العراق وأمريكا: الصراع السياسي وأجندة الانسحاب

 

شبكة النبأ: شددت الولايات المتحدة على أن سلسلة التفجيرات التي ضربت بغداد على مدار الأيام الماضية لن  تهدد  خططها لسحب القوات من العراق.

في حين قال أعلى مبعوث أمريكي في العراق، كريستوفر هيل إن نتائج الانتخابات العراقية تعد نقطة تحول نحو الديمقراطية إلا أنه عاد وحذر من أن التحديات لا تزال قائمة.

ومن جانب آخر دعت صحيفة واشنطن بوست في افتتاحيتها إدارة الرئيس الأمريكي باراك اوباما إلى عدم التدخل في المداولات العراقية لتشكيل الحكومة الجديدة، وإنما مراقبتها بحذر ودقة، ملمحة إلى أن الأنظمة العربية كلها تشعر بالفضيحة من نزاهة الانتخابات التنافسية العراقية ما قد تتسبب بعنف طائفي جديد..

وقال المتحدث باسم البيت الابيض روبرت غيبس في تصريح للصحافيين ان "العديد توقعوا ان يستغل المتمردون هذا الوقت لمقاومة التقدم الذي نراه في العراق سواء على المستوى العسكري او السياسي".

وقالت السلطات العراقية ان تفجيرات متزامنة دمرت سبعة مبان وقتلت 35 شخصا على الاقل في أنحاء بغداد اليوم ليصل بذلك عدد الضحايا في العاصمة خلال الايام الخمسة الماضية الى أكثر من مئة قتيل.

وكان ثلاثة انتحاريين فجروا سيارات مفخخة في وقت واحد تقريبا في هجوم منسق بالقرب من مقار بعثات أجنبية في وسط بغداد امس الاول ما أسفر عن سقوط ما لا يقل عن قرابة 41 قتيلا واصابة ما يزيد على مائتي شخص. بحسب كونا.

وجاءت التفجيرات التي وقعت قرب السفارات الايرانية والمصرية والالمانية في بغداد عقب هجمات بقذائف الهاون على المنطقة الخضراء التي تضم مقار حكومية وسفارات أجنبية.

والمح غيبس الى ان القيادة الامريكية تحدثت مع سفير الولايات المتحدة لدى العراق كريستوفر هيل وقائد القوات الامريكية في العراق الجنرال راي اوديرنو مضيفا ان الاخير "يعتقد ان هذه (الهجمات) لا تهدد قدرتنا على خفض عدد قواتنا (في العراق) في وقت لاحق من العام الجاري".

وتعتزم الولايات المتحدة انهاء كافة عملياتها القتالية في العراق بحلول 31 اغسطس المقبل قبل ان تسحب جميع قواتها من البلاد بنهاية العام المقبل.

وشدد المتحدث باسم البيت الابيض على انه " من الواضح ان تركيزنا وتركيز نائب الرئيس (الامريكي جو) بايدن منصب بدرجة كبيرة على الخطوات التي ينبغي اتخاذها لضمان حدوث تقدم سياسي في العراق عقب الانتخابات".

هيل: الانتخابات نقطة تحول نحو الديمقراطية

قال أعلى مبعوث أمريكي في العراق، كريستوفر هيل إن نتائج الانتخابات العراقية تعد نقطة تحول نحو الديمقراطية، إلا أنه عاد وحذر من أن التحديات لا تزال قائمة.

وقال السفير الأمريكي لدى العراق في مقابلة مع CNN، إن النتائج تشير إلى "وجود ديمقراطية في هذا البلد."

وأشار المبعوث الأمريكي إلى التحديات التي ينتظر من المسؤولين العراقيين التغلب عليها، ومن بينها التفجيرات الدموية التي طالت مقار حكومية، والتأخر في تمرير قانون مهم للانتخابات.

وشرح قائلاً: "عندما ننظر إلى بعض المشاكل التي وقعت في العراق في الأشهر الستة الأخيرة، نجد أن الكثيرين توقعوا فشل العراقيين باجتياز ذلك، ولكنهم اجتازوا تلك التحديات، والآن أمامهم تحد أكبر."

وأوضح أن أبرز التحديات التي تواجه علاوي، هو تشكيل حكومة عراقية فاعلة بعيدة عن الطائفية، وقال: "الأمر لا يتعلق بمن هو شيعي أو سني، بل من سيحكم أفضل."

