القنبلة النووية والبحث عن صمام الأمان

أمريكا تجاهر بمخاوفها وتغض النظر عن ترسانة إسرائيل

إعداد: محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: تسعى الولايات المتحدة الأمريكية من خلال في خطوات حثيثة الى الحد من خطر وقوع الأسلحة النووية بيد المتطرفين حسب ما يعلن رئيسها الحالي باراك أوباما، بعد تسرب أنباء حول نية تلك التنظيمات الحصول على السلاح النووي وتوجيه ضربات قاتلة الى بعض دول العالم والتي تقف أمريكا في سلم القائمة.

وتأتي القمة العالمية التي ترعاها الولايات المتحدة مؤخرا في سياق تلك الخطوات الاستباقية، للتوصل الى جملة من الإجراءات بالاتفاق مع بلدان المجتمع الدولي.

الجدير بالذكر إن أمريكا هي أول من صنع القنبلة النووية وآخر من استعملها في الحروب، وتسهم أيضا في غل يد إرادة المجتمع الدولي تجاه الترسانة النووية الاسرائيلة وقرارات الأمم المتحدة المتعلقة بضرورة السماح للوكالة الدولية في التفتيش. 

قمة أمريكية

حيث حذر الرئيس الاميركي باراك اوباما من ان تنظيم القاعدة لن يتردد في استخدام سلاح نووي ضد الولايات المتحدة، وذلك قبيل استضافته قمة عالمية في واشنطن تهدف الى بحث سبل منع حصول مثل هذا السيناريو الكارثي.

وسعى اوباما لطلب الدعم من قادة دول العالم لجهوده الهادفة الى حماية كل المعدات النووية غير الامنة في سائر انحاء العالم في غضون اربع سنوات، في اكبر قمة تستضيفها الولايات المتحدة منذ 65 عاما.

وقال اوباما ان "التهديد الاكبر لامن الولايات المتحدة سواء اكان على المدى القصير ام المتوسط والطويل، هو امكانية امتلاك منظمة ارهابية سلاحا نوويا". واضاف "هذا امر سيغير المشهد الامني في هذه البلاد وحول العالم للسنوات المقبلة".

وتابع اوباما "نعلم ان منظمات مثل القاعدة تحاول الحصول على سلاح نووي وسلاح دمار شامل ولن يكون لديها اي تردد في استخدامه".

ورغم التركيز على المجموعات المتطرفة فان ملفي دولتين هما ايران وكوريا الشمالية سيلقيان بظلالهما على القمة العالمية. بحسب فرانس برس.

وتقود واشنطن الجهود العالمية لتشديد العقوبات على ايران في غضون اسابيع بسبب برنامجها النووي المثير للجدل حيث تشتبه الولايات المتحدة وحلفاؤها بانه يهدف الى صنع اسلحة نووية فيما تنفي طهران ذلك.

وسيسعى البيت الابيض للحصول على تعهدات ملموسة من قادة العالم حول ضمان امن المخزونات من البلوتونيوم واليورانيوم وضمان عدم تعرضها للسرقة او التهريب او البيع لمتطرفين.

من جهتها قالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون لشبكة "اي بي سي نيوز" ان "التهديد باندلاع حرب نووية قد تراجع، لكن التهديد بحصول عمل ارهابي نووي قد ارتفع".

ولاطلاق مبادرته حول منع انتشار الاسلحة النووية، التقى اوباما رئيس كازاخستان نور سلطان نزارباييف ورئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما.

فقد سلمت كازاختسان اسلحة نووية من حقبة الاتحاد السوفياتي عند انتهاء الحرب الباردة، لكنها تعتبر دولة مهمة بالنسبة لواشنطن لانها تصف نفسها بانها اكبر مصدر لليورانيوم في العالم.

اما جنوب افريقيا فقد اوقفت برنامجها النووي في تسعينيات القرن الماضي ويشيد المسؤولون الاميركيون بهذا المثال معتبرين ان امنها تعزز عبر هذه الخطوة.

كما اجرى اوباما محادثات مع رئيسي الوزراء الهندي منموهان سينغ والباكستاني يوسف رضا جيلاني.

