
أسبابَ السماءِ بِسُلَّــمِ[46]
ومَن یَغْتَرِبْ یَحْسَبْ عدُوّاً صدیقَهُ ومَن لا
یُکَرِّمْ نفسَهُ لا یُکَــرَّمِ
ومهما تکنْ عندَ امریءٍ مِن خَلِیقَةٍ وإنْ خالَها تَخْفَی
علی الناسِ، تُعْلَمِ[47]
ومَن یجعلِ المعروفَ في غیرِ أهلِهِ یکنْ حمدُهُ ذَمّاً
علیــهِ ویَـنـدَمِ
وکائنْ تَرَی مِن صامتٍ لکَ مُعْجِبٍ زیادتُهُ أو نقصُهُ
فـي التَکَلُّــمِ[48]
لسانُ الفتی نصفٌ، ونصفٌ فؤادُهُ فلَمْ یَبْقَ إلّا
صورةُ اللّحمِ والدمِ [49]
ومن خلال تصفحّنا لأشعاره تطالعنا الکثیر من الحکم المنثورة هنا
وهناک کقوله في قصیدة مدح بها هرم بن سنان:
تَزَوَّدْ إلی یومِ المماتِ فإنّهُ ولو
کَرِهَتْهُ النفسُ آخرُ موعدِ
وقوله یذکر حاجات الإنسان غیر المنقضیة مادام حیّاً:
وکنتُ إذا ما جِئْتُ یوماً لحاجةٍ مَضَتْ وأجَمَّتْ،
حاجةُ الغدِ ماتَخلُو[50]
وکهذا البیت الذي یقرّر فیه أنّ کلّ شيء یعود لأصله ویستوحي منه
صفاته وخصاله:
وهل یُنْبِتُ الخَطِّيَّ إلّا وَشِیجُه وتُغْرَسُ
إلّا في مَنابتِها النَّخْلُ
وقوله في أن لکلّ إنسان طبعاً وخُلقاً یبدیه عند الشدائد:
کذلک خِیْمُهم، ولکلِّ قومٍ إذا مَسَّتْهُمُ
الضَّرَّاءُ خِیْمُ[51]
وقوله مذکّراً بأن حمد الناس ومدحهم للإنسان لایمکن أن یکونا سبباً
في تخلیده بل الأصل تکریم الله للإنسان:
فلو کانَ حمدٌ یُخلِّدُ الناسَ لم تَمُتْ ولکنَّ حمدَ
الناسِ لیسَ بِمُخْلِدِ
وحکمته الشهیرة التي یوجز فیها القضاء العادل وکیفیة الفصل والحکم:
فإنّ الحقَّ مَقْطَعُهُ ثلاثٌ یَمینٌ أو
نِفَارٌ أو جَلاءُ[52]
4- أمیّة بن أبي الصَّلْت:
هو أمیّة بن عبد الله أبي الصلت بن أبي ربیعة بن عوف الثقفي،شاعر
جاهلي حکیم من أهل الطائف. وکان ممن حرّموا علی أنفسهم الخمر ونبذوا
عبادة الأوثان في الجاهلیة، وقد بدا التأثر عنده واضحاً بأهل
الکتابوقیل أنه اتصل بالأحبار وتحنّف ولبس المسوح وتنسّک[53]،وکان أیضاً
أول من جعل في أول الکتب عبارة: باسمک اللّهم.توفّي عام 5هـ
(626م).[54]
کان أمیة مفطوراً علی التدیّن،فلقی في تجارته إلی الشام بعض أهل
الدین،فزهد في الدنیا ولبس المسوح وتعبّد. وقد ذکر إبراهیم وإسماعیل
والحنفیّة ووصف الجنّة والنار في شعره وشکّ في الأوثان وطمع في النبوّة.
