قضايا نفسية:  الحياة والسعادة بين السلبية والايجابية

النظرة الإيجابية تعزِّز نظام المناعة والقلق يؤدي للتدخين القاتل

 

شبكة النبأ: رجح تقرير علمي وجود علاقة بين تيارات مغناطيسية موجودة في القسم الأيمن من الدماغ وبين مهارات وملكات معينة، على رأسها الحكم المنطقي على الأمور عبر دراسة عواقبها ومحاولة تجنب القيام بأمور قد تترك تبعات سلبية.

ومن جهة أخرى أكد باحثون أميركيون، من خلال دراسة تعتمد على 230 صورة للاعبي منتخب البيسبول عام 1952 نشرت نتائجها في مجلة "سايكولوجيكال ساينس"، أن الابتسام يطيل الحياة.

وفي سياق آخر تقول دراسة نشرتها مجلة "طب الرأس والوجه" إن الأشخاص الذين يعرفون كيفية مواجهة الأمور التي توترهم خلال النهار لا يعانون من مشكلة "القرض على الأسنان"، بل إنها تصيب أولئك الذين يتجاهلون المصاعب التي تعترضهم في حياتهم ويصرفون أنظارهم عنها. في حين تقول دراسة أمريكية حديثة إن النظرة الإيجابية في الحياة لها تأثير مفيد على الصحة وتعزز نظام المناعة في الجسم..

النظرة الإيجابية تعزز نظام المناعة بالجسم

وتقول دراسة أمريكية حديثة إن النظرة الإيجابية في الحياة لها تأثير مفيد على الصحة وتعزز نظام المناعة في الجسم، في كشف قد  يكون له تأثير كبير على أساليب العلاج.

وكشف البحث المشترك بين جامعتي "كنتاكي" و"لويزفيل" أن الشعور المتفائل بخصوص المستقبل قد يؤدي لشعور أفضل في الواقع، وأن التفاؤل مفيد للصحة إذ من شأنه تعزيز قدرة الجسم على محاربة العدوى.

واختار العلماء 124 طالباً جامعياً، 90 في المائة منهم من البيض وتمثل النساء نسبة 55 في المائة بينهم، واخضعوا لاستجواب بشأن مواضيع تتصل بمدى إيجابيتهم وتفاؤلهم إزاء فرص نجاحهم في الدراسة الجامعية.

ومن ثم حقنوا  بـ"مولد مضاد" (antigen)، الذي يستجيب له جهاز المناعة في الجسم بتكوين ما يشبه النتوء البارز في الجسم، كلما كبر حجمها دل على قوة نظام المناعة بالجسم.

وخلصت نتائج البحث الذي نشر في دورية "علم النفس"إلى أن قوة الاستجابة المناعية للجسم ترتفع أكثر بين المتفائلين، وتباطأت الاستجابة بين الفئة الأقل تفاؤلاً.

وقال جيمس مادوكس، بروفيسور علم النفس بجامعة "جورج ماسون" عن النتائج "مثال آخر على مدى قوة التفاؤل، أو ما كان يسمى بالنظر الإيجابية في فترة الخمسينيات والستينيات."

ويذكر أن دراسة نشرت في أغسطس/آب الماضي وجدت أن التفاؤل مفيد للصحة وقد يمنع، إلى حد كبير، فرص الإصابة بالسكتات القلبية أو حتى الموت. بحسب سي ان ان.

ونظر باحثو "جامعة بيتسبراه"، خلال البحث العلمي، وهو الأكبر حتى اللحظة الذي يتناول تأثير التفكير الإيجابي على الصحة، في نتائج دراسة تضمنت متابعتهم على مدى ثمانية أعوام، لأكثر من 97 ألف امرأة.

واستخدم الخبراء أسئلة بسيطة لتحديد أي من المشاركين يمكن تصنيفهم كمتفائلين أو متشائمين.

ووجد الفريق أن المتفائلين، ممن لهم نظرة إيجابية تجاه الحياة، يتمتعون بصحة أفضل من أقرانهم المتشائمين، وتقل فرص إصابتهم بأمراض القلب بواقع 9 في المائة، كما تقل فرص وفاتهم لأي أسباب، بمعدل 14 في المائة.

ورغم فشل الدراسة في تحديد الأسباب الكامنة وراء تمتع الأشخاص الإيجابيين بصحة أوفر، إلا أنها وجدت كذلك أن تلك الفئة أقل عرضة، من المتشائمين، في الإصابة بالاكتئاب أو اللجوء للتدخين، كما أنهم يبدون أصغر سناً، وينالون قسطاً أوفر من التعليم ويتلقون دخلاً أفضل، كما أنهم أكثر تديناً، وفق الدراسة التي نشرت في دورية "جمعية القلب الأمريكية."