واوباما، الذي وقع مؤخرا اتفاقية ستارت الجديدة مع روسيا حول نزع الاسلحة النووية واعلن عن استراتيجية اميركية جديدة تفرض قيودا على كيفية استخدام الاسلحة النووية من قبل واشنطن، اعرب عن ثقته في ان القمة ستحقق تقدما كبيرا.

وقال "انني مرتاح جدا في هذه المرحلة لدرجة الالتزام والحس بضرورة التحرك اللذين لاحظتهما لدى قادة العالم حتى الان حول هذه المسالة". واضاف "نعتقد اننا يمكن ان نحرز تقدما كبيرا حول هذه المسألة".

وستركز القمة بشكل اساسي على مخزونات البلوتونيوم واليورانيوم العالي التخصيب وليس على القنابل المشعة التي تعتبر الولايات المتحدة انها تشكل تهديدا اقل كارثية من المعدات النووية.

وتأمل الولايات المتحدة في ان توافق الدول المشاركة في القمة على سلسلة خطوات امنية تفرض على المواد النووية التي تمكلها والمساهمة في ضمان امن المخزونات لدى الدول الاقل ثراء.

كما تتوقع من بعض القادة ان يكشفوا عن تحركات محددة مماثلة لقرار تشيلي شحن مخزون من اليورانيوم العالي التخصيب الى الولايات المتحدة.

وتأتي القمة قبل مؤتمر مراجعة معاهدة الامم المتحدة حول حظر انتشار الاسلحة النووية الشهر المقبل.

والى جانب ترؤسه القمة سيلتقي اوباما الرئيس الصيني هو جينتاو في محادثات ستركز بشكل اساسي على مساعي الولايات المتحدة لحمل الصين على رفع قيمة اليوان.

كما يلتقي اوباما رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان على قرار تركيا اعادة سفيرها الى واشنطن اثر جدل حول تحركات في الكونغرس من اجل اعتبار المجازر بحق الارمن ابان الحرب العالمية الاولى جريمة "ابادة".

سرقة مواد نووية

في السياق ذاته أفاد كبير مستشاري الرئيس الأمريكي حول الإرهاب، جون برينان، بأن هناك أدلة، لا تقبل الجدل، بسعي عشرات الحركات الإرهابية لامتلاك أسلحة الدمار الشامل، وهي القضية محور قمة الأمن النووي التي تناقش في واشنطن سبل تفادي  وقوع أسلحة نووية في أيدي تلك المنظمات.

وبدوره أكد مسؤول استخباراتي، آثر عدم كشف هويته، أنه رغم سعي القاعدة الحثيث لحيازة سلاح نووي، إلا أنها لم تنجح في تحقيق هذا الهدف، منوهاً: "في هذه اللحظة، لا يبدو أنهم أحرزوا تقدماً كبيراً.. ورغم ذلك سنستمر في مراجعة كافة المعلومات التي نتلقاها لتحديد إذا ما نجحت جهودهم في هذا الاتجاه." بحسب (CNN).

إلا أنه استبعد تحقيق التنظيم الذي يقوده السعودي، أسامه بن لادن، بالقول: ""تطوير سلاح نووي ينطوي على عملية تقنية متطورة جداً.. والقاعدة لم تتقن أساسياتها بعد على حد علمنا في الوقت الراهن."

وطبقاً لمراجعة الرئيس الأمريكي حول الوضع النووي، فأن امتلاك الإرهابيين لمواد نووية واستخدامها في شن هجمات، تعد هاجساً أكبر من مخاوف اندلاع حرب نووية عالمية.

وبدوره لفت برينان خلال مؤتمر صحفي فى مستهل "قمة الأمن النووي" إلى أن تنظيم القاعدة، على وجه الخصوص، حاول جاهداً  حيازة سلاح نووي خلال السنوات الـ15 الماضية.

ويتيح امتلاك قدرات نووية للقاعدة تحقيق هدفها الوحيد وهو : امتلاك القدرة ليس لتهديد أمننا فحسب بل النظام العالمي على نحو غير مسبوق، ولكن أيضاً لقتل وإصابة عدة آلاف من الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال"، على حد قوله.

