قرغيزستان.. انقلاب روسي بأسلوب أمريكي ناعم

المعارضة تستولي على السلطة والرئيس يفرّ جنوباً

 

شبكة النبأ: يبدو ان روسيا اخذت تتعلم الدروس الامريكية بشكل جيد، فعلى الرغم من نفيها في التدخل في الاحداث الاخيرة في قرقيزستان فان الصبغة الروسية واضحة على ملامح تطور الاحداث في ذلك البلد الصغير، حيث يبدو ان جهات روسية تتبع بوتين رجل المخابرات العتيد  قادت انقلابا ابيضا على تطور العلاقات الامريكية الروسية من حيث قرب التوقيع على معاهدة ستارت والتوافق على فرض العقوبات على ايران.

فقد قالت المعارضة في قرغيزستان إنها أجبرت الحكومة على الاستقالة بعد أن أطلقت القوات النار على المحتجين الذين يحاصرون مباني الحكومة وقتلت العشرات منهم.

وانتقل الرئيس كرمان بك باقييف الى مدينة أوش في جنوب البلاد فيما وذكرت الوكالة الروسية للاعلام في وقت سابق نقلا عن روزا أوتونباييفا القيادية في المعارضة قولها ان المعارضة باتت تسيطر بشكل تام على السلطة."

وجاء الاعلان بعد يوم من الاشتباكات العنيفة في بشكك ومدن أخرى. ولم يتسن الاتصال بمتحدثين باسم الحكومة والرئيس للتعليق.

ونقلت الوكالة الروسية للاعلام عن قيادي اخر بالمعارضة هو تامير سارييف قوله ان المعارضة دخلت مبنى الحكومة في وسط بشكك وان رئيس الوزراء دانيار أوسينوف كتب بيان استقالة.

وأضاف سارييف الذي اعتقل لدى وصوله على متن طائرة قادمة من موسكو ولكن المحتجين أفرجوا عنه فيما بعد "غادر باقييف البيت الابيض... لم يعد في بشكك."

ووصل باقييف نفسه الى السلطة بعد احتجاجات شعبية عام 2005 خلعت عسكر أقاييف أول رئيس لقرغيزستان بعد الحقبة السوفيتية. ويتهم خصوم الرئيسين كلا من باقييف وأقاييف بتركيز السلطة في أيدي المقربين منهما.

وتجتاح الاضطرابات السياسية بسبب الفقر وارتفاع الاسعار وتفشي الفساد قرغيزستان منذ أوائل مارس اذار. ويعيش نحو ثلث السكان دون حد الفقر وانخفضت تحويلات العاملين القرغيز في روسيا خلال الازمة المالية العالمية.

وقالت المعارضة ان 100 شخص على الاقل قتلوا في الاشتباكات في أنحاء الدولة الواقعة في اسيا الوسطى والتي تستضيف قاعدة عسكرية للولايات المتحدة تدعم عمليات قواتها في أفغانستان. كما تستضيف قاعدة روسية. بحسب رويترز.

ونفى رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين في وقت سابق أن روسيا قامت بأي دور في الاشتباكات بين القوات الحكومية والاف المحتجين.

ونسبت الوكالة الروسية للاعلام (ار.اي.ايه) الى بوتين قوله "لا روسيا ولا العبد الفقير ولا المسؤولون الروس لهم أي صلة بأي شكل من الاشكال بهذه الاحداث."

وقال مراسل لرويترز، ان القوات القرغيزية أطلقت النار في وقت سابق على الاف المحتجين المناهضين للحكومة الذين حاولوا اقتحام محيط مبان حكومية باستخدام شاحنتين.

واقتحم نحو 1000 شخص مكتب المدعي العام في العاصمة قبل ان يشعلوا النار في المبنى. وسيطر ناشطو المعارضة ايضا على قناة تلفزيون كيه.تي. ار. التابعة للدولة.

وقال عقيل بك يعقوباييف وهو طبيب بمستشفى في بشكك لرويترز "هناك عشرات الجثث وكلها مصابة بأعيرة نارية."وكثير من الجرحى مصابون بأعيرة نارية في رؤوسهم أو بطونهم. وقال أحد الجرحى في قسم الطوارئ "انهم يقتلوننا."

الحكومة الانتقالية تعلن سيطرتها على البلاد

ولاحقاً أعلنت رئيسة الحكومة الانتقالية في قرغيزيا روزا اوتونباييفا ان حكومتها فرضت سيطرتها على غالبية أنحاء البلاد. وقالت اوتونباييفا أن الرئيس المخلوع كرمانبك باكييف قد فر إلى جنوب البلاد ويحاول حشد انصاره.

وقالت في تصريحات أدلت بها في مبنى البرلمان في العاصمة بشكيك إن كافة المناطق هي تحت السيطرة ولكن لا زلنا نعمل على السيطرة على اوش و جلال آباد .

وأعلنت الزعيمة الجديدة حل البرلمان ووقف عمل لجنة الانتخابات المركزية إلى حين اعتماد نظام انتخابي جديد مؤكدة على أن الدستور الحالي سيتم العمل به باستثناء بعض المواد.

كما اعلنت غداة الإطاحة بالحكومة وتعيينها في هذا المنصب، أن القاعدة الجوية الامريكية في بلادها والتي تعتبر حيوية للعمليات العسكرية لحلف شمال الاطلسي في افغانستان ستبقى مفتوحة.