تيار مغناطيسي يبدل نظرة أدمغتنا للحياة

من جانب آخر رجح تقرير علمي وجود علاقة بين تيارات مغناطيسية موجودة في القسم الأيمن من الدماغ وبين مهارات وملكات معينة، على رأسها الحكم المنطقي على الأمور عبر دراسة عواقبها ومحاولة تجنب القيام بأمور قد تترك تبعات سلبية.

وذكر التقرير الذي أعده علماء في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا، أن البشر ينقسمون إلى قسمين حيال الحكم على الأمور التي تجري حولها، فيرى القسم الأول أن النية هي أساس النظر إلى العمل واعتباره خطأ أم صواباً، في حين يعتبر القسم الثاني أن الأساس يتمثل في دراسة عواقب الأمور وما يمكن أن تتسبب به.

وأضاف تقرير الفريق العلمي الذي قادته الباحثة ليان يونغ، إن الحكم الصحيح على الأمور مرتبط بنشاط ذهني موجود في منطقة تقع بين الصدغ والفص في الجانب الأيمن من الدماغ، وأضاف أن الأشخاص الذين يرتفع منسوب النبضات الكهربائية لديهم في هذه المنطقة يحكمون على الأمور بناء على النوايا فقط.

وقالت يونغ إنها توصلت إلى نتيجة علمية جديدة مفادها أن التلاعب بالنبضات الكهربائية باستخدام تيار مغناطيسي في هذه المنطقة سيؤدي إلى تبديل حكم الناس على الأمور ودفعهم إلى التفكير في عواقب تصرفاتهم قبل القيام بها. بحسب سي ان ان.

ولفتت يونغ إلى أن نتائج دراستها تظهر بأن مناطق محددة في الدماغ مسؤولة إلى حد بعيد على طبيعة النظر إلى الأمور، الأمر الذي يعني أن التبدلات التي قد تتعرض لها هذه الأجزاء قد تغيير نظرة الإنسان إلى الحياة والتصرفات.

ولكن غريغوري بيرنز، رئيس قسم الطب العصبي في جامعة "إيموري" لفت إلى أن الدراسة أهملت بعض الشيء التأثير الاجتماعي على قرارات الناس، والتي تدفعهم أحياناً للنظر إلى عواقب التصرفات بصرف النظر عن النوايا.

وأوضح بيرنز وجهة نظره بالقول: "الناس في أغلب الأحيان يتعاملون مع الأمور وفق ما ينتظره المجتمع منهم، والطريقة الوحيدة لمعرفة التصرف الذي قد نقدم عليه لن تظهر إلا على أرض الواقع.

الابتسام يطيل الحياة

من جهة أخرى أكد باحثون أميركيون، من خلال دراسة تعتمد على 230 صورة للاعبي منتخب البيسبول عام 1952 نشرت نتائجها في مجلة "سايكولوجيكال ساينس" هذا الاسبوع، ان الابتسام يطيل الحياة.

فقد قسمت صور اللاعبين الى ثلاث فئات بحسب تعبيرات وجههم: "ابتسامة غائبة" للأشخاص الذين لم يبد عليهم اي تعبير و"ابتسامة جزئية" للذين لا تشد ابتسامتهم سوى زاويتي الفم أو "ابتسامة عريضة" للذين تشد ابتسامتهم الفم والخدين والعينين. بحسب فرانس برس.

ولاحظ الباحثون في جامعة واين ستايت ان لاعبي الفئة الاولى توفوا في عمر 72,9 سنة في المتوسط، ولاعبي الفئة الثانية في سن ال75 اما لدى اصحاب الابتسامة الكبيرة فكان المعدل الوسطي للحياة 79,9 سنة.

وأوضح المقال ان "نتائج هذه الدراسة تتطابق وابحاث اخرى تبين ان المشاعر لها تاثير ايجابي على الصحة العقلية واللياقة البدنية ومعدل الحياة". وأضاف العلماء "أن الدراسات تثبت أكثر فأكثر أن الأحاسيس الأساسية، كالسعادة والحزن، تولد ردود فعل تؤثر على الصحة الجسدية والعقلية وطول العمر".