وأوضح أن الجريمة المنظمة والعصابات الإجرامية، التي تدرك تماماً سعي الحركات الإرهابية لحيازة النووي، قد تحاول مساعدتهم في الحصول على تلك المواد بهدف المكسب المالي.

وجاء رد المسؤول الأمني استجابة لإلحاح الصحفيين إذا ما كانت هناك معلومات استخباراتية محددة تشير إلى تهديد فعلي الآن، قائلاً: تبرز أنشطة القاعدة الكثيرة  وتصريحاتها العلنية عزيمتها على تنفيذ هجمات ضد الولايات المتحدة ومصالح غربية."

وأشار تقرير حديث إلى 18 حالة موثقة لفقدان أو سرقة اثنين من العناصر الرئيسية لإنتاج سلاح نووي.

وتحدث التقرير، ويحمل عنوان "تأمين قنبلة عام 2010 ،الصادر من "مبادرة التهديد النووي" عن حادثتين على وجه التحديد: الأولى في نوفمبر/تشرين الثاني  2007  عندما هاجم مسلحون منشأة نووية في جنوب أفريقيا، كان بها مئات الكيلوغرامات من  اليورانيوم عالي التخصيب. وأجهضت محاولة السرقة إلا أن المهاجمين نجحوا في الفرار.

والحادثة الأخرى، اعتقال روسي في جورجيا وبحوزته  قرابة 80 غراماً من اليورانيوم عالي التخصيب، في فبراير/شباط عام 2002. ورجح أن المادة مصدرها منشأة روسية للوقود النووي.

القاعدة والنووي

من جهته قال مستشار الرئيس باراك اوباما لمكافحة الارهاب جون برينان ان "القاعدة تحاول منذ اكثر من 15 عاما الحصول على سلاح نووي ولا تزال تبدي اهتماما قويا بذلك".

وتقدر المخزونات العالمية من اليورانيوم المخصب والبلوتونيوم، المادتين الرئيسيتين لصنع قنبلة نووية، ب1600 و500 طن على التوالي.

وسجلت الولايات المتحدة نجاحا هو الاول مع اعلان اوكرانيا انها ستتخلص من مخزونها من اليورانيوم المخصب، اي تسعين كلغ من هذه المادة الانشطارية التي تستخدم لصنع قنبلة نووية.

وقال المتحدث باسم البيت الابيض روبرت غيبس اعلنت اوكرانيا قرارا لافتا بالتخلص من كل مخزونها من اليورانيوم العالي التخصيب قبل انعقاد القمة المقبلة حول الامن النووي العام 2012.

ولاحقا، اعلن البيت الابيض ان "الولايات المتحدة ستقدم المساعدة التقنية والمالية الضرورية لتنفيذ هذا التدبير".

وجاء هذا الاعلان اثر لقاء جمع الرئيس اوباما ونظيره الاوكراني فيكتور يانوكوفيتش، احد الرؤساء الخمسين المدعوين الى واشنطن للمشاركة في القمة النووية، وبينهم الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف الذي وصل الاثنين الى العاصمة الاميركية.

وسبق ان تخلصت اوكرانيا من ترسانتها النووية التي ورثتها من الاتحاد السوفياتي السابق.

وبعيد الاعلان الاوكراني، اوضحت كندا ان اليورانيوم العالي التخصيب الموجود حاليا في مخازن لديها ستتم اعادته الى الولايات المتحدة بهدف تفادي وقوعه بين ايدي ارهابيين.

من جهته، اكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي انه لن يتخلى عن السلاح النووي "الذي يضمن امن" فرنسا. وقال "لا استطيع ان اتخلى يوما عن هذا السلاح الا اذا تأكدت ان العالم بات مستقرا وامنا".

وكان اوباما في وقت سابق اعتبر ان "التهديد الاكبر لامن الولايات المتحدة سواء أكان على المدى القصير ام المتوسط والطويل، هو امكانية امتلاك منظمة ارهابية سلاحا نوويا".

