
شبكة النبأ: يرى الكثير من المحللين
في حزب الله مكمن قلق لإسرائيل ومن خلفها الولايات المتحدة في حال
ارتأت إحدى تلك الدولتين توجيه ضربة عسكرية إلى إيران.
حيث يعتبر التنظيم العسكري للحزب الذي استطاع أن يفرض إرادته
السياسية على مختلف الفرقاء السياسيين في لبنان معضلة مزمنة استعصيت
على الحل سيما بعد أن تنامت قوته بعد حرب حزيران الماضية.
المقاومة برموش العين
حيث اعتبر الرئيس اللبناني ميشال سليمان في حديث صحافي ان الحاجة "الى
مقاومة" حزب الله "لا تزال ملحة"، مضيفا "سنحفظها برموش العين"، وذلك
قبل استئناف الحوار الوطني حول استراتيجية دفاعية يفترض ان تقرر مصير
سلاح الحزب الشيعي.
وردا على سؤال حول موقفه من "المقاومة"، اي حزب الله الذي يثير
احتفاظه بسلاحه جدلا بين الاطراف اللبنانية، قال سليمان في حديث الى
صحيفة "السفير" اللبنانية "المقاومة نحن نحفظها برموش العين، نحن بحاجة
اليها، وحاجتنا ما زالت ملحة لها".
واضاف ان "اي كلام يصدر خارج هذه الحاجة الى المقاومة ليس اكثر من
حديث استهلاكي ولا اهمية له". الاستوشد برس.
ويرعى سليمان جلسات للحوار الوطني يشارك فيها ممثلون عن كل الاطراف
اللبنانيين وتبحث في وضع استراتيجية دفاعية تحل من ضمنها مسألة السلاح
الذي يتمسك به حزب الله في مواجهة اسرائيل. في المقابل، يطالب خصومه
بان يصبح هذا السلاح جزءا من منظومة الدولة اللبنانية. والموعد التالي
المحدد للحوار هو في 15 نيسان/ابريل.
قيادي بالقاعدة يهاجم حزب الله
من جانب آخر شن صالح القرعاوي، أحد أخطر المطلوبين على قائمة
"الـ85" السعودية لعناصر القاعدة، هجوماً عنيفاً على الجيش اللبناني
وحزب الله الشيعي والقيادات السنية اللبنانية، متهماً إياهم بالدفاع عن
أمن إسرائيل وتشكيل عقبة أمام وصول عناصر تنظيم القاعدة إلى شمالي
إسرائيل.
ونشرت مواقع متخصصة في بث المواد المرتبطة بالتنظيمات المتشددة
مقابلة مع القرعاوي، قدمته فيها على أنه "قائد ميداني في كتائب عبد
الله عزام" التي تبنت قصف صواريخ على إسرائيل من لبنان في 27 أكتوبر/تشرين
الأول الماضي، أكد فيها سعي القاعدة في الجزيرة العربية إلى خطف أجانب
واستهداف المصالح الأمريكية.
ووصفت المقابلة القرعاوي بأنه "أخطر المطلوبين على قائمة الـ85"
و"قائد ميداني في كتائب عبد الله عزام" واعتبر أنه قادر على توفير
معلومات حول الأوضاع الخاصة بـ"الجهاديين" في الجزيرة العربية ودول
المشرق العلمي. بحسب (CNN).
وتحدث القرعاوي عن بداياته، فقال إن خرج للعراق وشارك في معارف
الفلوجة، وتعرف على القائد السابق للقاعدة بالعراق، أبي مصعب الزرقاوي
وقام بـ"تكليفه بعمل خارج العراق،" ولكن السلطات السورية أوقفته وسلمته
للرياض، فأمضى فترة قصيرة في سجونها.
وبالنسبة للجزيرة العربية، أقر القرعاوي بأن التنظيم "مهتم باختطاف
سياح أمريكيين وبريطانيين وغيرُهم من المشركين،" واعتبر أن ضرب المصالح
الأمريكية "من أهم الأهداف، وهي منتشرة في بقاع الأرض، ويسهل ضربها."
ووضع القرعاوي تأسيس "كتائب عبدالله عزام" في إطار "فتح جبهة
خارجية لضرب المفاصل الاقتصادية وخرق صفوف العدو من الداخل، وإدخال
الرعب في قلوبهم، وقال إن تنظيمه مقسم إلى سرايا، منها سرية "زياد
الجراح" التي قامت بقصف شمال إسرائيل انطلاقاً من جنوبي لبنان قبل سنة
ونصف تقريبا.
