
شبكة النبأ: غادر الرئيس الأميركي
باراك اوباما كابول بعد زيارة قصيرة مفاجئة تعهد خلالها بالانتصار على
طالبان واغتنم زيارته الأولى كرئيس إلى أفغانستان لمطالبة نظيره
الأفغاني حميد كرزاي ببذل المزيد في مكافحة الفساد.
وفيما سخرت حركة طالبان من باراك أوباما لزيارته أفغانستان مثل
"اللص" تحت جنح الظلام قائلة ان خوف الزعيم الأمريكي من الوصول في
النهار كان شديدا جدا بسبب تهديد المتشددين، تضع القوات الدولية في
أفغانستان من جهة أخرى أنظارها على قندهار كساحة عمليات عسكرية واسعة
يجري التخطيط لتدشينها في يوينو/حزيران، لدحر حركة طالبان التي تسيطر
على المدينة الجنوبية،
وقال اوباما أمام الجنود الاميركيين في قاعدة بغرام قرب كابول حيث
حطت طائرته قبل ساعات في سرية تامة "مع شركائنا سننتصر وانا واثق تماما
من ذلك".
وحذر الرئيس الاميركي من انه اذا "استعاد طالبان هذا البلد وبات
تنظيم القاعدة قادرا على التحرك بدون عقاب، فسيكون مزيد من الاميركيين
عرضة للموت" واضاف وسط تصفيق حار "طالما انا قائدكم الاعلى ساحول دون
ذلك".
وفي حين تخوض القوات الدولية والافغانية هجوما على منطقة مرجه جنوب
البلاد لطرد طالبان منها برر اوباما ارسال ثلاثين الف جندي اضافي كما
قرره في كانون الاول/ديسمبر بامل استعادة المبادرة بعد ثماني سنوات من
الحرب. واضاف "سنمنع القاعدة من التحصن في معقل، وسنوقف اندفاع طالبان".
وقال الرئيس الاميركي مخاطبا الافغان ان جيشه "هنا لمساعدتكم على
صنع سلام ثمين" مضيفا "نريد بناء علاقة دائمة تقوم على المصالح
المشتركة والاحترام المتبادل".
وقضى اوباما تقريبا خمس ساعات في افغانستان قبل ان يغادرها متوجها
الى واشنطن على متن الطائرة الرئاسية اير فورس وان. وبعد وصوله الى
الاراضي الافغانية مع غروب الشمس صعد الرئيس الى مروحية وتوجه الى
القصر الرئاسي في كابول لاجراء محادثات مع كرزاي.
التكتم والمفاجأة يكتنفان زيارة أوباما..
أي زيارة يقوم بها رئيس أمريكي لابد وأنها تتطلب تخطيطا دقيقا.. لكن
انتقاله في جو من التكتم الى افغانستان البلد الذي يخوض حربا ضد التشدد
الاسلامي منذ ثمانية اعوام يمثل حالة خاصة.
تحت جنح الظلام قام الرئيس الامريكي باراك اوباما يوم الاحد بأول
زيارة لكابول منذ توليه منصبه قبل 15 شهرا تقريبا ليطأ اخيرا الدولة
التي يحتمل ان تحدد معالم رئاسته ولو على ساحة السياسة الخارجية على
الاقل. ولاسباب امنية احيطت الزيارة بالتكتم الشديد. ووصل اوباما ليلا
وغادر قبل ان تبزغ الشمس.
وحظر على الصحفيين ابلاغ اي شخص عن وجهتهم مساء السبت وهم في الطريق
لقاعدة اندروز الجوية حيث توجد طائرة الرئاسة. بحسب رويترز.
وعند الوصول للقاعدة نقلت اطقم وسائل الاعلام بحافلات الى حظيرة
الطائرات حيث تنتظر طائرة الرئيس (اير فورس وان).
وعادة ما تقف الطائرة خارج الحظيرة انتظارا لوصول الرئيس ولكنها في
تلك الليلة لم تبرح مكانها وخرجت في الظلام بعدما استقلها أوباما تجنبا
لادراك اي عسكريين في القاعدة لحقيقة اقلاع الطائرة.