وبدوره أعرب علاوي عن سعيه لسرعة تشكيل حكومة قوية "قادرة على تحريك العراق قدما."وأقر علاوي الأحد، بمغزى أهمية تلك النتائج قائلاً، بأن العراقيين "صوتوا ضد الطائفية"، عند الإدلاء بأصواتهم لصالح ائتلافه الذي يقول انه علماني. في حين أن أغلبية مكوناته الساحقة هي قوائم سنّية صغيرة..

وأكد السفير الأمريكي أن خطوات تشكيل الحكومة  العراقية قد بدأت وان الجميع يتحاور واضاف في حوار مع مجموعة من الصحفيين العراقيين عبر دائرة  تلفزيونية ان ائتلافاً لتشكيل الحكومة يتوقع ان يتم في نهاية نيسان. مضيفا بأن مسألة تشكيل الحكومة قد بدأت، مسألة الجمع سوية بين ائتلافات أوسع من أجل الحصول على نسبة تزيد عن 50 بالمئة من عدد المقاعد في البرلمان.

وحول سؤال عن احتمالات نجاح رئيس الوزراء المالكي أو إياد علاوي بتشكيل حكومة ائتلافية؟ وفي حال لم ينجحا فهل يوجد خيار ثالث؟

قال هيل: ان مهمتي ليست تحميل السباق مضامين وأعباء أخرى وتحديد من هو الذي سينجح. يجب أن أقول، انه إذا تكلمت مع الكثير من المراقبين السياسيين هنا، فإنهم سوف يعطونك بعض احتمالات النجاح للسيد مالكي، وبعض احتمالات النجاح للسيد علاوي، ثم هناك بعض احتمالات النجاح لمرشحين آخرين غيرهما. لذلك تجري الكثير من الأحاديث حول ما إذا لن يتمكن هذان المرشحان الرئيسيان من تشكيل حكومة – او هل سيكون هناك احتمال ثالث. لذلك أظن انه عند هذه النقطة ما زال الوقت مبكراً جداً لمعرفة ذلك.

وعن قرارات هيئة المساءلة والعدالة باستبعاد ستة من الفائزين في الانتخابات لارتباطهم بحزب البعث قال السفير الاميركي: حسناً، دعيني أقول فقط بأن المعلقين السياسيين هنا في العراق ينظرون إلى مثل هذا التحدي ويتساءلون إلى أي مدى يعكس تحدياً سياسياً. بالتأكيد، اعتقد ان الأمم المتحدة أعلنت بصورة واضحة جداً ان هذا ليس الوقت لتحدي ناس فازوا بمقاعد في البرلمان. ولكني أعتقد ان الأمم المتحدة أعلنت بشكل واضح جداً ان المكان الصحيح لرفع هذه التحديات هو في المحاكم. فإذا أرادوا محاكمة المفوضية العليا للانتخابات يمكنهم فعل ذلك وترك المحاكم تبت في هذا الأمر.

أعتقد أنه إذا نظرنا إلى الأمام، بالتأكيد إلى الانتخابات التالية، وبالتأكيد للفترة التالية من تاريخ العراق، عليهم ان يتعاملوا مع هذه المسألة برمتها المتعلقة بالمساءلة والعدالة. يتوجب عليهم ان يتعاملوا مع مسألة ما يجب عمله مع أناس لديهم ارتباطات بنظام البعث في الماضي، كيف سوف يتعاملون مع هذه المسألة. أكان ذلك وفقاً للطراز الذي اتبع في انتخابات جنوب أفريقيا أو وفقاً لطراز آخر، لكن من المؤكد ان ما نريد ان نراه في المستقبل هو شيء يكون شفافاً، شيء لا يبدو في نظر ناس عديدين على ان السياسات الحزبية تؤثر فيه من كافة الجوانب.

وقال السفير ردا على سؤال حول تدخلات دول الجوار في الانتخابات العراقية  :أعتقد أن معظم جيران العراق امتنعوا عن الإدلاء بأية تصريحات ملتهبة. بالتأكيد يجري العديد من الاتصالات، ولكن بصراحة، كانت تجري اتصالات عديدة قبل الانتخابات، لذلك أعتقد بأنك قد تجد صعوبة في القول بأنه تجري اجتماعات أكثر في إيران او في المملكة العربية السعودية آو في تركيا او في سوريا آو شيء من ذلك القبيل. أعتقد بأنك قد تجد صعوبة في القول بأنه يجري الآن عقد عدد من هذه الاجتماعات أكثر مما كان يحصل في السابق.