وله قصیدة یصف فیها العزة الإلهیة والملائکة حیث یقول فیها مستهلّاً
إیّاها بحمد الله:[55]
لک الحمدُ والنَّعْماءُ والمُلکُ ربَّنا فلا شيءَ
أعلی منک مجداً وأمجدُ
ثم یصف الملائکة قائلاً:
ملائکةٌ أقدامُهم تحت عرشِهِ بِکفَّیْهِ لولا
اللهُ کَلُّوا وأبْلَدُوا[56]
قیامٌ علی الأقدامِ عانِینَ تحته فرائصُهم من
شدّةِ الخوفِ تُرْعَدُ[57]
وسَبْطُ صفوفٍ ینظرونَ قضاءَه یُصِیخونَ بالأسماعِ
للوحيِ رُکَّدُ[58]
أمینٌ لِوحيِ اللهِ جبریلُ فیهُمُ ومیکالُ ذو
الروحِ القوِيُّ المُسَدَّدُ
ویُعَدُّ البیتان التالیان أحکم ما قالته العرب في وصف الموت:[59]
یُوشِکُ مَن فَرَّ مِن مَنِیَّتِه في بعضِ
غِرَّاتِه یُوافِقُها[60]
مَن لم یَمُتْ عَبْطَةً یَمُتْ هَرَماً للموتِ کأسٌ
والمرءُ ذائقُها
5- طَرَفة بن العبد
هو عمرو بن العبد بن سفیان من بني سعد بن مالک بن ضُبیعة من بکر بن
وائل وکان قومه ینزلون بالبحرین،وکانت أخته غیر الشقیقة الخِرنق بنت
بدر بن مالک شاعرة.کما کان له ابن عم اسمه مالک،ولم تکن صلته بأخیه
وبابن عمه حسنة.
یَتِمَ طرفة من أبیه صغیراً فأبی أعمامه من بني سعد بن مالک أن
یقسموا له نصیبه من إرث أبیه وظلموه حقّه فنشأ مع أمه في بؤس.[61]
قال طرفة الشعر شاباً، ویعدّ من الشعراء المقلّین،ولکنّه بلغ من
جودة الشعر علی حداثة سنّه مابلغه شعراء آخرون بکثرة شعرهم وطول
أعمارهم. وهو من أصحاب المعلّقات المقدّمین. وقد برع طرفة في الحماسة
والفخر والهجاء، ولکنه کان أبرع في الحکمة. وممّا یزید من قیمة حِکَمه
أنّها مستمدّة من حیاته هو ومن معاملة أهله له،وأکثر حکمه في الحیاة
والموت فهو یری أن الحیاة فرصة سانحة یجدر بالإنسان أن یستغلّها، إذ
لیس بعد الموت عنده حیاة أخری، وهو ینحي باللائمة علی الأغنیاء الذین
لایتمتعون في حیاتهم بأموالهم، بل یبخلون بها علی أنفسهم فما بالک
بالفقراء.
و من جیّد شعر طرفة في الحکمة في أثناء هجائه لعبد عمرو بن بِشر زوج
أخته الخِرْنق:[62]
وأعلمُ علماً لیس بالظنِّ أنّه إذا ذَلَّ مولی
المرءِ فهو ذلیلُ[63]
وأنّ لسانَ المرءِ -ما لم تکنْ له حَصاةٌ- علی عوراتهِ
لَدلیلُ[64]
وأنّ امرَءً لم یَعْفُ یوماً فُکاهةً لِمَنْ لم یُرِدْ
سوءً بها لَجهولُ [65]
