الغذاء والصحة: الكولا والمشروبات الغازية والقتل سرا

سحب البيبسي من المدارس والأكلات الدسمة تسبب الإدمان

 

شبكة النبأ: فيما وجدت دراسة أمريكية حديثة رابطاً بين الزيادة في استهلاك المشروبات الغازية المحلاة وزيادة حالات الإصابة بداء السكري وأمراض القلب. أعلنت بيبسي كولا سحب كل المشروبات الغازية من المدارس حول العالم لترسّخ بذلك معيارا جديدا لقطاع المشروبات الغازية من خلال تأسيس أولى قواعد بيع المشروبات الموحدة عالميا في المدارس.

ومن جانب آخر حذرت دراسة طبية من أن إكثار الرجال من تناول المشروبات الداكنة التي تحتوي على كميات كبيرة من مادة الكولا ليصل إلى أكثر من ربع جالون يوميا يعرضون حيواناتهم المنوية بصورة كبيرة للتلف والتدمير. في حين أكدت دراسة أخرى أن الأطعمة الدسمة ذات السعرات الحرارية المرتفعة قادرة بالفعل على جعل المرء يقع فريسة الإدمان عليها، وذلك عبر التأثير على "مركز اللذة" في الدماغ بالأسلوب عينه الذي تؤثر فيه المخدرات مثل الكوكايين والهيروين.

المشروبات الغازية تزيد خطر الإصابة بالسكري

وجدت دراسة أمريكية حديثة رابطاً بين الزيادة في استهلاك المشروبات الغازية المحلاة، وزيادة حالات الإصابة بداء السكري وأمراض القلب.

وجاء في الدراسة، التي قدمت في المؤتمر السنوي لجمعية القلب الأمريكية، أن الزيادة المطردة في استهلاك المشروبات الغازية، ومشروبات الطاقة، بالإضافة إلى العصائر، نجم عنها  الآلاف من الإصابات بالسكري وأمراض القلب، على مدى العقد الماضي.

وقدرت الدراسة أن زيادة استهلاك المشروبات المحلاة بين عامي 1990 و2000، أفرزت نحو 130 ألف إصابة بداء السكري، و14 ألف حالة بأمراض الشريان التاجي، بالإضافة إلى 50 ألف حالة إصابة بأمراض القلب المختلفة، في الولايات المتحدة فقط.

والمشروبات، باستثناء تلك المصنعة من عصير طبيعي 100 في المائة، تحتوي على ما بين 120 و200 سعر حراري، تلعب دوراً رئيسياً في تصاعد ظاهرة السمنة. بحسب سي ان ان.

ودعا الباحثون، بحسب الدراسة، إلى استحداث ضريبة جديدة تحت مسمى "ضريبة الصحة"، على المشروبات الغازية لدفع التكلفة العالية الناجمة عن الإصابة بأمراض القلب والسكري.

وقال كيرستن بيبنز-دومينغو، من جامعة كاليفورنيا، الذي قاد البحث: "إذا كان فرض مثل هذه الضريبة قد يكبح من استهلاك هذه المشروبات، فإن الفوائد الصحية ستكون عظيمة."

كما قالت ليتسا لامبراكوس، من جامعة كاليفورنيا أيضاً: "يمكننا إثبات وجود ارتباط بين الاستهلاك اليومي للمشروبات الغنية بالسكر، ومخاطر الاصابة بالسكري."

وتابعت: "يمكننا ترجمة هذه المعلومات إلى تقديرات حالية لمرض السكري وأمراض القلب والشرايين، التي يمكن أن تعزى إلى ارتفاع في استهلاك هذه المشروبات."

وأردفت: "نريد أن نجعل من عامة الناس أكثر وعياً، إزاء التأثير الصحي السلبي لاستهلاك هذه المشروبات على مر الزمن."

المشروبات الغازية تتسبب بتلف الكبد

وتشير أحدث أبحاث مركز جامعة ديوك الطبي إلى أن شراب الذرة عالي الفركتوز، الذي تبين مؤخرا ارتباطه بزيادة الوزن، يتسبب أيضا بتلف الكبد من خلال تخريب خلايا الكبد والإصابة بمرض تليف الكبد.

