مدينة الحناء... يعبث بها التهريب

الفاو تسمية اسبانية لأول مدينة احتلها الانكليز

تحقيق: نهلة جابر

 

شبكة النبأ: عندما تبحث عن العوالم السحرية في حياة لم تعيشها لكنك تسمع عنها في الاساطير وحكايات التي تنهض فيها ذاكرة المدن العراقية ليس عليك سوى تقليب اوراق فصول حياتها، لتجد حكايا واساطير مخباة في صدور شيوخها وعجائزها......

لذا قامت صحيفتنا فتح مكنونات بعض من صدور أولئك الأشخاص، الفاو والتي كانت في القرن التاسع عشر عبارة عن بستان يسكنه مايسمى باللهجة المحلية بعض "النيادة" اي النجديون، وهم عبارة عن اقوام اشتغلو بالتجارة ووجدو الفاو محطتهم لتبدأ المدينة أولى بداياتها، لكنها بعد ذلك أصبحت منفى ومعتقلا لفئات سياسية في العهدين العثماني، الملكي وحتى العهد الجمهوري.

في عام 1914 دخلت منها قوات غازية انكليزية ولم يكن انذاك في الفاو سوى طوب "مدفع "وقلعة لم تستطيع الصمود،وتبوح الذاكرة بان الامواج جلبت لها جنود "الكركة الهنود"المنتزعين من وطنهم عنوة، الذين استقدمتهم القوات البريطانية بحجة تشغيلهم بعد ان اجتاحت بلدهم سنين جوع ومرض وفقر، لتغدو الفاو منطلق للقوات البريطانية الى باقي المدن العراقية.

لكن هناك من يقول ان اسمها اشتق من اسم الباخرة "فاو" وايضا يطلق على المناطق المشجرة، وتشير بعض المصادر الى ان بحارة اسبان واجهوا عاصفة قوية جدا فقدو فيها الامل بالنجاة والوصول الى اليابسة، واذا بأحدهم يصرخ "فاو _فاو" وهو يعني الأرض او الخبز.

يضم قضاء الفاو ناحيتين _الاولى في الجنوب تسى ناحية الخليج ويسميها الأهالي "الفاو الجنوبي"، الثانية ناحية البحار ويسميها الاهالي الدورة،  اضافة الى مركز القضاء الذي يضم مجموعة من المناطق تسمى "احواز" مثل "حوز عبد الله، الجبيلة ومحمد ضبط "وغيرها من الشواهد"السوق، الميناء، التميمية، الكمالية، حي عدن، 14 تموز،  الهاتف ".

الفاو احد المؤاني العالمية في جنوبها على بعد 80 ميلآ يقع ميناءان لتصدير النفط هما"خور العمية وميناء البصرة "كما يسمى سابقا ب"البكر"

وكذلك في أواخر السبيعينيات اقيم مشروع كبير ل"مملحة الفاو "باشراف وتنفيذ شركة اجنبية لكن الحرب أجبرت الشركة الى ترك العمل فيها، الحرب ذاتها لم تبق من الفاو سوى شواهد في ذاكرة ابنائها، فكل معالمها احترق بنيران الحروب التي مزقت مساكنها واشجار حناها وصفصافها وقد اجهزت على كل معالمه، حتى اسمها بدل في عامي 87_88؟.

حتى أنهارها طمرت، كثبان الأشجار والملح طمر واستبدل مكانها الوان سواد دخان القذائف المختلطة بدماء الشباب المغدور بالحرب، اما الجنوب فما زال يحتفظ بعدد من البيوتات المغطاة بالحلفاء.

ويقول المعمر الحاج جاسم خلف لـ(شبكة النبأ المعلوماتية): اغلب اهالي الفاو سابق درسو في "مدرسة الفاو الابتائية للبنين والبنات "التين اسستا بعد انجلاء عصر الكتاتيب والملالي، في السبعينات من القرن الاستحدثت كثير من المدارس وباتت الفاو مدينة كبيرة بسبب وجود الميناء وشركة النفط ومنافذ صيد السمك في الجنوب، اضافة الى ان الفاو كانت معروفة بكثرة بساتين النخيل وخاصة الأصناف المميزة منها البرحي، كذلك اشتهرت عالميا بزراعة الحناء الذي يخضب به ايدي وشعر النساء.

وفي راس البيشة المكان الذي يطل على الخليج ثمة مرسى يباع فيه السمك يسمى "النكعة"، وفي هذا المكان تكبر معاناة  الصياديين،  حيث يقول الصيادون في الفاو بان المهنة لم تعد مجدية، بسبب جملة من المعوقات اهمها تعرضهم للمضايقات من حرس السواحل في دول الجوار،نلهيك عن مايخصص لهم من وقود "الكازوايل" فمثلا يقول راهي عمران لـ(شبكة النبأ المعلوماتية)، كان البرميل يباع ب30-50 الف اما الان فنحن نشتري البرميل ب"150"الف دينار مما يشكل ثقل على كواهل الصيادين اضافة الى الثلج واجور العمال، موكد بان الصيادون مهددون بالبطالة.

وعن الوضع الامني قال علي رئيس المجلس البلدي لـ(شبكة النبأ المعلوماتية)، ليس لدينا اية مشكلة المنطقة امنة جدا بسبب الحس الامني لدى الجميع، اي شيء غريب يقع ترى الناس يتساءلون عن ماهيته، ويسترسل لا توجد خروقات امنية لدينا.

اما الاهالي اذين التقيناهم فقد اشارو الى ان الفاو وان تبدو مسقرةولكنها في واقع الحال اتها بوابة للتهريب وبكل اصنافه.

اما مدير بلدية الفاو فقد اشار الى ان الفاو مدين الخصيب والنمار وارض النقيضين وعندما تذكر الفاو يتبادر الى ذهنك "الحناء" لهذا سعت البلدية والاهالي الى اعادة زراعة ذلك المنتج لغرض التميز والمردود المادي للمدينة واهاليها.

وفي طريق العودة التقينا بام احمد التي تمتلك مزرعة صغيرة تقوم بزراعة الحناء فيها! حيث قالت لـ(شبكة النبأ المعلوماتية)، انا اعمل فيها بعد وفاة زوجي فهي تساعدني على القيام باعباء المعيشة الصعبة متمنية من الحكومة المحلية ان تقوم بتوضيف الشباب العاطل عن العمل في الفاو وعودة اهلها الذين سكنو المحافظات العراقية الاخرى وعودة الفاو باجمل حلة لها باذن الله.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 8/نيسان/2010 - 22/ربيع الثاني/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م