وقالت اوتونباييفا التي شغلت منصب وزيرة الخارجية في السابق خلال مؤتمر صحافي إن ما من شيء سيتغير في ما يتعلق بالاتفاق الموقع بين بشكيك وواشنطن. كما أعلن وزير الدفاع الجديد عن سيطرة الحكومة الانتقالية على كافة قوات الجيش وحرس الحدود.

وكانت المعارضة في قرغيزيا قد أعلنت عن تشكيل حكومة الشعب بعدما أدت اشتباكات دموية الى مقتل العشرات في العاصمة بشكيك.

وقالت روزا في مقابلة مع بي بي سي انه تم تعيين وزير للدفاع ووزير للداخلية جديدين. وتفيد الانباء بان الاضطرابات ما زالت مستمرة في العاصمة، وان عمليات السلب والنهب لم تتوقف.

على صعيد آخر، قال رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين ان لا علاقة لروسيا اطلاقا بما يجري في قرغيزيا ، فيما اعربت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون عن قلقها البالغ حيال الوضع في قرغيزيا داعية الحكومة والمعارضة الى ضبط النفس والتحاور .

كما وجه الامين العام للامم المتحدة بان كي مون نداء دعا فيه الى ضبط النفس والحوار بغية تفادي اراقة الدماء من جديد في قرغيزيا كما افاد بيان صادر عن الامانة العامة للمنظمة الدولية.

واعلنت الولايات المتحدة عن قلقها الشديد حيال الوضع في قرغيزيا وذلك بعد يوم من اعمال العنف التي شهدتها بشكيك في مواجهات بين الشرطة وانصار المعارضة.

ودعت وزارة الخارجية الامريكية على لسان الناطق باسمها بي جاي كراولي كل الاطراف الى احترام دولة القانون وحل خلافاتهم بطريقة سلمية وبالسبل القانونية ، الا انها قالت انها ليست حتى الآن على علم بتغير الحكومة في قرغيزيا .

وكانت الاحداث قد اندلعت حين حاولت الشرطة من دون جدوى تفريق المتظاهرين الذين تجمعوا امام مقر المعارضة، احتجاجا على الفساد وارتفاع الاسعار واعتقال قادة المعارضة.

ومع فشل الشرطة بتفريق المظاهرة اتخذ قرار فرض حالة الطوارىء بعد وقوع صدامات عنيفة بين الشرطة وحشد من المتظاهرين المعارضين.

وتضاربت المعلومات حول اعداد القتلى في الصدامات، وفي احدث التقديرات الرسمية قتل 65 شخصا على الاقل في حين تقول المعارضة ان 100 شخص قتلوا.

يذكر ان الزعيم المعارض سارييف هو من بين نحو عشرة سياسيين معارضين أفرج عنهم بعد أن احتشد جمهور خارج المبنى الذي كانوا محتجزين فيه.

الرئيس المخلوع يلتحق بأنصاره ويرفض الاستقالة

وأعلنت رئيسة الحكومة الانتقالية في قرغيزستان روزا اوتونباييفا، غداة اطاحة المعارضة بالرئيس كرمان بك باكييف وتعيينها في هذا المنصب، ان الرئيس يحاول الالتحاق بانصاره في جنوب البلاد ويرفض الاستقالة.

وقالت اوتونباييفا خلال مؤتمر صحافي ان "الرئيس يحاول رص صفوف ناخبيه في الجنوب للاستمرار في الدفاع عن موقعه".

واضافت وزيرة الخارجية السابقة "ولكن المعارضة تصر على ان يقدم استقالته"، مؤكدة انه "بحسب معلوماتنا فهو موجود في جلال اباد" مسقط رأسه في جنوب البلاد.

واعلن زعماء المعارضة الاربعاء سقوط الحكومة وفرار الرئيس الى مدينة اوش في جنوب البلاد. وشكلت المعارضة حكومة جديدة برئاسة وزيرة الخارجية السابقة روزا اوتونباييفا.

وبحسب وزارة الصحة القرغيزية فقد قتل ما مجموعه 68 شخصا خلال المواجهات العنيفة التي دارت الاربعاء بين انصار المعارضة في العاصمة بشكيك ومناطق اخرى.

مقتل وزير الداخلية

وكان وزير الداخلية القرغيزي مولود موسى كونغانتييف قُتل في تالاس شمال غرب البلاد، على ما اعلن مصدر في الوزارة لفرانس برس، بعدما افادت وسائل الاعلام المحلية في وقت سابق ان متظاهرين حاصروه وانهالوا عليه ضربا.

من جهة اخرى سيطر مئات المتظاهرين من انصار المعارضة القرغيزية على مقر التلفزيون في بشكيك وتوقف بث جميع المحطات، على ما افاد صحافيو فرانس برس. وقال صحافي في فرانس برس ان مئات المتظاهرين اقتحموا مقر التلفزيون الوطني وسيطروا على المبنى بكامله.

وروى مسؤول كبير في التلفزيون الرسمي لفرانس برس طالبا عدم كشف هويته "سيطر شبان معظمهم ثمل على مبنى التلفزيون فحطموا كل ما في داخله وسرقوا المعدات". وتوقف البث التلفزيوني فيما اعلنت الحكومة حال الطوارئ.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 11/نيسان/2010 - 25/ربيع الثاني/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م