أظن، إلى حد كبير، ان الناس يعرفون أين يقفون، وأين تقف الدول إزاء هذه الانتخابات. لذلك لا أستطيع القول بأنه يوجد تغيير أو اختراق خاص في سرعة أو قياس الاهتمام التي أظهرته تلك الدول المجاورة في الانتخابات العراقية. أريد فعلاً ان أشدد على النقطة بأن هذه الانتخابات العراقية هي تاريخية بالفعل. أعني ان لا أحد في السابق قام بهذا النوع من الأشياء. أما القول بأنه جرت بالفعل انتخابات في العراق قبل ذلك، فأعتقد بأنه يغفل عن النقطة بأن هذه كانت فعلاً انتخابات عراقية، أدارها عراقيون، وأنها شكلت الآلية الأمنية بكاملها. لقد صنع العراقيون كل ذلك. وهكذا أقول انه حصل الكثير جداً من مزايدات شراء أصوات الناخبين العراقيين في هذه الانتخابات، وأعتقد أن قدرة الدول الأجنبية على التأثير على تلك المزايدات كانت محدودة إلى حد ما.

وفي موضوع عودة العنف في حالة عدم الاتفاق  على تشكيل الحكومة قال السفير الامريكي: ان هذا بلد له تاريخ حديث مع العنف. اعني اننا جميعاً نعرف الشيء الكثير عن العنف في العراق. انه أمر كنا ندركه جيداً منذ بعض الوقت ولذلك من الممكن ان نتفهم إلى حد ما ان الناس ينظرون إلى هذه المسألة، ان الناس يخمنون حولها، وان مسألة العنف يجري التحدث عنها من جديد في الأنباء.وانا اعتقد ان جزءاً من امن العراق يقع على مسؤولية دول الجوار.

قد أقول، مع ذلك، ان علي أن أكون حذراً، مع ذلك، إذا قلنا بأن ائتلافاً فاز بأقل من ثلث عدد مقاعد البرلمان، يتوجب عليه السعي للحصول على نسبة 80 بالمئة أخرى مما حصل عليه ذلك الائتلاف، أي ائتلاف السيد علاوي الحاصل على 91 مقعداً. فهو يحتاج إلى أكثر من سبعين مقعداً آخر إذا كان سيشكل – إذا كان قادراً على تشكيل حكومة. حسناً، أعتقد أن قدرته على تحقيق ذلك تعتمد على قدرته العمل مع الائتلافات، لتقرير من يريد أية وزارة، للجلوس سوية في الواقع والتفاوض.

وهكذا أعتقد أنها مسألة سياسية حقيقية وإحساسي هو ان الناس يفهمون انها مسألة سياسية. أعتقد أن ما هو ضروري في نهاية المطاف هو رؤية كافة عناصر هذا المجتمع، أكانوا من الأكراد، من السنة، من الشيعة أو علمانيين، إن جميع هؤلاء الناس، جميع هذه المجتمعات الأهلية يملكون إمكانية المشاركة في الحياة السياسية في هذا البلد.

أعتقد أن كل الناس واعون لهذه المسألة في هذا البلد. اعني انني لم اسمع أي شخص يقول: "حسناً، لنشكل حكومة ونستثني أية مجموعة ذات شأن منها." إنك لا تسمع أي كلام كهذا. لذلك علينا ان ننتظر. ومن الواضح اننا نرصد هذه الأشياء بعناية كبيرة. نعي جيداً مستويات العنف، ولكن حتى الآن يسير العنف وفق مسار سياسي بدرجة كبيرة، وهو الموقع الذي نريد ان يبقى فيه.

وعن الدور الذي يلعبه الاكراد في تشكيل الحكومة المقبلة قال هيل: أعتقد – كما دائماً، أعتقد بأن للأكراد دور مهم جداً في هذه الانتخابات. أولاً وقبل كل شيء، يبقى الطلباني رئيساً للبلاد إلى ان يتم اختيار رئيس جديد. لذلك أعتقد انك سترى الرئيس طالباني وهو يلعب دوراً مهماً.

