إسرائيل وإيران.. عداء توافقي يتغذى على التصريحات النارية

 

شبكة النبأ: كأعداء يلائِم بنيامين نتنياهو ومحمود احمدي نجاد بعضهما بعضا جيدا بشكل غريب. ويبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي والرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد يزودان أحدهما الآخر بالذخيرة الكلامية ليثيرا المخاوف التي تعزز موقفيهما في السياسة الداخلية وغيرها.

فيما بينهما يختبران بعناد حدود نفوذ الولايات المتحدة في الشرق الاوسط ويقوضان البداية الجديدة في العلاقات بين أمريكا والمسلمين التي اقترحها الرئيس باراك أوباما في خطاب ألقاه بالقاهرة قبل تسعة أشهر.

وفي حين جدد نجاد، هجومه على الرئيس الأمريكي باراك أوباما، معتبراً أنه يواصل نهج سلفه جورج بوش، فقد توعد إسرائيل بما أسماه "الموت المحتوم"، في حالة إذا ما قامت بمهاجمة قطاع غزة.

ويجادل نتنياهو من جهته بأن ايران تسعى الى امتلاك قنبلة نووية لتحقيق الامنية التي أعلنها احمدي نجاد وهي تدمير اسرائيل. وهو يقول ان مواجهتها تجب أهمية المحاولات التي تقودها الولايات المتحدة لاحياء عملية السلام مع الفلسطينيين والعرب.

وبالنسبة لاحمدي نجاد الذي يقول ان طموحات ايران النووية سلمية بحتة فان اي انهيار للوساطة الامريكية يدعم مبدأه وهو أن المقاومة المسلحة وليس المفاوضات هي السبيل الوحيد لاستعادة الاراضي التي تحتلها اسرائيل خاصة القدس. بحسب رويترز.

وتلقى نداءاته الانفعالية للمسلمين للدفاع عن المدينة المقدسة ايضا عند اليهود والمسيحيين صدى في أنحاء العالمين العربي والاسلامي وعند الكثير من الفلسطينيين.

وبالتالي فإن خطط اسرائيل لبناء 1600 منزل اضافي لليهود على أراض بالضفة الغربية ضمتها الى القدس - والتي أعلنتها الاسبوع الماضي خلال زيارة لاسرائيل قام بها نائب الرئيس الامريكي جو بايدن - أغضبت جمهور أحمدي نجاد المفضل. كما سببت عاصفة دبلوماسية مع واشنطن التي ربما يكون نجاحها الضئيل الذي حققته في دفع الفلسطينيين نحو محادثات سلام غير مباشرة قد تبخر في الهواء.

وعبر نتنياهو عن أسفه عما وصفته وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون بأنه سلوك "مهين" لكنه لم يلغ الخطة. بدلا من هذا رفض اي قيود على الاستيطان اليهودي داخل وحول القدس في كلمة انطوت على تحد ألقاها أمام البرلمان يوم الاثنين.

وكتب الصحفي الاسرائيلي اكيفا ايلدار في صحيفة هاارتس الليبرالية يقول "احمدي نجاد مبتهج وهذا له ما يبرره... القدس هي الساحة المفضلة لإيران وحلفائها الإقليميين للاشتباك مع الولايات المتحدة وحلفائها بالشرق الاوسط."

وتظهر ايران نفوذا بالمنطقة جزئيا من خلال دعم الجماعات الاسلامية المتشددة مثل جماعة حزب الله في لبنان وحركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية (حماس) التي تسخر من محادثات السلام بين اسرائيل والرئيس الفلسطيني المدعوم من الغرب محمود عباس.

وسيمثل فشل الولايات المتحدة في الوساطة لاستئناف مفاوضات للسلام من اي نوع انتصارا لاحمدي نجاد الذي يصور نفسه على أنه زعيم للمقاومة ضد "الهيمنة" الامريكية الاسرائيلية بالمنطقة.

نجاد يهاجم أوباما ويتوعد إسرائيل

وفيما جدد نجاد، هجومه على الرئيس الأمريكي باراك أوباما، معتبراً أنه يواصل نهج سلفه جورج بوش، فقد توعد إسرائيل بما أسماه "الموت المحتوم"، في حالة إذا ما قامت بمهاجمة قطاع غزة.