بل أن اوباما نفسه دخل قاعدة اندروز في جو من التكتم.
فبعد مغادرته البيت الابيض يوم الجمعة تحت "غطاء" تمضية عطلة نهاية
الاسبوع في كامب ديفيد المنتجع الرئاسي حملته طائرة هليكوبتر الى قاعدة
اندروز مساء السبت ليقوم بزيارته.
وكانت زيارة الرئيس الديمقراطي لكابول متوقعة منذ فترة منذ تولي
الرئاسة في يناير كانون الثاني 2009. وقال البيت الابيض ان الاحوال
الجوية وأسبابا لوجيستية حالت دون القيام بالرحلة من قبل.
وقبل اسبوع واحد فقط سنحت الفرصة.
ألغي اوباما زيارته لاندونيسيا واستراليا كي يبقى في واشنطن اثناء
تصويت مجلس النواب على خطة اصلاح الرعاية الصحية وهي من اولويات سياسته
الداخلية والتي اقرت في نهاية المطاف.
اتاح ذلك وقتا بل ومساحة سياسية لزيارة البلد الذي سيستضيف في نهاية
العام نحو 100 ألف جندي امريكي يصله معظمهم اثناء ولاية اوباما.
ومرت الرحلة الجوية الى افغانستان والتي استغرقت أكثر من 12 ساعة
سريعا. نام معظم المشاركين فيها في الجزء الاول منها. التقى مسؤولون عن
الامن القومي بالبيت الابيض بالصحفيين في قاعة اجتماعات لاطلاعهم على
الامر. وظل حاجب الضوء على نوافذ الطائرة طوال الرحلة.
وفي حوالي السابعة والنصف مساء بالتوقيت المحلي هبطت طائرة الرئيس
في قاعدة باجرام بسلاسة ودون مشاكل وسط الظلام.
خرج اوباما من الطائرة وصافح مستقبليه ثم استقل طائرة هليكوبتر لقصر
الرئيس حامد كرزاي في المدينة.
وركب 14 صحفيا مرافقا للرئيس وبعض العاملين طائرة هليكوبتر عسكرية
اخرى بينما وقف قناص عند نافذة الطائرة يتفحص الافق المظلم خلال الرحلة.
وعقب الهبوط انتظر الصحفيون أن يأذن المتحدث الصحفي باسم البيت
الابيض روبرت جيبز لهم باعلان نبأ زيارة اوباما لافغانستان. وكان
الصحفيون قد استعادوا اجهزة الهاتف المحمول واجهزة البلاك بيري على
طائرة الرئاسة بعد تسليمها في وقت سابق في قاعد اندروز.
طالبان تسخر من اوباما..
من جانبها سخرت حركة طالبان من الرئيس الامريكي باراك أوباما
لزيارته أفغانستان مثل " اللص" تحت جنح الظلام قائلة ان خوف الزعيم
الامريكي من الوصول في النهار كان شديدا جدا بسبب تهديد المتشددين.
وهبطت طائرة أوباما في قاعدة باجرام وهي القاعدة الجوية الامريكية
الرئيسية وتقع الى الشمال من كابول وأقلته طائرة هليكوبتر الى العاصمة
وهبطت في قصر رئاسي محصن تحصينا شديدا ليلتقي بنظيره الرئيس الافغاني
حامد كرزاي.
وعقب اجتماع ثنائي مع كرزاي لمدة 25 دقيقة فقط ومصافحة سريعة لاعضاء
حكومة كرزاي أقلت الطائرة أوباما الى باجرام حيث تحدث الى الجنود
الامريكيين مختتما الزيارة التي استغرقت ست ساعات.
وقالت حركة طالبان في موقعها على الانترنت "بقيامه بزيارة مفاجئة
لافغانستان... أثبت أوباما أن استراتيجيته العسكرية وزيادة القوات
بمقدار 30 الف جندي ودعايته التي تهدف الى رفع الروح المعنوية فشلت
كلها في التأثير علينا.