وردا على سؤال عن قمة الامن النووي المقبلة العام 2012 التي اشار اليها الاثنين رسميا للمرة الاولى، قال غيبس انه سيتحدث عن موعدها ومكان انعقادها الثلاثاء، اي في اليوم الثاني والاخير من قمة واشنطن.

من جهته، اعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاثنين انه سيدافع خلال القمة عن حظر انتاج المواد الانشطارية لصنع اسلحة نووية، معتبرا ان هذا الامر يشكل "مرحلة رئيسية في نزع السلاح النووي".

وقد ناقش اوباما قبيل افتتاح القمة الملف النووي الايراني مع نظيره الصيني هو جنتاو.

واعلن مسؤول في البيت الابيض الاثنين ان اوباما ونظيره الصيني توافقا على ان يعمل بلداهما معا لصوغ مشروع قرار دولي يتضمن عقوبات بحق ايران على خلفية برنامجها النووي.

وصرح جيف بادر مستشار الرئاسة الاميركية للشؤون الصينية للصحافيين بعد لقاء اوباما وهو في واشنطن ان "الرئيسين توافقا على ان يعمل وفداهما معا من اجل عقوبات" تفرض على ايران المتهمة بالسعي الى امتلاك سلاح نووي تحت ستار برنامج مدني.

من جهته، قال مساعد مستشار اوباما للامن القومي بين رودس انه "يتوقع قرارا هذا الربيع، ما يعني ان المسالة (ستبت خلال) اسابيع".

وكان متحدث صيني اعلن في وقت سابق ان الرئيس الصيني شدد امام نظيره الاميركي على ضرورة مواصلة الحوار والتفاوض بهدف معالجة قضية البرنامج النووي الايراني.

وبعد زيارة قام بها اوباما لبكين في تشرين الثاني/نوفمبر 2009، توترت العلاقات بين البلدين وخصوصا بسبب قضية حقوق الانسان في اقليم التيبت وبيع واشنطن اسلحة لتايوان وانسحاب عملاق الانترنت الاميركي غوغل من الصين.

النووية التكتيكية

الى ذلك دعت النرويج وبولندا الى إجراء محادثات جديدة بشأن الحد من عدد الأسلحة النووية التكتيكية في أوروبا في محاولة للاستفادة من قوة الدفع الناجمة عن اتفاقية أمريكية روسية لخفض الأسلحة النووية الاستراتيجية طويلة المدى.

وأشادت النرويج وبولندا العضوان في حلف شمال الاطلسي باحياء قضية نزع السلاح النووي من قبل القوتين اللتين تملكان سويا 95 في المئة من الاسلحة النووية في العالم وطالبتا باجراء محادثات بشأن الحد من الأسلحة النوويةالتكتيكية الاقصر مدى. بحسب رويترز.

وقال وزيرا خارجية البلدين النرويجي يوناس جار ستوير والبولندي رادوسلاف سيكورسكي في بيان مشترك "نقترح نهجا خطوة بخطوة ويشمل ذلك الشفافية واجراءات لبناء الثقة بالاضافة الى خفض متوازن ومتبادل للاسلحة."

وقال سيكورسكي في كلمة القاها في معهد نوبل في اوسلو ان روسيا لديها ما بين 2000 الى 3000 رأس نووي تكتيكي في اوروبا في حين ان الولايات المتحدة لديها ما يقرب من 300 قذيفة من هذا النوع في القارة.

وقال ستوير "هذا المجال من التسلح (الاسلحة النووية التكتيكية) أخفي لاسباب عسكرية وكان ايضا خارج نطاق العمل الدبلوماسي." واضاف "الان سنطرح هذا الامر على الساحة."

وقال الوزيران انهما سيسعيان لاجراء مناقشات موسعة داخل حلف شمال الاطلسي عن مثل هذه الخطط خلال اجتماع قادم للحلف في استونيا لكنهما رفضا اعطاء اي اطار زمني للتوصل لاتفاق بشأن هذه المسألة.

ايران واسرائيل

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد عدم مشاركته في القمة التي تشارك فيها من الدول العربية كل من الأردن، والمغرب، والسعودية، ودولة الإمارات، ومصر والجزائر.