وله أبیات حکمیة في معلقته یعلن فیها عن آرائه في الحیاة،ویری فیها
أن الموت هو المصیر المحتوم لکل إنسان،وأنه لایفرّق بین الکرام
المنفقین لأموالهم وبین البخلاء الحریصین علیه،وأن الحیاة في حالة حرکة
دائبة نحو الموت وأنها في حرکتها هذه في نقصان مستمر:[66]
لَعمرُکَ إنّ الموتَ ما أخطأَ الفتی لَکالطُوَلِ
المُرْخَی وثِنیاهُ بالیدِ[67]
متی ما یَشَأْ یوماً یَقُدْهُ لِحتْفِه ومَن یکُ في
حبلِ المَنِیَّةِ یَنْقَدِ
أری قبرَ نَحَّامٍ بخیلٍ بمالِه کقبرِ غَوِيٍّ في
البَطالةِ مُفسدِ[68]
تری جُثوتینِ مِن ترابٍ علیهما صفائحُ صُمٍّ مِن صفیحٍ
مُنَضَّدِ[69]
أری الموتَ یعتامُ الکِرامَ ویصطفي عقیلةَ مالِ الفاحشِ
المُتشَدِّدِ[70]
أری الموتَ أعدادَ النفوسِ ولا أری بعیداً غداً،ماأقربَ الیومَ
من غدِ[71]
أری العیشَ کنزاً ناقصاً کلَّ لیلةٍ وما تنقُصِ الأیّامُ
والدهرُ یَنفَدُ[72]
ثم یمضي طرفة في بثّ هذا الحکم التي تصل إلی حدّ الروعة في بعض
الأحیان بل إن البعض منها تحوّل إلی حکم ماتزال دائرة علی الألسنة،
فیقول:[73]
ستُبْدي لک الأیامُ ما کنتَ جاهلاً ويأتِیکَ بالأخبارِ مَن
لم تُزَوِّدِ[74]
لَعَمْرُکَ ما الأیامُ إلّا مُعارَةٌ فما اسْطَعْتَ
من معروفِها فَتَزَوَّدِ[75]
عن المرءِ لا تَسألْ وأبصِرْ قرینَهُ فإنّ القرینَ
بالمُقارِنِ مُقتَدِ(ي)[76]
6- لَبید بن ربیعة
هو أبو عقیل لبید بن ربیعة بن مالک بن جعفر بن کِلاب العامري، قُتل
أبوه في یوم ذي عَلَق وکان لبید في السنین الأولی من طفولته،فکفله
أعمامه وأشهرهم أبو بَراء عامر بن مالک،وقد نشأ لبید في نعمة من العیش
حتی لُقِّب بربیعة المُقتِرین وربیع المقترین أي الفقراء، واتصل لبید
بالنعمان بن المنذر أبي قابوس.وبعد ظهور الإسلام عام 9 للهجرة جاء وفد
من بني عامر إلی المدینة،وکان فیهم لبید،فأسلم وهاجر وسکن المدینة، وفي
سنة 14هـ انتقل لبید إلی الکوفة وسکنها،وتوفي فیها بین سنة 35و38هـ في
أواخر خلافة عثمان بن عفّان.[77]
کان لبید من شعراء الجاهلیة المُجیدین ومن أصحاب المعلّقات بإجماع
الرواة،وشعره فخم شریف المعاني، وکان شاعر قومه،ویدور أکثر شعره حول
الحماسة والفخر والمدیح والرثاء والوصف یتخلّله شيء من الحکم.