"المجاهدون وضعوا العدو في مأزق الى حد أن (أوباما) لا يستطيع زيارة
أفغانستان الان في وضح النهار. يأتي تحت جنح الظلام ويهرع عائدا تحت
جنح الظلام ليتصرف مثل اللص."
وخلال زيارته قال أوباما ان طالبان التي أطاحت بها من الحكم قوات
دعمتها الولايات المتحدة عام 2001 "تم اخضاعها" لكن الحركة وحلفاءها من
تنظيم القاعدة عدو يتسم بالاصرار.
وقالت طالبان "اعتراف أوباما بأن طالبان قوة تتسم بالاصرار في
الحقيقة يكشف اعتراف الامريكيين الغزاة بحقيقة أن طالبان تخوض صراعا
حازما بتصميم لا يتزعزع."
هجوم قندهار..
تضع القوات الدولية في أفغانستان أنظارها على قندهار كساحة عمليات
عسكرية واسعة يجري التخطيط لتدشينها في يوينو/حزيران، لدحر حركة طالبان
التي تسيطر على المدينة الجنوبية، وفق مصادر عسكرية أمريكية مسؤولة.
والهجوم، هو ثاني هجوم عسكري كبير، تنفذه قوات التحالف ضد المليشيات
المسلحة بعد عملية "مشترك" لتشديد الضغوط على الحركة المتشددة
واجتثاثها من جنوب أفغانستان، في إطار إستراتيجية بقيادة قائد القوات
الأمريكية، الجنرال ستانلي ماكريستال.
وذكرت المصادر العسكرية، رفضت كشف هويتها، إن هدف الهجوم الرئيسي
اجتثاث طالبان قبيل بدء شهر رمضان في أغسطس/آب. بحسب سي ان ان.
وتوقعت المصادر أن المهمة العسكرية قد تستغرق شهرين، إلا أن الناطق
باسم البنتاغون، غوف موريل، رفض تحديد الإطار الزمني العام، واكتفى
بالإشارة إلى بدء المهمة.
وأضاف بالقول: "بدأت بوصول الكتيبة الضاربة للجنوب وبدئها في تأمين
الخطوط من وإلى قندهار"، في إشارة إلى 30 ألف جندي أمريكي إضافي، أمر
الرئيس الأمريكي بإرسالهم إلى أفغانستان العام الماضي.
وأوضح أن القوات الأمريكية الخاصة بدأت في ملاحقة أهدافها من
القيادات الرفيعة والمتوسطة للحركة، ومحاولة إجبار القبائل المحلية
للتعاون مع الجيش الأمريكي والحكومة الأفغانية.
ومنذ فترة طويلة، تعد قندهار مركز قلاقل للقوات الدولية والحكومة
الأفغانية، فالمدينة التي كانت مقراً لحكومة نظام طالبان في أفغانستان
قبيل الغزو الأمريكي أواخر 2001، مازالت عند ولائها للحركة ويختبئ فيها
العديد من قياداتها البارزة.
وأوضح قائد القوات الأمريكية في أفغانستان أن عملية "قندهار" لن
تكون على نموذج عملية "مشترك" التي اعتمدت على زحف عسكري واسع لتنظيف "مرجة"
في إقليم هلمند من جيوب طالبان.
أمريكا تهون من شأن الآمال في مصالحة أفغانية
وقال وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس ان توقيت المصالحة مع كبار
قادة طالبان لا يزال غير مناسب وسلم بأن الضغط العسكري لم يضعف بعد
حركة طالبان بما فيه الكفاية.
وقال جيتس في جلسة للكونجرس "تحول القوة الدافعة ليس قويا بعد بما
يكفي لاقناع قادة طالبان بأنهم سيخسرون (الحرب) في واقع الامر."واضاف "وعندما
تتكون لديهم شكوك في قدرتهم على النجاح فذلك هو الوقت الذي قد يرغبون
فيه في التوصل لاتفاق. لا اعتقد اننا بلغنا هذه المرحلة بعد."