واعتبر القرعاوي أن تنظميه كان عليه مواجهة "الخونة في لبنان وحزب
الله وقوات اليونفيل وكل هؤلاء يحمون جنوب لبنان لأجل أمن اليهود،"
وانتقد الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله الذي قال إنه ندد بالعملية،
واعداً بتنفيذ المزيد من الهجمات.
وأضاف: "السبيل الأمثل لتحرير فلسطين أن نعرف القوى الحقيقية
المشاركة في احتلالها.. أساس الصراع ليس بيننا نحن العرب واليهود، بل
هو في حقيقته بين قوى الحق وقوى الباطل، إذا نظرنا إلى الصراع بهذه
المقاييس فإننا سنعلم أن وجهة كثير ممن يريدون تحرير فلسطين قد انحرفت
حتى طلبت النصرة ممن هم أخطر من اليهود أنفسهم."
ولدى سؤاله عن الأوضاع في لبنان قال القرعاوي: "بعد مقتل رئيس
الحكومة الأسبق الحريري وانسحاب جيش النظام السوري من لبنان انقسمت
الساحة اللبنانية إلى قسمين رئيسين، هما ما يسمى بالموالاة والمعارضة..
وحصل بين الطرفين صراع مرير ظاهره لبناني، وحقيقته أنه دولي، استخدمت
المعارضة فيه أسلوب التصفية الدموية لرموز خصومهم السياسية كما هي
عادتها وديدنها، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل قام أصحاب هذه
الأعمال بإلصاق أعمالهم بالجماعات الإسلامية في لبنان لكي يضربوا
عصفورين بحجر."
وتابع: "أهل السنة للأسف في أسوأ حال وضعف وبؤس وظلم؛ وهم الضحية
الأبرز في لبنان بل وحتى سوريا وبلاد الشام عامة.. الجيش اللبناني يكيل
بمكيالين، فهو يعامل أهل السنة في لبنان بالبطش والقتل والتعذيب والسجن
والقهر والمداهمات، أما مع الشيعة مثلا أو أي طائفة أخرى فلا نراه يحرك
ساكنا."
واتهم القرعاوي القوى الشيعية اللبنانية بالسيطرة على مخابرات الجيش
الذي "لم يدافع عن أهل السنة" في معارك السابع من مايو/أيار الماضي.
وبالنسبة لدور حزب الله في الجنوب قال القرعاوي: "ما هم إلا حرس
لليهود.. أكبر عقبة تواجهنا في العمل على الأرض هي عقبة الحزب ولا شك،
فلا هو قاتل اليهود ولا هو سمح لنا بالتحرك، بل واستخدم مخابرات الجيش
في مطاردة وملاحقة عوام أهل السنة."
وتشير المعلومات إلى أن القرعاوي في نهاية العقد الثاني من عمره،
وهو من مدينة بريدة في منطقة القصيم، وقد وضعته الداخلية السعودية على
قائمة "الـ85" التي تضم أخطر المطلوبين للقاعدة، واعتبرته من بين
أبرزهم، بسبب توليه مواقع قياديه في التنظيم داخل المملكة وخارجها
إضافة إلى ارتباطه بالزرقاوي.
هبة أميركية
في سياق متصل انتقد الامين العام لحزب الله حسن نصرالله مساء مضمون
اتفاق موقع بين الحكومة اللبنانية والسفارة الاميركية في لبنان يتعلق
بتقديم هبة اميركية الى قوى الامن الداخلي من اجل تدريبها وتجهيزها،
معتبرا انه يتضمن "مواد خطرة" و"يبيح مؤسسة امنية للاميركيين".
وقال نصرالله في مقابلة مع تلفزيون "المنار" التابع لحزبه "نحن نرى
في هذه الاتفاقية مواد خطرة يجب الانتهاء منها". وكان نصرالله يعلق على
جدل قائم منذ اكثر من شهر حول اتفاق متعلق بهبة اميركية تبلغ قيمتها
خمسين مليون دولار تقدم من خلالها الولايات المتحدة تدريبات لعناصر في
قوى الامن على مكافحة الجريمة وتجهيزات لا سيما في قطاع الاتصالات
لمؤسسة قوى الامن الداخلي. بحسب فرانس برس.
كما ينص الاتفاق، بحسب النص الذي وزعه نواب في البرلمان، على ضرورة
"التحقق من ان جميع افراد قوى الامن الداخلي متلقي التدريبات او
مستخدمي المعدات المقدمة لا ينتمون، باي شكل من الاشكال، الى اي منظمة
تعتبرها الحكومة الاميركية منظمة ارهابية".