يملك الأكراد عدداً كبيراً من الأصوات. يميلون إلى جمع هذه الأصوات سوية والعمل سوية كاتحاد كردي. قوتهم الانتخابية تقارب كثيراً ما كانت عليه في مجلس النواب السابق. لذلك قد أرى الأكراد يقومون بدور مهم للغاية وهم في طريقهم لتحقيق الهدف الرئيسي في إنشاء الائتلافات سوية لتأمين ليس فقط الغالبية، أي غالبية 163 مقعداً، بل وأيضاً، وحسب ما أعتقد، بأن الحكومة الجديدة سوف تحاول ان تجعل هذه الغالبية أعلى من غالبية 163 مقعداً فقط. وأعتقد ان من المحتمل ان تجد الأكراد منخرطين بدرجة كبيرة جداً في ذلك.

وعن شكل الحكومة القادمة في العراق قال السفير هيل: أني اشاطر بعض طموحات الشعب العراقي بالذات، أي اني أريد أن أرى الاقتصاد ينهض. أريد ان أرى وتيرة نهوض أسرع هناك. والآن، نفذت الحكومة الأخيرة بعض الأمور الجيدة فيما يتعلق بتراخيص التنقيب عن النفط، وأعتقد انها وضعت خطة لتوسيع عمليات استغلال بعض الموارد الطبيعية في العراق ولا سيما النفط والغاز. لذلك أعتقد ان أحد الأشياء التي أريد ان أراها هي الاستمرار في عمل ذلك، لأنه يؤمن القاعدة المالية التي تُمكن الحكومة من تأمين الخدمات المطلوبة بإلحاح من جانب الشعب العراقي الذي عانى بالفعل على مر السنين. لذلك فإن أول شيء أود ان أراه يتحقق هو مواصلة تنفيذ بعض هذه الأمور المتعلقة بالنفط، ولكن أيضاً توجيه اهتمام حقيقي شامل للاقتصاد.

والشيء الثاني هو تطلعاتي الشخصية لرؤية العراق وقد حاول بالفعل التواصل مع بعض جيرانه وتحسين الجو الإجمالي لدى جيرانه تجاهه. أعتقد ان المسؤولية تقع على جيران العراق للقيام بذلك أيضاً. ولكن بالتأكيد هناك حصة للعراق يتوجب عليه ان يتولاها في هذا المجال. آمل بأن يحصل بعض الجهد من جانب العراق تجاه الحوار المباشر وان يعمل سوية مع بعض الدول المجاورة له.

دعوة اوباما لعدم التدخل في تشكيل الحكومة

من جانبها دعت صحيفة واشنطن بوست في افتتاحيتها، ادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما الى عدم التدخل في المداولات العراقية لتشكيل الحكومة الجديدة، وانما مراقبتها بحذر ودقة، ملمحة الى ان الانظمة العربية كلها تشعر بالفضيحة من الانتخابات التنافسية العراقية ما قد تتسبب بعنف طائفي.

وقالت الصحيفة ان “يوم الانتخابات في العراق (7/3) بدأ بعنف لكنه انتهى بنحو حسن، مع نسبة مشاركة تجاوزت المشاركة في الانتخابات المحلية في العام الماضي، ناهيك عن تجاوزها معظم نسب التصويت في الانتخابات الرئاسية الامريكية”.

واضافت “منذ انتهاء التصويت، تجري عملية العد ببطء وارتباك، مع تعالي اتهامات لا اساس لها حتى الان بحدوث غش، وتبين النتائج الأولية سباقا متقاربا بين تحالف رئيس الوزراء نوري المالكي، وتحالف شيعي ووطني وعلماني لقي دعما كبيرا في مناطق سنية”.

بعبارة أخرى، كما تقول الصحيفة، “يجري الانتقال السياسي العراقي الحرج، حتى الآن كما كان متوقعا، بالنسبة للعراق ولادارة اوباما على حد سواء. والشك الكبير في النتائج يفضح انظمة الدول العربية الاخرى كلها، التي لم تشهد ابدا عقد مثل هكذا انتخابات تنافسية. وإذا بقيت المنافسة الشرسة بين الكتل المتنافسة مقتصرة على فرز الاصوات والمفاوضات لتشكيل ائتلاف حاكم جديد ـ ولم يحدث تصعيد في العنف الطائفي ـ فان العراق سوف يجتاز عتبة كبرى”.