وقال الرئيس الإيراني، في خطاب نقله التلفزيون الرسمي، بمدينة "سيرجان" جنوب شرقي إيران، إن "الكيان الصهيوني يحاول من خلال ممارسة الضغوط على دول المنطقة، فرض هيمنته عليها، حيث أدت ممارساته العدوانية خلال الأعوام الماضية إلى مقتل 300 شخص في لبنان، و1300 من سكان غزة."

ونقلت وكالة "مهر" الإيرانية للأنباء أن نجاد، الذي كان يشارك في مراسم تدشين مصنع "كريات الحديد" في سيرجان بمحافظة "كرمان"، حذر "الكيان الصهيوني وحماته، من شن عدوان جديد ضد شعوب المنطقة، لأن ذلك سيقرب من موته الحتمي."

وفيما يتعلق بالرئيس الأمريكي، قال نجاد إن "الشعار التي وعد به أوباما بالتغيير، لم يحدث، وإنه واصل نهج سلفه"، كما شدد على أن "الشعب الإيراني ليس في عزلة، كما تدعي الإدارة الأمريكية، بل هي (الولايات المتحدة) التي تعاني من العزلة."بحسب سي ان ان.

كما نقلت وكالة أنباء "فارس" عن الرئيس الإيراني قوله، في كلمته التي ألقاها لدى افتتاحه مصنع الزيوت في مدينة سيرجان، إن "الشعب الإيراني أفشل بهممه العالية، الضغوط الاقتصادية التي يمارسها الأعداء ضده في الوقت الحاضر."

وأكد أن "الأزمة الاقتصادية العالمية الراهنة سببت الكثير من المشاكل للدول، إلا أن الشعب الإيراني يواصل تقدمه في أحلك الظروف الاقتصادية وأكثرها صعوبة"، واعتبر أن إيران "أصبحت اليوم قدوة وأسوة يحتذي بها في العالم، لاعتمادها علي قوة الإيمان، الذي جعلها لن تقهر أمام الاستكبار العالمي."

جاءت تحذيرات الرئيس الإيراني بعد يوم من تهديد مسؤول إسرائيلي رفيع بشن عملية واسعة ضد قطاع غزة، الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، التي تحظى بدعم قوي من طهران.

وشنت الطائرات الحربية الإسرائيلية سلسلة غارات على قطاع غزة مؤخراً، مما أسفر عن سقوط عدد من الضحايا، وقال الجيش الإسرائيلي إن تلك الغارات تأتي رداً على إطلاق قذائف صاروخية باتجاه مناطق في جنوب الدولة العبرية.

وكان فيليب لازاريني، رئيس مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في القدس، قد ذكر أن الوضع الإنساني المثير للقلق في الأراضي الفلسطينية المحتلة، لم يتغير عن العام الماضي، بل تدهور بشكل أكبر في بعض المناطق، واصفاً الوضع بالقطاع بأنه "أزمة للكرامة البشرية."

وقال لازاريني، في مؤتمر صحفي في جنيف: "بالنسبة لغزة فهناك درجة عالية من البؤس والحياة المهينة، في الوقت الذي لم يتم فيه تنفيذ إلا قدر بسيط جداً من عمليات الإنعاش وبرامج إعادة البناء."

أسلحة نووية تكتيكية في هجوم على ايران

وإسرائيل التي تشعر بالقلق من الخطر الذي تشكله إيران النووية لم تلمح قط الى استخدام أسلحة ذرية لإحباط التهديد الذي تراه. ولكن مركز أبحاث مقره واشنطن يحظى باحترام قال ان رؤوسا حربية ذرية "تكتيكية" منخفضة الاشعاع ستكون أحد الوسائل التي يلجأ اليها الاسرائيليون لتدمير منشات تخصيب اليورانيوم الايرانية الموجودة في مواقع نائية ومحصنة بشدة.

ويقول مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ومقره واشنطن في تقرير جديد ان "البعض يعتقد أن الاسلحة النووية هي الاسلحة الوحيدة التي يمكنها تدمير أهداف على أعماق كبيرة تحت الارض أو في أنفاق."

ولكن خبراء مستقلين اخرين قالوا ان سيناريو كهذا يستند الى "خرافة" شن هجوم ذري نظيف وسيكون تبريره محفوفا بمخاطر سياسية كبيرة. بحسب رويترز.