ويعتبر حزب الله نفسه مستهدفا بهذه الفقرة، كونه مصنفا على لائحة
المنظمات الارهابية الصادرة عن وزارة الخارجية الاميركية، فيما يؤكد
المدافعون عن الاتفاق ان الإطار العام الموضوع للاتفاق موجود في كل
اتفاقات المساعدات الخارجية التي تقدمها الولايات المتحدة.
ووضع مجلس النواب يده على الموضوع وكلف لجنة الاتصالات النيابية
برئاسة النائب حسن فضل الله من حزب الله البحث في قانونية الاتفاق.
واعضاء اللجنة منقسمون حول تقييم الاتفاق.
وقال نصرالله ان الاتفاق يسمح "للاميركي بالذهاب الى مراكز قوى
الامن للتأكد من كيفية استخدام التجهيزات"، كما يسمح له "بالاحتفاظ
بقائمة تسجل فيها جميع الاجهزة والمعدات التي وفرتها" الولايات المتحدة،
معتبرا ان "هذا يعني اننا نبيح مؤسسة امنية كاملة للاميركيين ليدخلوا
اليها متى ارادوا".
وتابع ان "المطلوب من الحكومة اللبنانية التحقق من ان جميع من
يستفيدون من التجهيزات لا ينتمون الى اي منظمة تعتبرها الحكومة
الاميركية منظمة ارهابية"، معتبرا ان التوقيع على ذلك يعني القبول "بالتصنيف
الاميركي للارهاب"، مضيفا "هذا شيء خطر جدا (...) هذا اشكال رئيسي
بالنسبة لنا وهو اشكال كبير". وطالب بمعالجة المسألة قائلا ان كان "العلاج
بالتعديل، عدلوا. العلاج بالالغاء؟ الغوا".
وكشف في نهاية شباط/فبراير عن طلب اميركي للحصول على معلومات حول
شبكتي الاتصالات الخليوية في لبنان، تبين في ما بعد انه يندرج في اطار
تنفيذ اتفاق الهبة. وامتنعت السفارة الاميركية حتى الآن عن التعليق على
الموضوع.
استدعاء مسئول ثقافي في الحزب
وحول ما أثير من موضوع استدعاءات كشف نصرالله أن مدعي عام المحكمة
قام بالاتصال بعناصر في حزب الله أو مقربين من الحزب وطلب استدعاءهم
إلى التحقيق، مضيفاً أنه في الأسابيع القليلة الماضية وصل العدد إلى 12
من المنتسبين أو الأصدقاء المقربين والآن هو بصدد استدعاء ستة أشخاص لا
ندقق إذا كانوا منتسبين أو مقربين.
وأشار إلى أنه حصل في الماضي استدعاءات، وقعت الأولى في الأشهر
الأخيرة من عام 2008، بعد انتهاء 7 مايو/أيار وعلى مقربة من إطلاق
الضباط الأربعة، حيث تم استدعاء عدد من عناصر الحزب، بينما كانت
الاستدعاءات الثانية في العام 2009.
وأكد الأمين العام لحزب الله أن ما يلفت النظر هو عدم حصول إثارة
وضوضاء في استدعاءات العامين 2008 و2009 "كالتي حصلت في الأسابيع
الماضية."
ونفى نصر الله استدعاء قياديين في المرات السابقة، فيما أكد استدعاء
مسؤول ثقافي وآخر "يعمل في إطار جهادي معني بالتواصل مع الإخوة
الفلسطينيين داخل فلسطين المحتلة" على حد قوله. وطالب مدعي عام المحكمة
بسرية التحقيقات حرصاً على التحقيق وحفاظاً على سير العدالة.
واعتبر نصر الله "أن الطلقة الأخيرة لاستهداف المقاومة ورموزها
وحركتها هو هذا الملف الذي بدأ فتحه وبدأ مساره بعد حرب يوليو/تموز منذ
ما ورد في جريدة "لوفيغارو" الفرنسية عام 2006، مشيراً إلى أنه خلال
السنوات الماضية "كنا نسمع كل ما يجري في المحكمة الدولية من خلال
وسائل الإعلام، ومن شخصيات وقيادات لبنانية وفي الصالونات."
وقال إن حزب الله "جهة مستهدفة منذ سنوات طويلة ومنذ الساعات الأولى
لاستشهاد الرئيس الحريري، مشيراً إلى أن" اللوبي الصهيوني" قام باتهام
حزب الله باغتيال الحريري.
وأوضح أن "العدو لا يفوت أي فرصة لتشويه صورة المقاومة الناصعة،
فمرة يتهمنا العدو بالاتجار بالمخدرات وتزوير أموال، وها هو وأكد أن "تاريخ
لجنة التحقيق الدولية تاريخ حافل بالتسريبات."