وتابعت الصحيفة “هناك، مع ذلك، امام العراق طريق طويل ليقطعه، اذ ان بطء فرز الاصوات احد الاسباب التي تبعث على القلق، على الرغم من مسؤولي الامم المتحدة يقولون ان جزءا من السبب في ذلك هي الضوابط الرامية إلى منع الغش. فحتى يوم امس الجمعة اعلن عن جزء من النتائج في 7 محافظات فقط من اصل 18 محافظة باستثناء بغداد، حيث يعيش خمس سكان البلد. التقارب الواضح في الاصوات، حتى الآن، يمكن أن يتسبب أيضا بتعقيد تشكيل حكومة، والتي تتطلب انضمام كتلتين أو ثلاثة من الكتل الرئيسة مع بعضها”.

وزادت الصحيفة “مع ذلك، يبدو حتى الان ان السيد المالكي والزعيم القومي اياد علاوي، الذي خدم لفترة وجيزة رئيسا للوزراء ما بين العامين 2004 – 2005، لديهما فرص افضل لقيادة الحكومة الجديدة من فرص المرشحين الأقرب إلى إيران. ويبدو ان حظوظ السيد علاوي، وبنحو مشجع، لم تتأثر إلى حد كبير بمحاولات حلفاء طهران لتخريب قائمته من خلال إعلان عدم أهلية عدد من مرشحيه قبيل عقد الانتخابات بوقت قصير”.

وتعتقد الصحيفة ان حكومة يرأسها اما السيد المالكي او السيد علاوي من شأنها ان “تقدم لإدارة اوباما فرصة لإقامة علاقة استراتيجية حيوية مع العراق حتى مع مغادرة القوات الامريكية في العامين المقبلين. فقد ابرم السيد المالكي إطارا استراتيجيا مع ادارة الرئيس جورج بوش وقد اثبت قدرته على مقاومة النفوذ الايراني. والسيد علاوي أكثر المهتمين باقامة تحالف مع واشنطن وتربطه علاقات جيدة مع الحكومات العربية السنية التي تجنبت اقامة علاقة مع ادارة السيد المالكي”.

مستشار أمريكي: العراق بانتخاباته سيكون أنموذجا للمنطقة

وقال مستشار السياسة الأمريكية في الأمم المتحدة ريتشارد غرينيل، إن العراق بانتخاباته الوطنية سيكون أنموذجا للمنطقة العربية التي ترزح تحت نير أنظمة قمعية.

ووضح غرينيل في مقال نشرت قناة الجزيرة الفضائية بنسختها الانكليزية، ان الشعب العراقي “صار يصوت بحرية وعدالة، في عمليات انتخابية جرت في المستويات المحلية والوطنية والاقليمية منذ اسقاط نظام صدام بيد الجيش الامريكي في العام 2003″.

ورأى غرينيل ان ما جرى في العراق “كان انموذجا دمويا وقاتلا للشرق الاوسط برمته، لكن في هذا الاسبوع سيبين العراقيون للعالم العربي مرة اخرى ان قتالهم الشديد من اجل الحرية وتضحياتهم الاليمة مثال لكل الشعوب التي تكافح تحت نير انظمة قمعية”. بحسب وكالة اصوات العراق.

وتابع ان غرينيل انه “في 10 من كانون الثاني يناير 2007، تحدى جورج و. بوش، وكان حينها رئيس الولايات المتحدة، الانتقادات وتجاهل الرأي الشعبي والاستطلاعات السياسية في الولايات المتحدة بارساله ما يزيد عن 20.000 عسكري اضافي الى العراق”.

ويعتقد الكاتب أن لاستراتيجية “زخم” القوات الامريكية، الفضل في توفير مزيد من الامن للشعب العراقي، وخفضت من مستوى العنف وزادت من الحريات”. وقال الكاتب ان بحلول تموز يوليو 2008 ” حققت استرتيجية الزخم نجاحا اعترف به الجميع من بغداد الى بوسطن”.

وقال الكاتب ان الاستراتيجية “كانت مثيرة للجدل في اولها، حيث غامر بوش بالادلاء في حديث متلفز باحداث تغير هائل في سياسة الولايات المتحدة الخارجية منذ توليه الرئاسة”.

ففي حين كان بوش يتحدث بثقة بأن الزخم كان من اجل “عراق موحد ديمقراطي بوسعه حكم نفسه، والدفاع عن نفسه، والمحافظة على نفسه، ويكون حليفا في الحرب على الإرهاب،” كان الديمقراطيون في العاصمة واشنطن يخالفونه الرأي بصوت عال.