ويرى عبد الله طوقان وأنتوني كوردسمان المحللان في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في دراسة لهما بعنوان "خيارات للتعامل مع برنامج ايران النووي" امكانية "لاستخدام هذه الرؤوس الحربية كبديل للاسلحة التقليدية" نظرا للصعوبة التي ستواجهها الطائرات الاسرائيلية في الوصول الى ايران فيما يتجاوز طلعة واحدة.

ويقول التقرير الذي يبلغ عدد صفحاته 280 صفحة ان الصواريخ الباليستية أو الصواريخ التي تطلق من غواصات قد تستخدم لشن هجمات اسرائيلية بأسلحة نووية تكتيكية دون أن يعترضها الدفاع الجوي الايراني. وستسبب الرؤوس الحربية "التي تخترق الارض" القدر الاكبر من التدمير.

ويفترض على نطاق واسع ان اسرائيل هي الدولة الوحيدة في الشرق الاوسط التي لديها ترسانة من الاسلحة الذرية. ولا يعلق الزعماء الاسرائيليون على هذه القدرة الا بتأكيد دورها الرادع. وقال شمعون بيريس رئيس اسرائيل مرارا ان "اسرائيل لن تكون أول من يدخل أسلحة نووية للمنطقة."

وقال مسؤول عسكري اسرائيلي مخضرم تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته ان الهجمات النووية الاستباقية غريبة على المبدأ الوطني الذي يقضي بأن "هذه الاسلحة وجدت كي لا تستخدم."

ومن الامور الثابتة بالنسبة للترسانات النووية لدى حلف شمال الاطلسي والاتحاد السوفيتي أن الاسلحة النووية التكتيكية مصممة لاحداث تدمير مركز بحيث يكون التلوث الناتج عنها أقل مما تحدثه قنابل تستخدم ضد المدن كتلك التي أسقطتها الولايات المتحدة على اليابان لانهاء الحرب العالمية الثانية.

وترددت تكهنات بأن الولايات المتحدة والتي لم تستبعد أيضا مثل اسرائيل استخدام القوة العسكرية لحرمان ايران من الاسلحة الذرية قد تلجأ هي الاخرى للضربات النووية التكتيكية.

وتحدث تقرير مراجعة الوضع النووي لعام 2002 الذي تصدره وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) والذي تم تسريبه لوسائل الاعلام عن الحاجة الى انتاج "أسلحة نووية صغيرة" لتدمير المواقع الحصينة تحت الارض. وأشار التقرير الى ايران الى جانب أعداء محتملين قد يبررون في نهاية المطاف نشر الاسلحة النووية الامريكية.

لكن طوقان وكوردسمان يعتقدان أنه "من غير المرجح الى حد كبير أن يوافق أي رئيس للولايات المتحدة على استخدام هذه الاسلحة النووية أو حتى السماح... لحليف قوي كاسرائيل باستخدامها اذا لم تستخدم دولة أخرى أسلحة نووية ضد الولايات المتحدة وحلفائها."

إسرائيل تدعو إلى فرض عقوبات قاسية على إيران

وأعلن نائب رئيس الحكومة الإسرائيلية سيلفان شالوم ان الوقت قد حان كي يفرض مجلس الامن الدولي "عقوبات قاسية جدا" على ايران حول برنامجها النووي المثير للجدل.

وفي ختام محادثات مع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، قال شالوم انه طلب منه "استعمال سلطته المعنوية والطلب الى مجلس الامن فرض عقوبات على ايران".

وأضاف "للأسف، تواصل ايران تطوير برنامجها النووي. نعتقد ان الايرانيين لن يتخلوا ابدا علن حلمهم بان يصبحوا قوة نووية عظمى".

وأوضح ان "الوقت قد حان لفرض عقوبات قاسية جدا على الايرانيين وقد طلبت بادارج قادة الحرس الثوري ال300 الذين يسيطرون على ايران حاليا، على اللائحة السوداء" للعقوبات.

وتشك الاسرة الدولية بان ايران تسعى للحصول على السلاح النووي الامر الذي تنفيه ايران التي تؤكد ان برنامجها النووي هو لاغراض سلمية بحتة.

وقد اصدر مجلس الامن الدولي خمس قرارات حول ايران بينها ثلاثة مع عقوبات من اجل حمل ايران على تعليق نشاطاتها النووية الحساسة خصوصا تخصيب اليورانيوم ولكن ايران تجاهلت القرارات كلها.