وتطالعنا في مرثیّته لأخیه أربد أبیات في الحکمة تقترب من المعاني
الزهدیة وهي:[78]
بَلِینا وما تَبْلَی النجومُ الطوالِعُ وتبقی
الدیارُ بعدنا والمصانعُ[79]
فلا جَزَعٌ أن فَرَّقَ الدهرُ بیننا فکلُّ امریءٍ
یوماً به الدهرُ فاجِعُ
وما الناسُ إلّا کالدیارِ -وأهلُها بها یومَ
خلَّوْها وراحوا – بلاقِـعُ[80]
وما المرءُ إلّا کالشهابِ وضوئِهِ یَحُورُ رماداً
بعدَ إذ هو ساطـعُ[81]
وما المالُ والأهلونَ إلّا ودائعٌ ولا بُدَّ یوماً
أن تُرَدَّ الودائـعُ
وما الناسُ إلّا عاملانِ: فعاملٌ یُتَبِّرُ ما
یبني وآخرُ رافـعُ[82]
فمنهم سعیدٌ آخِذٌ بنصیبِهِ ومنهم شقِيٌّ
بالمعیشةِ قانِـعُ
لَعَمْرُکَ ما تدري الطوارقُ بالحصی ولا زاجراتُ الطیرِ
مااللهُ صانِعُ[83]
ومن الشعراء الجاهلیین الآخرین الذین نلحظ في أشعارهم بعض الأبیات
ذات المعاني الحکمیة والزهدیة، عبیدُ بن الأبرص الأسدي أحد فحول
الشعراء الجاهلیین وقدمائهم، وله البائیة التي تشتمل علی أغراض ومعان
شریفة وتبدأ بقوله:
أقْفَرَ من أهلِهِ مَلْحُوبُ فالقُطَّبِیَّاتُ
فالذَّنُوبُ[84]
ثم یضمّن أبیاتها الختامیة بعض المعاني الداعیة الی الزهد ومکارم
الأخلاق فیقول:[85]
وکلُّ ذي غیبةٍ یَؤوبُ وغائبُ الموتِ لا یعودُ
أعاقِرٌ مثلُ ذاتِ وُلْدٍ أو غانِمٌ مثلُ مَن یخیبُ
مَن یسألِ الناسَ یَحْرِمُوهُ وسائلُ اللهِ لا یَخیبُ
ساعِدْ بأرضٍ إن کنتَ فیها ولا تَقُلْ: إنّنِي غریبُ
saadi-omran@live.com
.................................................
المصادر والمراجع:
1- ابن منظور،أبو الفضل جمال الدین محمد بم مکرم ابن
منظور الأفریقي المصري،دار صادر،1414هـ-1999م.
2- الإسکندري وآخرون، المنتخب من أدب العرب،المطبعة
الأمیریة، القاهرة، 1951.
3- الأنباري،أحمد بن أبي یعقوب بن جعفر بن وهب،تاریخ
الیعقوبي،المکتبة الحیدریة، قم، الطبعة الأولی، 1425هـ.
4- أنیس،إبراهیم وآخرون، المعجم الوسیط،دفتر نشر
فرهنگ اسلامی، الطبعة الرابعة، 1412هـ.ق/1372هـ.ش.
5- بروکلمان،کارل، ترجمة:د.السید یعقوب بکر،راجع
الترجمة:د.رمضان عبد التواب،دار الکتاب الإسلامي،بیروت،1426هـ-2005م.
6-دیوان طرفة بن العبد،اعتنی به:عبد الرحمان
المصطاوي،دار المعرفة،بیروت،لبنان،الطبعة الاولی،1424هـ-2003م.
7-دیوان زهیر بن أبي سلمی،دار صادر،بیروت،1960
8- دیوان لبید بن ربیعة،
9- الزرکلي، الأعلام،مطبعة کوستا
توماس،بیروت،1374هـ-1954م.
10 - زیدان،جرجی، تاریخ التمدن الاسلامی، چاپ حسین
مونس، قاهره: دارالهلال، ( بی تا).
11 - زیدان، جرجي، تاریخ آداب اللغة العربیة،،دار
مکتبة الحیاة، بیروت، لبنان،1992م.
12- ضيف، شوقي، العصر الجاهلي، الطبعة الرابعة
والعشرون، القاهرة، دار المعارف.بلا تاریخ.
13- فروخ،عمر،تاریخ الادب العربي، ج3،دار العلم
للملایین،بیروت،لبنان،ط6،1997م.www.sidi-ahmed-tijani.com
........................................................
[1] مجمع الزوائد للهیثمي(کتاب الادب)،باب أن من
الشعر لحکمة 8/228رقم
13325-13327http://www.sidi-ahmed-tidjani.com/darari-manota.pdf
[2] تاریخ الأدب العربي لجعفر باقر الحسیني ص 173
[3] تاریخ الیعقوبي1/262
[4] انظر:جرجي زیدان،تاریخ التمدن الإسلامي 3/25
[5] لقمان(31)/12
[6] المعجم الوسیط،مادة (حکم).