جاءت تصريحات جيتس التي تؤكد مخاوف واشنطن القديمة في نفس اليوم
الذي قال فيه ممثل لجماعة الحزب الاسلامي احدى جماعات المتمردين
الافغانية الرئيسية ان قيادته مستعدة لاحلال السلام والعمل "كجسر" الى
حركة طالبان اذا وفت واشنطن بخطتها الخاصة ببدء سحب قواتها العام
القادم.
وقال محمد داود عابدي لرويترز ان قرار تقديم خطة للسلام رد مباشر
على كلمة أوباما التي تعهد فيها في ديسمبر كانون الاول بارسال 30 الف
جندي اضافي الى افغانستان واعلن منتصف عام 2011 موعدا مستهدفا لبدء
انسحاب القوات.
وأضاف عابدي "هناك صيغة.. لا عدو يبقى عدوا الى الابد ولا صديق يبقى
صديقا الى الابد. واذا كان ما يخطط له المجتمع الدولي مع قيادة
الولايات المتحدة الامريكية هو الانسحاب فمن الافضل أن نجعل الموقف
مشرفا بما فيه الكفاية كي يغادروا بشكل مشرف."
وقال المسؤولون الامريكيون مرارا ان الانسحاب الامريكي سيكون
تدريجيا وستعتمد سرعته على الاوضاع على الارض وعلى قدرة افغانستان على
اقرار الامن.
وحذر الاميرال مايك مولن رئيس هيئة الاركان الامريكية المشتركة في
شهادة في الكونجرس يوم الاربعاء من الافراط في التفاؤل الذي اوجده حديث
المصالحة. وقال ان جهد الحرب الامريكية "لن ينتهي سريعا".
وقال لاعضاء الكونجرس "انا قلق بشأن الامل الذي قد يتولد فور ان
تروا بصيص امل في ان هذا (جهد الحرب) سينتهي سريعا. "لا ارى ذلك تماما.
هذا جزء صعب...صعب للغاية من العملية."
هولبروك يشيد باعتقال عدد من قادة طالبان
أشاد الموفد الأميركي إلى باكستان وأفغانستان ريتشارد هولبروك
باعتقال عدد من كبار قادة طالبان في باكستان في الاسابيع الاخيرة، رغم
ان دبلوماسيا سابقا في الامم المتحدة قال انها ادت الى وقف الاتصال بين
المنظمة الدولية والمتمردين.
وكان هولبروك يتحدث في اعقاب قول الموفد الدولي الخاص السابق الى
افغانستان كاي ايدي الجمعة في مقابلة مع اذاعة البي بي سي ان اعتقال
قياديين كبار من طالبان في باكستان اغلق قناة اتصالات سرية للامم
المتحدة مع الحركة.
وقال هولبروك للصحافيين انه كان على علم بتلك الاتصالات لان كاي
ايدي "ابلغنا بها بصورة عامة"، حتى وان لم تكن ادارة اوباما مشاركة
فيها.
واشاد هولبروك مجددا بباكستان بسبب اهمية المعتقلين ومن بينهم الملا
عبد الغني بردار الذي تعتبره وسائل الاعلام الاميركية قائد العمليات
العسكرية لطالبان واحد المقربين من الملا عمر زعيم الحركة.
وقال هولبروك "نحن مرتاحون جدا لان الحكومة اعتقلت الرجل الثاني في
طالبان"، معتبرا ان هذه الاعتقالات "ستزيد الضغوط على طالبان". واضاف
"هذا امر جيد لسبب بسيط وهو انه جيد للعمليات العسكرية الجارية في
افغانستان".
وقال كاي ايدي الذي استقال من منصبه في وقت سابق هذا الشهر ولاول
مرة انه اجرى محادثات مع مسؤولين بارزين من طالبان بدأت قبل نحو عام.
وقال الدبلوماسي ان محادثات مباشرة جرت مع "شخصيات بارزة في قيادة
طالبان" في دبي واماكن اخرى، مضيفا انه يعتقد ان زعيم الحركة الملا عمر
اعطى الضوء الاخضر لاجراء هذه الاتصالات.
وقال هولبروك ان الرئيس باراك اوباما "يؤيد المصالحة الجارية في
افغانستان"، لكنه اكد على وجود اختلاف بين "الدمج والمصالحة". |