وفي هذا الصدد، قال نصرالله: "بالنسبة للتسريبات هناك 3 فرضيات، إما
سيناريو وافتراضات لدى هؤلاء الكتّاب وتأتي اللجنة لتسير على هذه
السيناريوهات، إما الفرضية الثانية فهي وجود تسريب من جهات بالمحكمة
إلى جهات سياسية وأمنية لتحقيق الأهداف السياسية، والثالثة أنهم يدعون
الغيب وهؤلاء أنبياء يعلمون بالغيب إلى أين ستتجه لجنة التحقيق، بين
الفرضيات أتبنى الفرضية الثانية، والمسؤول بالدرجة الأولى عن هذه
التسريبات هو مكتب المدعي العام للمحكمة الدولية.
وأضاف أن كل محاولات تشويه صورة حزب الله لم تؤد إلى نتيجة في
السنوات الماضية، والآن "هذا باب من أبواب تشويه الصورة والمس برمز هو
الشهيد مغنية وإذا كان أحد يفكر بالقضاء على حزب الله فهذه أضغاث أحلام.
شبكات التجسس
من جانب آخر اعتبر قاسم شبكات التجسس الاسرائيلية التي تكتشف بين
وقت وآخر في لبنان "ضربة قوية وجهت للموساد الاسرائيلي، من خلال كشف
شبكات التجسس التي أوقفتها الأجهزة الأمنية اللبنانية وبالتعاون مع
المقاومة، وهذا ما أخرهم كثيرا. ويعتقد بعض المطلعين أمنيا، ان كثافة
الطيران الاسرائيلي في الأجواء اللبنانية، سبب الضعف في المعلومات،
والتي يريدون سدها ومعالجتها عبر المسح الجوي، الذي لا يعطي في أحسن
الحالات سوى معلومات بسيطة وسطحية".
وأكد ان أيا من هذه الشبكات "لم تصل الى جسم المقاومة، وهذه هي نقطة
الضعف الكبرى لدى اسرائيل.
حيث لم تسجل على حزب الله ضربة اسرائيلية واحدة لها علاقة على تحرك
بعمل مقاوم، وبالتالي فجبهتنا الداخلية لها قدر كبير من التحصين".
أمريكا أو إسرائيل
على صعيد متصل قال نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ان
اي ضربة عسكرية امريكية او اسرائيلية على ايران ستشعل منطقة الشرق
الاوسط باكملها مستبعدا حربا اسرائيلية على لبنان في الوقت الحالي.
وقال قاسم "ايران دولة كبيرة وعزيزة ولها قدراتها وبالتالي اي
اعتداء على ايران يمكن ان يفجر المنطقة بأسرها وسيكون الثمن باهظا
للمعتدي سواء كانت امريكا او اسرائيل او الذين سيسمحون من خلال قواعدهم
ان تضرب ايران .... بالحد الادنى فان الحرب على ايران يعني التهاب
المنطقة بأسرها."
لكنه اضاف "القضية مختلفة جدا عن العراق وافغانستان ولا تستطيع
امريكا ولا اسرائيل ان تضرب ايران او ان تمر الامور بشكل طبيعي اوعادي
او تؤخذ قرارات دولية لمصلحة هذا الموقف....فالامر كبير جدا وخطير جدا
ولولا انهم يدركون هذا الامر لتم ضرب ايران منذ سنوات ولكن هم يعلمون
ان الامر عسير." بحسب رويترز.
ويتهم المسؤولون اللبنانيون والسوريون اسرائيل بأنها تدفع باتجاه
حرب جديدة في الشرق الاوسط على خلفية البرنامج النووي الايراني الذي
تعتبره اسرائيل تهديدا لوجودها.
وترفض ايران المزاعم الاسرائيلية والغربية القائلة ان برنامجها
النووي خطة سرية لامتلاك أسلحة نووية. وتقول ايران المنتجة للنفط ان
طموحاتها النووية محدودة بالانتاج السلمي للكهرباء.
وقال قاسم "اليوم العنوان المعلن ضد ايران هو محاولة منعها من
امتلاك النووي السلمي تحت عنوان الخوف من امتلاك للنووي الحربي وكل
العالم يعلم ان هذا ادعاء في غير محله لان من حق ايران ان تمتلك النووي
السلمي."