تشرح منال عبد الملك بروفسور قسم أمراض البدانة والكبد في مركز جامعة ديوك الطبي، بالقول: " وجدنا أن زيادة استهلاك شراب الذرة عالي الفركتوز يصاحبها بثور في الكبد أو تليف فيه بين المرضى الذين لا يعانون من أمراض الكبد".

وأجرى فريق البحث الذي تقوده منال دراسة على 427 شخصا في برنامج دراسة الكبد أجابوا على استبيان عقب إجراء خزعة على أكبادهم لتحديد دور شراب الذرة عالي الفركتوز في تشققات الكبد.

ووجدت الدراسة أن 19% منهم لا يتناولون مشروبات فيها شراب الذرة عالي الفركتوز بينما استهلك 52% منهم مشروبات غازية فيها شراب الذرة عالي الفركتوز، ما بين مرة إلى ستة مرات أسبوعيا.

كان 29% منهم يستهلكون مشروبات فيها شراب الذرة عالي الفركتوز يوميا من خلال المشروبات الغازية التي يستخدم فيها بدلا من السكر العادي. بحسب اربيان بزنس.

تبين من الدراسة التي نشرت في صحيفة هيباتولويج Hepatology الطبية مؤخرا، وجود ارتباط  وتناسب طردي بين تليف الكبد وزيادة استهلاك مشروبات شراب الذرة عالي الفركتوز.

توضح البروفسورة منال هذه النتائج بالقول: " قمنا بتحديد عنصر خطر بيئي قد يساهم بأعراض الاستقلاب مثل مقاومة الإنسولين ومضاعفات الاستقلاب بما فيها تلف في الكبد.

الكولا خطر على الخصوبة..

وفي نفس السياق حذرت دراسة طبية من أن اكثار الرجال من تناول المشروبات الداكنة التي تحتوي على كميات كبيرة من مادة الكولا ليصل الى أكثر من ربع جالون يوميا يعرضون حيواناتهم المنوية بصورة كبيرة للتلف والتدمير.

وأوضحت الابحاث التي أجريت في هذا الصدد أن الرجال الذين اعتادوا على كثرة استهلاك الكولا يعانون بحدوث تراجع بمعدل %30 في أعداد حيواناتهم المنوية بالمقارنة بالرجال الذين يتناولونهابصورة معتدلة وهو مايعرضهم الى مشكلات في الانجاب والى العقم في بعض الاحيان.

وأرجع الباحثون هذه الحقيقة العلمية الى احتواء هذه المشروبات على كميات كبيرة من الكافيين الضار والذي يؤثر سلبا على صحتهم.

سحب البيبسي كولا من كل المدارس حول العالم

وفي هذه الأثناء أعلنت بيبسي كولا سحب كل المشروبات الغازية من المدارس حول العالم وفقا لبيان صحفي وصل أريبيان بزنس.

وترسخ بيبسي كولا بذلك معيارا جديدا لقطاع المشروبات الغازية من خلال تأسيس أولى قواعد بيع المشروبات الموحدة عالميا في المدارس.

ويعد هذا الإعلان انتصارا لحملات مكافحة السمنة وأمراض القلب والسكري من خلال سحب المشروبات الغنية بالسكر في المدارس حول العالم.

حددت بيبسي كولا مهلة تنتهي في العام 2012 لسحب كل مشروباتها ذات الحريرات الكاملة والمشروبات المحلاة من المدارس في أكثر من 200 بلدا بحلول العام 2012.

وكانت الشركة وشركة كوكا كولا وغيرها من شركات المشروبات قد استبدلت مشروباتها عالية السكر بمشروبات ذات حريرات أقل وفقا لإرشادات غير إلزامية تبنتها عام 2006.