وتعتبر إسرائيل، سادس دولة في العالم امتلكت السلاح الذري ويقدر خبراء ترسانتها النووية بما بين 100 إلى 300 رأس نووي.

ولم تؤكد الدولة العبرية يوما أو تنف امتلاكها القدرة العسكرية النووية متبعة في ذلك سياسة "الغموض"، علماً أن الدولة  ليست طرفا موقعا على معاهدة منع الانتشار النووي.

وتحاط الترسانة النووية الإسرائيلية بأكبر قدر من السرية، وبحسب تقديرات المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية، ومقره لندن فان إسرائيل تمتلك حاليا "ما يصل إلى 200" رأس نووي. بحسب (CNN).

حيث ذكرت مجلة «جينز» البريطانية المتخصصة بالشؤون العسكرية «ان اسرائيل تمتلك مئات الرؤوس النووية ما يجعلها تحتل المرتبة السادسة بين الدول المالكة للسلاح النووي في العالم» موضحة«ان هذه الاسلحة يمكن ان تكون جاهزة للاطلاق في غضون ايام فقط».

وذكرت المجلة في تقريرتنشره في عشية افتتاح المؤتمر الدولي حول الامن النووي في واشنطن «ان اسرائيل تمتلك وفق تقديرات الخبراء ما بين 100 و300 من الرؤوس الحربية النووية المتطورة، وهو عدد مماثل لما تمتلكه بريطانيا».

ووفقا للتقرير فان «اسرائيل تمتلك اسلحة نووية تكتيكية مثل الالغام والقذائف المدفعية» مشيرا الى انه «يمكن تركيب الرؤوس النووية الاسرائيلية على صواريخ (أريحا) التي يصل مداها الى4 الاف و500 كيلومتر، او صواريخ(اريحا 3) التي يصل مداها الى 7 الاف كيلومتر».

هذا وفي السياق نفسه ذكر المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية الذي يتخذ من لندن مقرا له «ان لدى اسرائيل نحو 200 رأس نووية يمكن اطلاقها من الارض بصواريخ ارض - ارض من طرازي (اريحا 1) ذات المدى القصير و(اريحا 2) ذات المدى المتوسط» مشددا على انها «قادرة ايضا على اطلاق هذه الصواريخ من الجو من طائرة (اف 16) الامريكية الصنع وبحرا من اسطول غواصاتها التي تشارك المانيا في تعزيزه».

وتمتلك اسرائيل 3 غواصات المانية من طراز«دولفين» قادرة على اطلاق صواريخ كروز من طراز «هخاربون» محملة برؤوس نووية.

من جانبها، انتقدت حكومة طهران قمة الأمن النووي، وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إن  الدول التي تمتلك الأسلحة النووية تريد إجراء مسرحية للتظاهر بخفض الأسلحة وان تعلن للعالم بأنها تنسق وتخطط لإدارة العالم مستقبلا.

ووصف القائد الأعلى للثورة الإيرانية، آية الله علي خامنئي، إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، بأنها "إدارة شريرة، ولا يمكن الثقة فيها"، معتبراً أن التصريحات التي أدلى بها أوباما مؤخراً، وتضمنت تهديدات لإيران، "مضرة لأمريكا".

باكستان

في سياق متصل قال عبد الباسط وهو متحدث باسم الخارجية الباكستانية "لا أرى أي احتمال على الاطلاق في وقوع المواد الباكستانية أو التكنولوجيا النووية في الايدي الخطأ." وأضاف "تعلم الهند جيدا مدى أمن الاسلحة الاستراتيجية لباكستان." ويقول أوباما انه واثق من أمن الترسانة النووية الباكستانية لكن الهند ليست كذلك.

وقال ناريش تشاندرا المبعوث الهندي السابق في باكستان ان الهند تدرك جيدا مدى أهمية باكستان وقوات حلف شمال الاطلسي في أفغانستان لذلك فانها لا تتوقع تدخلا أمريكيا يذكر بين البلدين فيما يتعلق بالمسألة النووية. بحسب رويترز.

وسترغب واشنطن في أن تساعد باكستان في كبح جماح البرنامج النووي الايراني لكن ليس هناك احتمال كبير في تحقق ذلك.