واضاف غرينيفل ان “بوش مضى يوضح ان 20.000 من الرجال والنساء الامريكيين سيكونون في مناطق ببغداد والانبار لمساعدة العراقيين على تنظيف احيائهم السكنية وتأمينها، ومساعدتهم في حماية اهلهم، والمساعدة في ضمان ترك قوات عراقية على الارض قادرة على توفير الأمن بعد رحيل القوات الامريكية.”

ويواصل الكاتب استعراضه لمواقف المعارضين لاستراتيجية بوش في داخل امريكا وخارجها، في اوربا، فيقول “ان من العدل الاشارة الى انه اذا كان اوباما رئيسا قبل عام من توليه منصبه، لكان العراق اليوم في وضع مختلف غير الذي نجده اليوم. ففي حزيران يونيو 2006 وايلول سبتمبر 2007 تعهد اوباما باعادة القوات الامريكية الى ديارها من العراق”. ويرى الكاتب انه لو كان الأمر كذلك “لكان اوباما ترك وراءه جيشا عراقيا غير مدرب مجبر على التعامل مع العنف الطائفي لوحده”.

ويتابع الكاتب قوله ان ايران وسوريا والقاعدة “ما كانوا ليجدوا من يتحداهم في جهودهم لزعزعة استقرار العراق ولنجح هؤلاء في اشعال حرب اهلية من خلال تحويل عملها في التسليح والتحريض الى العلن”.

ويستعرض الكاتب مطولا مواقف بوش مقارنا اياها بمواقف اوباما “الذي لو كان رئيسا في ذلك الحين ونفذ الانسحاب لذهبت التضحيات الامريكية والعراقية سدى، حسب ما يرى الكاتب”.

ويقول الكاتب ان أيا كان الفائز، يجب على العراقيين العمل بسرعة لتشكيل حكومة جديدة وشاملة لتحقيق انتقال سلمي في قيادتهم. فكما تعلم العراقيون، ان الديمقراطية عملية مستمرة وليست حدثا لمرة واحدة.

ويعتقد الكاتب ان انتخابات 7 من اذار مارس “تذكرنا بان رؤية بوش للديمقراطية في الشرق الاوسط بدت تتكشف مع الانتخابات الديمقراطية المتتالية في العراق وافغانستان”.

واختتم الكاتب مقاله بالقول “فيما يواصل هذان البلدان طريقهما في النضج وصقل نظمهما، يبقى السؤال اي بلد عربي سيكون التالي في هذه العملية؟ ومن سيبدأ العملية الطويلة الباهظة والدموية في جلب الحرية والديمقراطية الى شعبه؟”.

اوباما يبقى على خطة الانسحاب

ومجدداً وصف الرئيس الامريكي باراك اوباما الانتخابات العراقية بانها "نقطة تحول مهمة" على الرغم من وقوع اعمال عنف قاتلة مشيدا بقوات الامن العراقية ومكررا هدفه بسحب كل القوات الامريكية من العراق بحلول نهاية 2011.

وأشاد اوباما بملايين العراقيين لخروجهم للتصويت على الرغم من الهجمات. وقال للصحفيين "مثلما كان متوقعا وقعت بعض حوادث العنف مع محاولة القاعدة في العراق ومتطرفين اخرين تعطيل تقدم العراق بقتل العراقيين الابرياء الذين يمارسون حقوقهم الديمقراطية.

"ولكن بوجه عام فان مستوى الامن ومنع الهجمات المزعزعة للاستقرار يوضح القدرات المتزايدة والكفاءة المهنية لقوات الامن العراقية التي اخذت زمام المبادرة في توفير الحماية عند مراكز الاقتراع."

ويدعم تشديد اوباما لنجاح قوات الامن العراقية حجته بان بامكان القوات الامريكية مغادرة البلاد في الوقت المحدد مما يتيح للرئيس تركيز سياسته الخارجية بشكل اكثر وضوحا على الحرب في افغانستان.

وإذا أدت الانتخابات الى تكرار العنف الطائفي الذي اسفر عن سقوط عشرات الالاف من العراقيين قتلى في 2006-2007 فربما اضطر اوباما لاعادة التفكير في برنامجه الزمني.

وقال اوباما "سنواصل السحب الذي يتسم بالمسؤولية للقوات الامريكية من العراق" مكررا ان المهمة القتالية الامريكية ستنتهي بنهاية اغسطس اب.