[7] العصر الجاهلي لشوقي ضیف ص89
[8] المائدة5/73
[9] مریم 19/81
[10] الفرقان 52/3
[11] النجم(53)/20
[12] نوح(71)/23
[13] المصدر السابق ص196
[14] تاریخ الادب العربي لعمر فروخ 1/81
[15] جرجي زیدان،تاریخ آداب اللغة العربیة 1/119
[16] أجّت النارُ تأُجُّ أجّاً وأجیجاً
وأجَّةً:تلهّبت وتوقّدت وکان للهیبها صوتٌ، والمراد هنامن أجة الغي
فتنة الضلال المتوقّدة، وإبعاد أي إبعاد عن الشرّ
[17] یرید أنّ الخیر یزداد في حین أن الشرَّ قلیله
یورثُ الشرورَ الکثیرة مهما کان قلیلاً.
[18] إذا لم ترس له أوتاد:أي إذا لم تثبّت له
الأوتاد أي الأرکان التي یقوم علیها
[19] بلغ الأمر الذي کادوا أي بلغ سکّانُ البیت
الأمر الذی یبغونه ویریدونه
[20] السَّراة جمع السَّرِیّ:شریف القوم وسیّدهم
[21] الأعلام للزرکلي 4/220
[22] دیوان عدي بن زید؟
[23] یضام: یُظْلَمُ، الخفیر: الحافظ والحارس، یقول:
هل رأیت الموت یخلّد أحداً وهل رأیت حتی الآن أحداً مستثنیً من الظلم.
[24] بنو الأصفر:لقب کان العرب یطلقونه علی الروم
[25] شاده مرمراً:بناه من المرمر، الوُکور جمع
وَکْر: عش الطائر، الکلس: نوع من الحجر، ذراه: أعالیه
[26] لم یهبه..: أي ان الموت لم یخشه رغم عظمته
[27] الإمّة: النعمة
[28] ألوت: ذهبت، الصبا والدبور: ریحان
[29] شوقي ضیف، العصر الجاهلي، ص300
[30] المصدر السابق ص 302، وتاریخ الأدب العربي
لبروکلمان 1/15
[31] الأعلام للزرکلي 3/52
[32] انظر المصدر السابق ص 307
[33] زهیر ابن أبي سلمی شاعر الحکمة، ص233،التلعة:
مجری الماء من الجبل إلی الأرض الأثر العافي:الأثر القدیم
[34] المنتخب من ادب العرب ج4/13-16
[35] المرجّم من الحدیث: الحدیث المقول بطریق الظن
لا عن تحقیق،
[36] الضری والضراوة: شدّة الحرص،والتضریة: الحمل
علی الضراوة، وضرمت النار: إلتهبت وتأجّجت.
[37] العرک: الدلک، الثّفال: الجلد أو الخرقة توضع
تحت الرحا لیقع علیها الطحین، تلقح کشافاً: أي تحمل في عامین
متوالین،تتئم: أي تأتي في کل مرّة من المرتین بتوأمین،
والمعنی:إذاأثرتم الحرب فإنها تطحنکم طحن الرحا،وتدوم زمناً طویلاً
بشدّة،فتکون کالناقة التي تحمل حملین في عامین متتابعین، ثم هي لا تلد
إلا توأمین.
[38] أشأم: مصدر من الشؤم علی وزن أفعل،أو صفة
لمحذوف، وأحمر عاد لقب لعاقر ناقة صالح نبي ثمود علیه السلام
[39] المنتخب من أدب العرب، ج3 ص 13-14، أي فتغلّ
لکم غلّة لیست کغلّة العراق من الحبّ الذي یکالُ بالقفیز أو من ثمن
الغلّة وهي الدراهم، وإنّما تغلّ لکم غلّة هي الموت والهلاک.
