عشية الذكرى السابعة لتحرير، سقوط بغداد أم الصنم، الغزو / فلكل
مرحلة من تأريخ العراق هناك عناوين تشغل عقلية المواطن العراقي كما
شغلتنا من قبل ومن خلال الذاكرة عناوين أبو طبر والجيب العميل في اشارة
للحركة الكوردية بزعامة المرحوم ملامصطفى البرزاني الى الخميني الدجال
وقادسية صدام وحزب الدعوة العميل......
قائمة طويلة لازلنا نحتفظ ومن خلال ذاكرتنا بأكاذيب الاعلام
البعثي وبالتأكيد من يدعي اليوم انه مؤسس القائمة العراقية كان ضمن
الفيلق الاعلامي وهو يسوق لنا تلك العناوين المشار اليها. قد يسأل
القارئ الكريم من مؤسس القائمة العراقية أليس الدكتور أياد علاوي؟
أقول راجعوا المناظرة التلفزيونية بين حسن العلوي وعزة الشابندر من
خلال قناة العربية وستعرفون من هو المؤسس كما يدعي.
عشية الذكرى التي لن أنساها ذلك المواطن العراقي الذي تناقلت
وكالات الانباء المشهد وهو يضرب بكل الم وحرقة و(بشحاطته) كما نقول
صورة صدام العوجة. حري ان توضع تلك ( الشحاطة ) في متحف يستحدث ويطلق
عليه متحف الوسائل التعبيرية.
لكل من عبر عن فرحته وخروجه ربما حتى عن المألوف نتيجة الكبت والقهر
السياسي الذي عشناه طوال عمرنا المنفي والمشتت. اليوم أفتح المجال
لذاكرتي ان تعود بالقراء الى تجربة شخصية عشتها وأنا في سن الثالثة عشر
عاما حينما كنت طالبا في متوسطة تسعين في منطقة تسعين الجديدة بمدينة
كركوك حينها كانت الحرب العراقية الايرانية قد دخلت شهرها الثاني
وببرائة هذا السن كنا نمزح بعفوية سن المراهقة وكتبنا على السبورة
اضراب ونحن نضحك ثم مسحنا الكلمة بعد ان اخذنا قسطا من المزح والضحك
لكن الخبث البعثي الذي يربي حتى من هم في سن أقل من هذا يربونهم على
خسة مابعدها خسة في عرف الانحطاط البشري لم يتركونا ننهي يومنا بسلام
حتى بادر أحد الطلاب متطوعا ونحن في عمر متقارب قد يزيد او ينقص بسنة
واحدة بادر الى كتابة تقرير او وشاية الى معاون مدير المتوسطة عما حدث
حيث تم غلق الموضوع باعتبار ان الادارة تعرفني ملتزما ولاشائبة علي فلم
يكتفي صاحب التقرير بذلك انما كتب تقريرا آخر الى الاتحاد الوطني
للطلبة في المتوسطة ثم أغلق الموضوع أيضا فتمادى الطالب الى رفع تقرير
الى الفرقة الحزبية ليتم التحقيق في الامر وهكذا من تقرير الى آخر ونفس
الكليشة المعروفة حزب البعث العربي الاشتراكي وامة عربية واحدة ذات
رسالة خالدة مع التحية المألوفة تحية رفاقية.
ولحسن الحظ ان الذي حقق معي كان ممن يعرف والدي بحكم المصاهرة من
نفس القضاء الذي انتمي اليه أي لاعتبارات مناطقية لازلت اذكر اسمه بهجت
الامام ويعمل حينها مشرفا تربويا ترى ماذا كان سيحدث لي لولم يكن هذا
الرجل يعرف والدي ؟.
هذا نزر قليل لا يساوي شيئا ازاء ماحدث لعشرات الالاف من ابناء وطني
لوشاية وتقرير حزبي سيق خيرة الابناء وعذبت النساء وترملت وتيتمت
العوائل بلا ذنب سوى مايشبه قصتي مجرد عفوية ام مزحة وضد من او لاجل من
أصبح العراق بلد المقابر الجماعية؟.
بعد هذا من حقنا ان نحتفي بيوم التاسع من نيسان ونكتب شيئا مماعشناه
بألم ولوعة، لن أنسى عويل الامهات حسرة على فراق الأبناء في توابيت
الطغاة حين يبلغون ذويهم أن لايقيموا مجالس العزاء على أعزتهم، لن أنسى
أبناء الخال الاربعة وقد بلغت دائرة الامن والدهم أن يستلمهم واحدا
واحدا ولفترة ساعة واحدة بين الواحد والآخر.
كم من القراء ستعود به الذاكرة الى سنين عجاف من تأريخ العراق
لمجرد ان يقرأ مقالي هذا؟ كم منهم سيلعن ذلك اليوم الاسود حين عرف
العراق حزبا دمويا كحزب البعث ؟ ومن سخرية الاقدار أننا وبعد هذا
المخاض والوليد المشوه بعد عام 2003 يظهر السيد عمار الحكيم ومن خلال
وسائل الاعلام ليبرئ ذمتهم من خلال القائمة العراقية التي ستكون وبالا
على تأريخنا المعاصر كماهم من يقودون العملية السياسية الان.
ان حزب البعث أدهى من ابليس في المكر والخديعة والحمد لله حين تظهر
الآيات واضحة للعقلاء فيوم السابع من نيسان الحالي شهد مجزرة العمارات
السكنية المفخخة وعددها سبع بنايات كيوم السابع من نيسان عيد ميلاد حزب
البعث.
الان كيف نقارن بين سبع عجاف وسنابل خضر؟ فمن الاشارة الى العجاف
حيث سوء الخدمات وعدم الوفاء بوعود الاحزاب المكونة للبرلمان والحكومة
والسنابل الخضر هي سقوط نظام صدام الذي هو أشبه بمحاولة الميلاد
المبارك لدولة جديدة لكنها تعيش حالة من الاحتضار المخيف بعد ان انحرف
المسار لمن يقودون العملية السياسية.
سبع عجاف وسبع سنابل كجزء من ذلك البناء الوهمي والاسطورة الكاذبة
هل يعقل أن لايقرأ العقلاء من أهلنا في العراق صفحات التاريخ والواقع
اليومي بكل مآسيه وأحلامه ؟. ربما الصورة تشوبها الظلامية أكثر لأنها
نسيج من خيوط البعث ودول الجوار مع أدعياء العملية الديمقراطية لكنها
وبلاشك بداية الرحلة مهما طال الانتظار ستكون أرحم من رحلة البعث
الهدام. |