إسرائيل توزع أقنعة واقية من الغاز على السكان

وفي نفس السياق أعلن متحدث عسكري إسرائيلي أن توزيع أقنعة واقية من الغاز تدريجيا على المدنيين تحسبا لهجمات باسلحة جرثومية وكيميائية قد بدأ.

وصرح المتحدث لوكالة فرانس برس ان "الدفاع المدني طلب من مصلحة البريد البدء الاحد بتوزيع على سبيل التجربة اقنعة واقية من الغاز على سكان مدينة اور يهودا" قرب تل ابيب.

واضاف "تدريجيا ووفقا للدروس التي استخلصناها من هذه العملية وطبقا لقرار من الحكومة الاسرائيلية ستتوسع عملية التوزيع لتشمل كافة السكان".

وكانت الحكومة الاسرائيلية قررت في الخامس من شباط/فبراير تزويد ثمانية ملايين اسرائيلي باقنعة واقية من الغاز بحلول نهاية 2013. وتقول اسرائيل انها تخشى من هجمات كيميائية او جرثومية محتملة من ايران او سوريا.

وقامت رئاسة الاركان الاسرائيلية هذا الاسبوع بعملية واسعة لاختبار القدرات العملانية في صفوف الوحدات النظامية وجنود الاحتياط في حال اندلاع نزاع على الحدود الشمالية لاسرائيل.

وسبق لاسرائيل ان وزعت اقنعة واقية من الغاز على السكان لا سيما في نهاية العام 1990 بعد اجتياح الجيش العراقي للكويت الذي تعرضت اثره لقصف بصواريخ سكود اطلقت من بغداد بين 15 كانون الثاني/يناير ونهاية شباط/فبراير 1991. وعمدت السلطات اعتبارا من نهاية العام 2006 الى جمع الاقنعة التي يملكها المدنيون للتحقق من سلامتها وتغيير الفيلتر فيها.

خامنئي يهاجم إسرائيل ويدعو لوحدة العالم الإسلامي..

ومن جهته قال الزعيم الأعلى الإيراني أية الله علي خامنئي أن القوى الغربية تحاول توسعة الخلافات بين المسلمين السنة والشيعة لتحويل الانتباه عن الصراع الاسرائيلي الفلسطيني.

وقال في اجتماع مع مسؤولين بمناسبة ذكرى المولد النبوي " أعداء الاسلام والمسلمين يريدون زرع الخلاف بين المسلمين في العالم... لذلك الوحدة هي أهم ما يحتاجه العالم الاسلامي."

وايران على خلاف مع الغرب بسبب برنامجها النووي الذي تخشى واشنطن وحلفاؤها من أنه قد يمكنها من امتلاك سلاح نووي وتقول ايران انها لا تسعى لذلك.

ويشعر جيران ايران المسلمون والعديد منهم مثل السعودية من حلفاء الولايات المتحدة بالقلق كذلك بشأن طموحات ايران النووية. وقال خامنئي ان الغرب ينتهج سياسة متعمدة لزرع الشقاق بين الدول الاسلامية.

وأضاف "للاسف على الرغم من الاتفاق على الحاجة للدفاع عن الاراضي الاسلامية المحتلة فان العالم الاسلامي تأثر بالدعاية الامريكية والبريطانية ومؤامرات لزرع الشقاق بين الشيعة والسنة."

وتابع "القوى المستأسدة أمريكا وبريطانيا تدرك تماما ان الفرقة والخلاف بين المسلمين يوجهان الرأي العام الاسلامي بعيدا عن قضية فلسطين المهمة."

ومعارضة اسرائيل التي ترى أن برنامج ايران النووي يهدد وجودها هو نهج اساسي في الجمهورية الاسلامية منذ قيام الثورة عام 1979 وتساند ايران جماعات فلسطينية ولبنانية نشطة تعارض السلام مع اسرائيل.

وقال خامنئي "احتلال اراضي فلسطين المقدسة والوحشية المستمرة من جانب النظام الصهيوني ضد الفلسطينيين الابرياء تمثل جرحا عميقا في جسد العالم الاسلامي." ووصف اسرائيل بانها "سرطان خطير وقاتل."ونقل التلفزيون الرسمي مقتطفات من الخطاب.