ويقول معهد ستوكهولم الدولي لابحاث السلام ان الهند تملك بين 60 و70 رأسا نوويا في حين أن لدى باكستان نحو 60 رأسا. كما أنه لا الهند ولا باكستان وقعتا على معاهدة حظر الانتشار النووي التي يأمل أوباما أن يعززها.

القنبلة الإسلامية

الى ذلك قال وزير الخارجية المصري، أحمد أبو الغيط، إن مصر لا ترغب في وجود قوى نووية بالمنطقة، ودعا إسرائيل للانضمام إلى معاهدة حظر الانتشار النووي ، وإيران إلى عدم الانزلاق نحو حيازة النووي، مؤكداً أن القنبلة النووية الإسلامية ليس لها وجود على أرض الواقع.

وشدد أبو الغيط، في حوار تلفزيوني نقل موقع الإذاعة والتلفزيون المصري مقتطفات منه: " "إنه لا يمكن أن يدافع أحد عن العرب إلا العرب, ولا يمكن تصديق انه سيتم وضع قنبلة نووية لخدمة القضايا العربية."

ورد على سؤال حول ماذا يضير مصر من امتلاك إيران لقوة نووية عسكرية: "إيران قوة فارسية وليست عربية، ولها أطماع ومصالح في الخليج العربي وتحتل جزرا عربية وتؤثر في دولة مثل العراق وكان لها حربها مع العراق ولها امتداداتها. بحسب (CNN).

وكان لها علاقات مع إسرائيل من عام 1950 حتى ثورة الخميني.. وبالتالي القنبلة النووية والقدرة النووية الإسلامية ده شيء غير موجود."

وتابع: "الموجود هو قدرة نووية باكستانية للحفاظ على مصالح باكستان تجاه الهند.. وقدرة نووية تعنى الدفاع عن وضع ما لهذه البلد في هذه اللحظة من الزمن".

قال إن مصر لا ترغب في وجود قوى نووية بالمنطقة، مطالباً إسرائيل وإيران "الأولى بالانضمام إلى معاهدة حظر الانتشار النووي , وأن تتخلى عن هذا الخيار , والثانية أن تمتنع عن أي انزلاق نحو هذا الخيار".

وشدد وزير الخارجية المصري على ضرورة البحث عن تسوية دبلوماسية لأزمة الملف النووي الإيراني، مشيرا إلى أن مصر ترى أن أي عمل عسكري ضد إيران سيكون له عواقب بالغة السوء والضرر على الإقليم بكامله.

ويذكر أن  مصر تشارك  في أعمال القمة الدولية للأمن النووي التي تعقد في  واشنطن بوفد برئاسة  أبوالغيط، وستركز الورقة المصرية التي ستطرح في بالمؤتمر على ضرورة تعزيز آليات الرقابة الدولية على المواد النووية في إطار من الشفافية دون تفرقة بين دولة وأخرى.

وأشار أبوالغيط إلى أنه في حالة امتلاك إيران وإسرائيل قنابل نووية وإجراء تجارب بينهما على سبيل التحدي، فلن يكون أمام العرب إلا التفكير في كيفية التعامل مع هذه القضية.

وأضاف بالقول : "قد يقول أحد أنه لابد أن نضع نحن أيضا 30 مليار دولار لبرنامج نووي وبالتالي ينتهي بنا الحال بالدخول في صدام مع العالم الغربي , ففي الوقت الذي يطالب فيه العالم بتخفيض الأسلحة النووية نسعى نحو إليها".

ويشار إلى  أن مصر تصنف ضمن ما يعرف بـ"معسكر الاعتدال"، الذي يضم عدة دول عربية سبق لها أن أعربت عن مخاوفها حيال نفوذ إيران المتزايد في المنطقة ودعمها لبعض الحركات المسلحة.

وفي وقت سابق اتهمت إيران القاهرة وعواصم عربية أخرى بالعمل على مساعدة تنظيم "مجاهدي خلق" الإيراني المعارض، وحركة "جند الله" السنية المسلحة، التي تنفذ هجمات ضد القوات الإيرانية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 15/نيسان/2010 - 29/ربيع الثاني/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م