وتراجعت مبيعات المشروبات كاملة الحريرات 95% في الولايات المتحدة بين عامي 2004 و2009 وفقا لمؤسسة المشروبات الأمريكية. من جانبها أعلنت كوكا كولا أنها لن تبيع مشروباتها المحلاة في المدارس الابتدائية ما لم تطلبها المدارس وأولياء الأمور.

الحميات والعادات الغذائية

ومن جانب آخر أكد خبراء أن الأشخاص الذين يتنقلون من حمية غذائية لأخرى بهدف التخلص من الكيلوجرامات الزائدة التي اكتسبوها خلال فصل الشتاء أكثر عرضة للإصابة باضطرابات في العادات الغذائية. وأوضح خبراء المركز الاتحادي للتوعية الصحية في مدينة كولونيا الألمانية أن أنواع الحميات الغذائية المتعددة تعد بإنقاص سريع للوزن في فترات قياسية ولكن الكيلوجرامات المفقودة سرعان ما تعود مرة أخرى ليجد الشخص نفسه مضطرا للدخول في حمية غذائية أخرى.

وحذر الخبراء من أن هذا التنقل بين الأنظمة الغذائية المختلفة لخفض الوزن يزيد من مخاطر اضطراب الدورة الدموية وشراهة للطعام مع تغير الفصول. وأشار الخبراء إلى أن الشباب هم أكثر الفئات عرضة للاضطرابات الغذائية حيث أن الكثير منهم لا يشعرون بالرضا عن شكل جسمهم. وقالت مدير المركز إليزابيت بوت اليوم الإثنين في مدينة كولونيا:"هناك أدلة على تعرض ثلث الفتيات في المرحلة العمرية بين 14 و 17 عاما لاضطرابات غذائية في حين تبلغ هذه النسبة 13.5% بين الذكور".

الدهون الصحية تقلل الإصابة بأمراض القلب

وتشير دراسة نشرت مؤخرا في الولايات المتحدة الى ان استبدال الدهون المشبعة في الطعام ببدائل اكثر صحية قد تقلل من احتمالات الاصابة بامراض القلب بنسبة 20 في المئة.

وتضيف استنتاجات هذه الدراسة التي اجرتها كلية الطب في جامعة هارفارد الى الادلة الموجودة والتي تشير الى الفوائد الصحية لتناول الدهون غير المشبعة المتعددة (polyunsaturates) الموجودة في بعض الاسماك والزيوت النباتية.

وقد حلل فريق البحث في هارفارد النتائج التي خلصت اليها ثماني دراسات سابقة شملت اكثر من 13 الف شخص. ويقول الخبراء إن الاقلال من تناول الدهون المشبعة الموجودة في اللحوم والزبدة يكون جزءا واحدا فقط من النظام الغذائي الصحي.

يذكر ان الاطباء يوصون بالا تشكل الدهون المشبعة اكثر من 11 في المئة من حاجة البالغين للطاقة، والسبب هو ان هذا الصنف من الدهون يرفع مستوى الكولسترول "السيء" في الدم. ومعروف ان الكولسترول بنسب مرتفعة يضيق شرايين القلب. اما الدهون غير المشبعة المتعددة فلها اثر معاكس، إذ انها ترفع نسبة الكولسترول "الجيد" في الدم.

وتشير استنتاجات بحث هارفارد الى ان كل ارتفاع يبلغ 5 في المئة في استهلاك الدهون غير المشبعة المتعددة يصاحبه انخفاض في احتمالات الاصابة بامراض القلب.

إدمان الطعام الصحي قد يؤدي إلى الوفاة!

ظهر مرض الإدمان على الأطعمة الصحية لأول مرة عام 1997 عندما شخصه الطبيب الأميركي ستيفان براتمان وعرفه بأنه " اضطراب دائم في الطعام يظهر في التركيز المفرط على تناول الأطعمة الصحية" ويعرف الآن باسم " اورثوريكسيا نيرفوزا".

ونتيجة المرض المباشرة هي الإصابة بسوء التغذية ومرض نفسي هو الهاجس المفرط تجاه أنواع الأطعمة كما يمكن في حالات وإن كانت قليلة أن يؤدي للوفاة نتيجة سوء التغذية الحاد.