الإجهاد يسبب السرطان ويؤذي القلب

وكشف بحث أمريكي أن الإجهاد والضغوط النفسية التي يتعرض لها الأفراد بشكل يومي يمكن أن تسبب بعض أنواع السرطان، في حين وجدت دراسة أوروبية مشابهة أن الإجهاد مضر لصحة القلب.

وأظهرت الدراسة التي نفذها باحثون من جامعة "ييل" الأمريكية، الضغوط النفسية اليومي قد تحفز نمو الأورام، وأن أي صدمة، عاطفية أو جسدية،  يمكن أن تكون بمثابة "ممر" بين الطفرات السرطانية التي تؤدي في النهاية إلى الإصابة بأورام خطيرة.

وتبين نتائج الدراسة، التي نشرت في دورية الطبيعة"، أن الظروف اللازمة للإصابة بهذا المرض يمكن أن تتأثر بالبيئة العاطفية بما في ذلك كل المهام اليومية التي نقوم بها سواء في العمل أو في نطاق العائلة.

وقال تيان إكسو، بروفيسور علم الوراثة  في جامعة ييل الذي قاد الدراسة: "هناك الكثير من الظروف المختلفة يمكن أن تؤدي إلى الإجهاد والحد منه أو تجنب الظروف المسببة له دائماً نصيحة جيدة.."

وتناولت دراسة  أوروبية جانباً آخر للإجهاد، إذ أظهر بحث بريطاني تأثيره السلبي على القلب وما يمكن أن يتسبب به من أمراض، لتؤكد علمياً الاعتقاد السائد منذ القدم بارتباطه بالنوبات القلبية.

وشملت الدراسة، المنشورة في دورية القلب الأوربية"  514 مشاركاً من الجنسين، يبلغ متوسط أعمارهم 62 عاما، لم تشر سجلاتهم الطبية إلى إصابتهم في أي وقت بأمراض القلب.

وأخضع كل المشاركين لاختبارات ضغط ومن ثم قيست مستويات هرمون الكورتيزول، وهو هو هرمون الإجهاد الابتدائي الذي ينتجه الجسم عندما يتعرض إلى ضغوطات نفسية أو جسدية، ويؤدي في حال إطلاقه إلى تضييق الشرايين. بحسب سي ان ان.

ولحظ الباحثون أن المشاركين ممن أصيبوا  بالإجهاد جراء الاختبارات كانوا الأكثر عرضة، وبواقع الضعف، للإصابة بضيق الشرايين، عن أولئك الذين  احتفظوا بهدوئهم.

القرض على الأنياب ليلاً لمن يتجاهلون مشاكلهم نهاراً

من المعروف أن القرض على الأسنان الذي يقوم به البعض خلال النوم هو دليل على ارتفاع في مستويات توترهم وعصبيتهم، ولكن الجديد هو أن هذه العادة لا تنتج عن التوتر فحسب، بل عن طبيعة التعامل معه خلال النهار.

وتقول دراسة نشرتها مجلة "طب الرأس والوجه" إن الأشخاص الذين يعرفون كيفية مواجهة الأمور التي توترهم خلال النهار لا يعانون هذه المشكلة، بل إنها تصيب أولئك الذين يتجاهلون المصاعب التي تعترضهم في حياتهم ويصرفون أنظارهم عنها.

وبحسب الدراسة التي عملت عليها الباحثة الألمانية، ماريا غيراكي، في جامعة هاينرش هاين، فإن مشاكل القرض على الأنياب تنتج عن حالات القلق التي تسببها المشاكل الصحية أو المالية، إلى جانب التعب اليومي الذي يصيب المرء جراء العمل أو الأمور الحياتية العادية.

ويمكن مواجهة أضرار هذه المشكلة التي تتسبب في اهتراء الأسنان والصداع وتصلب عضلات الفك من خلال قطع مطاطية على شكل قوالب، توضع في الفم لتجنب احتكاك الأسنان، وفق ما أوردته مجلة "تايم."

ولكن البارز في الدراسة بحسب غيراكي هو أن الأشخاص الذين يبدون غير مبالين في مواجهة المشاكل، ويعتمدون أسلوب تجاهل المصاعب التي تعترضهم خلال النهار يدفعون ثمن ذلك في الليل عن طريق قرض أسنانهم بمعدلات أعلى وأعنف بكثير من سواهم.

السعوديون ومرض النوم القهري

وقال باحث أكاديمي متخصص في أبحاث النوم أن غالبية السعوديين مصابين بمرض النوم القهري ولم  يتم تشخيصهم وعلاجهم حتى الآن والمرض في الغالب يصيب الشباب.