واضاف "سنواصل تقديم المشورة ومساعدة قوات الامن العراقية وتنفيذ عمليات تستهدف مكافحة الارهاب مع شركائنا العراقيين وحماية قواتنا والمدنيين. وبحلول نهاية العام المقبل ستكون كل القوات الامريكية قد خرجت من العراق." وأشاد أيضا وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس بقوات الأمن وقال أن نسبة الإقبال على الانتخابات كانت عالية.

وأردف قائلا للصحفيين أن"قوات الأمن العراقية أبلت بلاء حسنا للغاية. ونسبة الإقبال عالية ان لم تكن أعلى من توقعات سابقة. ومن ثم فبوجه عام كان يوما طيبا للعراقيين ولنا جميعا." مشيرا الى معلومات حصل عليها من الجنرال راي اوديرنو قائد القوات الامريكية في العراق.

وأشار اوباما إلى أن العراق سيواجه اياما صعبة مع احتمال وقوع مزيد من اعمال العنف. وقال انه يدرك ان العملية الانتخابية لم تنته وانه لابد من فرز الاصوات والاستماع للشكاوى وتنصيب البرلمان واختيار الزعماء.

وأضاف "الولايات المتحدة لا تدعم مرشحين او ائتلافات معينة في هذه العملية . "ولكن مثل اي دولة مستقلة ذات سيادة لابد وان يكون العراق حرا في رسم مساره الخاص .يجب الا يسعى احد للتأثير او استغلال هذه الفترة الانتقالية. الان حان الوقت لاحترام كل الجيران والدول سيادة العراق ووحدة اراضيه."

أمريكا تسلِّم الحكومة العراقية سجن التاجي

وسلّمَ الجيش الأمريكي سجنا تكلف إنشاؤه 107 ملايين دولار وحوالي ثلاثة الاف نزيل للحكومة العراقية ضمن استعداداته لمغادرة العراق بعد سبع سنوات من الاطاحة بالدكتاتورصدام حسين.

يأتي نقل السيطرة رسميا على مركز الاعتقال بمعسكر التاجي وهو قاعدة امريكية واسعة في شمال بغداد في اطار خطة لانهاء برنامج امريكي للاعتقالات في العراق كان يتكلف في ذروة العمل به 500 مليون دولار سنويا. بحسب رويترز.

واحتجزت القوات الامريكية زهاء 90 الف شخص منذ الغزو عام 2003. وقال الميجر جنرال ديفيد كوانتوك رئيس عمليات الاعتقال انه لن يكون هناك بحلول اغسطس اب سوى مئة شخص رهن الاحتجاز الامريكي.

واضاف "في احدى المراحل كانت قوة الحراسة تتجاوز عشرة الاف ونحن الان نتجه الى تقليصها الى نحو مئة بحلول النصف الاول من سبتمبر .. كل ذلك في اطار خطة الخفض لتقليص القوات الامريكية الى 50 الفا."

ويجري اغلاق مراكز الاعتقال الامريكية في العراق او نقل السيطرة عليها الى الحكومة العراقية بموجب اتفاق امني ثنائي وقعه العراق والولايات المتحدة عام 2008. واغلق اكبرها وهو معسكر بوكا في جنوب البلاد قرب الكويت في سبتمبر ايلول الماضي.

وقال كوانتوك ان اخر تلك المعتقلات وهو معسكر كروبر قرب مطار بغداد سينقل الى العراق في 15 يوليو تموز.

وافتتح معسكر بوكا في اعقاب فضحية سجن ابو غريب عام 2004 عندما تسببت صور صادمة للجنود الامريكيين وهم يسيؤون معاملة معتقلين في السجن الواقع بغرب العراق في اذكاء تمرد دموي.

وقال مسؤولون امريكيون ان سجن التاجي افتتح عام 2008 وبه الان نحو 2900 محتجز. وأضاف المسؤولون ان معظمهم محتجز بموجب مذكرات احتجاز او اوامر اعتقال من العراق في حين ادين قليل في جرائم. ويلزم الاتفاق الامني الولايات المتحدة بتسليم السجناء المحتجزين بموجب مذكرات او اوامر اعتقال للعراق وان تطلق سراح الباقين.

البنتاغون يبرر حادثة قتل مدنيين عراقيين عام 2007

تعرّضَ جنود كتيبة المشاة برافو في العراق لهجوم بالأسلحة الخفيفة والقذائف الصاروخية طوال صباح الثاني عشر من يوليو/تموز عام 2007، والذي صادف اليوم الأول من عملية عسكرية في بغداد حملت اسم "العاج."