محطة نووية إسرائيلية جديدة

وقال مسئولون أن إسرائيل ستكشف عن خطط لإنتاج الكهرباء من الطاقة النووية في إجراء يمكن أن يجذب انتباه المجتمع الدولي من جديد الى الترسانة الذرية التي يعتقد انها تمتلكها.

وصرح وزير البنية الاساسية الوطنية الاسرائيلي عوزي لانداو لرويترز انه سيعلن في مؤتمر للطاقة في باريس يوم الثلاثاء ان اسرائيل تبحث رسميا امكانية بناء محطة للطاقة النووية لتنويع قطاع الطاقة.

وقال لانداو ان اسرائيل التي يبلغ عدد سكانها 7.5 مليون نسمة وتولد الكهرباء باستخدام الفحم المستورد والغاز الطبيعي المحلي والمستورد قادرة على بناء مفاعل نووي لكنها تفضل العمل مع دول اخرى.

وتمتلك اسرائيل بالفعل مفاعلين نوويين أحدهما المنشأة السرية في ديمونة في صحراء النقب حيث يعتقد على نطاق واسع انها انتجت أسلحة نووية والثاني مفاعل للابحاث مفتوح للتفتيش الدولي في ناحال سوريك قرب تل ابيب.

وقالت وزارة البنية الاساسية الاسرائيلية ان لانداو بحث مع وزير الطاقة الفرنسي جان لوي بورلو امكانية التعاون في انشاء محطة نووية مع الاردن. وسيخضع المشروع لاشراف فرنسا وتستخدم فيه تكنولوجيا فرنسية. وقالت الوزارة ان بورلو عبر عن "اهتمامه الشديد" ووعد ببحث الفكرة مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي.

وقال لانداو في بيان "اسرائيل مهتمة بأن تكون جزءا من دائرة الدول التي تنتج الكهرباء من الطاقة النووية." وأضاف "في منطقة مثل الشرق الاوسط لا يمكننا ان نعتمد الا على أنفسنا. وسيسمح بناء مفاعل نووي لانتاج الكهرباء لاسرائيل بتحقيق الاستقلال في مجال الطاقة."وتابع "الطاقة النووية لها العديد من الاستخدامات الايجابية التي يمكن ان تخدم الاغراض السلمية وأغراض التعاون."

وكانت فرنسا ساعدت اسرائيل في الخمسينات في بناء مفاعل ديمونة وهو مشروع قاده الرئيس الاسرائيلي الحالي شمعون بيريس. وقال لانداو في مقابلة مع رويترز ان اسرائيل لديها من العلماء والبنية الاساسية ما تحتاجه لبناء مفاعل نووي لانتاج الطاقة لكن من الافضل من حيث الاقتصاد في التكلفة العمل مع دولة لديها خبرة أكبر. وأضاف ان التعاون مع فرنسا "سيكون مثاليا".

ولا تؤكد اسرائيل أو تنفي امتلاك اسلحة للدمار الشامل متبعة بذلك سياسة "الغموض" التي توصف بأنها تردع الاعداء وتتجنب الاستفزاز الذي يمكن ان يحرك سباق تسلح.

وخلافا للدول الاخرى في المنطقة لم توقع اسرائيل معاهدة حظر الانتشار النووي لعام 1970 التي تمنع انتشار التقنيات النووية التي يمكن استخدامها في صنع اسلحة. ومع ذلك فلإسرائيل وفد في الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة.

وقال لانداو انه لن تكون هناك مشكلة لاسرائيل في بناء مفاعل نووي مدني دون توقيع معاهدة حظر الانتشار النووي.

وقال "كثير من الدول لم توقع معاهدة حظر الانتشار النووي وهي على ما يرام. وهناك دول اخرى وقعتها ولم يهتم المجتمع الدولي في واقع الامر بشكل كاف بمنعها من ممارسة الانتشار."

ووقعت ايران معاهدة حظر الانتشار النووي لكن برنامجها النووي محور اتهامات من اسرائيل والدول الغربية بأن هدفه تطوير اسلحة.

وسئل لانداو ان كان مفتشو الوكالة الدولية سيشرفون على بناء المحطة الاسرائيلية فقال "نحن نهتم جيدا بحاجاتنا ولا نحتاج الى مفتشين."وقال لانداو ان اسرائيل تعمل على اعداد الخطط منذ عقود واختارت بناء محطة الطاقة النووية في منطقة في صحراء النقب.