واكد ان حزب الله "في وضع مستعد لمواجهة التهديدات الاسرائيلية
والخطر الاسرائيلي ولا نعلم كيف سيكون امتداد هذا الخطر فيما لو تقررت
الحرب على ايران .. ما نقوله اننا لا نقبل بان يكون التهاب المنطقة على
حسابنا ولا ان يكون العدوان الاسرائيلي مبررا بالنسبة الينا على لبنان
وبالتالي سنكون جاهزين للدفاع اما كيف ومتى وما هي التفاصيل هذه امور
مجهولة."
وبالنسبة لاحتمال اندلاع حرب بين اسرائيل وحزب الله قال قاسم "تقديرنا
السياسي بحسب الواقع الميداني ... بانه لا يوجد مؤشرات حرب قريبة لكن
اسرائيل تعد وتخطط لحرب في يوم من الايام قد يطول هذا اليوم وقد يبتعد
لكن علينا ان نبقى على جهوزية وهذا ما نحن عليه لان هذا العدو لا يؤمن
له وربما تغيرت بعض الظروف بطريقة او بأخرى فيبادر الى شن عمل عدواني
على لبنان."
واضاف "من هنا نحن نعتبر ان الحرب مستبعدة حاليا ولكن جهوزيتنا
عالية كي لا نفاجأ باي شيء ارتباطا بالتطورات الموجودة في المنطقة."
ومضى يقول "نحن الان في كامل جهوزيتنا فلو جرت الحرب اليوم او جرت
بعد سنة بالنسبة لنا نعتبر انفسنا معنيين بان نكون متنبهين لان هذا
العدو غدار ولا نعلم متى يمكن ان يقدم على اي خطوة عدوانية."
وكانت الامم المتحدة قالت الاسبوع الماضي ان موجة أخيرة من الحرب
الكلامية بين اسرائيل ولبنان أشعلت المخاوف من أن يؤدي ذلك الى حرب
جديدة بين الدولتين.
وخاض حزب الله حربا ضد اسرائيل استمرت 34 يوما في عام 2006 مما ادى
الى مقتل نحو 1200 شخص في لبنان معظمهم من المدنيين ونحو 160 اسرائيليا
معظمهم من الجنود.
من جهة اخرى اعرب الشيخ نعيم قاسم عن اطمئنانه بان سوريا لن تخضع
للمطالب الامريكية بالتخلي عن حزب الله وقال "اعتقد ان سوريا لن تتخلى
عن هذا الموقع وبالتالي تستطيع امريكا ان تطلب ما تريد لكن المهم ان
سوريا لا تستجيب لامريكا عندما يتعلق الامر بسيادة سوريا وبقراراتها
الداعمة للمقاومة."
اضاف "نحن مطمئنون الى هذا الموقف السوري والاحاديث بيننا وبين
السوريين كانت الامور واضحة جدا بان المقاومة خط احمر وان استقلال
القرار السيادي في المنطقة لا علاقة لامريكا ولا لغير امريكا به."
واوضح ان "مشهد اللقاء الثلاثي في دمشق هو مشهد تعاون وابراز
التماسك وبالتالي اعطاء رسالة واضحة ان من يفكر باللعب على خلافات
ايرانية سورية واهم ومن يعتقد انه يمكن ان يأكل دول الممانعة
والمقاومات في المنطقة واحدا واحدا هو واهم ايضا."
وكان عقد اجتماع ثلاثي في دمشق الشهر الماضي بين الرئيس الايراني
محمود احمدي نجاد والرئيس السوري بشار الاسد والامين العام لحزب الله
السيد حسن نصر الله.
واكد نائب الامين العام لحزب الله ان "ما يحصل اليوم في القدس هو
امر خطير جدا لانه يؤسس لنمط منسجم مع فكرة الدولتين حيث يريد الغرب ان
تكون هناك دولة يهودية ويحاول ان يترجمها نتنياهو بهذه الصيغة الواضحة
بان الدولة اليهودية تعني الغاء الوجود الفسطيني والغاء الدولة
الفلسطينية بالاصل."
وتصاعدت المواجهات بين الفلسطينيين والاسرائيليين في شوارع القدس
والضفة الغربية بسبب غضب الفلسطينيين من خطة لبناء 1600 وحدة سكنية
لليهود قرب القدس الشرقية.
ودعا الشيخ نعيم قاسم الى تحرك عربي واسلامي للدفاع عن القدس قائلا
"على المستوى الشعبي هناك عواطف جياشة تجاه القضية الفلسطينية ولا يمكن
نزعها لكن حركة الاعتراض الشعبي العربي حركة بطيئة."
وقال" نحن امام ازمة خطيرة تمس المقدسات الاسلامية والمسيحية وتمس
اصل الحضور الفلسطيني في هذه المنطقة ولذا يجب ان يكون الموقف شديدا
وقويا." |