وبين الدكتور أحمد سالم باهمام مدير المركز الجامعي لطب وأبحاث النوم في كلية الطب - جامعة الملك سعود، أنه يوجد في السعودية آلاف المرضى المصابين بمرض النوم القهري ولم يتم تشخيصهم وعلاجهم حتى الآن، مبينا أنه بحسب دراسة علمية تم نشرها في الثمانينيات من القرن الماضي أجراها الدكتور سعد الراجح على أكثر من 23 ألف شخص توصل خلالها إلى أن المرض يصيب 40 شخصا من كل 100 ألف شخص.

وأبان أن المرض غير معروف بعد لدى كثير من الناس، فإن المرضى المصابين يعانون كثيراً قبل أن يتم تشخيصهم، وتجد العائلة والمدرسون والزملاء صعوبة في فهم ما يحدث للمريض، موضحاً أن المريض نفسه يجد صعوبة في فهم ما يحدث له، ويصور الناس الشخص المصاب بالنوم القهري في صورة الشخص الكسول والخامل ما ينعكس سلبا على نفسية المريض ويقلل من ثقته بنفسه ويخلق له مشكلات كثيرة في المدرسة والعمل.

وذكر الدكتور باهمام أن المرض يصيب في العادة الشباب وأحيانا الأطفال والكبار، وقال: لقد وجدنا في دراسة أجريناها على 50 سعوديا مصابين بالمرض ونشرت في مجلة الطب السعودي أن معدل العمر الذي تظهر فيه الأعراض هو سن العشرين.

وحول أعراض المرض، قال الدكتور باهمام، هناك أربعة أعراض رئيسية للمرض، منها ازدياد النعاس في أثناء النهار، الشلل المفاجئ في أثناء اليقظة، شلل النوم وهو عدم القدرة على تحريك الجسم أو أحد أعضائه عند بداية النوم أو عند الاستيقاظ، وأضاف أن هناك أعراضاً أخرى قد يعانيها المصابون بهذا المرض، منها النوم المتقطع خلال الليل بالرغم من ازدياد النعاس خلال النهار، وذلك لأسباب غير معروفة.

القلق يؤدي إلى التدخين القاتل

وبعد أن تحير العلماء لفترة طويلة حول سبب وفاة بعض المصابين بالعصاب والقلق في سن مبكرة أظهرت دراسة أمريكية حديثة أن السبب قد يكون كامنا في إفراط هؤلاء الأفراد في التدخين.

وأظهرت الدراسة منشورة في مجلة "جورنال أوف بيرسونالتي ريسيرش" الأمريكية، أنه يمكن إرجاع 40 في المائة من نسبة زيادة الوفيات بين الأناس المشخصين طبيا بأنهم يعانون من العصاب، إلى التدخين.

ومن جهته قال أستاذ دراسات العائلة بجامعة بيردو الأمريكية، دانيل مروزيك، وهو أحد الذين أجروا الدراسة، إن الخلاصة التي خرج بها البحث "تفسر عادة جزءا من أسباب الوفيات بسبب اضطراب الشخصية."

وأشار مروزيك، في مقابلة مع راديوCNN، إلى أن العصاب لا يشير فقط  إلى القلق، ولكنه يشمل أيضا تعرض الأشخاص إلى المواقف المجهدة والمؤدية إلى التوتر، وعليه، برأيه، يجد الناس وسيلة مناسبة لإراحة أنفسهم والتخفيف من وطأة الضغوط عليهم والهروب من وضعهم  النفسي عبر التدخين.

وأوضح مروزيك بأنه "عندما يشعر المرء منا بالقلق وبعواطف سلبية،  فإن بعض الأشخاص يجدون أن تدخين سيجارة من شأنه أن يخفف من هذه الأحاسيس."

وبين مروزيك أن معدلات الوفيات الناجمة عن القلق تشير إلى أن العديد من الناس قد يقعون فريسة لإغراء التدخين، مما يدفع، برأيه ووفقا للدراسة، إلى أن البرامج الخاصة بمنع التدخين أو التوقف عنه، يمكن أن تجد ضالتها وأن تكون فعالة أكثر عندما توجه نحو الأشخاص الذين يقودهم اضطرابهم نحو استهلاك السجائر.

وقال مروزيك " لا توجد ضرورة لتوجيه هذه البرامج نحو جميع الأشخاص ولكن يكفي أن تكون موجهة نحو الأشخاص الذين يميلون إلى التدخين أكثر من غيرهم".

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 7/نيسان/2010 - 21/ربيع الثاني/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م