تسلسل زمني لتصريحات إيران وإسرائيل

وفيما يلي تسلسل زمني للتصريحات من البلدين، بحسب رويترز:

أكتوبر 2005 - نقلت وكالة أنباء الجمهورية الاسلامية الايرانية عن الرئيس أحمدي نجاد قوله انه لابد من محو اسرائيل "من على الخريطة". أدلى أحمدي نجاد بهذه التصريحات في مؤتمر عنوانه "عالم بلا صهيونية" حضره نحو ثلاثة الاف من الطلبة المحافظين الذين رددوا هتافات مثل "الموت لاسرائيل" و"الموت لامريكا".

أدانت حكومات من روسيا الى كندا الرئيس الايراني لتصريحاته الخاصة باسرائيل والتي أثارت مرة أخرى تساؤلات حول السياسة النووية لطهران.

ديسمبر 2006 - اتهمت ايران مجلس الامن الدولي بازدواجية المعايير في فرض العقوبات بسبب ما قالت انه برنامج نووي سلمي لطهران بينما تتجاهل الترسانة النووية لاسرائيل.

وجهت ايران هذه الاتهامات لمجلس الامن بعد تصريحات من رئيس الوزراء الاسرائيلي في ذلك الوقت ايهود أولمرت الذي لمح للمرة الاولى في مقابلة أجراها معه التلفزيون الالماني بأن بلاده تملك أسلحة نووية.

يونيو 2008 - قال شاؤول موفاز نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي في ذلك الوقت في مقابلة صحفية أن توجيه اسرائيل ضربات لايران مسألة "حتمية" فيما يبدو في ظل تطور الخطط النووية لطهران.

سبتمبر 2008 - انتقد موفاز ايران مسقط رأسه ووصفها بأنها "أصل كل شر" وقال ان برنامجها النووي يمثل خطرا على السلام العالمي.

نفى رئيس الوزراء المنتهية ولايته أولمرت مطالبة بعض من الوزراء بتوجيه ضربة من جانب واحد على ايران وقال انها تمثل "جنون عظمة" قائلا في 29 سبتمبر ايلول ان على اسرائيل "التصرف في اطار النظام الدولي".

ابريل 2009 - تسبب أحمدي نجاد في انسحاب مشاركين في مؤتمر للامم المتحدة حول العنصرية عندما وصف اسرائيل بأنها "نظام قاس وقمعي". انتقد الامين العام للامم المتحدة بان جي مون الخطاب الذي أدلى به الرئيس الايراني والذي دفع عشرات المندوبين لترك مقاعدهم والذي قاطعته بعض الدول الغربية بما في ذلك الولايات المتحدة.

أدت مقاطعة دول غربية للمؤتمر الى تسليط الضوء على أحمدي نجاد الذي شكك في محرقة اليهود لكونه رئيس الدولة الوحيد في المؤتمر.

سبتمبر 2009 - قال وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك ان ايران عندما تكون مسلحة نوويا لن تكون قادرة على تدمير اسرائيل في تصريحات تبتعد عن الرأي الاسرائيلي الذي كان سائدا لفترة عن الخطر الذي تمثله ايران.

ديسمبر 2009 - قال أحمدي نجاد ان اسرائيل لن يمكنها فعل "أي شيء يذكر" لوقف البرنامج النووي للجمهورية الاسلامية الذي يخشى الغرب أن يكون واجهة لصنع قنابل.

فبراير 2010 - قال وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك في معهد واشنطن لسياسات الشرق الادنى ان وجهة النظر الاسرائيلية حول البرنامج النووي الايراني تختلف عن وجهة النظر الامريكية وان البلدين ربما يتبعان مسارين محتلفين في التعامل مع هذه القضية.

وقال باراك "هناك بالطبع قدر من الاختلاف في وجهة النظر واختلاف في الحكم واختلاف في وتيرة العمل واختلاف في القدرات... لا أعتقد أن هناك حاجة للتنسيق في هذا الصدد. لابد أن يكون هناك تفاهم حول تبادل الاراء لكننا لسنا في حاجة لتنسيق كل شيء."

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 6/نيسان/2010 - 20/ربيع الثاني/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م