[40] الحول: السنة
[41] خبط عشواء: سیر الناقة الضعیفة البصر أي أنها
تسیر دون تمییز فتخبط ما یصادفها في طریقها وکذلک حال الموت
[42] عمِ: أعمی
[43] یصانعک یُداري،یضرّس:یُمْضَغْ،یوطأ بمنسم: یداس
بأرجل الإبل
[44] من دون:أمام،یفره:یحمیه،
[45] یذود: یدافع،الحوض هنا:العِرض والمال، یهدّم:
أي یهدّم حوضه
[46] هاب: خاف،یرق:یصعد
[47] الخلیقة: الصفة والخُلُق
[48] کائن تری:أي کم من صامت تراه فیعجبک
[49] المصدر السابق
[50] مضت وأجمّت: أي مضت حاجة الأمس ودنت حاجة الغد،
ماتخلو: أي لایخلو الإنسان من حاجة
[51] الخیم: الشیمة والخُلُق
[52] النفار: المنافرة والرجوع إلی شیوخ القبائل
للحکم، الجلاء:انکشاف الأمر
[53] انظر:الأغاني 16/69
[54] الأعلام للزرکلي 2/23
[55] دیوان أمیة بن أبي الصلت؟
[56] أبلدوا:ضعفوا وفتروا
[57] عانین: خاضعین وذلیلین وحق هذه الکلمة أن تأتي
مرفوعة عطفاً علی «قیامً»، الفرائص:جمع الفریصة عظلة في الکتف ترتجف
عند الخوف،ترعد:ترتجف.
[58] سبط صفوف:یرید أنها صفوف طویلة مرسلة،أصاخ
بسمعه: استمع بدقة،رکّد:جمع راکد
[59] العقد الفرید 3/146
[60] الغِرّة: الغفلة،یوافقها: یصادفها، مات عبطة:
مات في شبابه
[61] انظر: تاریخ الأدب العربي لعمر فروخ ج1 ص
135-137
[62] دیوان طرفة بن العبدص 75
[63] المولی هنا بعنی السیّد
[64] أي ان الإنسان إذا لم یمسک لسانه فإن هذا
اللسان سیکشف عن عیوبه ومساوئه
[65] الفکاهة: المزاح وما یُتَمَتَّعُ به من طُرَفِ
الکلام،یقول:إن الذي لایفرّق بین الهجاء والفکاهة (الجد والهزل) أو
لایغفر فکاهة بریئة لهو رجل جاهل.
[66] دیوان طرفة بن العبد34-35
[67] الطول: الحبل، ثنیاه:طرفاه، المرخی: المُرسَل
[68] النحّام: الذي یتنحنح حینما یسأله أحداً
معروفاً أي یتردد ویتهرّب،والغوي: المُضِلّ
[69] الجثوة: الکومة، منضّد أي مرفوع علی
القبر،الصُفَّاح:حجارة رقیقة عریضة، والصّفیح: وجه کل شيء عریض ورقائق
من الحدید
[70] یعتام: یختار، العقیلة هنا خیرة المال، الفاحش:
السيّء الخلق، المتشدد:البخیل
[71] أي أری الموت بأعداد النفوس یرید أن الموت مصیر
کل الناس مهما کان عددهم
[72] ینفد: ینتهي
[73] دیوان طرفة ص38،40-41
[74] من لم تزوّد: أي یأتیک بالأخبار الشخص الذي لم
تقدّم إلیه زاد السفر للإتیان بالأخبار
[75] أي تزود من الدنیا مااستطعتَ من معروفها
[76] المصدر السابق،أي إذا أردت أن تعرف أخلاق
الإنسان فاسأل عن خلق صاحبه ورفیقه لأن الإنسان یقتدي برفیقه وصاحبه
[77] انظر في ترجمته: بروکلمان1/29-30 والملحق
1/64-65
[78] شرح دیوان لبید بن ربیعة
[79] المصانع: القصور
[80] البلاقع: الصحاری المقفرة
[81] یحور: یتحول إلی رماد
[82] یتبّر: یبني،رافع: مُشِید
[83] الطرق بالحصی وزجر الطیر من اعمال استطلاع
المستقبل والتنبؤ به
[84] أقفر:خلا،الملحوب والقطبیات والذنوب أسماء
أماکن
[85]المنتخب من ادب العرب 4/75-76 |