وانطلقت مروحيتين من طراز "أباتشي" تحملان الرمزان "كريزي هورس 18" و"كريزي هورس 19"، وتوجهتا لمساعدة القوات البرية على تطهير المنطقة من المسلحين، في أحد أزقة حي بغداد الجديدة في العاصمة العراقية. بحسب سي ان ان.

وبعد نحو 40 دقيقة، قتل تسعة عراقيين مدنيين، بمن فيهم المصور في وكالة رويترز للأنباء وسائقه، وأصيب طفلان، بينما لم يصب أي من عناصر القوات الأمريكية بأذى. تلك الحادثة حظيت في ذلك الوقت باهتمام دولي نظراً لمقتل صحفيين يعملان لدى وكالة أنباء دولية.

وعادت القضية إلى الأضواء مجدداً بعد أن بث موقع أمريكي معني بالكشف عن السجلات السرية، وهو موقع "ويكيليكس" WikiLeaks، الذي بث شريط فيديو مؤخراً يصور طائرة أباتشي وهي تطلق النار على المدنيين والصحفيين بعد حصولها على إذن من قيادتها.

وأظهرت لقطات الفيديو أن مصورين صحفيين قتلا إلى جانب عدد من المدنيين، عندما استهدفتهم طائرة الأباتشي بسلاحها من عيار 30 ملليمتراً، فقتل المصور بوكالة رويترز للأنباء، نمير نورالدين في الهجوم الأول، بينما قتل سائقه سعيد جماغ، بعد أن حاول مدنيون إنقاذه وإبعاده عن الطريق بواسطة حافلة صغيرة، فقتلوا جميعاً.

ولاحقا أصدر البنتاغون تصريحاً علنياً حول الحادث، خلص إلى أنه لم يكن بإمكان طاقم طائرة الأباتشي أن يعرفوا أن الصحفيين كانا بين المسلحين المشتبهين في الشارع.

وجاء في التصريح: "ينبغي ملاحظة أن التفاصيل التي بدت واضحة عند مشاهدتها على شاشة كمبيوتر أو فيديو كبيرة ليست بالضرورة بدقة وضوح المشاهد لدى طياري الأباتشي خلال اشتباك حي."

وأوضح التصريح أن إمكانية الرؤية لطيار الأباتشي أصغر بكثير مما يظهر على الفيديو، وفي الوقت نفسه يحاول أن يحلق على بعد مسافة آمنة خلال عملية البحث عن مسلحين.

وأضاف أنه من ذلك المنظور، فإن كاميرات الصحفيين بدت أشبه بسلاح يحمله مسلحون، وكقاذفات صاروخية وبنادق هجومية. وقال إن الصحفيين لم يكونوا يحملون أو يرتدون شارات الصحفيين التي يمكن أن تميزهم عن المسلحين.

على أنه بدا واضحاً من خلال الشريط الذي التقطته كاميرا الطائرة الأباتشي، أن مسرح الحادثة كان هادئاً، وكان الصحفيان يمشيان في وسط الشارع بين مجموعة من الرجال، غير مهتمين بشأن احتمال وقوع هجوم أو وجود خطر يحيق بهم.

وبحسب التحقيق الذي أجري بعد خمسة أيام على الحادثة، جاءت النتيجة أن شخصين بين مجموعة من الرجال كانا يحملان كاميرات ذات عدسات طويلة ومكبرة، في حين كان رجال آخرون يحملون أسلحة، بما فيها القاذفات الصاروخية والأسلحة الرشاشة.

وكما سمع الحوار الذي دار بين أعضاء "كريزي هورس 18" يفيد بأن الرجال يحملون أسلحة، وحددوا بندقية الكلاشينكوف بالاسم، وبعد ذلك أعطي الأمر بحرية التصرف. وبعد حوار آخر، سمع صوت يقول "لنطلق النار" و"فجرهم جميعاً" و"هيا أطلق النار."

وسمع صوت بعد ثوان قليلة يقول: "حسناً، لقد قضينا على الثمانية" وسمع صوت شخص آخر وهو يضحك قائلاً "لقد قصفتهم."

وفي تحقيق مباشر بعد العملية، تبين أن طفلين عراقيين أصيبا بالحادث، بينهما طفلة  كانت في الحافلة، وأصيبت في معدتها.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 14/نيسان/2010 - 28/ربيع الثاني/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م