وذكرت جريدة القبس أنه حتى وقت قريب لم يكن يعاني من هذا المرض إلا عدد قليل من الأشخاص، إلى درجة أن محيطهم كان يستغرب تصرفاتهم ويسميهم «وسواسيين»، لكن الأمر اختلف الآن، حيث يزداد عدد الذين تنتابهم هواجس مرضية لتحسين صحتهم، فيقعون في فخ اضطرابات الطعام ومرض الأورثوريكسيا.

ومن مظاهر هذا المرض تطرف المدمنون على هذه الحالة إلى حد صياغة قواعد خاصة بهم تشمل أنواعا معينة من الأطعمة، ويبذلون جهداً للالتزام بالنظام الغذائي الذي فرضوه على أنفسهم.

والخطير أنهم غير مدركين للفرق بين الغذاء الصحي والغذاء الصحي الوسواسي. ويضطر هؤلاء للتخطيط لإعداد وجبات لعدة أيام مقبلة، كما تجدهم يميلون الى أخذ طعامهم الخاص معهم عند خروجهم من البيت، لأنه ليس في مقدورهم تناول الأطعمة المتوافرة خارج البيت، خشية تناول الدهون أو المواد الكيماوية أو تلك التي تثير هلعهم مثل السكر والملح والكافيين، والذرة ومنتجات الحليب، وإذا استسلموا لدافع الشهية وتناولوا طعاما يحظرونه على أنفسهم، ينتابهم شعور بالذنب وتأنيب الضمير.

الأكولات الدسمة تسبب الإدمان..

وأكدت دراسة حديثة أن الأطعمة الدسمة ذات السعرات الحرارية المرتفعة قادرة بالفعل على جعل المرء يقع فريسة الإدمان عليها، وذلك عبر التأثير على "مركز اللذة" في الدماغ بالأسلوب عينه الذي تؤثر فيه المخدرات مثل الكوكايين والهيروين.

وقال بول كيني، المشرف على الدراسة في مركز "سكربز" بفلوريدا، إن تناول المأكولات الدسمة بصورة متكررة يتسبب في إشباع زائد لمركز اللذة مع الوقت، ما يؤدي إلى انهياره وتراجع حساسيته، الأمر الذي يدفع الناس إلى الدخول في دوامة زيادة كميات طعامهم للشعور بالرضا من جديد.

وقال كيني لـCNN، إن الدراسة التي أجراها على الفئران تبرهن أن موضوع الإقلاع عن المأكولات الدسمة والإفراط في تناولها "ليس مرتبطاً بقوة الإرادة فحسب، بل بأنظمة خاصة تعمل بصورة معينة في الدماغ."

ولفت كيني إلى أن الدراسة عمدت إلى تقديم أطعمة دسمة يتناولها البشر بكثرة، مثل الحلوى والجبن، إلى مجموعة من الفئران، مقابل الحفاظ على النظام الغذائي لمجموعة أخرى، وبالفعل اكتسب الفئران التي تناولت طعام البشر وزناً إضافياً في فترة قصيرة، وبدأت في زيادة كميات طعامها بشكل مضطرد.

ولكن المفاجأة كانت استمرار تناولها الطعام حتى مع التعرض للألم، فقد جرى ربط أرجل الفئران بأجهزة ترسل شحنات كهربائية تعمل لدى اقترابها من الطعام، واكتشف العلماء أن الفئران العادية كانت تفر من الطعام بعد صعقها بالكهرباء، في حين أن نظيرتها التي ازداد وزنها كانت تواصل الأكل رغم الألم.

وشرح كيني ذلك بالقول: "لقد كان تركيزها منصباً تماماً على تناول المزيد من الطعام.. وقد سبق أن حصلنا على نتائج مماثلة لدى استخدام الفئران في تجربة تأثيرات الهيروين والكوكايين.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 4/نيسان/2010 - 18/ربيع الثاني/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م